إشهار كتاب ” مذكرات الدكتور ممدوح العبادي.. السياسي الأمين” في “شومان”
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
عمان 17 كانون الأول- احتفى منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس الاثنين، بإشهار كتاب الدكتور ممدوح العبادي والذي جاء بعنوان “مذكرات الدكتور ممدوح العبادي.. السياسي الأمين”، بحضور عدد من المسؤولين وجمع من المثقفين والأكاديميين والمدعوين.
وشارك في حفل الإشهار رئيس الوزراء الأسبق المهندس علي أبو الراغب، والمهندس محمد المعايطة، والإعلامي بسام بدارين، وأدارت الحوار الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية.
ونوه أبو الراغب في كلمته إلى أن كتاب “السياسي الأمين” ليس مجرد “صفحات” نقلبها مع حنين “الاستذكار” وشوق الأيام الخوالي بقدر ما هو “نافذة” لا تخلو من التشويق والسلاسة وتقنيات السرد البسيطة الصريحة من الممتع الإطلالة عبرها.
وقال إن ممدوح في الكتاب الذي يستعرض مسيرته أقرب إلى “لوحة شفافة” تنظر لها من أي زاوية فتستنتج ما يناسبك ثم تهتدي للخلاصة التي تتقدم الكتاب حيث صديقنا الذي تخرج عن غير رغبة منه طبيبا للعيون، مشيرا إلى أنه استطاع قهر الفقر والعوز واستطاع شق طريقه بالحياة عبر الاجتهاد والعمل الدؤوب والابداع والإصرار على التميز عندما بدأ نقيبا للأطباء ثم أمينا للعاصمة ولاحقا وزيرا ونائبا وناشطا مؤثرا في عمق المجتمع.
من جهته قال المعايطة ” نحتفي جميعا اليوم بإشهار كتاب السياسي الأمين، لأحد رجالات الوطن القلائل، الذين اعتلوا صهوة العمل العام والعمل السياسي، وكانوا أردنيين هوية وليس أردنيين مهنة، وشتان ما بين أن تكون أردني الهوى والهوية وتقدم مصلحة الوطن والأمة على مصلحتك الشخصية، أو تتخذها مهنة وتقدم المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن.
وأضاف أنه بين صفحات هذه المذكرات نقلنا العبادي في هذا الوطن الصغير بحجمه والكبير بأحلام شعبه، من لوحة إلى لوحة، فهي قصة كفاح لعربي أردني استطاع أن يخلق من التحديات فرصة لخدمة وطنه وأبدع في ذلك.
وأشار إلى أن الكتاب يحوي العديد من اللوحات الغنية بمحتواها وابعادها وهي لوحات التحدي، المواطنة، العمل الجماعي، السياسة والوطن والأمة، الإنسان والأمين.
البدارين أشار إلى الكتاب أقرب إلى “رواية” أو “قصة طويلة”، فيها خليط من السرد والتسجيل المجرد ومع أن ممدوح يروي قصته بأناقة إلا أن النص يواجهك بعشرات الأبطال المؤثرين لا بل البطل الأساسي هو “المكان” سواء أكان هنا قرب سقف سيل عمان أو هناك في مطاعم لندن الراقية.
وبين أن الكتاب “يأخذنا في جولات ممتعة ويحفز أسئلة محرجة وتتعرف عبره عن قرب على شخصيات مثيرة في بناء عمان أولا، والطبقة السياسية ثانيا .
وقال الدكتور العبادي في مداخلته، ” كنت أرفضُ فكرةَ كتابةِ يومياتٍ أو محطاتٍ أو مذكرات، لأنّ الفكرةَ باختصارٍ لدي بأني رجلٌ عاش حياةً عاديةً، اللهم باستثناء أن أحلامَ جيلهِ حملته على مقارعةِ الأيامِ بجرأةٍ وجسارةٍ، رافضاً الاستسلامَ أمامَ أيِ تحدٍ أو معركة”.
وأضاف” لقد وجدت نفسي طافحًا بتفاصيلَ كثيرةٍ تأبى إلّا أن تفيض، وهي ذاتها التي أخذت بيدي من رأسِ العينِ إلى أسطنبول طالباً للطب، وبعدها إلى لندن متخصصاً بطب العيون، ثم عائداً لممارسةِ المهنة، مؤثِرًا مقاومةَ العادي والروتيني خلال عملي طبيباً في وزارةِ الصحة، ليستقرَ رحالُ العملِ في مدينةِ الزرقاء طبيباً للعيون، في عيادةٍ عوّدتني على النظرِ في وجوهِ الناسِ وتلمّسِ حاجاتِهِم، ثم لتبدأ قصتي في حقل العمل العام”.
