بوابة الفجر:
2025-06-13@17:40:53 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: لماذا سميت "مصر" بالمحروسة !!

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT


 

هذا البلد الأمين ،الجميل، المتفرد فى مزاياه، وأيضًا المتفرد فى عيوبه، هذا البلد العظيم لا يمكن أن يختلف عليه أحد من المحللين بأنه قد رسخت فيه الأصول الطيبة وإلتصقت بأهله صفات الشعوب اللصيقة بأرضها، والمحبة والعاشقة لتراثها وترابها، هذا البلد (مصر) الإيمان فيه بالعقائد راسخ، ولم يتغير هذا البلد ولم يستطع غازِ أن يغزوه بثقافته أو بتقاليده، أو ينزع عن أهله خواصهم وتميزهم  .


-هذا البلد حينما جائه "الإسكندر الأكبر" غازيًا، تَّدينَ بدين أهله، وذهب إلى معبد "أمون" فى واحة سيوة لكى يعلن نفسه خادمًا للإله "أمون" !!
و حينما جائه "داريوس" ومساعده "قمبيز" غُزَاهْ من بلاد "الفرس" قبل ألف عام قبل الميلاد، ذهبا إلى "الخارجة" عاصمة الوادى الجديد لكى ينشأ معبد (هيبس) ويتعبدوا فيه لألهة المصريين !!.
و حينما جائه "نابليون" غازيًا، ناداه المصريون بعد كفاحهم ضد الإحتلال الفرنسى بأنه مسلم، وحتى قائده (كليبر) والذى قتله "سليمان الحلبى" فى القاهرة كان يَّدعى تدينه بدين الإسلام !!.
و عندما إقترب "روميل" قائد قوات هتلر من صحراء العلمين بالقرب من مدينة الإسكندرية على شفا ثلاث ساعات من "القاهرة" إستعد المصريون بتسمية (هتلر) بالشيخ (محمد هتلر)، نكاية فى الإستعمار الإنجليزى!!.


و لعل المصريون الذين رزقوا بأطفال فى هذه الفترة قد أطلقوا عليهم إسم "هتلر"، وأشهر من سمى فى هذه الحقبة الزمنية هو المرحوم اللواء " هتلر طنطاوى" رئيس الرقابة الإدارية الأسبق !.
هكذا هذا البلد يذيب كل من يغزوه ويلبسه ثقافته وتقاليده.
و لعل مجئ "عمرو بن العاص" على رأس الحملة التى فتحت "مصر"، وإنقاذ المصريون من إضطهاد "الرومان"، وأعطى "أقباط مصر" حقوقهم وأعاد لهم حق الحياه فوق الأرض، بعد أن كانوا هاربين فى صحراوات مصر كلها حتى وصلوا إلى واحة (الخارجة) وأنشأوا مدينة (القبوات) وهى ما تعرف اليوم بأثار (البجوات) القبطية الشهيرة !!.
جاء "عمرو بن العاص" إلى مصر بتكليف واضح وشديد الصراحة من أمير المؤمـنين "عمر بن الخطاب"، "أهل مصر هم خير أجناد أهل الأرض "كما قال عنهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، "ومصر" هى البلد الوحيد المذكور فى القراّن الكريم أكثر من ثلاثة عشر مرة، "وأهل مصر"، أهدو رسول الله زوجته أم ولده الوحيد "إبراهيم" السيدة "ماريا القبطية"، "ومصر" هى بلد السيدة " هاجر" زوجة رسول الله "إبراهيم"، هكذا جاء "عمرو بن العاص" بتوصية "بأهل مصر" من خليفة رسول الله، ووصايا الرسول قبل رحيله إلى الرفيق الأعلى.
هذا البلد العظيم محروس بإرادة الله عز وجل !!
لذا سمى هذا الوطن الحبيب "مصر" من أهله ومعارفه ومحبيه "بالمحروسة مصر" وهى كذلك إلى ما شاء الله، فلا خوف أبدًا على هذا البلد، مهما كانت المصائب والمؤمرات والغباء المستحكم فى بعض "الأزمنة الذى يصيب أبنائه"!!
  
