ابتزاز السوشيال ميديا.. جريمة تصل عقوبتها للحبس والغرامة في عدة حالات
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
«يا الدفع أو تنفيذ طلبات معينة».. في ظلال العالم الرقمي الواسع تتحول وسائل التواصل الاجتماعي أحيانًا إلى ساحات خفية للابتزاز، حيث يجد الجاني طريقه إلى الضحية عبر استغلالها من خلال حصوله على صور دون إذن، أو معلومات شخصية تستخدم كوسيلة ضغط، تحول حياة الضحية إلى كابوس، وتزداد الضغوط مع كل رسالة تهديد بين دفع أموال أو تنفيذ طلبات محددة.
في الآونة الأخيرة انتشرت حالات ابتزاز إلكتروني كانت سببا في تكدير حياة الضحايا، إذ وصل الأمر إلى محاولة الانتحار أحيانا في بعض القصص، أو اللجوء إلى القضاء للتخلص من هذا الأمر الذي يترك الكثير من الآثار النفسية والاجتماعية لدى الضحية، لذا يتساءل الكثيرون عن عقوبة الابتزاز الإلكتروني في القانون، وهو ما يوضحه أشرف ناجي المحامي بالنقض في تصريحات لـ«الوطن».
التهديد أو الابتزاز هو جريمة يمكن أن تكون في الواقع الفعلي أو الواقع الافتراضي «السوشيال ميديا»، من خلال الترهيب بنشر صور أو فيديوهات وتسريب معلومات خاصة مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة، لكن مصر وضعت حدودا صارمة وكانت من أوائل الدول التي أنشأت وحدة شرطية لرصد جرائم الإنترنت، وصدر بعدها القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، لمكافحة جرائم الاعتداء على النفس أو الأموال عن طريق الإنترنت، وحددت قوانين رادعة لكل من يرتكب تلك الجرائم الإلكترونية، وأصبح الجاني يكتب سيناريو ضياع ونهاية مستقبله بيده، وفقًا لـ«ناجي».
الحبس للجاني في هذه الحالةونص قانون العقوبات المصري في المادة 327 على أن كل من «هدد غيره كتابة بارتكاب جريمة ضد النفس أو المال أو بإفشاء أمور أو نسبة أمور تخدش الشرف يعاقب عليها بالسجن وتنخفض إلى الحبس إذا لم يكن التهديد مصحوبا بطلب مادي»، كما أن تهديد شخص لآخر بجريمة ضد النفس تصل عقوبتها إلى السجن مدة لا تتجاوز 3 سنوات إذا لم يكن التهديد مصحوبًا بطلب أموال، أما اذا كان مصحوبا بطلب مال فقد تصل العقوبة للحبس 7 سنوات، ووضع المشرع وضع عقوبات الحبس لمدة تصل إلى 5 سنوات والغرامة 300 ألف جنيه للاعتداء على القيم الأسرية.
أما قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات في المادة 25، نص على أنه يعاقب الجاني بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه ولا تجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، لكل من اعتدى على أي من مبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري أو من انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته.
ومؤخرا قضت الجهات المختصة بالسجن المشدد 3 سنوات لطالب بسبب إدانته بابتزاز هنا محمد مصطفى، ابنة المطربة شيرين عبدالوهاب، عبر موقع «تيك توك»، حيث طالبها المتهم بالحصول على مبلغ مالي كبير عقب معرفته إنها ابنه شيرين، وهددها بإفشاء أمور خادشة للحياء، والمتحصل عليها من الجريمة محل التحقيقات، وذلك عقب تقدم والدها ببلاغ لمباحث الإنترنت، عقب تعرض ابنته، 12 عامًاـ للابتزاز والتهديد من قبل حساب مجهول ما أصابها بحالة نفسية سيئة.
مسلسل «ساعته وتاريخه» تناول أيضا قضايا ضحايا الابتزاز الإلكتروني في الحلقة الثالثة بعنوان «تفتيش مُفاجئ»، إذ تعرضت بطلة الحلقة «ندى» للابتزاز من زميلها بصورها الشخصية، ربطتها به علاقة عاطفية لتفاجئ بأنه يبتزها بصور شخصية لها، وتحاول زميلتها في مسكن الطالبات مساعدتها ولكنها تفشل.
وبعدما اكتشف كل من حولها أن الصور غير مفبركة، وأن «ندى» هي التي أرسلت الصور لزميلها، عاقبت نفسها بفكرة الانتحار بأخذ جرعة كبيرة من أقراص الدواء لإنهاء حياتها، وتم معاقبة المتهمين وعددهم 5 بالسجن لمدة 15 سنة لـ3 متهمين، ومعاقبة 2 آخرين بالسجن لمدة 5 سنوات.
