سجلت درجات الحرارة العالمية خلال عامي 2023 و2024 أرقامًا قياسية غير متوقعة، مما أثار تساؤلات كبيرة في الأوساط العلمية حول مدى دقة التوقعات المناخية السابقة، وسط مخاوف متزايدة من أن كوكب الأرض قد يشهد تسارعًا في الاحترار العالمي يفوق التقديرات السابقة.

اعلان

تشير بيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، و وكالة ناسا، ومرصد كوبرنيكوس لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، إلى أن كوكب الأرض شهد ثاني أعلى درجات حرارة مسجلة لشهر تشرين الأول/ نوفمبر في التاريخ الحديث.

واتفق العلماء على أن عام 2024 قد يكون الأكثر حرارة منذ ما يزيد على قرن من الزمان، بل وربما يكون الأشد حرارة منذ 125 ألف سنة.

أرقام مقلقة وتجاوزات مناخية

تُظهر بيانات مرصد كوبرنيكوس أن عام 2024 قد ينتهي بارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.6 درجة مئوية عن متوسط ما قبل الثورة الصناعية، متجاوزًا هدف اتفاقية باريس لعام كامل.

لافتة كتب عليها "أريد موعدًا ساخنًا، وليس كوكبًا ساخنًا" خلال مظاهرة لنشطاء المناخ في برلين، الجمعة، 23 سبتمبر 2022.Monika Skolimowska/dpa via AP

كما تُظهر السجلات أن 16 من آخر 17 شهرًا سجلت درجات حرارة أعلى من هدف 1.5 درجة مئوية، مما يعكس اتجاهًا مقلقًا نحو ارتفاع حرارة الكوكب بوتيرة أسرع من المتوقع.

وسجلت ست قارات أعلى درجات حرارة لها هذا العام، في حين جاءت آسيا في المرتبة الثانية من حيث درجات الحرارة القياسية، وفقًا لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA). وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، سَجل ما نسبته 10.6% من مساحة سطح الأرض درجات حرارة شهرية قياسية، متخطية الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2023.

ماذا وراء الارتفاع المفاجئ؟

خلال مؤتمر الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، ناقش كبار الباحثين الأسباب المحتملة لارتفاع درجات الحرارة في 2023 و2024، بما في ذلك تأثيرات التغيرات في الغيوم ذات المستوى المنخفض، وكذا انخفاض نسبة الكبريت في وقود الشحن البحري بسبب التلوث، فضلًا عن تأثير ظاهرة "النينيو".

ناشطة تحمل لافتة كتب عليها "لا نملك وقتاً كافياً" خلال مظاهرة في ميونيخ، ألمانيا، السبت 25 يونيو 2022. Matthias Schrader/AP

وفي جلسة رئيسية عقدت في 10 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، طلب عالم المناخ في وكالة ناسا، غافين شميدت، من الحاضرين في المؤتمر: التصويت على مدى اعتقادهم بأن "الشذوذ الحراري" أو الطقس المتطرف قد تم تفسيره بالكامل. ولم يرفع سوى عدد قليل أيديهم، بينما أعربت الغالبية عن الاعتقاد بوجود حاجة إلى مزيد من البحث لفهم ما يحدث. وقال شميدت: "هناك شيء ما، يجب تفسيره. ولا يزال هناك عمل يتعين علينا القيام به".

