حين تتزاحم الدعوات وتصعد الأرواح نحو الرجاء
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
نورة الدرعية
اليوم، كنتُ أراقب السماء، وبدا لي المشهد أوسع من مجرد سحاب متحرك أو لون أزرق يتغير. تخيلتُ الدعوات وهي تصعد من صدور عباد الله… فوق المليار مسلم، ولكل منهم أكثر من دعوة، أكثر من أمنية، أكثر من ألمٍ يختبئ خلف “يا رب” واحدة!
تصورتُ هذا الزحام الخفي، هذا الطوفان الصامت من الرغبات المتجهة نحو الله.
بعيدًا عن علمنا بقدرته، وإيماننا بأنَّه لا يرد يدًا رُفعت إليه، فإنَّ مجرد تخيل أن كل هذه الدعوات تحتشد في لحظات مُعينة، في أيامٍ محددة، وتُرسل إلى رب واحد، يزرع في القلب شعورًا بالأمل، بأننا لسنا وحدنا في هذه الحياة، ولسنا بلا ملجأ.
الله أمرنا بالدعاء، وهو العليم بنا قبل أن ننطق، يعرف عدد الدعوات، ويعلم ما لم نقوَ على صياغته، ما خاننا فيه التعبير، وما اكتفينا من كثرة وجعه بقول “يا رب” فقط… تلك الكلمة الصغيرة التي تحمل في جوفها كل ما لم نستطع أن نقوله.
الحياةُ في حقيقتها سلسلة لا تنتهي من التعافي والألم. لا أحد منا نجا دون ندبة. كلنا أتلفتنا تجربة، وأسقطتنا خيبة، وأوجعتنا خسارة. كلنا نجر خطواتنا الثقيلة نحو شيء اسمه الشفاء.
قد نعاني من أخطاء ارتكبناها، أو من غدرٍ طعننا، أو ظلمٍ أنهكنا، أو من حظٍ عاثر طاردنا في اختياراتنا، أو من سقطة مؤلمة لم نتوقعها في منتصف الطريق. كلنا نحمل خيبات، بعضها يراه الناس وبعضها فضلنا أن ندفنه في قلوبنا.
ومع ذلك، لا مفر من المحاولة. لا بُد أن نجد لأنفسنا طريقة ما لنتجاوز، لنتعافى، لنعيد ترتيب أنفسنا من جديد، ولنخوض التجربة مرة أخرى، بشجاعةٍ أكثر، ولو بضعفٍ ظاهر.
مع كل غصة تتركها خسارة، وكل كآبة يخلفها ألم، وكل شك تزرعه الخيبات في نفوسنا، وكل يأس يأكل فينا من الداخل… هناك شعور آخر، شعور بالنجاة. ذاك الإحساس الدافئ بأننا رغم كل شيء لا زلنا هنا، ولا زالت هناك فرصة، وأن الغد لا زال يملك إمكانية أن يكون أجمل.
أحدهم مرَّ من هنا، وكان على حافة الانهيار… ونجا. وأحدهم انهزم أكثر من مرة، ثم نهض. والعِوض لا بد أن يأتي، حين يشاء الله، في الوقت الذي يناسبنا لا الذي نريده.
كل مأساة لا تقتلك، هي إعلان عن بداية أخرى، عن احتمال جديد، عن غدٍ مختلف. فامضِ، ولو بخطواتك الثقيلة، نحو شفائك. كُن رفيقًا بنفسك، رؤوفًا بها، ولا تبخل عليها بمحاولة جديدة للحياة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الدعوات الدولية لتصنيف البوليساريو تنظيما إرهابيا تنتقل من الكونغرس الأمريكي إلى بريطانيا
زنقة20| الرباط
تشهد الدعوات لتصنيف جبهة البوليساريو الإنفصالية كتنظيم إرهابي تصاعداً ملحوظاً على الساحة الدولية، حيث إنتقلت هذه المطالب من أروقة الكونغرس الأمريكي إلى المملكة المتحدة حيث من المفترض ان تشمل دول كبرى مماثلة.
وفي مقال رأي نُشر في صحيفة The Telegraph البريطانية، دعا الباحث السياسي “روبرت كلارك” الحكومة البريطانية إلى إدراج البوليساريو ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى التهديدات الأمنية والأنشطة المزعزعة للاستقرار التي تمارسها الجبهة في منطقة شمال إفريقيا.
ويأتي هذا الموقف الجديد ببريطانيا في أعقاب مواقف مشابهة داخل الولايات المتحدة، حيث طالب عدد من أعضاء الكونغرس باتخاذ إجراءات صارمة تجاه جبهة البوليساريو الإنفصالية، متهمين إياها بتورطها في أعمال عنف وتهديد المصالح الإقليمية والدولية.
وحسب مهتمين فقد يمثل هذا التحرك البريطاني المحتمل تجاه تصنيف جبهة البوليساريو الإنفصالية نقطة تحول في التعاطي الغربي مع النزاع في الصحراء، خاصة مع تنامي الشراكات الأمنية بين لندن وعدد من دول شمال إفريقيا، وعلى رأسها المغرب.