هل تسرق حرارة الصيف إنتاجيتك في العمل؟
تاريخ النشر: 4th, July 2025 GMT
حسب تقرير "حالة المناخ العالمي" الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سجّل عام 2024 أعلى درجات حرارة منذ بدء تسجيل بيانات المناخ، في حين يُتوقع أن يحتل صيف 2025 المرتبة الثانية من حيث السخونة.
وإذا كنت تشعر خلال الصيف بالتوتر أو الخمول أو تراجع في الإنتاجية، فأنت لست وحدك. فدراسة بعنوان "تقييم آثار الإجهاد الحراري على الوظيفة الإدراكية بين العاملين في الصناعات الحارة" كشفت عن أن العمل في درجات حرارة مرتفعة يؤثر سلبا على الأداء العقلي، حيث يؤدي إلى تدهور في بعض الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة العاملة، والانتباه، وسرعة الاستجابة، ومعالجة المعلومات
أجسادنا تتأثر بالحرارة وعقولنا أيضايحتاج الجسم البشري إلى الحفاظ على درجة حرارة ثابتة تقارب 37 درجة مئوية لضمان سلامة أعضائه الداخلية.
لكن تأثير الحر لا يتوقف عند الجانب الجسدي فقط، إذ يعتبر الجسم الحرارة المرتفعة تهديدا فسيولوجيا، فيطلق سلسلة من الاستجابات الدفاعية تشمل إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، ما يؤدي إلى زيادة التوتر والعصبية وتراجع التركيز.
كما تستهلك هذه الاستجابات كثيرا من موارد الجسم العصبية والهرمونية، فتقل الطاقة المتاحة للوظائف العقلية مثل الانتباه، وسرعة رد الفعل، والذاكرة قصيرة المدى، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على انخفاض مستوى الإنتاجية في الأجواء الحارة.
ولا يرتبط تأثير الطقس الحار على إنتاجيتك بساعات النهار فقط، إذ إن إحدى أكثر مشاكل الصيف شيوعا هي اضطرابات النوم، حيث يواجه كثيرون صعوبة في الحصول على النوم العميق في الطقس الحار، وهو ما يؤثر على إنتاجيتك في الصباح التالي.
وسواء كنت تعمل في بيئة مكيفة أو لا، فإن الطقس الحار يؤثر عليك، ووفقا لدراسة أجرتها جامعة إكستر بعنوان "الطقس الحار يؤثر على الإنتاجية- حتى في المصانع المكيفة"، تنخفض الإنتاجية بنسبة نحو 0.83% لكل زيادة قدرها 1 درجة مئوية في درجة الحرارة الخارجية. وكانت الأبحاث السابقة قد أظهرت أن الظروف الحارة تقلل الإنتاجية عندما يعمل الأفراد في الخارج، أو في مبان لا تحتوي على مكيف للهواء. لكن هذه الدراسة جاءت لتقدم دليلا إضافيا على التأثيرات الاقتصادية لتغير المناخ، حيث أظهرت تأثير الحرارة على الإنتاجية حتى في المصانع التي يتم التحكم في مناخها عبر استخدام مكيف الهواء.
لمواجهة تأثير الطقس الحار على الإنتاجية يمكنك الاستعانة بالنصائح التالية:
إعلان العمل عن بُعد قدر الإمكانأصبحت كثير من أماكن العمل تتيح خيارات العمل من المنزل جزئيًا أو كليًا، بفضل أدوات الاتصال الحديثة التي تمكنك من أداء مهامك من أي مكان وفي أي وقت. هذه المرونة تتيح لك تجنب التعرض المباشر للحر الشديد في أوقات الذروة.
تحسين بيئة العمل المكتبيةإذا كنت مضطرًا للعمل من المكتب، احرص على تشغيل مكيف الهواء والتأكد من كفاءته. فوفقًا لدراسة لجامعة هلسنكي للتكنولوجيا، يكون أداء الموظفين في المكاتب في أفضل حالاته عند درجة حرارة تبلغ حوالي 22 درجة مئوية.
كما يُنصح بوضع نباتات داخلية تساعد على تلطيف الجو وتحسين الأجواء العامة في مكان العمل.
الإصابة بالجفاف قد تؤدي إلى الصداع والإجهاد وتراجع الوظائف الإدراكية. احرص على وضع زجاجة ماء بارد أمامك لتذكير نفسك بشرب الماء بانتظام طوال اليوم.
تناول وجبات خفيفةتجنّب الوجبات الثقيلة التي قد تُسبب الخمول والكسل في الطقس الحار. اختر وجبات خفيفة غنية بالبروتين، مع الإكثار من الفواكه والخضروات الطازجة للمساعدة في ترطيب الجسم.
أخذ فترات راحة منتظمةنظّم يومك بحيث تحصل على فترات راحة قصيرة تساعدك في استعادة نشاطك الذهني والبدني. يمكنك استخدام تقنية بومودورو لتنظيم الوقت. استغل وقت الراحة في تناول مشروب بارد أو غسل الوجه بالماء البارد لترطيب الجسم.
