يمانيون:
2025-07-29@11:20:18 GMT

سورية أم ”سوريا“ ولماذا نصر على ”سورية“؟

تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT

سورية أم ”سوريا“ ولماذا نصر على ”سورية“؟

مقالات

د. علي أكرم زعيتر

يحسب كثيرون، وبعضهم من المثقفين، أن ما من فرق بين سورية و”سوريا“، وأن الأمر عائد أولاً وأخيراً لذوق الفرد. فإذا شاء كتبها بالتاء، وإذا شاء كتبها بالألف، ولا تثريب عليه البتة، فكلا الرسمين سيَّان، ما داما يشيران إلى معنى واحد. فيما الحقيقة تقول خلاف ذلك تماماً، فما بين الألف المفتوحة والتاء المربوطة قصة صراع إيديولوجي ولغوي طويل، سنعرض لها بإيجاز مفرط في مقالنا التأصيلي ذا.

وللوقوف على حقيقة الفارق بين التاء والألف علينا أن نلفت عناية القارئ الكريم إلى أن للمسألة بعدين. بعد لغوي نحوي، وبعد قومي وإيديولوجي.

نحوياً، يتفق النحاة ـ إلا ما ندر ـ على وجوب رسم أسماء البلدان الأعجمية المؤنثة بالألف الطويلة، مثال: روسيا، إيطاليا، تركيا، آسيا، كيليكيا.. إلخ.

بينما يتعين كتابة أسماء البلدان العربية المؤنثة ذات النسق المشابه بالتاء المربوطة، مثال: رامية (بلدة من أعمال جبل عامل ـ لبنان)، قيسارية (بلدة من أعمال فلسطين المحتلة، أصل الاسم قيصرية، وهو أعجمي، لكنه معرَّب)، السلميَة (مدينة سورية)، وما دامت سورية مفردة عربية فمن باب أولى أن ترسم بتاء مربوطة لا بألف طويلة كما هو حال أسماء البلدان الأعجمية.

إيديولوجياً، منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن المنصرم، دار نقاش عميق ومطول، بين رواد النهضة العربية وبين المتأثرين بطروحات المستشرقين، حول هوية سورية، وحول ما إذا كان اسمها عربياً أو أعجمياً. فبينما ادعى الفريق الثاني:

١ـ أن سورية ليست بلداً عربياً خالصاً، وإنما بلد متعدد القوميات، لا يصح أن نختزل مكوناته القومية بالهوية العربية.

٢ـ أن اسمها أصلاً ليس عربياً، وإنما يوناني وفي أحسن الأحوال آرامي ـ سرياني.

أصر الفريق الأول على عدم صحة ذلك، مشدداً على:

١ـ أن سورية بلد متعدد القوميات فعلاً، لكن غلبة العنصر العربي واضحة عليه، ولا شيء يدعو للشك حيال ذلك، ما يعني أنه بلد عربي قح.

٢ـ أن اسمها عربي محض، وهو يعني السور العالي، أو سور الإله.

فأين الحقيقة؟ وأي الرأيين أكثر صواباً؟وما الأدلة التي بحوزة الفريقين؟.

حقيقةً، لا يخلو الرأي الثاني من شيء من الصحة، فسورية بلد متعدد القوميات فعلاً، ولكنه ليس متعدد الهويات كما يتوهم أصحاب هذا الرأي. فنسبة العنصر العربي فيه تفوق نسب العناصر الأخرى مجتمعة، وبالتالي لا مجال للحديث عن تعدد هويات. إن هي إلا هوية واحدة. عربية لا غير. لكنها لا تصادر حق الأقليات الأخرى غير العربية في التعبير عن خصوصيتها.

ولإثبات وجهة نظرهم، يستحضر أصحاب هذا الرأي جملة من القرائن التي لا ترقى لمستوى الأدلة القطعية، نذكر منها:

١ـ إن ”سورية“ مفردة سريانية ـ آرامية، تعني بلاد السريان. وما دامت سريانية فهي أعجمية، وعليه فإن القاعدة النحوية آنفة الذكر لا تسري عليها.

واقعاً، لا شيء يثبت ما ذهب إليه هؤلاء بخصوص الأصل الآرامي السرياني لمفردة ”سورية“. فلو طالبت أياً منهم بمصدر يجلي الريب، لأهطعوا رؤوسهم (طأطأة رؤوسهم).

ببساطة، إن هي إلا تكهنات وتخمينات يحاول أصحابها أن يضفوا عليها بعداً أكاديمياً، لكن سرعان ما يبدو عُوارها عند أول امتحان.

