غضب داخل إيران بعد خسارة سوريا وسقوط الأسد.. تساؤلات عن المال والدم
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
تعرضت الحكومة الإيرانية لانتقادات شديدة من قبل فئات مختلفة من الشعب بسبب المليارات التي أنفقتها والدماء الإيرانية التي أُريقت من أجل دعم نظام المخلوع بشار الأسد في سوريا، حسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أنه في الأيام التي تلت الإطاحة المفاجئة وغير المتوقعة لإيران كقوة مهيمنة في سوريا، ظهرت انتقادات من جهات غير متوقعة، بما في ذلك من محافظين، حيث تدفقت هذه الانتقادات بحرية عبر القنوات التلفزيونية والبرامج الحوارية، على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الندوات الافتراضية التي شارك فيها آلاف الإيرانيين.
قال النائب السابق هشمت الله فلاحت بيشه في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن الإيرانيين يجب أن يحتفلوا بسقوط حليف إيران الطويل الأمد، الرئيس بشار الأسد، وأضاف: "لن يتمكن أحد بعد الآن من تبديد دولارات إيران للحفاظ على شبكة عنكبوتية".
وكان معارضو الحكومة منذ فترة طويلة قد أبدوا استياءهم من الأموال التي أرسلتها إيران إلى مناطق مختلفة من الشرق الأوسط، وقد انتشر هذا الشعور الآن ليشمل حتى أولئك الذين قاتلوا نيابة عن حكومتهم في سوريا أو الذين فقدوا أفراد عائلاتهم في الحرب الأهلية هناك، حيث بدأوا يتساءلون عما إذا كان كل ذلك يستحق العناء. وأشار البعض إلى أن نظام الأسد لم يكن الوحيد الذي خسر من هذه الانتفاضة.
وقال إبراهيم متقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران، في برنامج حواري إن إيران قد تراجعت من كونها قوة إقليمية إلى مجرد دولة أخرى.
وبحسب التقرير، فإن البعض تساءل عن الأساس الذي قامت عليه استراتيجية إيران على مدار العقود الماضية، التي تهدف إلى جعل نفسها قوة إقليمية مهيمنة لمواجهة إسرائيل وراعيها الأساسي، الولايات المتحدة، وذلك من خلال دعم طهران لمجموعة من الجماعات المسلحة في الشرق الأوسط التي أطلق عليها محور المقاومة.
وهاجم محمد شريعتي دهقان، ممثل إيران السابق لدى منظمة التعاون الإسلامي، حكومته في مقال رأي نشر في صحيفة "همميهن"، قائلا إن هزيمة الأسد كشفت أن استراتيجية إيران كانت مضللة و”بنيت على أسس ضعيفة”.
وطالب شريعتي دهقان بنهج جديد يعطي الأولوية لبناء تحالفات مع الدول بدلاً من دعم الجماعات المسلحة، وتحويل الأموال والموارد مرة أخرى إلى الشعب الإيراني.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا النقاش العلني الجريء يعد غير مألوف تماما، بالنظر إلى أن قادة إيران قد صوّروا دعمهم لسوريا والجماعات المسلحة المتحالفة التي تقاتل "إسرائيل" على أنه أحد المبادئ غير القابلة للتفاوض للثورة الإسلامية، وضروري للأمن القومي.
وقال حسن شمشادي، المحلل البارز القريب من الحكومة والذي شغل حتى العام الماضي منصب رئيس غرفة التجارة الإيرانية-السورية المشتركة، في مقابلة هاتفية من طهران: "النقاش بشأن سوريا يجري على جميع مستويات المجتمع، ليس فقط في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ولكن في التفاعلات اليومية في كل مكان".
وأضاف أن "الناس يسألون: لماذا أنفقنا كل هذه الأموال هناك؟ ماذا حققنا؟ ما هو مبررنا الآن بعد أن انتهى كل شيء؟".
وأشار شمشادي إلى أنه على الرغم من أن شكل العلاقات المستقبلية بين إيران وسوريا أصبح الآن غير مؤكد، فإن شراكة استراتيجية بُنيت على مدى أربعة عقود أصبحت الآن من التاريخ، لافتا إلى أن الوصول غير المقيد الذي كانت تتمتع به إيران منذ فترة طويلة إلى طرق الإمداد في سوريا لتزويد الجماعات المسلحة عبر المنطقة بالأسلحة والمواد الأخرى قد انتهى أيضا.
كان رد الفعل الرسمي من إيران متناقضا، حيث سعى الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي إلى النأي بأنفسهم عن الأحداث في الجوار، وفقا للحصيفة.
