بوابة الوفد:
2025-12-13@12:24:41 GMT

روشتة لعلاج الوسواس والتخلص من الخوف

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق إن الترغيب والترهيب، الرجاء والخوف، البسط والقبض، كلها أمور من الله سبحانه وتعالى، وهو القابض الباسط، وهو النافع الضار، وهو المحيي المميت، وهو الأول الآخر، إلى ما لا يتناهى من صفاته العظيمة.

وأضاف جمعة أن الله قد خلق الإنسان وجعل في قلبه مشاعر متنوعة، منها الخوف والرجاء، وهما شعوران جميلان في حياتنا كمسلمين، إلا أن الأمر يتطلب منا التوازن بينهما.

الخوف والرجاء: شعوران حسنان

وتابع جمعة أن الخوف من الله هو شعور ضروري في حياة المؤمن، فكما قال الله تعالى في كتابه الكريم، "إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآياتِنا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ"، فهذا الخوف هو الذي يبعث في قلب المسلم الوعي بمقام ربه، ويجعله يراقب أفعاله وتوجهاته في حياته. ولكن، هذا الخوف يجب أن يكون في مكانه الصحيح، فلا يذهب إلى درجة الوسوسة التي تُفضي إلى الإحباط أو اليأس.

ما الذي يجب فعله عندما يزداد الوسواس؟

وأشار جمعة إلى أنه إذا شعرتَ بأنك دخلت في دائرة الخوف، وبدأت الأمور تُغلَق عليك، وبدأ الوسواس يتسرب إلى قلبك حتى يحقق الإحباط، فاعلم أن هذا ليس وقت اليأس. في تلك اللحظات، تذكّر قوله تعالى: "وَلَا يَيْأَسُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"، فاليأس من رحمة الله أمر محرم ومصيبة عظيمة، لأن الله سبحانه وتعالى واسع المغفرة، رحيم بعباده. وبالتالي، يجب على المسلم أن يتجنب هذا اليأس بكل الطرق.

إذا كنت تجد نفسك محاصراً بالوساوس، وكان الخوف يزداد يوماً بعد يوم، وتُحاسب نفسك أكثر من اللازم حتى أوشكت أن تدخل في حالة مرضية، فافتح الباب الذي يخرجك من هذه الدائرة. فما هو هذا الباب؟ إنه باب الرجاء، وهو الباب الذي يؤدي بك إلى التوازن الروحي.

فتح باب الرجاء: سبيل التوازن

وأجاب جمعة على سؤال هام: كيف تفتح باب الرجاء؟ ببساطة، تأمل نعم الله عليك، حاول أن تستحضر منن الله التي لا تُحصى، ستجد نفسك تردد في قلبك: "إن الله كريم، عفو، غفور، ولم يفعل كل ذلك لي إلا لأنه يحبني." هذا التأمل يُعيد التوازن إلى قلبك، ويجعلك تخرج من دائرة الخوف المفرط إلى رحاب الرجاء في رحمة الله عز وجل.

حين يتجاوز الرجاء حدوده: العودة إلى الخوف

لكن إذا وجدت نفسك في حالة من الرجاء الدائم، وبدأت تتجاوز حدود الحذر والتوبة، وأصبحت لا تبالي بالذنب ولا بالقصور في الطاعات، فقد دخلت الرجاء من أوسع أبوابه. وفي تلك اللحظات، إذا شعرت أن الرجاء بدأ يُطمس تمامًا وتحتاج إلى تذكير نفسك بمقام الله، افتح باب الخوف. تأمل في معاصيك وما قد ترتكب من تقصير، فتُفزعك حالتك. تساءل في قلبك: "لماذا أنت صابر عليَّ يا رب؟" وفي هذه اللحظة، تتذكر قدرة الله وعظمته، وأنه سبحانه سيأخذك أخذ عزيز مقتدر إن استمريت في هذا الطريق. هذا الخوف يكون فزعًا يدفعك إلى التوبة والعودة بسرعة إلى الله.

الأمة الوسط: نهج الإسلام

إذن، ينبغي أن تكون دائمًا في الأمة الوسط. كما قال تعالى: "وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ". الوسط هو مكان التوازن بين الإفراط والتفريط. ولا ينبغي للإنسان أن يكون في أحد الطرفين، فلا يُفرط في الرجاء حتى يغفل عن التقوى ولا يُفرط في الخوف حتى ييأس من رحمة الله. إذا اختل الميزان في جانب الرجاء، افتح باب الخوف بالتفكر في مصائب الدنيا، فتشعر بالخوف من غضب الله. وإذا اختل الميزان في جانب الخوف، افتح باب الرجاء بتذكير نفسك بمنَّ الله عليك، فتعلم أن رحمة الله وسعت كل شيء.