فالسريان الذين ما تزال بقايا منهم تعيش في سورية ولبنان حتى اليوم، هم في الأصل آراميون وفدوا من بلاد ما بين النهرين، وقد اكتسبوا اسمهم الذي يعرفون به اليوم (السريان) من البلاد التي سكنوا فيها (سورية)، وليس العكس، كما يروج منظِّرو السرينة في بلاد الشام. فهم سريان نسبة إلى سورية، ونسبة الواحد منهم ”سرياني“.

وبالمناسبة، فإضافة الألف والنون والياء، بغرض النسبة هو أمر شائع في اللهجات الشامية، ومن ذلك قول القائل: ”مسلماني“ والتي تعني مسلم، وحمصاني نسبةً إلى مدينة حمص السورية، والديراني نسبة إلى دير الزور.. إلخ، وهي تواقع في صِيَغها صيغة ”سرياني“.

وقد أطلق عليهم الرومان هذا الاسم بعدما اعتنقوا المسيحية، وذلك بغرض تمييزهم عن أبناء عمومتهم الآراميين الذين بقوا على وثنيتهم.

٢ـ إن مدناً وقرى عربية كثيرة تنتهي أسماؤها بألف ممدودة، مثال: صيدا، طَليا، إيلْيا، بترا.. إلخ. أوليست هذه الأسماء عربية؟! ما دامت كذلك، فلماذا يصح تذييلها بالألف، بينما لا يصح ذلك مع اسم سورية؟! هل في الجغرافيا استنسابية؟!

ومقابل ذلك، يحتج أصحاب الرأي الأول بسلسلة موازية من الأدلة الدامغة، نأتي على ذكر أهمها:

١ـ إن مفردة سورية عربية خالصة، وقد وردت في أمهات مصادر التاريخ العربي، مربوطة التاء، وكذلك في المعاجم العربية قديمها وحديثها، وهي صفة تطلق على البلاد الواقعة شمال جزيرة العربية، ومعناها الأرض ذات السور.

ويكفي للدلالة على ذلك، الاستشهاد بما ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي، وهو أحد المعاجم القديمة: ”سُورِيَة ــ بكسر الراء وياء مفتوحة غير مشدَّدة ـ موضع بالشام، بين خُنَاصرة وسَلَمْيَة“.

وكذلك ما جاء في القاموس الغني، وهو أحد المعاجم الحديثة، ”سُورِيَّة: مِنَ البُلْدانِ العَرَبِيَّةِ بِالشَّرْقِ الأَوْسَطِ. (الجُمْهورِيَّةُ العَرَبِيَّةُ السُّورِيَّةُ). عاصِمَتُها دِمَشْقُ“.

٢ـ لم يغب عن بال المشرعين السوريين ذلك، نظراً لأهميته، فخلفوا لنا نصاً دستورياً واضحاً لا لبس فيه، يشير إلى وجوب ربط تاء ”سورية“. وحسب الباحث عن الصواب أن يركن إلى ما جاء في الدستور السوري، فهو المعني الأول والأخير بكيفية رسم (كتابة) اسم البلد.

٣ـ ما ذهبت إليه جمهرة واسعة من لغويِّي سورية، من أن ”سورية“ بالياء المشددة أو الخفيفة هي صفة مؤنثة للقطر الشامي، وما دامت كذلك فلا بد من أن تنتهي بتاء مربوطة حالها حال كل الصفات المؤنثة. نقول ذلك، وإن كنا نعارض هذا المذهب ونعتبره اجتهاداً خطأً، فالصواب برأينا هو ما ذكرناه آنفاً، لجهة أن سورِيَة بالياء المخففة هي الموضع ذو السور العالي، أو سور الإله كما ورد في بعض المصادر التاريخية المعتبرة.

٤ـ إن مدناً مثل صيدا وإيليا وبترا وسواها، مما تنتهي أسماؤها بألف ممدودة، لا علاقة لها بحديثنا حول ألف سورية وتائها، لا من قريب ولا من بعيد.

فصحيح أنها أسماء مؤنثة منتهية بألف، لكنها في الأساس مهموزة الآخر (تنتهي بهمزة) وقد أهملت همزتها للتخفيف، وهذه خاصية شائعة جداً في اللغة العربية، فصيدا أصلها صيداء، وإيليا أصلها إيلياء، وبترا الأردنية أصلها بتراء.

ولا يقتصر حذف الهمزة من أواخر الكلمات للتخفيف على أسماء المدن الثلاث آنفة الذكر، بل يتعداها إلى كل كلمة منتهية بألف وهمزة على السطر، مثال: السما وأصلها السماء، والفنا وأصلها الفناء، والقضا وأصلها القضاء.. وهلم جراً.

