كيف يسهم الفلفل الحار في تخفيف آلام الأعصاب المزمنة؟
تاريخ النشر: 16th, December 2024 GMT
يمانيون- منوعات
تُعرف آلام الأعصاب بكونها من أكثر الآلام صعوبة في العلاج، إذ تترك المصابين يعانون من إحساس دائم بالحرق أو الوخز الذي يعيق حياتهم اليومية. في خطوة مبتكرة وغير تقليدية، بحسب صحيفة تاغيس تسايتونغ الألمانية لجأ الأطباء إلى استخدام مادة الكابسيسين، المستخلصة من الفلفل الحار، كعلاج للألم.
بيد أنّ المفارقة المثيرة أن هذه المادة تُسبب ألمًا شديدًا عند استخدامها، لتثبت صحة القول المأثور: “الألم يُعالج بالألم”.
الفلفل الحار: من المطبخ إلى العلاج الطبي
الكابسيسين هو المكون النشط في الفلفل الحار، وهو المسؤول عن الطعم الحارق الذي يشعر به من يتناوله. هذه المادة لا تقتصر على إثارة التذوق، بل لديها تأثيرات طبية عميقة، إذ تعمل على تحفيز الأعصاب الحسية في الجلد بشكل مكثف، ما يؤدي إلى “إرهاق” هذه الأعصاب وجعلها أقل حساسية للألم مع مرور الوقت.
كيف تعمل لاصقات الكابسيسين؟
تعتمد هذه الطريقة على وضع لاصقة تحتوي على نسبة عالية من الكابسيسين (8%) على المنطقة المصابة بالألم العصبي لمدة تتراوح بين 30 و60 دقيقة. خلال هذا الوقت، يعاني المريض من إحساس حارق شديد يشبه وضع الفلفل الحار على جرح مفتوح. هذا الألم المؤقت يهدف إلى إرهاق الأعصاب الحسية المسؤولة عن نقل إشارات الألم إلى الدماغ.
أحد المرضى، الذي عانى من آلام عصبية شديدة لسنوات، وصف تجربته مع العلاج بالكابسيسين للصحيفة الألمانية بأنها “ألم لعلاج الألم”.
يقول المريض: “في البداية، شعرت وكأنني وضعت صلصة الفلفل الحار على جرح مفتوح. لكن بعد انتهاء الجلسة، بدأت ألاحظ تحسنًا كبيرًا في حدة الألم، واستطعت تقليل استخدامي للمسكنات.”
رغم الألم المؤقت الذي يسببه العلاج، إلا أن النتائج تبشر بتحسن طويل الأمد. تظهر الدراسات أن تأثير اللاصقات يمكن أن يستمر حتى ثلاثة أشهر، مع إمكانية تكرار العلاج عند الحاجة. ومن بين الفوائد الإضافية، تقليل الاعتماد على المسكنات التي غالبًا ما تكون ذات آثار جانبية كبيرة.
عقبات أمام انتشار العلاج
رغم فعالية العلاج، إلا أنه ما زال غير شائع الاستخدام. يعزو الخبراء ذلك إلى نقص الوعي بهذه التقنية، بالإضافة إلى الحاجة إلى تجهيزات خاصة لإجراء الجلسات تحت إشراف طبي، نظرًا لأن الكابسيسين يمكن أن يرفع ضغط الدم أثناء الجلسة بسبب الألم الشديد الذي يسببه.
ويرى الخبراء أن هذا العلاج يعيد تعريف مفهوم علاج الألم، عبر استثمار خاصية الحرق الشديد في الفلفل الحار للتغلب على آلام مزمنة يصعب علاجها.
ورغم صعوبة التجربة في البداية، إلا أن نتائجها تعد بالكثير للمصابين الذين يعانون من آلام عصبية أثرت على حياتهم لسنوات طويلة. يبدو أن الفلفل الحار، المعروف بلسعته الحادة، قد أصبح حليفًا غير متوقع في رحلة تخفيف الألم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الفلفل الحار
إقرأ أيضاً:
هل تسرق حرارة الصيف إنتاجيتك في العمل؟
حسب تقرير "حالة المناخ العالمي" الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سجّل عام 2024 أعلى درجات حرارة منذ بدء تسجيل بيانات المناخ، في حين يُتوقع أن يحتل صيف 2025 المرتبة الثانية من حيث السخونة.
وإذا كنت تشعر خلال الصيف بالتوتر أو الخمول أو تراجع في الإنتاجية، فأنت لست وحدك. فدراسة بعنوان "تقييم آثار الإجهاد الحراري على الوظيفة الإدراكية بين العاملين في الصناعات الحارة" كشفت عن أن العمل في درجات حرارة مرتفعة يؤثر سلبا على الأداء العقلي، حيث يؤدي إلى تدهور في بعض الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة العاملة، والانتباه، وسرعة الاستجابة، ومعالجة المعلومات
أجسادنا تتأثر بالحرارة وعقولنا أيضايحتاج الجسم البشري إلى الحفاظ على درجة حرارة ثابتة تقارب 37 درجة مئوية لضمان سلامة أعضائه الداخلية. وعندما ترتفع درجة حرارة البيئة المحيطة، يبدأ الجسم تلقائيًا بمحاولات لتبريد نفسه، فيتمدد تدفق الدم نحو الجلد ويزداد التعرق لتبديد الحرارة الزائدة.
