أثارت تقارير إعلامية حديثة عن موافقة حركة حماس على شرط إسرائيل بالبقاء مؤقتًا في قطاع غزة بعد وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن تساؤلات واسعة بين المواطنين الفلسطينيين والمراقبين الدوليين، والقرار الذي كشفت عنه صحيفة وول ستريت جورنال لأول مرة يعد خطوة غير مسبوقة، ويُنظر إليه من قبل البعض كإشارة لتغييرات محتملة في الواقع السياسي والعسكري في غزة، و هذه الخطوة تثير جدلاً كبيرًا حول دوافع الحركة وتأثيراتها على سيادة القطاع ومكانة المقاومة الفلسطينية.

هل هو تكتيك أم ضرورة؟

يرى العديد من المحللين السياسيين أن موافقة حماس على السماح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة بشكل مؤقت قد تكون خطوة تكتيكية تهدف إلى كسب الوقت وتعزيز موقف الحركة في المفاوضات، خاصة في ظل الضغوط العسكرية والإنسانية المتزايدة على القطاع.

المحلل السياسي عبد الرحمن القيسي يرى أن حماس تواجه تحديات كبيرة على الأرض، بما في ذلك التصعيد الإسرائيلي المستمر والحصار الخانق المفروض على غزة". ويضيف القيسي: "قد يكون هذا القرار محاولة لتأمين إطلاق سراح الرهائن وتحقيق هدنة مؤقتة، وهو ما يُنظر إليه كإنجاز يمكن البناء عليه سياسيًا.

تفاصيل الاتفاق ومغزاه

تزامن قبول حماس للوجود الإسرائيلي المؤقت مع إعلان الحركة عن قائمة بالرهائن الذين ستفرج عنهم وفقًا للاتفاق مع إسرائيل،  وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ الهدنة الأولى التي جرت قبل نحو عام، مما يزيد من تساؤلات الجميع حول تفاصيل الاتفاق وأبعاده المستقبلية.

من جانبها، رفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على ما تم نشره بشأن هذه الموافقة، ولكن مصادر متعددة أشارت إلى أن الاتفاق يتضمن ضمانات دولية لحفظ الأمن في القطاع ومنع التصعيد المستقبلي. هذا الإعلان يثير أيضًا علامات استفهام حول الدور الذي قد تلعبه الأطراف الدولية في ضمان تنفيذ هذا الترتيب.

خبير عسكري: صفقة الأسرى في غزة ستُنجز خلال فترة بايدن (فيديو)

ردود الفعل الدولية

على المستوى الدولي، اعتُبرت موافقة حماس على هذا الشرط تطورًا مفاجئًا وغير متوقع،  ووفقًا للمراقبين، فإن الوساطات الدولية، خاصة من قبل مصر وقطر، كانت حاسمة في إقناع الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية بالموافقة على هذا الاتفاق المؤقت.

الخبير في الشؤون الإقليمية محمد العوضي يرى أن هذا الاتفاق يعكس بشكل كبير ضغوطًا من الأطراف الوسيطة، التي تسعى إلى تجنب انهيار الوضع الإنساني في غزة وتحقيق تهدئة قد تؤدي إلى تسوية طويلة الأمد. كما أن الدول الوسيطة تدرك أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى أزمة إنسانية غير قابلة للسيطرة.

المخاوف المستقبلية:

مع تداول أنباء هذا الاتفاق، ازدادت المخاوف بين الفلسطينيين من أن وجود القوات الإسرائيلية، حتى لو كان مؤقتًا، قد يخلق واقعًا جديدًا على الأرض، مما قد يُستغل لاحقًا لتبرير تدخلات إسرائيلية مستمرة.

 وبحسب المحلل الفلسطيني محمود الطاهر: "بين المكاسب الفورية مثل تحرير الأسرى وتحقيق تهدئة مؤقتة، وبين الحفاظ على الثوابت الوطنية، تقف حماس في موقف حساس للغاية،  والأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه خطوة استراتيجية أم مجرد تنازلات اضطرارية".

استشهاد مصور بقناة الجزيرة يرفع عدد شهداء غزة من الصحفيين إلى 196

المفاوضات والصفقات المحتملة:

وفي سياق متصل، تداولت الصحف الإسرائيلية معلومات عن أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان التقى يوم الخميس الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى كبار المسؤولين الأمنيين في إسرائيل، في إطار الجهود الأمريكية لتحقيق تقدم في مساعي وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

 كما أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن اللقاءات تناولت أيضًا ملف الرهائن، بما في ذلك مواطنين أمريكيين، وسط مساعٍ للتوصل إلى اتفاق ينهي التصعيد العسكري.

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون درمر، قد توصل إلى تفاهمات مع الإدارة الأمريكية بشأن ضمان مصالح إسرائيل في غزة بعد إتمام صفقة تبادل الأسرى،  وقالت الصحيفة إن المفاوضات قد تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع للوصول إلى اتفاق نهائي، وأن إسرائيل لن توقف هجماتها على غزة حتى يتم إتمام الصفقة.