ممارسة النشاط البدنيالرياضة تعزز التركيز والإبداع، حتى في الطقس الحار. مارس تمارين خفيفة مثل المشي في أوقات غير الذروة أو بعض الحركات البسيطة داخل المنزل.
إعادة جدولة المهامتابع توقعات الأرصاد الجوية، ورتّب جدولك بحيث تنجز المهام التي تتطلب تركيزًا وجهدًا أكبر في الأيام الأقل حرارة.
اختر ملابس فضفاضة مصنوعة من أنسجة طبيعية كالقطن أو الكتان، وتجنّب الأقمشة الصناعية مثل البوليستر. إذا كنت تعمل بالخارج، ارتدِ قبعة أو استخدم مظلة للحماية من الشمس.
تنظيم مواعيد النومحاول الاستيقاظ مبكرا للاستفادة من برودة الصباح، مما يساعدك على بدء يومك بنشاط وتركيز أعلى.
التهوية الجيدة للمكانافتح النوافذ في الصباح الباكر أو بعد غروب الشمس لتهوية المكان بالهواء النقي، وأغلقها في أثناء النهار مع استخدام الستائر لحجب أشعة الشمس المباشرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات على الإنتاجیة الطقس الحار حتى فی
إقرأ أيضاً:
احذر مفاجآت الصيف.. 8 نصائح ذهبية لتجنب الأمراض
رغم أن فصل الصيف يوفر منفذا للهروب من روتين الحياة اليومية والاستمتاع بالعطلة والسفر، إلا أن هذا الفصل يعرف أيضا بانتشار واسع للأمراض والفيروسات والعدوى.
في تقرير لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، قدم الخبراء ثماني نصائح للوقاية من الأمراض والبقاء بصحة جيدة خلال فصل الصيف.
الحفاظ على الترطيبينصح الطبيب شون تانغ، طبيب عام، في مركز "بال مال ميديكال"، بالحفاظ على ترطيب الجسم، وارتداء ملابس خفيفة، وتجنب الأنشطة المجهدة خلال أشد ساعات الحر، أي بين الساعة 11 صباحا و3:00 ظهرا.
وعند الشعور بالتوعك، يوصى بالبحث عن مكان بارد للراحة، وشرب الماء، واستخدام قطعة قماش مبللة لتبريد البشرة.
تناول الأطعمة المطهية والماء المعبأتزداد حالات التسمم الغذائي خلال فصل الصيف. ويقول الدكتور تانغ إن حرارة الجو والنزهات الصيفية توفر بيئة مثالية لنمو البكتيريا، خاصة عندما لا يُطهى الطعام أو يخزن بطريقة سليمة.
وينصح بحفظ الأطعمة القابلة للتلف في مكان بارد، وطهي اللحوم جيدا.
كما أوصت الطبيبة إيراني سلامة، بتجنب السلطات ومكعبات الثلج، والاعتماد على الماء المعبأ والأطعمة المطهية لتفادي التسمم.
مواصلة اللقاحاترغم أن متحورات فيروس كوفيد-19 لم تعد تشكّل تهديدا كبيرا، إلا أن العطلات الصيفية والتجمعات تزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
ويشير الأطباء إلى أن هذه المناسبات، قد تُساهم في انتشار متحوّرات جديدة، ويوصون بمواصلة متابعة التلقيحات والجرعات المعززة للوقاية.
حقيبة سفر صحيةينصح الأطباء باصطحاب مروحة قابلة للطي، وأكياس أملاح الإماهة، وبخاخ تبريد، ومعقّم لليدين ضمن حقيبة السفر.
الحفاظ على نظافة اليدينيشدد الطبيب تانغ على أهمية غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، للوقاية من عدوى كوفيد-19، والتسمم الغذائي، والتهابات المعدة.
الوقاية من أمراض البعوضأشار التقرير إلى أن خطر انتقال العدوى عبر البعوض لا يزال مرتفعا، خصوصا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
ويوصي الأطباء باستخدام طارد الحشرات وارتداء ملابس تغطي معظم أجزاء الجسم، خاصة عند الغروب والفجر.
استخدام واقي الشمس بانتظامحذر تانغ من أن الرغبة في الحصول على بشرة برونزية قد يعرض الجلد للخطر، مؤكدا أن حروق الشمس قد تبدو مؤقتة، لكنها تتراكم مع الوقت وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
ونصح باستخدام واق شمسي وتجديد وضعه كل ساعتين، أو بعد السباحة والتعرّق.
كما أوصى بأخذ حمّام بارد، واستخدام المرطّبات، وشرب كميات كافية من الماء في حال التعرض لحروق الشمس.
تعديل جدول النومأوصى تانغ بتعديل أوقات النوم قبل أيام من السفر، لمساعدة الجسم على التكيف وتفادي مشاكل الهضم والإرهاق الناتجة عن اضطرابات النوم.
وأشار أيضا إلى أهمية التعرّض لضوء الشمس لتنظيم الساعة البيولوجية.