وزاد الدكتور العبادي،” قد يكونُ الحظُ هو ما حقّق لي ذاتي، لكنه حظّ ممتزج بالإصرارِ والتحدي أكثر”، مشيرا إلى أنه اشتبك مع الحياةِ السياسيةِ من بوابةِ نِقابةِ الأطباءِ.
وقال، ” سرتُ في طريقِ العملِ العامِ، وجرفني العملُ السياسيُ بعيداً عن عيادتي، وأدمنتُ ذلك، وكان أجملَ ما في تلكَ الفترةِ أنَ البلادَ بدأت بالتحولِ الديمقراطيِ، الذي حمَلنا صوبَ الانخراطِ أكثرَ في الديمقراطية كمشروعِ دولة، رَغمَ كلِ إحباطاتِه والمتربصين بهِ. وهناك عرفنا بأنَ مترادفاتِ “التكنوقراط” وتعريفاتِها ما هي إلا سننُ الحكوماتِ العاجزةِ. لأن السياسيَ هو أساسُ العملِ العامِ وهو محركُ الأفكارِ، وهو المستبصرُ بخطورةِ المراحلِ وحاجاتِ الناسِ وأوجاعِهِم، شرطَ ألّا يكونَ فاسداً ولا مصلحياًّ ولا صاحبَ هوى في قرارٍ أو مسيرةٍ”.
وكانت قسيسية قالت في بداية حفل إشهار الكتاب، إننا نحتفل اليوم بسيرة ذاتية استثنائية للدكتور العبادي الذي ولد في رأس العين بعمان، ليأخذها معه في رحلة طاف بها العالم، اغتنى خلالها معرفة وثقافة، مشيرة إلى أنها ليست مجرد سيرة بكلمات على الورق، بل رحلة غنية بالعبر، مليئة بالتحديات ومفعمة بالإلهام.
وبينت أن الكتابة عن الذات مغامرة جريئة، تحتاج إلى شجاعة استثنائية وصدق نادر، والدكتور العبادي اليوم يقدم لنا هذا العمل الذي يعكس عمق تجربته وحكمته في مواجهة الحياة.
وفي نهاية الحفل وقع الدكتور العبادي على نسخ من كتابه للعديد من القراء الحضور.
والدكتور ممدوح العبادي، سياسي وطبيب أردني، شغل عدة مناصب وزارية وقيادية، بما في ذلك وزير الصحة وأمين عمان.
وُلد في عمان عام 1943 ودرس الطب في جامعة إسطنبول ثم تخصص في جراحة العيون في بريطانيا. شغل العديد من المناصب، منها عضو المجلس الوطني الاستشاري، نقيب الأطباء، ورئيس كتلة التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأردني.
كما كان له دور بارز في الثقافة والمجتمع من خلال المناصب التي يشغلها في العديد من المؤسسات الثقافية والاجتماعية، مثلما عمل أيضا في مجال الرياضة كنائب رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم ورئيس لأندية رياضية.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الدکتور العبادی السیاسی الأمین إلى أن
إقرأ أيضاً:
عودة “مهرجان تنوير” إلى صحراء مليحة في دورته الثانية من 21 إلى 23 نوفمبر 2025 … ثلاثة أيام من الموسيقى الملهمة والفن التفاعلي وورش العمل والتجارب المستوحاة من الطبيعة
المناطق_متابعات
يعود “مهرجان تنوير” إلى صحراء مليحة في الشارقة بدورته الثانية، خلال أيام 21 و22 و23 نوفمبر 2025، بعد النجاح اللافت الذي حققته دورته الافتتاحية. ويقدّم المهرجان برنامجًا متكاملًا من الفعاليات الفنية والثقافية والتي تعتبر الأولى من نوعها في الوطن العربي، حيث تلتقي الموسيقى والفن والتجارب الإنسانية في بيئة صحراوية ساحرة، تُلهم الزوّار بالتأمل والانفتاح والارتقاء الذاتي.
وتُقام هذه التجربة الفريدة من نوعها وسط الطبيعة الخلابة لمنطقة مليحة، لتكون منصة تجمع الزوار من مختلف الثقافات والخلفيات حول العالم، وتعزز قيم التواصل والتفاهم واكتشاف الذات في رحلة ثقافية مميّزة تحت نجوم الصحراء.
