حوت أحدب يحطم الرقم القياسي بالهجرة لمسافة 13 ألف كيلومتر عبر 3 محيطات، حيث بدأت رحلته في خليج تريبوجا بكولومبيا، حيث رُصد لأول مرة ضمن مجموعة تنافسية مكونة من 7 حيتان.
وأثارت هذه الهجرة غير المسبوقة العديد من التساؤلات حول دوافعها، والتي استعرضها موقع «India Today» في تقريره.
هوية الحوت من خلال تحليل فوتوغرافي
تم التوصل إلى هوية الحوت من خلال تحليل فوتوغرافي متقدم باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي من منصة Happywhale، والتي بينت في الأخير أنه حوت أحدب يتراوح طوله ما بين 12 إلى 16 مترًا، بينما وزنه 40 طن تقريبًا.

هذا الحوت الضخم رصد لاحقًا قبالة ساحل زنجبار في تنزانيا، ما يسلط الضوء على سلوكه الهجري الواسع النطاق، وتثير هذه الهجرة غير المسبوقة العديد من التساؤلات حول الدوافع وراء هذا السفر الطويل، ليشير الخبراء إلى أن التغيرات البيئية أو التحولات في استراتيجيات التزاوج، أو زيادة المنافسة على الموارد قد تكون وراء هذه الهجرات الطويلة.
رحلة الحوت بين 3 محيطات
كشفت دراسة بقيادة إيكاترينا كالاشنيكوفا من مركز بازاروتو للدراسات العلمية (BCSS) عن أطول هجرة مسجلة للحوت الأحدب Megaptera novaeangliae، ونشر البحث الخاص بها في مجلة «Royal Society Open Science»، ويوثق رحلة غير عادية لحوت أحدب ذكر سافر مسافة نحو 13046 كيلومترًا على الأقل، ويحتمل أن يصل إلى 19000 كيلومتر، ويربط بين مناطق التكاثر عبر ثلاثة محيطات.

الحوت الأحدب
تشتهر الحيتان الحدباء بأغانيها ولهجاتها الفريدة التي تختلف بحسب المنطقة، وتسلط النتائج الضوء على أهمية البحث عبر الحدود والجهود التعاونية لفهم سلوك الحيتان الحدباء وبيئة الهجرة.
شكل الحوت الأحدب
بحسب موقع «britannica» يتميز هذا الحوت عن غيره بزعانفه الطويلة الضيقة، والتي يبلغ طولها حوالي ثلث طول الجسم ومزخرفة على الحافة الأمامية، كما أن الحيتان الحدباء لها نتوءات كبيرة على الرأس والفكين والجسم، وكل نتوء مرتبط بشعرة أو اثنتين، بينما الزعنفة الظهرية صغيرة وموجودة في الجزء الخلفي من الجسم.