 التوازن بين الخوف والرجاء

وانتهى جمعة إلى أن الإسلام لا يُرغب في أن تكون حياتنا قائمة على الخوف فقط، ولا على الرجاء فقط، بل علينا أن نعيش بينهما، في وسط من التوازن، حيث نسعى للعمل الصالح في الدنيا ونحن بين الخوف من الله ورجاء مغفرته. وهذا ما علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: "أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني." فزيادة الأعمال عن السنة هي نوع من الإفراط، كما أن التفريط في الطاعات هو نقص في اتباع السنة. لذا، علينا أن نكون في الوسط، نتوازن بين الخوف من الله ورجائه، لنعيش حياة تليق بعبوديتنا لله سبحانه وتعالى.

فالخوف والرجاء ليسا أمرين متناقضين، بل هما معًا الطريق إلى الله، والسبيل إلى أن نكون عبادًا معتدلين، يسيرون على صراطه المستقيم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسلام جمعة الوسواس الله الرجاء الخوف باب الرجاء رحمة الله الخوف من من الله

إقرأ أيضاً:

دونجا: خسرنا نهائي كأس مصر أمام الزمالك لهذا السبب.. وهذه روشتة تطوير الكرة المصرية

أكد محمود عبد العاطي دونجا لاعب بيراميدز الحالي والزمالك السابق، أنه ليس هناك فريق محظوظ أو كعبه عالي على آخر في كرة القدم، هناك فريق موفق وآخر غير موفق، مشددًا على أن مباريات بيراميدز أمام الزمالك والأهلي تكون نتيجتها غير متوقعة لأنهما فريقان كبيران، وفي المواجهات تلك ليس هناك فريق فائز أو متوقع للنتيجة قبل بدايتها، من يجتهد ويقاتل أكثر سيفوز.

وتابع "دونجا" في تصريحات لبرنامج نجوم دوري نايل مع أحمد المصري عبر إذاعة أون سبورت إف إم: خسرنا نهائي كأس مصر أمام الزمالك لأننا لم نكن مستعدين 100%، اللاعبون لم يكونوا متحمسين وشغوفين مثلما كان الحال في نهائي دوري أبطال إفريقيا قبلها بأيام، لذلك من الطبيعي أن تخسر لأنك تواجه فريقًا كبيرًا بحجم الزمالك وجماهيره العظيمة التي تحرك الصخر وتستطيع فعل أي شيء في أي وقت.

وأضاف لاعب الزمالك السابق: كابتن سيد عيد مدرب كبير ويقدم موسمًا رائعًا مع بتروجيت وكذلك كابتن محمد الشيخ مع وادي دجلة، هو صديق شخصي ومدرب رائع لديه طموحات كبيرة، يعجبني مثل هؤلاء المدربين الذي يجتهدون ولا يتركون فرصة للتطور إلا وينتهزوها، وأبرزهم علي ماهر مع سيراميكا كليوباترا، وهذا يظهر في المواجهات مع هؤلاء المدربين، الأفكار والتكتيكات والبصمات والجهود كلها تكون واضحة تمامًا في الملعب، هو أفضل مدرب في مصر حاليًا ويقدم موسمًا متميزًا مع فريقه.

وواصل لاعب بيراميدز الحالي: هذا ما يجب أن يحدث إذا كنت نريد تطويرًا للكرة المصرية، أن نعتمد على مدربين مؤهلين تمامًا، لكن عندما تنظر لمدربي منتخبات الناشئين في مصر تجد عكس ذلك تمامًا، وإذا نظرت لدولة مثل المغرب، ستجد المنتخب الأول رابع العالم ومنتخب الناشئين بطل العالم بمدربين وطنيين مؤهلين وحاصلين على شهادات معتمدة، كل الفئات العمرية تنافس في كل البطولات القارية والعالمية بقوة، والموضوع ليس شخصيًا كما يحدث هنا، لكنها سياسة يطبقها اتحاد اللعبة نفسه.

واختتم محمود عبد العاطي دونجا حديثه: هذا توجه الدولة بالكامل، لذلك نحتاج لاهتمام الدولة بشكل أكبر بالرياضة لأن اسم مصر ليس صغيرًا، منتخب مصر الثاني خرج بفضيحة كروية من كأس العرب 2025 بقطر، يجب أن نتعلم من أخطائنا وأن نعيد رسم سياسات الرياضة حتى نستطيع استعادة مكانتنا مرة آخرى كأفضل منتخب في إفريقيا.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر الإنسان
  • دونجا: خسرنا نهائي كأس مصر أمام الزمالك لهذا السبب.. وهذه روشتة تطوير الكرة المصرية
  • علي جمعة: صلاح القلب مفتاح صلاح العمل وحسن العلاقة مع الله
  • هل تحدث علامات الساعة كلها في يوم واحد؟.. علي جمعة يرد بمفاجأة
  • ما سر قل أعوذ برب الفلق؟.. علي جمعة: تحصنك من 8 شرور مهلكة
  • آيات كان يرددها النبي قبل النوم.. حصّن نفسك طوال الليل وداوم على قراءتها
  • روشتة التصدى للشائعات
  • علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
  • علي جمعة: قيام الليل مفتاح السكينة والتقوى في زمن الفتن
  • أتكاسل عن صلاة الفجر لشدة البرد فهل على إثم؟.. علي جمعة يجيب