الناتو: أوكرانيا من يقرّر شروط التفاوض مع روسيا
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
كييف (وكالات)
أخبار ذات صلةأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أمس، أنّ أوكرانيا وحدها من يقّرّر شروط أي مفاوضات سلام يمكن أن تجري مع روسيا، مؤكّدًا أن سياسة الحلف لم تتغير، بعد تصريحات أدلى بها مدير مكتبه الخاص ستيان جنسن.
وجاءت تصريحات ستولتنبرغ خلال اجتماع عام ضمّ العديد من صناع القرار النروجيين في أرندال، وهي بلدة صغيرة في جنوب النروج.
وألمح جنسن قبل يومين من المكان نفسه إلى أن حلاً للنزاع قد يتمثل في تنازل أوكرانيا عن أراضٍ لها لصالح روسيا مقابل انضمامها إلى الناتو، قبل أن يعود ليوضح تصريحاته.
وفي سياق آخر، أكّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن كييف تعتزم بذل جهود سياسية لتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية، مشيراً إلى أن أوكرانيا تسعى إلى التعامل مع هذه التفاعلات الدبلوماسية «باحترام وعملاً بمبدأ المنفعة المتبادلة». وقال كوليبا أمس الأول «إنّنا نبدأ من الصفر في أفريقيا، تحتاج قارة أفريقيا إلى عمل منهجي وبعيد المدى، لا يحصل ذلك بين ليلة وضحاها».
واعتبر كوليبا الجهود الأوكرانية بمثابة «هجوم دبلوماسي مضاد» في مواجهة المساعي الروسية لتوطيد العلاقات مع الدول الأفريقية.
في غضون ذلك وصلت أمس، أول سفينة شحن غادرت أوكرانيا عقب انتهاء اتفاق الحبوب إلى المياه التركية، بحسب ما أظهرت مواقع متابعة حركة الملاحة البحرية.
وغادرت السفينة «جوزيف شولت» ميناء أوديسا الأوكراني الأربعاء الماضي، وأظهرت مواقع تتبع حركة الملاحة البحرية السفينة لدى دخولها المياه الإقليمية التركية مستخدمة طريقا غربيا تجنّب المياه الدولية لصالح تلك الخاضعة لسيطرة رومانيا وبلغاريا، البلدان المنضويان في حلف شمال الأطلسي.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن السفينة تستخدم «ممرا إنسانيا جديدا» أقامته كييف، بعدما أطلقت روسيا الأسبوع الماضي طلقات تحذيرية على سفينة شحن متجهة إلى ميناء إزمايل على نهر الدانوب في جنوب أوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أن السفينة ظلت عالقة في ميناء أوديسا لمدة عام ونصف العام بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
وتستخدم أوكرانيا حالياً نهر الدانوب لتصدير حبوبها، وينقل جزء كبير منها عبر النهر ويصل في النهاية إلى البحر الأسود على الحدود الأوكرانية الرومانية.
وقد أوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن مسؤولين أميركيين يجرون محادثات مع تركيا وأوكرانيا وجيرانها بشأن زيادة حركة النقل على طول الدانوب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا وأوكرانيا روسيا الأزمة الأوكرانية الحرب في أوكرانيا الناتو حلف الناتو حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لحلف الناتو يحذر: روسيا قد تهاجم إحدى دول الحلف خلال خمس سنوات
حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته من احتمال شن روسيا هجوما على دولة عضو في الحلف خلال السنوات الخمس المقبلة، في أخطر تصريح يصدر عن قيادة الناتو منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
وقال روته، في خطاب ألقاه بألمانيا، إن موسكو “تصعد بالفعل حملتها السرية ضد مجتمعاتنا”، مؤكدا ضرورة استعداد أوروبا لـ“حرب تشبه ما خاضه أجدادنا”.
وجاءت تصريحات روته متطابقة مع تقييمات استخباراتية غربية تتحدث عن نوايا روسية توسعية محتملة، وهي تقديرات وصفتها موسكو بأنها “هستيرية”.
ويأتي التحذير في وقت يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساعيه للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا، بينما يتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الدول الأوروبية بإعاقة الجهود الأمريكية للوصول إلى تسوية.
ورغم تأكيد بوتين مؤخرا أن روسيا “لا تخطط لخوض حرب مع أوروبا”، إلا أنه قال إن موسكو “جاهزة الآن” إذا ما بدأت أوروبا صراعا. وأعادت هذه التصريحات إلى الأذهان تطمينات مماثلة سبقت دخول 200 ألف جندي روسي إلى أوكرانيا في شباط/ فبراير 2022.
روته شدد في خطابه على أن بوتين “لم يكن صادقا”، معتبرا أن دعم أوكرانيا يشكل “ضمانة مباشرة للأمن الأوروبي”. وأضاف: “تخيلوا لو حقق بوتين ما أراد: أوكرانيا تحت الاحتلال الروسي، وحدود أطول مع الناتو، وخطر الهجوم ضدنا يرتفع بشكل كبير”.
وفي السياق ذاته، أشار الأمين العام للناتو إلى أن الاقتصاد الروسي يعمل منذ أكثر من ثلاث سنوات بأقصى طاقته لخدمة المجهود الحربي.
وبحسب تقرير حديث لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، تنتج روسيا شهريا نحو 150 دبابة، و550 مركبة قتال مشاة، و120 طائرة مسيرة من طراز “لانست”، وأكثر من 50 مدفعا، ما يعكس تفوقا واضحا في القدرات العسكرية مقارنة بمعظم دول الحلف.
كما شهد العام الجاري تصاعدا في الحروب “الهجينة” التي تشمل هجمات إلكترونية، ونشر معلومات مضللة، واستخدام طائرات مسيّرة قرب منشآت عسكرية في دول الناتو، وهي عمليات يحذر الخبراء من أنها تمهّد لبيئة صراع أوسع.
وفي ظل هذه التحولات، حذر روته من “شعور زائف بالطمأنينة” داخل أوروبا، داعيا الدول الأعضاء إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وتسريع إنتاج الأسلحة. وقال: “يمكن لدفاعات الناتو الحالية أن تصمد الآن، لكن الصراع على الأعتاب، والكثيرون لا يقدرون الحاجة إلى التحرك سريعا”.
ويضم حلف الناتو 30 دولة أوروبية إلى جانب الولايات المتحدة وكندا، فيما يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضغط على دول الحلف لرفع إنفاقها العسكري، التزاما بمقتضيات الدفاع المشترك.
روته ختم تحذيره بالتشديد على أن القوات المسلحة في دول الحلف “يجب أن تحصل على كل ما تحتاجه للحفاظ على أماننا”، في رسالة تعكس إدراكا متزايدا لمرحلة قد تكون الأسخن أمنيا في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة.