فضل المحافظة على السنن الرواتب والحث على أدائها .. تعرف عليه
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (نرجو منكم بيان فضل المحافظة على أداء السنن الرواتب والحث على أدائها والترغيب فيها. وهل الإكثار منها سبب لمحبة الله عز وجل؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إنه قد أخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الإكثار من النوافل سبب لمحبة الله تعالى؛ روى الإمام البخاري في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ قَالَ:.
كما رغَّب سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم في المحافظة على اثنتي عشرة ركعة التي هي السنن الراتبة التابعة للصلوات المفروضة، وهي: أربع ركعات قبل صلاة الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد صلاة المغرب، وركعتان بعد صلاة العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر، وبيَّن أن في المحافظة عليها أجرًا عظيمًا؛ فقد روى الإمام الترمذي في "سننه" عن أم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمغرب، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْعشَاء، وَرَكْعَتَيْنِ قبل صَلَاة الْفَجْرِ»، وفي رواية الإمام مسلم أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ -أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ-».
وقد خصَّ سيدنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم بعضَ هذه الرواتب بالتأكيد والترغيب، كنافلة الفجر؛ روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وفي شرحه لهذا الحديث قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي" (2/ 388، ط. دار الكتب العلمية): [قَوْلُهُ «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أَيْ مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا، قَالَهُ النَّوَوِيُّ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ: إِنْ حَمَلَ الدُّنْيَا عَلَى أَعْرَاضِهَا وَزَهْرَتِهَا فَالْخَيْرُ إِمَّا مُجْرًى عَلَى زَعْمِ مَنْ يَرَى فِيهَا خَيْرًا أَوْ يَكُونُ مِنْ باب: ﴿أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا﴾ [مريم: 73]، وَإِنْ حُمِلَ عَلَى الْإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَكُونُ هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ أَكْثَرَ ثَوَابًا مِنْهَا، وَقَالَ الشاه ولي الله الدهلوي في حجة الله الْبَالِغَةِ: إِنَّمَا كَانَتَا خَيْرًا مِنْهَا؛ لِأَنَّ الدُّنْيَا فَانِيَةٌ وَنَعِيمُهَا لَا يَخْلُو عَنْ كَدَرِ النَّصَبِ وَالتَّعَبِ، وَثَوَابُهُمَا بَاقٍ غَيْرُ كَدِرٍ] اهـ.
وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحرص على أن يصلي أربعًا قبل الظهر، فإذا لم يصليهنّ قبل الظهر صلاهن بعدها؛ روى الإمام الترمذي في "سننه" عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ إِذَا لَمْ يُصَلِّ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ صَلاَّهُنَّ بَعْدَهُ"، وفي رواية ابن ماجه أنها قالت: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا فَاتَتْهُ الأَرْبَعُ قَبْلَ الظُّهْرِ صَلَّاهَا بَعْدَ الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ"؛ قال العلامة الشوكاني في "نيل الأوطار" (3/ 32، ط. دار الحديث): [الحديثان يدلّان على مشروعية المحافظة على السنن التي قبل الفرائض، وعلى امتداد وقتها إلى آخر وقت الفريضة؛ وذلك لأنها لو كانت أوقاتها تخرج بفعل الفرائض لكان فعلها بعدها قضاء وكانت مُقدَّمةً على فِعل سنة الظهر] اهـ.
كما أن محافظة المسلم على الرواتب القبلية للصلاة يوقظ قلبه ويهيئه للخشوع في الفريضة، ومحافظته على الرواتب البعدية للصلاة يَجْبُر ما وقع فيها من النقص والخلل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلاة دار الإفتاء النوافل السنن المزيد رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم المحافظة على سیدنا رسول رضی الله
إقرأ أيضاً:
احتفالية جماهيرية كبرى في الحديدة بذكرى يوم الولاية
الثورة نت/..
شهد ملعب العلفي في مدينة الحديدة، مساء اليوم، احتفالية جماهيرية كبرى، لأبناء مربع المدينة بمناسبة ذكرى يوم ولاية الإمام علي -عليه السلام- للعام 1446هـ، تحت شعار “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”.
واكتظ الملعب بآلاف المشاركين من أبناء مديريات الميناء، الحوك، والحالي، بحضور محافظ المحافظة عبدالله عطيفي، ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي الدكتور مروان المحاقري، ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، ووكيلَي المحافظة محمد حليصي وعلي كباري، ورئيس محكمة استئناف أمانة العاصمة القاضي طه عقبة، ورئيس محكمة استئناف محافظة الحديدة ، القاضي احمد الجرموزي ، وقيادات عسكرية وتنفيذية، تعبيراً عن عظمة ومكانة هذه الذكرى في قلوب اليمنيين.
