ارتباك في توقعات العلماء بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة خلال العامين 2023 و 2024
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
سجلت درجات الحرارة العالمية خلال عامي 2023 و2024 أرقامًا قياسية غير متوقعة، مما أثار تساؤلات كبيرة في الأوساط العلمية حول مدى دقة التوقعات المناخية السابقة، وسط مخاوف متزايدة من أن كوكب الأرض قد يشهد تسارعًا في الاحترار العالمي يفوق التقديرات السابقة.
تشير بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، و وكالة ناسا، ومرصد كوبرنيكوس لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، إلى أن كوكب الأرض شهد ثاني أعلى درجات حرارة مسجلة لشهر تشرين الأول/ نوفمبر في التاريخ الحديث.
تُظهر بيانات مرصد كوبرنيكوس أن عام 2024 قد ينتهي بارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.6 درجة مئوية عن متوسط ما قبل الثورة الصناعية، متجاوزًا هدف اتفاقية باريس لعام كامل.
كما تُظهر السجلات أن 16 من آخر 17 شهرًا سجلت درجات حرارة أعلى من هدف 1.5 درجة مئوية، مما يعكس اتجاهًا مقلقًا نحو ارتفاع حرارة الكوكب بوتيرة أسرع من المتوقع.
وسجلت ست قارات أعلى درجات حرارة لها هذا العام، في حين جاءت آسيا في المرتبة الثانية من حيث درجات الحرارة القياسية، وفقًا لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، سَجل ما نسبته 10.6% من مساحة سطح الأرض درجات حرارة شهرية قياسية، متخطية الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2023.
ماذا وراء الارتفاع المفاجئ؟خلال مؤتمر الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، ناقش كبار الباحثين الأسباب المحتملة لارتفاع درجات الحرارة في 2023 و2024، بما في ذلك تأثيرات التغيرات في الغيوم ذات المستوى المنخفض، وكذا انخفاض نسبة الكبريت في وقود الشحن البحري بسبب التلوث، فضلًا عن تأثير ظاهرة "النينيو".
وفي جلسة رئيسية عقدت في 10 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، طلب عالم المناخ في وكالة ناسا، غافين شميدت، من الحاضرين في المؤتمر: التصويت على مدى اعتقادهم بأن "الشذوذ الحراري" أو الطقس المتطرف قد تم تفسيره بالكامل. ولم يرفع سوى عدد قليل أيديهم، بينما أعربت الغالبية عن الاعتقاد بوجود حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما يحدث. وقال شميدت: "هناك شيء ما، يجب تفسيره. ولا يزال هناك عمل يتعين علينا القيام به".
وتشير هذه التطورات إلى احتمال أن تكون السيناريوهات المناخية، التي تستند إليها خطط الدول للحد من الانبعاثات الكربونية، غير دقيقة. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد نشهد وصول الكوكب إلى مستويات احترار أعلى وأسرع مما كان متوقعًا، ما يعني مواجهة عواقب بيئية واجتماعية في وقت أقرب بكثير من التقديرات السابقة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أمل وإحباط في كوب 29: 300 مليار دولار لتمويل مكافحة تغير المناخ فهل يجب النظر للنصف الفارغ من الكأس؟ مفاوضات "كوب 29" للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة تمويل مكافحة تغير المناخ خلال كوب 29 في باكو: دعوة لتجاوز الخلافات وتأمين تمويل مناخي لإنقاذ المستقبل القمّة الأممية للمناخ - 25ناساالوقودظاهرة النينيو المناخيةالاحتباس الحراريتغير المناخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد ضحايا إسرائيل هيئة تحرير الشام إعصار سوريا بشار الأسد ضحايا إسرائيل هيئة تحرير الشام إعصار ناسا الوقود ظاهرة النينيو المناخية الاحتباس الحراري تغير المناخ سوريا بشار الأسد ضحايا إسرائيل هيئة تحرير الشام قطاع غزة روسيا إعصار عيد الميلاد قصف دونالد ترامب داعش درجات الحرارة یعرض الآن Next درجات حرارة
إقرأ أيضاً:
الحرارة الخارقة.. عصر مناخي جديد يهدد العالم| ما القصة؟
تشهد الأرض هذه الأيام موجة غير مسبوقة من الارتفاع في درجات الحرارة، تجاوزت خلالها القيم المسجلة حدودا لم يعرفها الإنسان من قبل.
عصر الحرارة الخارقةلم يعد الحديث عن "الاحتباس الحراري" مجرد مصطلح بيئي، بل في ما يسمى عصر "الحرارة الخارقة"، وهي مرحلة مناخية جديدة تشير إلى تحولات جذرية في النظام البيئي العالمي.
في يوليو 2023، سجل برنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي لمراقبة المناخ بيانات تعد الأكثر إثارة للقلق منذ بدء التوثيق المناخي، معلنا أن ذلك الشهر كان الأشد حرارة على الإطلاق، حيث تجاوز متوسط الحرارة العالمية 17 درجة مئوية.
وعلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأن: "عصر الاحترار العالمي قد انتهى، وبدأ عصر الغليان العالمي".
الظواهر المتطرفة تتحول إلى نمط موسميتشير دراسات علمية حديثة إلى أن موجات الحر الشديدة لم تعد استثناء، بل أصبحت سمة موسمية متكررة.
ففي بحث نشر في مجلة Nature Sustainability في يونيو 2024، أظهرت البيانات أن أكثر من 60% من سكان العالم تعرضوا لموجات حر قاسية خلال السنوات الخمس الماضية، مع ارتفاع واضح في معدلات الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة.
الشرق الأوسط تحت الاختباريعد صيف 2025 دليلا حيا على هذا التغير المناخي العنيف، خصوصا في مناطق الشرق الأوسط، ففي العراق والكويت، لامست الحرارة حاجز 53 درجة مئوية، بينما عاشت مدن مثل القاهرة والرياض ليالي لم تنخفض الحرارة خلالها عن 35 درجة مئوية، وهو ما يُعرف بـ"الليالي الحارة المتطرفة"، والتي تعيق الجسم عن التبريد الذاتي، ما يزيد من مخاطر السكتات القلبية والدماغية.
أسباب علمية وتحذيرات أمميةيرى خبراء المناخ أن السبب الرئيسي لما يحدث يعود إلى تراكم انبعاثات الغازات الدفيئة، ما أدى إلى اختزان الأرض لكميات هائلة من الطاقة الحرارية التي لم يعد بالإمكان تبديدها.
خطر صحي عالميوفي تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية في مايو 2024، حذرت من أن موجات الحرارة الشديدة قد تصبح أحد أبرز أسباب الوفاة حول العالم خلال العقود المقبلة، ما لم تتخذ خطوات عاجلة للتكيف، مثل توسعة المساحات الخضراء، وتعديل ساعات العمل، وتحديث البنى التحتية للتبريد في المؤسسات العامة.
ما الذي ينتظرنا؟بينما تتجه درجات الحرارة لمزيد من التصاعد، بات من الضروري الاعتراف بأن العالم يواجه "واقعا حراريا جديدا"، يتطلب تحركات سياسية واقتصادية ومجتمعية عاجلة للحد من الخسائر وتقليل المخاطر التي تهدد الصحة والبيئة والاستقرار.