بوسعنا أن نعرض لكل الآراء والاجتهادات والتخمينات التي طرحها الأكاديميون على مدى قرن ونيف من الزمن، بخصوص معنى اسم سورية، فنبدو كأننا نلقي محاضرة أمام جمع من الطلبة والمتخصصين، وهذا ما لا نتوخاه، لأن غايتنا ليست النقاش الأكاديمي، وإنما الوقوف على حقيقة الأمر، بعيداً عن الإسهاب والإطناب.

إن استغراقنا في عرض الآراء والآراء المقابلة، قد يوقع القارئ في دوامة من التفكير العبثي، وهو ما يجعله في نهاية الأمر عرضة لخطر العصف الفكري. لذا ومن باب الحرص على ألَّا يصاب القارئ بأعراض العصف الفكري، ارتأينا أن نعرض على عجالة للرأيين الأبرزين ونحسب أننا وفقنا في ذلك.

يبقى أن نشير إلى ما بلغ أسماعنا، قبل بضعة أيام، حول نية الجماعات المسلحة التي سيطرت على دمشق مؤخرًا اعتماد رسم (كتابة) جديد لاسم بلدهم، وذلك من باب النكاية للنظام السابق، والذي كان يتبنى الرسم المذيل بالتاء المربوطة بدلاً من الألف.

إن بلوغ هؤلاء هذا المبلغ من النكايات ـ فيما لو صح ما نُقل عنهم ـ لهو أمر يشير إلى ضِعة وصَغار، يعتريان نفوسهم، وإلى محدودية أفق منقطعة النظير. فإرساء التاء المربوطة من عدمها شأن علمي، ولا علاقة له بالمكايدات السياسية. نأمل أن يعي المعنيون ذلك، قبل أن تحل عليهم لعنة التاريخ والجغرافيا واللغة.

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: ما دامت

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عثمان يكتب: تبرير العدوان: لماذا حدث ولماذا فشل؟

*إذا قيل لأنصار “قحت”، في أيام ترديد قياداتهم لمقولة “لا بديل للإطاري إلا الحرب”: (إذا تمرد الدعم السريع، واحتل بيوتكم، ودعمت الإمارات تمرده، فإن قادتكم سيدافعون عنهما)، الأكيد أن ردهم جميعاً كان سيكون هو التكذيب، لتسليمهم ــ في ذلك الوقت ــ بخطئه إذا وقع، لكن “بعضهم”، قبلوا بهذا الدفاع عندما حدث فعلاً!*

*البحث في هذه الظاهرة يكشف عن قواعد لتبرير الفعل بعد وقوعه بينما كان يُستَنكَر عندما كان افتراضاً. هذه القواعد رصدها منظرون في عدة تخصصات، يمكن تلخيص منطقها في العبارة: (عندما ينعدم المبدأ يصبح التبرير فناً للبقاء: ما دام يحقق مصلحة سياسية، يجب تفهمه، بدلاً من ما دام انحرافاً عن المبدأ، يجب استنكاره)*

١. *نظرية التنافر المعرفي*: يصبح المبدأ عبئاً داخلياً: ما دام الخطأ يخص فصيلي، يجب تبريره، بدلاً من: ما دام يتعارض مع قيمي، يجب رفضه!
٢. *انحياز الإدراك المتأخر*: يصبح العدوان مشفوع بالحكمة: ما دام حدث، فلا بد أنه كان مبرراً، بدلاً من: ما دام خطأً، كان يجب تفاديه!

٣. *الانحياز التأكيدي*: يصبح الفعل دليلاً للهوى: ما دام يخدم تصوري، يجب دعمه، بدلاً من: ما دام يخرق المبدأ، يجب استنكاره!
٤. *تقليل التكلفة النفسية*: يصبح الخطأ تضحية محتملة: ما دام خفف ألماً أكبر، فهو مبرَّر، بدلاً من: ما دام ظلماً، فهو مرفوض!

٥. *ضغط المجموعة والهوية الاجتماعية*: يصبح الولاء معياراً للأخلاق: ما دام الخطأ من جماعتنا، يجب تفهّمه، بدلاً من: ما دام غير أخلاقي، يجب نقده!

٦. *الاستقطاب السياسي*: يصبح النقد خيانة: ما دام النقد يضعف صفنا، يجب السكوت عنه، بدلاً من: ما دام خطأ، يجب قوله!

٧. *التعود على التبرير للخارج*: يصبح الانتهاك مجرد حدث عادي: ما دام وقع، فهو طبيعي، بدلاً من ما دام عدواناً، فهو مدان!