  Hammad [email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الحج ودلالات العبور

 

زكريا الحسني

الحج ليس مجرد رحلة زمنية أو طقس شعائري، بل هو عبور عميق من ضيق النفس إلى سعة الروح، ومن فوضى الحياة إلى نظام الكون، ومن غفلة الأرض إلى يقظة السماء.
إنها رحلة الإنسان نحو الله، وموسم للقاء الخالق بعيدًا عن زخارف الهوية والانتماء والوظيفة. رحلة تتجلى فيها أعماق فلسفة التوحيد في أبهى صورها، وتظهر حقيقة الإنسان كما أرادها الله عبدًا تائبًا متجردًا عن الزخرفة، وعائدًا إلى أصله الأول.
يبدأ الحاج بخلع ثياب الدنيا ولبس ثوبي الإحرام في صورة تعلن عن التحرر من كل انتماء سوى لله، حيث لا فرق بين غني وفقير، ولا بين ملك وعامل، فالجميع في الإحرام سواء.
إنها لحظة تجرد يعلن فيها الإنسان أنه لا شيء سوى عبد لله، وهنا تظهر أولى تجليات فلسفة الحج: إسقاط الهوية السطحية ورجوع الجميع إلى جوهر النفس بلا إضافات.
يجمع الحج بين قدسية الزمان وعظمة المكان، فهو في أيام معدودات اختارها الله بعنايته، تظللها الليالي العشر، وفي مكان مشى فيه الأنبياء ودعوا عنده، وبكوا وسجدوا على ترابه.
الوقوف بعرفة ليس وقوف جسد؛ بل وقوف روح بين يدي الله. هو يوم تتنزل فيه الرحمات وتغفر فيه الذنوب، فالأرض تلتزم الصمت لتسمع الدعاء وتقول "آمين"، والسماء تلتقط.
السعي بين الصفا والمروة ليس ركضًا عشوائيًا؛ بل استحضار لقصة الأم العظيمة هاجر التي علمت البشرية معنى التوكل، وكيف يفتح الله الأبواب لمن طرقها بصدق.
من أعمق ما في الحج أنه يربي النفس على الطاعة قبل الفهم.
لماذا نرمي الحجارة لحجرٍ صلد؟
لماذا نطوف 7 أشواط حول أحجار لا تضر ولا تنفع؟
لماذا نقبّل الحجر الأسود؟
ليس المطلوب أن ندرك بعقولنا معنى كل فعل، بل نغوص في حالة التسليم للخالق العظيم العليم الحكيم، فهو وحده مَن يستطيع أن يعلمنا أن العبودية لا تقبل أسئلة متكررة؛ بل تتطلب التلبية، وهذا كل شيء.
في الحج تذوب الفروق وتُمحى المسافات وتختفي الأنا، فملايين الناس يلبّون بصوت واحد: "لبيك اللهم لبيك"، كأن الكون كله قد تحوّل إلى كائن واحد يقول لله: "ها أنا ذا".
الحج هو إعلان عالمي أن لا معبود بحق إلا الله، وأن ما سواه زائل. في هذه المناسك يتذوق القلب معنى الفناء في الله والرجوع إليه تعالى.
بعد أيام من التعب، من التضرع، من الدموع، من الطواف والسعي والوقوف والرمي، يخرج الحاج بروح جديدة نقية كأنه خُلِق من نور. لم يكن مسموحًا الرفث ولا الفسوق، هذا لأجل أن تتولد الروح ولادة جديدة، كاليوم الذي أنجبته أمه.
الحج ليس طقسًا فقط؛ بل فلسفة حُبٍ وتوحيد وارتقاء وتزكية. إنها ساعات لقيا الإنسان بذاته الحقيقية، ساعات إعادة ترتيب علاقته مع خالقه، وساعات لفهم طبيعته الحقيقية، وأنه آخر المطاف سيتجرد من كل شيء، باستثناء عنوان "العبودية" لله وحده.

مقالات مشابهة

  • خطيب الجامع الأزهر: النبي خطب في 144 ألف بالحج دون مكبرات صوتية.. فيديو
  • د.حماد عبدالله يكتب: المشروعات " الوطنية " الكبري !!
  • سوسن بدر تتعاقد على بطولة فيلم حين يكتب الحب
  • لماذا الغدير؟
  • عادل الباز يكتب: لماذا نتفاوض مع الإمارات؟ وعلى ماذا يدور هذا التفاوض؟ (1/2)
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (القادم …. يا ساتر)
  • د.حماد عبدالله يكتب: الصحافة..... وسنينها !!!!!
  • آداب زيارة المدينة المنورة.. تعرف على الواجب والمحظور فعله
  • د.حماد عبدالله يكتب: " عدم إنسانية " الطاقة الحيوية !!
  • الحج ودلالات العبور