رئيس النواب الأردني: نقدر موقف الصين من الحرب على غزة ودعمها لحل الدولتين

الوجود الإسرائيلي المؤقت: 

بينما تتواصل المفاوضات وتبحث الأطراف المختلفة عن حلول للصراع المستمر، يبقى السؤال الأهم: هل يشكل الوجود الإسرائيلي المؤقت في غزة خطوة مؤقتة لتحقيق التهدئة أم بداية لتغييرات استراتيجية في كيفية التعامل مع القطاع؟ هذه الأسئلة قد تجد إجاباتها مع مرور الوقت، لكن ما هو مؤكد أن هذه التطورات ستؤثر بشكل عميق على مستقبل الصراع في المنطقة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حركة حماس قطاع غزة وول ستريت جورنال إسرائيل الرهائن موافقة حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

كان : المفاوضات مع حماس مستمرة

نقلت هيئة البث العام الإسرائيلية (كان 11) عن مصادر في تل أبيب مساء اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 ، قولها إن المفاوضات مع حركة حماس مستمرة على مقترح ويتكوف.

 وأضافت أن واشنطن والدوجة والقاهرة تجري محادثات مع حماس في محاولة لتقريب وجهات النظر بينها وبين إسرائيل.

وقال مصدر مطّلع على المفاوضات إن "المحادثات لم تنهَر بعد، لكن مواقف الطرفين لا تزال متباعدة، خاصة في ما يتعلق بإنهاء الحرب. ومع ذلك، لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق"، بحسب ما أوردت "كان 11"، مساء الإثنين.

وقالت مصادر سياسية إسرائيلية، إن تل أبيب قررت عدم إرسال وفد تفاوضي إلى العاصمة القطرية الدوحة، بسبب ما وصفته بـ"المطالب الجديدة التي قدمتها حركة حماس"، والتي اعتبرتها "مخالفة كليًا" لمقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف.

في المقابل، نقل موقع "واينت" عن المصادر إسرائيلية قولها إن "موقف حماس لم يتغير فعليًا رغم كل البيانات (الصادرة عن الحركة)؛ الفجوات الجوهرية لا تزال قائمة"، وقال أحد المصادر للموقع إن "إسرائيل وافقت على 'مقترح ويتكوف' بالصيغة التي عُرض بها".

وادعى أن "رد حماس لم يتطرّق لهذا المقترح". وبحسب المصادر ذاتها، لا ترى إسرائيل "تطورات جوهرية" في موقف الحركة، وترى تل أبيب أن "إعلان حماس عن استعدادها للتفاوض هو مجرد مناورة تكتيكية لتحسين صورتها ونفي اتهامها بالتعنت".

وتعتبر تل أبيب أنه لم "تُسجَّل تطورات مهمة"، ونقل موقع "واينت" عن جهات وصفتها بـ"المهنية" في أوساط طواقم المفاوضات الإسرائيلية، أن الفجوات "لا تزال كبيرة جدًا"، وربما حتى "أكبر من اللازم" في إشارة إلى صعوبة "جسرها".

يأتي ذلك في أعقاب البيان الذي أصدرته حركة حماس مساء أمس، الأحد، وشدد من خلاله على استعدادها للدخول في جولة مفاوضات غير مباشرة جديدة، وذلك في إطار المساعي القطرية والمصرية للتوصل إلى اتفاق يوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .

وفي ظل رفض الوسيط الأميركي تقديم أي ضمانات لإنهاء الحرب ضمن إطار صفقة جديدة، وإصرار حكومة بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، قالت حماس، مساء الأحد، إنها "ترحب باستمرار الجهود القطرية والمصرية من أجل التوصّل إلى إنهاء الحرب".

وأكدت الحركة استعدادها لـ"الشروع الفوري في جولة مفاوضات غير مباشرة، للوصول إلى اتفاق حول نقاط الخلاف"، وشددت على ضرورة "تأمين إغاثة شعبنا وإنهاء المأساة الإنسانية، وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل لقوات الاحتلال" من قطاع غزة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مفاوضات غزة: إسرائيل تُقرّر عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة الرئيس الإيطالي يهاجم إسرائيل إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن بعد انطلاق صافرات الإنذار الأكثر قراءة كتائب القسام تعلن قتل جنود إسرائيليين في حي الشجاعية الرئيس عباس يستعرض أولويات القيادة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية تخصص ميزانيات لدفع دول لنقل سفارتها للقدس آلية المساعدات الإسرائيلية الأميركية في غزة تتعثر عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • صدمة في حماس.. ومراقبون: مسودة «ويتكوف» غامضة ومخادعة
  • كان : المفاوضات مع حماس مستمرة
  • أكسيوس: أمر يكا قد تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة ضئيلة
  • إيران تنتظر ضمانات من أمريكا لرفع العقوبات في الاتفاق النووي الجديد
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يُصدر تعليماته للجيش بمواصلة التقدم في غزة رغم المفاوضات
  • وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يعرقل المفاوضات
  • "فتح": حماس "دقت كل الأبواب وذهبت إلى الولايات المتحدة لكنها لم تتجه نحو منظمة التحرير الفلسطينية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد حماس "بغض النظر عن المفاوضات"
  • 6 أسئلة عن آخر تطورات مقترح الاتفاق بين حماس وإسرائيل
  • الصراع الروسي الأوكراني بين الحسابات الإستراتيجية والانقسام في “التسوية”