وهتف المشاركون بالشعارات المعبّرة عن الولاء للإمام علي.. مؤكدين ضرورة توحيد بوصلة الجهاد صوب العدو الأوحد للأمة، وهو “الكيان الصهيوني والداعم الرئيسي له الولايات المتحدة الأمريكية”.. مجددين العزم على السير على نهج الإمام علي في مواجهة قوى الاستكبار وأعداء الأمة، بالتطبيق العملي لمبدأ الولاية، بما يحفظ للأمة كيانها واستقلالها وعزتها.
وأكد محافظ الحديدة، عبدالله عطيفي، أن يوم الولاية يمثل هوية جامعة للأمة، ومنطلقاً لمشروع تحرري عابر للحدود، يستند إلى القرآن كمرجعية، والإمام علي كرمز للعدل والشجاعة والنزاهة في الحكم.. معتبراً أن من يحمل راية الولاية اليوم هو من يحمل راية الأمة في مواجهة أعدائها.
واعتبر ذكرى الولاية لحظة فارقة في تاريخ الأمة؛ لأنها تؤسس لمبدأ القيادة الربانية المستندة إلى التزكية الإلهية.. مشيراً إلى أن الشعب اليمني قدم في سبيل هذا المبدأ تضحيات جسام، وها هو اليوم أكثر وعياً وصلابةً واستعداداً للمضي في درب الحق.
وأشار إلى أن الشعب اليمني، بإحيائه لهذه المناسبة في هذا الظرف التاريخي، يجدد عهده مع الله ورسوله وأعلام الهدى، ويعبّر عن رفضه القاطع لكل أشكال الخضوع والاستسلام.. مؤكداً أن اختيار اليمنيين هو الصمود والثبات على نهج الإمام علي في مقاومة الطغاة والمستكبرين.
ولفت عطيفي إلى أن من يتولى الإمام علي -عليه السلام- قولاً وفعلاً لا يمكن أن يكون تابعاً لمستكبرين أو مُطبّعين مع الصهاينة، بل هو في الطليعة المدافعة عن قضايا الأمة، وأحد الأحرار الذين يسعون لتحرير فلسطين واستعادة مجد الأمة من براثن الوصاية والهيمنة.
ونوّه المحافظ عطيفي إلى أن هذه الذكرى تعد رسالة واضحة للعالم بصمود اليمنيين ورفضهم الوصاية الأجنبية.. مؤكداً أن العدوان على اليمن هو امتداد للصراع الكوني بين الحق والباطل، وأن صنعاء لن تنحني ولن تتخلى عن خيار الحرية والاستقلال.
كما نوّه بأن الشعب اليمني، وقيادته الثورية والمجلس السياسي الأعلى والقوات المسلحة، أسسوا جبهة حقيقية قادرة على إفشال مؤامرات تحالف العدوان وأدواته.. مؤكداً أهمية الاقتداء بتوجيهات الرسول الأعظم، والتمسك بمنهج الحق في مواجهة الطغاة.
من جانبه، أشار مسؤول وحدة العلماء والمتعلمين في المحافظة، الشيخ علي صومل، إلى أن الاحتفال بيوم الولاية لم يعد مجرد مناسبة دينية، بل محطة إستراتيجية لإعادة توجيه بوصلة الأمة نحو التحرر الحقيقي، وربط الشعوب بقيادتها الربانية ومنهج القرآن.
كما أكد أن الاحتفاء بهذه المناسبة هو تجسيد لمعاني تولي من ولاهم الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-، بالافتخار بالسير على منهجهم، ودرء المخاطر الجسام التي تحيكها قوى الشر ضد الأمة، وتحقيق رسالتها الربانية.
وأوضح صومل أن صلاح الأمة مرتبط بوفائها لله ورسوله، وبترسيخ الهوية والمبادئ التي تنطلق من المنهج القرآني، استناداً إلى المصادر النقية من كتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وآله وسلم.
تخللت الحفل رقصات شعبية، وقصائد ووصلات إنشادية، عبّرت عن الاعتزاز بالانتماء للإمام علي، ومكانته في قلوب اليمنيين، وارتباطهم الوثيق به، وولائهم له، واعتمادهم الكامل على الله تعالى، والدعوة لإعادة الأمة إلى منارات الحق والعدل والسلام.