ضربت موجة صقيع قادمة من القارة القطبية الجنوبية ثلاث دول في أمريكا الجنوبية، تسببت في مقتل 15 شخصًا على الأقل، في واحدة من أقسى موجات البرد التي شهدتها المنطقة منذ عقود، وسط تحذيرات من تداعيات مناخية أوسع.

وأثّرت الموجة القطبية على كل من الأرجنتين وتشيلي وأوروغواي، حيث سجلت درجات الحرارة انخفاضًا تاريخيًا، ما أدى إلى تجمّد الأنابيب، وانقطاع الكهرباء، وتوقّف النشاط الصناعي في بعض المناطق.

الأرجنتين: تساقط الثلوج لأول مرة منذ 34 عامًا ووفاة 9 أشخاص

في الأرجنتين، التي كانت الأكثر تضررًا، أعلنت السلطات وفاة 9 أشخاص نتيجة التعرض للبرد القارس، بينهم مسنّون بلا مأوى.
وسجلت العاصمة بوينس آيرس أدنى درجة حرارة لها منذ عام 1991، عند (-1.9 درجة مئوية) يوم الأربعاء، فيما شهدت مدينة ميرامار الساحلية تساقطًا نادرًا للثلوج للمرة الأولى منذ عام 1990.

وسُجّلت في بلدة ماكينتشاو الجنوبية درجات حرارة قياسية بلغت (-18 درجة مئوية)، وهي من أدنى المستويات المسجلة في تاريخ البلاد.

الموجة تسببت أيضًا في أزمة طاقة حادة، حيث أدى الطلب المتزايد على الكهرباء إلى انقطاعات في العاصمة وضواحيها. وردًا على ذلك، اتخذت الحكومة قرارات عاجلة شملت:

وقف إمدادات الغاز إلى المصانع ومحطات الوقود. رفع القيود على أسعار أسطوانات الغاز المنزلي. تخصيص كميات إضافية للمناطق السكنية الأكثر تضررًا. أوروغواي: “الإنذار الأحمر” بعد وفاة 6 مشردين

أعلنت حكومة أوروغواي حالة “الإنذار الأحمر”، بعد وفاة 6 أشخاص من المشردين في الشوارع جراء الصقيع.

وأعطى الإعلان السلطات الحق القانوني في إجبار المشردين على دخول الملاجئ، في خطوة غير مسبوقة منذ عقود.
وشهدت العاصمة مونتيفيديو أدنى درجة حرارة قصوى لها منذ عام 1967، عند 5.8 درجات مئوية، بحسب الهيئة الوطنية للأرصاد.

تشيلي: ثلوج نادرة في الصحراء الأكثر جفافًا بالعالم

في تشيلي، فعّلت الحكومة خطة الطوارئ الشتوية، لمساعدة المشردين وتوفير الإمدادات في المناطق المعزولة.

وسُجّلت في مدينة تشيان جنوب العاصمة سانتياغو درجة حرارة وصلت إلى (-9.3) مئوية، فيما شهدت مناطق من صحراء أتاكاما، التي تُعدّ من أكثر المناطق جفافًا على وجه الأرض، تساقطًا نادرًا للثلوج للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات.

خبراء: مؤشر واضح على تفاقم التغير المناخي

يرى خبراء الأرصاد والمناخ أن هذه الموجة القطبية ليست مجرد حدث استثنائي، بل جزء من نمط مناخي أوسع يرتبط بالتغيرات المناخية العالمية.

ويقول الخبير في الأرصاد الجوية “أليخاندرو سان مارتين” من المعهد الوطني للأرصاد في تشيلي:

“أصبحنا نرى ظواهر مناخية أكثر تطرفًا، ليس فقط موجات حر، بل أيضًا موجات برد غير معتادة من حيث القوة والتوقيت والموقع.”

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أمريكا الجنوبية الأرجنتين التغير المناخي تحديات التغير المناخي موجة صقيع

إقرأ أيضاً:

تسببت بوفاة 5 أشخاص ومئات المصابين.. موجة حر تاريخية تجتاح أوروبا

تشهد أوروبا موجة حر غير مسبوقة أدت إلى تسجيل خمس وفيات على الأقل، وسط حالة تأهب قصوى لدى السلطات الصحية والبلديات في العديد من الدول. ارتفاع درجات الحرارة تجاوز 40 درجة مئوية في مناطق واسعة، مما تسبب في أزمات صحية وانقطاعات في التيار الكهربائي.