٨. *أخلاق المبدأ مقابل أخلاق الموقف*: يصبح السياق حَكماً على الأخلاق: ما دام في ظرف استثنائي، يجب تفهّمه، بدلاً من ما دام لا أخلاقي، يجب رفضه!

٩. *البراغماتية الأخلاقية*: يصبح الفعل وظيفةً للمنفعة: ما دام يحقق نتيجةً، فهو صواب، بدلاً من: ما دام ظلماً، فنتيجته لا تبرره!

١٠. *النسبية الأخلاقية العملية*: يصبح المعتدي هو المعيار: ما دام من حليفنا يجوز فعله، بدلاً من: ما دام فعله سيئاً فهو مرفوض!

١١. *التواطؤ اللاشعوري*: يصبح التبرير تلقائياً: ما دام التبرير يحمي هويتي، فهو معقول، بدلاً من: ما دام غير أخلاقي، فلا مبرر له!

١٢. *شرعية الجماعة مقابل شرعية الدولة*: يصبح الولاء للجماعة هو المعيار: ما دام يخدم جماعتنا، فهو مشروع، بدلاً من: ما دام يضر الدولة، فهو مرفوض!

١٣. *التحول اللغوي بعد الفعل*: يصبح السرد أداة للتبرئة: ما دام حدث، يجب تبريره، بدلاً من: ما دام ظلماً، يجب إدانته!
١٤. *تكييف المعنى بعد الصدمة*: يصبح المعنى وظيفة للبقاء: ما دام يخفف الألم، فهو تفسير مقبول بدلاً من: ما دام يخالف الحقيقة، فهو تواطؤ!

١٥. *الضرورة والواقعية* يصبح الواقع معيار الحكم: ما دام وقع، فهو أمر يجب تقبله، بدلاً من: ما دام خطأ، يجب تصحيحه!

١٦. *نظرية السباحة مع التيار*: يصبح رأي الجماعة منجاة: ما دام الكل في جماعتي يبرره، لا حاجة للاستنكار، بدلاً من: ما دام خطأ، فالعدد لا يغيّره!

١٧. *تأثير التأطير السياسي*: يصبح الخطأ مؤطراً كواجب: ما دام في سرديتنا، فهو مبرر، بدلاً من: ما دام اعتداءً، فهو مدان مهما قيل!

١٨. *استهداف الآخر*: يصبح العدوان انتصاراً: ما دام ضد خصومنا، فهو تطهير، بدلاً من: ما دام ضد أبرياء، فهو جريمة!

١٩. *تآكل القيم الشخصية*: يصبح الضمير صامتاً: ما دام يخص فصيلي، فلا بأس. بدلاً من: ما دام لا أخلاقياً، لن أبرره!

٢٠. *غياب التفكير النقدي*: يصبح العقل قيداً للمبدأ: ما دام التبرير يخدم جماعتنا، فليمر، بدلاً من: ما دام يتعارض مع العدالة، يجب رفضه!
*لماذا فشل دفاعهم وتحول إلى فضيحة؟*
١. *فقدان الشرعية الأساسية*: يُبنى الدفاع على قضية تفتقر لأي سند أخلاقي أو قانوني واضح.
٢. *تضارب الإطار القيمي مع القيم العامة*: الإطار الأخلاقي المستخدم في الخطاب شاذ عن الحس الجمعي المتمسك بالسيادة.

٣. *انتهاك العقد الاجتماعي الضمني*: حين يدافع المتحدّث عن جهة أو ممارسة تُعتبر مهدّدة للأمان الجماعي يشعر الجمهور أن المتحدث تخلّى عن التزامه الأخلاقي تجاه المجتمع.
٤. *رد الفعل العكسي (تأثير بوميرانج)*: الرسالة تؤدي لنتائج معاكسة لما أرادت. كلما زاد الإلحاح في الخطاب، ازداد تشبث الجمهور بموقفه الأصلي. ويُفهم الخطاب كضغط أو محاولة تضليل، فيولّد نفوراً مضاعفا.

٥. *تشوّه هوية المدافِع*: الدفاع يُظهِر المتحدث كأنه يتبنّى هوية الخصم، ويضيع التمييز بين من يتحدث ومن يدافع عنهم. ويُفسَّر دفاعه كتنازل عن الانتماء الوطني.

٦. *إخفاق الإطار المقارن*: عند استخدام مقارنات تهوينية أو موازين غير عادلة, يُفسَّر ذلك كتقليل من الضرر على الوطن والمواطنين أو تسطيح للكارثة، وهذا يجعل الخطاب مُستفزاً أكثر من كونه مقنعاً.