وقال الرئيس ووزير الخارجية إن للشعب السوري الحق في تحديد مستقبله السياسي، وقال نائب الرئيس الاستراتيجي الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده "مستعدة لإقامة علاقات جيدة مع الحكومة السورية المستقبلية، وكنا دائمًا نقف إلى جانب الشعب السوري".
أما المرشد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، فقد اتخذ لهجة أكثر صرامة في خطابه العام الأول بشأن الأحداث في سوريا، حيث ألقى باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في سقوط الأسد، واصفا المتمردين الذين أطاحوا به بأنهم "معتدون" لديهم دوافع متنافسة ويخدمون أسيادهم. كما ألمح إلى دعم تركيا لبعض المتمردين في سوريا.
وقال خامنئي: "ببركة الله، سيتم تحرير الأراضي المحتلة في سوريا على يد الشباب الشجعان في سوريا”، وأضاف: "لا شك أن هذا سيحدث"، وتوقع أن "المقاومة" ستنتشر على نطاق واسع في المنطقة، وستزداد إيران قوة.
لكن خطاب خامنئي تعارض مع الواقع على الأرض في سوريا، حيث انهار الجيش بسرعة مع تقدم المعارضة، واحتفل السوريون - صغارا وكبارا، رجالا ونساءً - بسقوط حاكم طاغية بالرقص في الشوارع وهم يهتفون: "حرية".
وأصدرت حماس، التي خاطرت من أجلها إيران وحليفها حزب الله في لبنان، بيانا هنأت فيه المتمردين السوريين على انتصارهم وأعلنت أنها تقف مع الشعب السوري.
وبدا أن خامنئي مستاء من الانتقادات العلنية، وقال إن هذه التعليقات “جريمة” لأنها تثير الخوف بين الناس.
وفي غضون ساعات، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية عن فتح تحقيق جنائي في قائمة من الشخصيات البارزة والمؤسسات الإعلامية التي قادت الانتقادات، وضمت القائمة فلاحت بيشه، النائب السابق، الذي كشف أن ديون سوريا لإيران بلغت حوالي 30 مليار دولار.
كانت سوريا بمثابة القاعدة المركزية لإيران في المنطقة لأكثر من 40 عامًا، وكان وصولها إلى الأراضي والموانئ والمطارات بلا قيود لدرجة أن قائدًا عسكريًا كبيرًا وصف سوريا يومًا بأنها محافظة من محافظات إيران.
وسيطرت إيران على قواعد عسكرية ومصانع صواريخ وأنفاق ومستودعات كانت تخدم سلسلة التوريد لشبكتها من الجماعات المسلحة.
ومن سوريا، قامت إيران بتهريب الأسلحة والأموال والدعم اللوجستي إلى حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والجماعات المسلحة في الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل والعراق.
وقال ماثيو ليفيت، مدير برنامج مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “كانت سوريا حجر الزاوية في خطة إيران الإقليمية، تطويق إسرائيل بحزام ناري”، وأضاف: “محور المقاومة كان بمثابة كرسي بثلاثة أرجل: إيران، سوريا، وحزب الله، لكنه لم يعد قائمًا”.
وأضاف ليفيت إن إيران كانت تعتمد أيضًا على سوريا اقتصاديًا، وكانت مشترياتها من النفط الخام والمكرر الإيراني، رغم العقوبات الأميركية، تساعد طهران على دفع تكاليف عملياتها العسكرية في المنطقة.
وقال خمسة مسؤولين إيرانيين، حسب التقرير، إنه بعد سقوط سوريا، كشف العديد من زملائهم بشكل خاص أن إيران فقدت كل شيء في 11 يومًا فقط، وقال المسؤولون إن الحكومة ما زالت "مرتبكة" و”مشوشة” وتحاول إيجاد طريق للمضي قدمًا مع سوريا.
ونقلت الصحيفة عن رحمن قهرمانبور، المحلل السياسي في طهران، قوله إن الأولوية الآن هي ضمان ألا تتحول سوريا إلى قاعدة ضد إيران ومنصة للهجوم على مصالحها في العراق أو لبنان.
وأضاف: "لا يمكن احتواء الحساب العلني الذي اندلع بشأن سلوك إيران في سوريا، ولن يخفف أي تبرير رسمي من الضربة القاسية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الإيرانية الأسد سوريا خامنئي إيران سوريا الأسد خامنئي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجماعات المسلحة فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
أوائل طلاب الكليات العسكرية لـ صدى البلد: مستعدون للدفاع عن الوطن
في إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بتخريج دفعات جديدة من طلبة الكليات العسكرية، التقي "صدى البلد" مع عدد من أوائل الطلبة، تحدثوا عن فترة تواجدهم داخل صفوف الكليات العسكرية والعلم والتدريس والتدريب الذي تلقوه، كذلك الخبرات التي اكتسبوها أثناء فترة تواجدهم داخل الكلية.