وتشير هذه التطورات إلى احتمال أن تكون السيناريوهات المناخية، التي تستند إليها خطط الدول للحد من الانبعاثات الكربونية، غير دقيقة. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد نشهد وصول الكوكب إلى مستويات احترار أعلى وأسرع مما كان متوقعًا، ما يعني مواجهة عواقب بيئية واجتماعية في وقت أقرب بكثير من التقديرات السابقة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية أمل وإحباط في كوب 29: 300 مليار دولار لتمويل مكافحة تغير المناخ فهل يجب النظر للنصف الفارغ من الكأس؟ مفاوضات "كوب 29" للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة تمويل مكافحة تغير المناخ خلال كوب 29 في باكو: دعوة لتجاوز الخلافات وتأمين تمويل مناخي لإنقاذ المستقبل القمّة الأممية للمناخ - 25ناساالوقودظاهرة النينيو المناخيةالاحتباس الحراريتغير المناخاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب بيومها الـ437: قتلى في غزة ولبنان وقصف على سوريا وكاتس يعلن عن جهوزية الجيش لضرب إيران يعرض الآن Next المستشار سولتش يفشل في الحصول على ثقة البرلمان.. والألمان يستعدون لانتخابات مبكرة يعرض الآن Next مشاورات لتشكيل حكومة فرنسية جديدة.. رئيس الوزراء المكلف فرانسوا بايرو يتحرك تحت ضغط ميزانية 2025 يعرض الآن Next تقرير: ربع سكان إسرائيل يعيشون الفقر ويعانون من انعدام الأمن الغذائي يعرض الآن Next مجموعة دول غرب أفريقيا "الإيكواس" تمنح مهلة أخيرة للدول الثلاث التي شب انقلابيوها عن الطوق اعلانالاكثر قراءة بشار الأسد: لم أغادر الوطن وبقيت في دمشق حتى 8 ديسمبر الكرملين: لا قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد الروسية في سوريا حتى الآن زلزال بقوة 4.9 درجة يهز الجزائر لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدضحاياإسرائيلهيئة تحرير الشام قطاع غزةروسياإعصارعيد الميلادقصفدونالد ترامبداعشالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد ضحايا إسرائيل هيئة تحرير الشام إعصار سوريا بشار الأسد ضحايا إسرائيل هيئة تحرير الشام إعصار ناسا الوقود ظاهرة النينيو المناخية الاحتباس الحراري تغير المناخ سوريا بشار الأسد ضحايا إسرائيل هيئة تحرير الشام قطاع غزة روسيا إعصار عيد الميلاد قصف دونالد ترامب داعش درجات الحرارة یعرض الآن Next درجات حرارة

إقرأ أيضاً:

اختصاصي طوارئ: ضرورة التكيف مع طقس العيد وتجنب الإنهاك الحراري

تزداد مخاطر التعرّض للإجهاد الحراري بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي قد تصل إلى 46 درجة مئوية في بعض المحافظات، مما يشكّل خطرًا صحيًا، خصوصًا على فئات معينة مثل كبار السن، والأطفال، وأصحاب الأمراض المزمنة.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور عبدالمجيد بن صالح القطيطي، اختصاصي طب طوارئ بمستشفى النهضة: إنه من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنّب التعرّض لمضاعفات صحية خطيرة خلال فترة العيد، مشيرًا إلى أن عددًا من الولايات تشهد تزايدًا في حالات الإصابة بما يُسمى بالأمراض الحرارية الناتجة عن تأثر جسم المصاب بمستوى غير طبيعي من درجات الحرارة، التي يمكن تصنيفها بدرجات متفاوتة على «نطاق أو طيف»، أهونها هو انتفاخ الجلد بالسوائل المحتبسة (الوذمة) والطفح الجلدي، وأشدها ضربة الشمس، وتُسمى (ضربة الحر)، وتُعد من الأمراض القاتلة إن لم تُعالج.

وأكد الدكتور أن درجات الحرارة قد تصنع بيئة غير صالحة للعمل في أيام العيد أو الخروج في مثل هذه الأجواء، مما قد يسبّب عواقب عديدة، وتطرّق إلى بيئة سلطنة عمان، فرغم تكيّفنا معها يجعلنا أكثر تحمّلًا للحرارة، وما زلنا نصادف حالات أمراض حرارية كالإنهاك الحراري، وضربات الشمس التي تصل إلى الوفاة.

وأشار إلى أنه في الصيف، وخلال أقل من 10 دقائق فقط، تصل درجة الحرارة الداخلية للمركبة من غير تهوية إلى 60 درجة سيليزية، وهذا ما يجعل نسيان الأطفال في السيارات أمرًا خطيرًا جدًا، خاصة في الأعياد ومع انشغال الأهل بالزيارات، كما أن الجسم البشري يبدأ بالتعطّل، والخلايا بالموت متى ما ظل الإنسان في درجات حرارة فوق الـ40 درجة، ويكون موت الخلايا فوريًا متى ما وصلت درجة حرارة الجسم إلى أعلى من 49 درجة، وبحكم تكيّفنا مع درجات الحرارة العالية، فنحن لنا قدرة على تحمّلها إلى حد ما، لكن كلما زادت درجات الحرارة وطالت مدة البقاء في مكان حار جدًا، زادت نسبة حدوث هذه الأمراض.