٧. *فرط الإفلاس المنطقي*: اعتماد الدفاع على حجج فارغة يُفهم منه أنه خطاب مفصول عن الواقع المعاش. ويُقرَأ كتعالٍ لغوي لا كشرح منطقي.

٨. *انكشاف التموضع الشخصي*: عندما يبدو الخطاب مدفوعاً بمنفعة أو مصلحة ذاتية. يُستنتج أن المتحدث يبرر لنفسه لا للآخرين. ويفقد المتحدث مصداقيته فوراً.

٩. *الانفصال الوجداني:* فشل المتحدّث في مخاطبة الحس الأخلاقي أو العاطفي للجمهور، وهذا يجعل الخطاب جافاً، ميكانيكياً، بارداً. ويحدث انفصال وجداني يضعف التعاطف ويمنع الإقناع.

١٠. *التعارض مع الخبرة الجمعية*: حين يناقض الدفاع ما شاهده أو عاشه الناس بأنفسهم يُستقبل الخطاب كتزوير للواقع لا تفسير له. وهذا يرفع حساسية الجمهور تجاه الكذب والتلاعب.

١١. *التوظيف السيئ للسلطة الرمزية*: استغلال المنصب الرسمي السابق لإضفاء شرعية مزيفة على الحديث. استخدام الهيبة الوظيفية السابقة لإقناع الغرب بعدم استحقاق المعتدي للإدانة.

١٢. *إشكالية الإقامة في الدولة المعتدية*: وجود المتحدث في جغرافيا الطرف المدافع عنه يؤدي إلى تفسير الدفاع كتأثير طبيعي للإقامة. ويحول الخطاب إلى شهادة ملوثة بالتبعية المكانية.

١٣. *التجاهل المتعمد للوقائع الجوهرية*: تحاشي مناقشة الوقائع الصلبة في القضية، والتركيز على هوامش القضية بدل جوهرها. وهذا يثير الشكوك حول نية المتحدث الحقيقية.
١٤. *تأثير التمويل:* إعلان الكيان الذي يرأسه المتحدث عن تمويل منظمات غربية لأنشطته يفتح باب الظن بأن التمويل ليس غربياً فقط. خاصةً وأن الدولة التي يدافع عنها مشهورة بتمويل أنشطة القوى الموالية لها.

١٥. *المراوغة في الإجابة على الأسئلة المباشرة*: التحايل على الأسئلة المحورية بدل مواجهتها واستخدام أسلوب الكلام الكثير بلا معنى يطعن في مصداقية المدافع.
١٦. *الاستخفاف بالذكاء الجمعي*: إنتاج خطاب يفترض سذاجة المتلقي، ومحاولات التضليل بأدلة واهية. تؤدي إلى نتائج عكسية تزيد من تشبث الجمهور بالرفض

١٧. *الافتقار للحلول البديلة:* اقتصار الخطاب على تبرير العدوان دون حلول، وعدم تقديم رؤى عملية قابلة للتطبيق، يؤدي إلى تحوله إلى دفاع نظري مجرد من الفعالية. ويثير الشكوك المشروعة بأن المدافع يرغب في تحقيق العدوان لأهدافه.

إبراهيم عثمان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أحمد الأشعل يكتب: لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟
  • وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار: سوريا الجديدة هي المنتجة التي تعيد تشكيل معاملها وبناء إنتاجها
  • سورية .. القبض على اللواء الطيّار في النظام السابق عماد نفوري
  • حمزة: أدعو جميع الشركات والمستثمرين الوطنيين والدوليين للمشاركة في هذا الحدث الاقتصادي النوعي كما أدعو الجميع لزيارة المعرض والتعرف على التطورات الاقتصادية والصناعية والثقافية والاجتماعية التي تشهدها سوريا
  • إبراهيم عثمان يكتب: تبرير العدوان: لماذا حدث ولماذا فشل؟
  • شحاتة السيد يكتب: لماذا تُستهدف مصر؟ ولماذا تُنفق المليارات لتشويه صورتها؟
  • التشاؤم في شهر صفر.. ولماذا حذر النبي من أربعة أمور؟
  • اتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع، أكدا خلاله وحدة سوريا، وإدانة التصعيد الإسرائيلي، ودعم مرحلة إعادة الإعمار والاستثمار
  • المجاعة.. متى تُعلن؟ ولماذا تشكل تهديدا عالميا؟
  • ما الذي يطبخه توماس باراك بين سورية ولبنان؟