ملازم أحمد عبد الحافظ عبد المحسن فراماوي
في البداية تحدث ملازم أحمد عبد الحافظ عبد المحسن فراماوي، من الدفعة الخامسة الحاصلين على المؤهلات العليا، عن شعوره في هذا اليوم، قائلًا: "إحساس لا يوصف وأنا سعيد جدًا وفخور بنفسي أنني حققت أحد أحلامي منذ الطفولة وحلم والدته بأن أكون طالب في الكلية الحربية، وأن أتخرج منها، وأن أكون أحد أبناء القوات المسلحة وهذا طبعًا شرف لي وشرف لأي حد من دفعتي وزملائي اللذين تخرجوا معي اليوم".
وتطرق إلى طبيعة الحياة الدراسة داخل الأكاديمية العسكرية المصرية، مؤكدًا أنه تعلم الكثير داخل الكلية ومنها الانضباط، وتقدير العلم، منوهًا بالإمكانات الكبير التي توفرها الاكاديمية للطلبة لكي يصبحوا مؤهلين للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة، لافتًا إلى حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الاهتمام بتخرج ضباط لديه الوعي في كافة المجالات.
وشدد على أنه سيعمل على تقديم كل نقطة عرق من أجل الوطن وخدمته، وأن يسير على خطى القادة في خدمة الوطن، موجهًا كلمة للشباب، طالبهم فيها بالوعي وعدم الالتفات للشائعات التي نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأخذ المعلومات من مصادرها الموثوق بها.
رائد مكلف نرمين ضياء الدين
من جهتها، قالت رائد مكلف نرمين ضياء الدين، الأولى على الدورة الثانية للفروسية أنها تم قبولها في الدورة بعد اجتيازها للاختبارات الفنية الخاصة برياضة الفروسية، والاختبارات الخاصة بالكليات العسكرية، مشيرة إلى أن مدة الدورة داخل الأكاديمية كانت 8 أشهر، موضحة أنه قبل انضمامها للقوات المسلحة كانت لاعبة رماية بالقوس والسهم من فوق الخيل.
وعن يومها داخل الأكاديمية العسكرية المصرية، كشفت أنه يبدأ بالطابور الصباحي ثم تدريبات اللياقة البدينة، بالإضافة إلى المواد العلمية والعسكرية، موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، لحرصه على الاهتمام برياضة الفروسية وانتشارها في ربوع مصر.
النقيب عبد الرحمن محمد محمد أبو شوشة
في ذات السياق، قال النقيب عبد الرحمن محمد محمد أبو شوشة، الأول على القسم الجامعي تخصص أدب علم نفس إكلينيكي، أنه انضم إلى صفوف القوات المسلحة لتحقيق حلمه منذ الصغر، موضحا أن أسرته شجعته على هذه الخطوة.
وأشار أنه خريج كلية الآداب جامعة طنطا، وبعد الانتهاء من دراسته، قام بالتقديم في الأكاديمية العسكرية، مؤكدا أن الأكاديمية ساهمت في بناءشخصيته حتى أصبح فرد مقاتل ذو مهارات وسمات نفسية وبدنية تتحمل الحياة العسكرية، منوها أن فترة دراسته داخل الأكاديمية العسكرية المصرية ساهمت في ثقله فكريا ونفسيا وإنسانيا كذلك زيادة روح الولاء والانتماء لمصر والقوات المسلحة.
ملازم بحري تحت الاختبار محمد عصام الجمال
ملازم بحري تحت الاختبار محمد عصام الجمال أحد أوائل الكلية البحرية أكد أن هناك منظومة متطورة وحديثة على مستوى عالمي فيما يخص التعليم والتدريب داخل الكلية خاصة بعد إدخال العديد من الأسلحة والوحدات البحرية المتطورة تقنيا وتكنولوجيا في السنوات الماضية، حتى يكون الخريج الجديد قادرا على مواكبة التطور التكنولوجي الكبير في جميع دول العالم.
وأوضح أنه يتم إعطاء طلبة الكلية فرقا خاصة مثل: "الصاعقة البحرية والغطس وفنون بحرية – ولوجستيات وبحث وإنقاذ"، مشيرا أن الكلية تخرج ضباط قادرين للتعامل مع أحدث نظم القتال العالمية.