لكن تأثير الحر لا يتوقف عند الجانب الجسدي فقط، إذ يعتبر الجسم الحرارة المرتفعة تهديدا فسيولوجيا، فيطلق سلسلة من الاستجابات الدفاعية تشمل إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما يؤدي إلى زيادة التوتر والعصبية وتراجع التركيز.
كما تستهلك هذه الاستجابات كثيرا من موارد الجسم العصبية والهرمونية، فتقل الطاقة المتاحة للوظائف العقلية مثل الانتباه، وسرعة رد الفعل، والذاكرة قصيرة المدى، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على انخفاض مستوى الإنتاجية في الأجواء الحارة.
ولا يرتبط تأثير الطقس الحار على إنتاجيتك بساعات النهار فقط، إذ إن إحدى أكثر مشاكل الصيف شيوعا هي اضطرابات النوم، حيث يواجه كثيرون صعوبة في الحصول على النوم العميق في الطقس الحار، وهو ما يؤثر على إنتاجيتك في الصباح التالي.
وسواء كنت تعمل في بيئة مكيفة أو لا، فإن الطقس الحار يؤثر عليك، ووفقا لدراسة أجرتها جامعة إكستر بعنوان "الطقس الحار يؤثر على الإنتاجية- حتى في المصانع المكيفة"، تنخفض الإنتاجية بنسبة نحو 0.83% لكل زيادة قدرها 1 درجة مئوية في درجة الحرارة الخارجية. وكانت الأبحاث السابقة قد أظهرت أن الظروف الحارة تقلل الإنتاجية عندما يعمل الأفراد في الخارج، أو في مبان لا تحتوي على مكيف للهواء. لكن هذه الدراسة جاءت لتقدم دليلا إضافيا على التأثيرات الاقتصادية لتغير المناخ، حيث أظهرت تأثير الحرارة على الإنتاجية حتى في المصانع التي يتم التحكم في مناخها عبر استخدام مكيف الهواء.
لمواجهة تأثير الطقس الحار على الإنتاجية يمكنك الاستعانة بالنصائح التالية:
إعلان العمل عن بُعد قدر الإمكانأصبحت كثير من أماكن العمل تتيح خيارات العمل من المنزل جزئيًا أو كليًا، بفضل أدوات الاتصال الحديثة التي تمكنك من أداء مهامك من أي مكان وفي أي وقت. هذه المرونة تتيح لك تجنب التعرض المباشر للحر الشديد في أوقات الذروة.
تحسين بيئة العمل المكتبيةإذا كنت مضطرًا للعمل من المكتب، احرص على تشغيل مكيف الهواء والتأكد من كفاءته. فوفقًا لدراسة لجامعة هلسنكي للتكنولوجيا، يكون أداء الموظفين في المكاتب في أفضل حالاته عند درجة حرارة تبلغ حوالي 22 درجة مئوية.
كما يُنصح بوضع نباتات داخلية تساعد على تلطيف الجو وتحسين الأجواء العامة في مكان العمل.
الإصابة بالجفاف قد تؤدي إلى الصداع والإجهاد وتراجع الوظائف الإدراكية. احرص على وضع زجاجة ماء بارد أمامك لتذكير نفسك بشرب الماء بانتظام طوال اليوم.
تناول وجبات خفيفةتجنّب الوجبات الثقيلة التي قد تُسبب الخمول والكسل في الطقس الحار. اختر وجبات خفيفة غنية بالبروتين، مع الإكثار من الفواكه والخضروات الطازجة للمساعدة في ترطيب الجسم.
أخذ فترات راحة منتظمةنظّم يومك بحيث تحصل على فترات راحة قصيرة تساعدك في استعادة نشاطك الذهني والبدني. يمكنك استخدام تقنية بومودورو لتنظيم الوقت. استغل وقت الراحة في تناول مشروب بارد أو غسل الوجه بالماء البارد لترطيب الجسم.
ممارسة النشاط البدنيالرياضة تعزز التركيز والإبداع، حتى في الطقس الحار. مارس تمارين خفيفة مثل المشي في أوقات غير الذروة أو بعض الحركات البسيطة داخل المنزل.
إعادة جدولة المهامتابع توقعات الأرصاد الجوية، ورتّب جدولك بحيث تنجز المهام التي تتطلب تركيزًا وجهدًا أكبر في الأيام الأقل حرارة.
اختر ملابس فضفاضة مصنوعة من أنسجة طبيعية كالقطن أو الكتان، وتجنّب الأقمشة الصناعية مثل البوليستر. إذا كنت تعمل بالخارج، ارتدِ قبعة أو استخدم مظلة للحماية من الشمس.
تنظيم مواعيد النومحاول الاستيقاظ مبكرا للاستفادة من برودة الصباح، مما يساعدك على بدء يومك بنشاط وتركيز أعلى.
التهوية الجيدة للمكانافتح النوافذ في الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس لتهوية المكان بالهواء النقي، وأغلقها في أثناء النهار مع استخدام الستائر لحجب أشعة الشمس المباشرة.