تعيش الحيتان الحدباء على طول سواحل جميع المحيطات، وتسبح أحيانًا بالقرب من الشاطئ، حتى في المواني والأنهار، وتقوم بالهجرة الطويلة بين مناطق التغذية القطبية في الصيف ومناطق التكاثر الاستوائية أو شبه الاستوائية في الشتاء، ويتكون النظام الغذائي من القشريات الشبيهة بالجمبري والتي تسمى الكريل والأسماك الصغيرة والعوالق التي يستخرجها الحوت الأحدب من الماء باستخدام عظامه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية:
الحوت الأحدب
الحوت
الحیتان الحدباء
إقرأ أيضاً:
الطيور تمتلك “ثقافة” و”تراثا” تتناقله الأجيال
الجديد برس| منذ سنوات، افترض العلماء أن
بناء الأعشاش لدى الطيور أمر غريزي بحت، أي أنه سلوك فطري يولد به الطائر ولا يتطلب أي تعلم، مثل البشر يأكلون عند الجوع، شعور يدفعك إلى فعل شيء ما. هذا صحيح جزئيا، فكل نوع من أنواع الطيور يميل إلى بناء نمط مميز من العش، مما يشير إلى وجود أصل وراثي، كما أن تجارب الطيور في الأسر أثبتت ذلك، فبعض الطيور التي ولدت في أقفاص مراقبة، ولم تشاهد طيورًا أخرى تبني أعشاشها، قامت تلقائيا عند التزاوج ببناء أعشاشها.
التعلم من الرفاق لكن على الرغم من ذلك، أظهرت تجارب أجريت على عصافير الزيبرا الأسترالية، وهي طائر مغرد صغير يستخدم غالبًا في التجارب السلوكية، أن الطيور تحسن أسلوبها مع الخبرة، حيث طورت من أسلوبها مع الزمن، لتصنع أعشاشاً أدق في كل مرة. بل وهناك أيضًا أدلة على التعلم الاجتماعي في بناء الأعشاش، إذ إن بعض الطيور يتعلم من مشاهدة الآخرين، تماما كما قد يتعلم المتدرب من حرفي ماهر. في واحدة من الدراسات التي نشرت بدورية أنيمال كوجنيشن، تعلمت طيور الزيبرا من تأمل أعشاش فارغة لرفاقها، وعندما سمح الفريق للطيور (التي أجبرت على رؤية أعشاش فارغة متنوعة)، ببناء أعشاشها الأولى، وجد الباحثون أن الطيور استخدمت مواد من نفس لون العش الفارغ الذي شاهدته، تعلمت وحاكت ما تعلمته، مثلنا بالضبط.
بناء ثقافة بل هناك ما هو أعقد من ذلك. على سبيل المثال، في قلب صحراء كالاهاري الحارقة بجنوب أفريقيا، حيث الرمال الذهبية والرياح الساخنة تتقاذف الغبار، رصد العلماء اختلافات بين جماعات مختلفة من طيور الحبّاك أبيض الحاجب، وكأن كل
مجموعة منها تتبع أسلوبا معماريا خاصا بها، لا يشبه غيرها من المجموعات المجاورة، رغم أنها تعيش في نفس البيئة. هذا ما توصل إليه فريق من علماء الأحياء من المملكة المتحدة وكندا، في دراسة حديثة نسبيا نشرت في أغسطس/آب 2024 بدورية “ساينس” المرموقة، إذ وجدوا أن مجموعات مختلفة من طيور الحبّاك تتبنى “أساليب بناء عش مميزة”، تتوارث عبر الزمن، ما يشبه شكلا من الثقافة. اعتمد الباحثون على مراقبة سلوك البناء لدى طائر الحبّاك أبيض الحاجب، الذي يتميز بنمط حياة اجتماعي معقد وسلوك تعاوني ملحوظ. طوال عامين كاملين، راقب الفريق 43 مجموعة مختلفة من هذه الطيور في صحراء كالاهاري، ووثقوا بناء ما يقرب من 450 عشًا. باستخدام الفيديو والملاحظات الدقيقة، سجل الفريق شكل الأعشاش، وأبعادها، وطول الأنفاق الداخلة والخارجة، وسمك الجدران. ووجد العلماء أن بعض المجموعات تفضل أعشاشا قصيرة وثخينة، بينما تميل مجموعات أخرى إلى بناء أعشاش طويلة ذات مداخل أنبوبية معقدة، والأهم أن نمط البناء بقي ثابتا داخل كل مجموعة عبر الزمن.
توارث مختلف هذه النتائج استبعدت أن تكون الاختلافات بسبب البيئة أو الصدفة، بل يبدو أن لكل مجموعة نمطا هندسيا معماريا مميزا يقلده الأفراد، ويستمر من جيل إلى جيل، ما يعرف في علم السلوك الحيواني “بالانتقال الثقافي غير الجيني”. تعد هذه الدراسة من الأدلة القوية على أن بعض أنواع الطيور لا تكتفي بالوراثة، أو حتى التعلم الفردي، بل تُكون تقاليد سلوكية داخل مجموعاتها، وهذا يضعها في مصاف كائنات قليلة، مثل الشمبانزي والدلافين، والتي تمتلك ثقافة جماعية يتعلمها الأفراد ويتبادلونها، لا عبر الجينات، بل عبر التجربة والملاحظة. والمثير للانتباه في هذا السياق، هو أن ذلك يفتح الباب للتساؤل عن كيف يمكن أن تظهر “الثقافة” في كائنات صغيرة الدماغ.