إيطاليا: حالتا وفاة على شواطئ سردينيا وجمود في الخدمات بسبب ارتفاع الحرارة

وتوفي رجلان على شواطئ جزيرة سردينيا الإيطالية، إثر مضاعفات صحية ناجمة عن موجة الحر التي تضرب الجزيرة منذ أكثر من أسبوع. الأول، رجل يبلغ من العمر 75 عاماً، فقد وعيه بالقرب من بلدة بودوني على الساحل الشرقي ولم يتعافَ، بينما توفي الثاني البالغ 60 عاماً على شاطئ قرب سان تيودورو، وتجاوزت درجات الحرارة على الجزيرة وجزيرة كورسيكا الفرنسية المجاورة 40 درجة مئوية عدة مرات خلال الأيام الماضية.

إلى جانب ذلك، أصدرت السلطات الإيطالية تحذيرات بشأن ارتفاع درجات الحرارة في 18 مدينة، وسط انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي شملت مدن فلورنسا وبيرجامو، بالإضافة إلى انقطاعات مؤقتة في روما، مما زاد من معاناة السكان.

فرنسا: 3 وفيات وأكثر من 300 حالة طارئة في ظل موجة حر تاريخية

سجلت فرنسا ثلاث حالات وفاة مرتبطة بموجة الحر الحالية، حيث تلقت خدمات الطوارئ أكثر من 300 حالة رعاية طارئة بسبب مشاكل صحية ناجمة عن الحرارة المرتفعة. أعلنت وزيرة البيئة الفرنسية أنيس بانييه روناتشر وفاة شخصين على الأقل بسبب مشاكل صحية ناجمة عن موجة الحر، بينها وفاة عامل بناء أثناء العمل في ملعب كرة القدم بمدينة أوكسير.

وتم رفع درجة التأهب إلى أعلى مستوى في 16 منطقة، من بينها العاصمة باريس، التي شهدت ارتفاع درجات الحرارة إلى 38 درجة مئوية، فيما تجاوزت مناطق الجنوب والوسط 41 درجة، مسجلةً أرقامًا قياسية لم تشهدها البلاد في يوليو من قبل.

ألمانيا تسجل أعلى درجات حرارة لهذا العام مع استمرار موجة الحر

في ألمانيا، بلغت درجات الحرارة أعلى مستوياتها هذا العام في عدة مدن، حيث سجلت بلدة أندرناخ في غرب البلاد 39.3 درجة مئوية، تلتها بلدة تانجرهوته-ديمكر في سكسونيا-أنهالت بـ39.2 درجة، ثم بلدة كيتزينجن في بافاريا بـ39.1 درجة. رغم هذه الأرقام القياسية السنوية، لم تصل درجات الحرارة إلى أعلى رقم مسجل في تاريخ ألمانيا البالغ 41.2 درجة مئوية في يوليو 2019.

تأثيرات وأبعاد موجة الحر على أوروبا

تأثرت العديد من دول أوروبا بشدة جراء هذه الموجة الحارة، مع ارتفاع حالات الطوارئ الصحية، لا سيما لدى كبار السن والعمال المعرضين للأشعة الشمسية المباشرة، كما أدت الحرارة المرتفعة إلى ضغط على شبكات الكهرباء بسبب زيادة الطلب على التبريد، مع تسجيل انقطاعات متكررة أثرت على السكان.

وتواصل الهيئات المختصة مراقبة الوضع عن كثب، محذرة من استمرار موجة الحرارة وضرورة اتخاذ إجراءات وقائية للحد من تأثيراتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • تسببت بوفاة 5 أشخاص ومئات المصابين.. موجة حر تاريخية تجتاح أوروبا
  • الأرصاد: الحرارة في بعض دول أوروبا تتجاوز 46 درجة مئوية لأول مرة
  • «الأرصاد»: الأحساء الأعلى حرارة بـ46 مئوية.. والسودة الأدنى
  • درجة الحرارة 40 .. حصيلة موجة الحر تتضاعف في أوروبا.. 8 قتلى وإنذارات في عواصم ومدن كبرى
  • 8 قتلى في موجة حر تجتاح أوروبا
  • مصرع 4 أشخاص في فرنسا وإسبانيا خلال موجة حر لاهبة تجتاح أوروبا
  • مصرع 8 أشخاص في موجة حر تجتاح أوروبا وسط درجات حرارة قياسية
  • الحرارة العظمى بلغت 41.. قتلى ومصابون بموجة حر تجتاح أوروبا
  • وفاة شخصين وإصابة 300 آخرين بسبب موجة حر قاتلة في فرنسا