وتناول الدكتور أسباب وأعراض الأمراض الحرارية، التي تنتج عندما يتعرّض الجسم لدرجات الحرارة العالية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة المحيطة، وعندما يفشل الجسم في تبريد نفسه بشكل كافٍ، فدرجة حرارة الجسم ترتفع بشكل مطّرد مع ارتفاع درجات الحرارة المحيطة، فالجسم بحاجة لأن يكون في نطاق درجة حرارة داخلية محددة، حوالي 36 إلى 38 درجة سيليزية، ومتى ما تخطى ذلك النطاق بشكل كبير، فإن وظائف الجسم وخلاياه تكون عرضة للفشل والموت كلما استمرت درجة الحرارة بالارتفاع أو طالت في ارتفاعها.

وأشار إلى أن أهم الخلايا التي تبدأ بالتعطّل هي خلايا الدماغ، التي تؤدي إلى التغير في الوعي وحدوث الهلوسات، كما أن خلايا القلب تتأثّر، مما يؤدي إلى حدوث فشل قلبي أو حتى ذبحة صدرية، وتأثر خلايا الكلى يسبّب ضعفًا وتكسّرًا في الخلايا العضلية، وما يتبعها من عواقب.

ويوضح القطيطي أنه في الدرجات العليا من طيف الأمراض الحرارية، يأتي الإنهاك الحراري على شكل شعور بالتعب والانزعاج، وخفقان القلب، وصداع، وعدم القدرة على التركيز، وتشنّجات عضلية، وجفاف، ومتى ما اشتدت الأعراض، ووصل الشخص إلى قمة طيف هذه الأمراض، يكون قد تعرّض لضربة شمس، وهي عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة الجسم لأكثر من 40 درجة سيليزية، ويحدث معه تغيّر في وعي المريض، وقد يكون التغيّر في أشكال مختلفة كعدم معرفة المريض لنفسه والمكان المحيط به، والتصرّف بغرابة، والهلوسة، والعدوانية في التصرفات، ونوبات الصرع، أو حتى فقدان الوعي تمامًا.

ونوّه القطيطي إلى أن طرق العلاج تعتمد على قوة درجة الحرارة، فمتى ما تبيّن إصابة شخص بإنهاك حراري أو ضربة شمس، فيجب نقله فورًا من المكان الحار وتبريده، مشيرًا إلى أن هناك عدة طرق لتبريده، أكثرها شيوعًا التبخير، وهو رش المريض بماء بارد ونفخ هواء دافئ عليه بهدف تبخير الماء من على الجسد لتبريده، وبالإمكان غمس المريض في ماء بارد لتبريده، أما في الحالات الشديدة والمستعصية، فنقوم في المستشفيات بإدخال أنابيب في الصدر (فغر الصدر)، مع استخدام قسطرات شرجية ومثانية، وضخ ماء بارد عن طريقها بهدف تبريد الجسم داخليًا.

ودعا القطيطي إلى أهمية تجنّب التعرّض لدرجات حرارة مرتفعة ولمدة طويلة، كما وجّه ببعض النصائح التي يمكن من خلالها تجنّب مخاطر ارتفاع درجات الحرارة، وقضاء العيد بأمان وفي جو سعيد مع الأسرة والأصدقاء، منها شرب الكثير من السوائل، وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة، والبقاء في أماكن باردة، وتجنّب الأنشطة البدنية الشاقة خلال ساعات الذروة، إلى جانب تأجيل الزيارات العائلية إلى الفترات المسائية.

مقالات مشابهة

  • 6 نصائح لحماية محرك السيارة في فصل الصيف
  • توقعات المركز الوطني للأرصاد.. درجات الحرارة والأمطار والرياح في المحافظات اليمنية
  • المسند يوضح: لماذا جدة أقل حرارة صيفًا وأدفأ شتاءً من الدمام رغم كونهما مدينتين ساحليتين؟
  • موجة حر.. حرارة تصل 44 درجة بداية من اليوم
  • الأرصاد: درجات حرارة معتدلة نسبياً على المناطق الساحلية
  • تعرف على درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد
  • أوروبا تواجه خطر الجفاف بعد موجات حرارة قياسية
  • طقس حار جنوبا وغربا ومعتدل شرقا
  • اختصاصي طوارئ: ضرورة التكيف مع طقس العيد وتجنب الإنهاك الحراري
  • حرارة أربعينية في هذه المنطقة اليوم