أخبار قد تهمك بعد غد.. 661 ناشراً وموزعاً من 94 دولة يجتمعون في “مؤتمر الموزعين الدولي” بالشارقة 5 أبريل 2025 - 12:58 مساءً «3 أيام إجازة».. الكشف عن نتائج نظام العمل الجديد بالشارقة 10 أغسطس 2022 - 11:32 مساءًوتستند رؤية “مهرجان تنوير” إلى المبادرة الملهمة للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة وصاحبة رؤية المهرجان، التي استلهمت إطلاق المهرجان من شغفها بالحوار الثقافي والنمو الروحي والاستدامة. وتؤمن الشيخة بدور بقدرة الموسيقى والطبيعة والتجارب المشتركة على إحداث تحوّل إيجابي، ما دفعها إلى ابتكار منصة تتجاوز الحدود، وتقرّب بين المجتمعات، وتعزز الفهم الإنساني المشترك.
وفي هذا السياق، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: “يسعدنا إطلاق الدورة الثانية من ’مهرجان تنوير‘، التي تأتي بتجارب أكثر طموحًا وتفاعلًا وتأثيرًا. وشكّلت الدورة الأولى بداية لمسار تواصل فاعل مع جمهور متنوع، ونحن اليوم نبني على تلك التجربة من خلال برنامج فعاليات غني، وممارسات استدامة أكثر صرامة، ورسالة أعمق في تعزيز الوحدة. ونتطلّع إلى استقبال جمهور المهرجان مجددًا في صحراء مليحة لمواصلة هذه الرحلة معًا”.
وتنعقد دورة هذا العام من “مهرجان تنوير” تحت شعار “ما تبحث عنه.. يبحث عنك”، المستوحى من المقولة الشهيرة للشاعر والمتصوّف جلال الدين الرومي، الذي عاش في القرن الثالث عشر للميلاد، وتجاوزت أعماله حدود الزمان والمكان والأديان. ومن خلال الموسيقى والشِعر، دعا الرومي الناس إلى استكشاف أعماق ذواتهم، والتواصل من جديد مع الطبيعة، واكتشاف الجمال في التنوع، وهي القيم التي يرتكز عليها “مهرجان تنوير”.
فعاليات وتجارب متعددة
تم تنسيق المساحات المختلفة في المهرجان بعناية لتعكس رؤيته الشاملة. وتُشكِّل ساحة “المسرح الرئيسي” تجربة غامرة للحواس، تمزج بين الإضاءة الهادئة، والموسيقى المستوحاة من التراث، والعروض البصرية على سفوح الجبال المحيطة. أما “القبة”، فهي تمثّل مركز التعلّم المجتمعي من خلال ورش العمل وحلقات النقاش. وتوفر “شجرة الحياة” مكانًا هادئًا للتأمل والتواصل، بينما يضم ركن “نوريش” تجارب طهو مبنية على مفهوم “من المزرعة إلى المائدة”، ويقدّم مجموعة من الأطعمة الصحية، تشمل أطباقًا نباتية بالكامل، وأخرى مخصصة للنباتيين، بالإضافة إلى مشاوي بدوية تقليدية. كما تحتضن “السوق” مجموعة مختارة من الحرفيين الذين يعرضون منتجات يدوية فريدة، إلى جانب أعمال فنية تفاعلية تحوّل الصحراء إلى معرض فني في الهواء الطلق.
الاستدامة في جوهر المهرجان
تُعَد الاستدامة إحدى الركائز الأساسية للمهرجان، حيث يُقام دون استعمال البلاستيك أحادي الاستخدام، ويعتمد إستراتيجية متكاملة لإعادة التدوير، ومعالجة النفايات العضوية، وتقديم خدمات طعام وشراب خالية من النفايات. كما تتضمن فعاليات المهرجان برامج توعوية حول الاستدامة، لتقديم نموذج يُحتذى به للفعاليات الثقافية الصديقة للبيئة في المنطقة. ويتبنّى المهرجان نهج “لا تترك أثرًا”، بما يضمن تقليل الأثر البيئي إلى أدنى حد، ويؤكد على إمكانية تنظيم فعاليات كبرى تحترم الأرض التي تقام عليها.
تحمل الدورة الثانية من “مهرجان تنوير” هوية أكثر عمقًا وتعبيرًا، وتمنح المشاركين فرصة فريدة للانغماس في سكينة الصحراء، والتأمل، وإعادة التواصل مع الذات والآخرين عبر لغة الموسيقى العالمية. فـ “تنوير” ليس مجرد مهرجان؛ بل مساحة جامعة لأولئك الذين يبحثون عن المعنى الأعمق، والجمال، والانتماء في عالم يزداد فيه الانقسام.
ويُمثّل “مهرجان تنوير” 2025 تجربة ثقافية وفنية متكاملة، تأخذ الزوّار في رحلة ساحرة تمتزج فيها عناصر الطبيعة بأبعاد التأمل والتجدد، في أجواء تعبق بالإلهام وتحتضن قيم الاستنارة والتواصل.
لمزيد من المعلومات والتسجيل في المهرجان، يرجى زيارة: www.tanweerfestival.com.