عقوبات رادعة للمتهمين بالابتزاز الإلكترونيويضم القانون المصري في طياته عقوبات رادعة لجريمة الابتزاز الإلكتروني بمختلف أنواعه، وكانت مباحث الإنترنت بوزارة الداخلية، أن التعامل مع قضايا الابتزاز الإلكتروني يكون في منتهى السرية من أجل الحفاظ على خصوصية المتقدمين بالشكوى.
كيفية الإبلاغ عن التعرض للابتزاز الإلكترونيالمحامي بالنقض أكد وجود طريقتين أمام من يتعرض للابتزاز الإلكتروني للحصول على حقه وتتمثل فيما يلي:
الطريقة الأولى: الدخول إلى موقع وزارة الداخلية وتقديم بلاغ رسمي ضد المتهم.
الطريقة الثانية: الاتصال بالخط الساخن لمباحث الإنترنت.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ابتزاز السوشيال ميديا عقوبة جريمة الابتزاز الإلكتروني ابتزاز ابنة شيرين عبد الوهاب الابتزاز الإلكتروني الابتزاز الإلکترونی
إقرأ أيضاً:
«أمهات مصر»: 93% من أولياء الأمور يؤيدون منع السوشيال ميديا للأطفال أقل من 16 عامًا
قالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وائتلاف أولياء الأمور، إن نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه الاتحاد بشأن قرار أستراليا بمنع الأطفال دون 16 عامًا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت اهتمامًا كبيرًا من الأسر المصرية بقضية حماية الأبناء من التأثيرات السلبية للسوشيال ميديا.
وأوضحت عبير، في تصريحات صحفية، أنها طرحت سؤالًا مباشرًا على أولياء الأمور عبر صفحة الاتحاد على فيسبوك، نصّه: بعد ما أستراليا قررت تمنع الأطفال اللي أقل من 16 سنة من استخدام السوشيال ميديا، هل تتفق مع إن القرار ده يتطبق عندنا كمان؟
وقالت إن العشرات من أولياء الأمور تفاعلوا مع السؤال، مقدمين آراء متنوعة تعكس حجم القلق المتزايد من الاستخدام غير المنضبط للتكنولوجيا بين الأطفال والمراهقين.
وأضافت عبير أن نتائج التصويت أظهرت تأييد 93% لتطبيق قرار مماثل في مصر، معتبرين أن المنع يحمي الأطفال ويحد من آثار السوشيال ميديا السلبية، بينما فضّل 7% الاكتفاء بالرقابة والتنظيم بدلًا من المنع الكامل.
وأشارت إلى أن التعليقات التي وردت حملت دلالات مهمة، حيث قالت إحدى الأمهات: ياريت طبعًا، وياريت كمان يتحجب المواقع الإباحية والتيك توك للولاد من 16 لـ21 سنة"، في إشارة إلى التخوف من المحتويات الضارة المنتشرة عبر الإنترنت.
فيما علّقت أخرى: الممنوع مرغوب واللي هنمنعه بإرادتنا هيتشاف من ورانا، أؤيد الرقابة، مؤكدة ضرورة التوعية جنبًا إلى جنب مع أي إجراءات جديدة.
كما قالت ولية أمر أخرى: ياريت بس للأسف المنظومة بقت مربوطة بكل حاجة على التليفون الواجب على جروب الواتس والتقييم على التليفون، طول عمرنا بنتعلم بالورقة والقلم".
فيما دعت أخرى إلى منع استخدام التابلت والموبايل في المدارس والجامعات" اعتراضًا على الإفراط في الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية داخل العملية التعليمية.
وأضافت ولية أمر: أؤيد طبعًا وبشدة بس إزاي والتعليم أصلاً بقى مرتبط بالنت والسوشيال ميديا؟"، مشددة على ضرورة توفير بدائل قبل تنفيذ أي قرار.
وأكدت عبير أحمد أن هذه الآراء تعكس واقعًا متنوعًا تعيشه الأسر المصرية في التعامل مع التكنولوجيا، مشيرة إلى أن الاتحاد سيستمر في طرح مثل هذه القضايا والعمل على رفع الوعي الرقمي داخل المجتمع.
وشددت على أن متابعة استخدام الأبناء للتكنولوجيا أصبحت ضرورة ملحّة في ظل التطور السريع للعالم الرقمي، مؤكدة أهمية التوعية المستمرة بطرق الاستخدام الآمن وكيفية حماية الأطفال والمراهقين من المحتويات الضارة، حتى تبقى التكنولوجيا وسيلة للتعلم والتطور، لا مصدرًا للتأثيرات السلبية.
اقرأ أيضاًخطر يهدد أبنائنا.. «أمهات مصر للنهوض بالتعليم» يحذر من لعبة «الجولة»
أمهات مصر: التعليم الفني يدخل مرحلة دولية جديدة بشراكة قوية مع إيطاليا