جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@02:56:17 GMT

جَرْد سنوي!

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

جَرْد سنوي!

 

فاطمة اليمانية   

 

"عندما يقولون لك: بأنّك ستصل لمرحلة من الوَعي؟! لمرحلة ماذا؟ لأيّ مرحلة يجب أنْ نصل لنعيش بسلام؟"

***

 

ديسمبر... شهر الجَرْد السَنِوي... جَرْدُ الملابس والمقتنيات، والعلب الفارغة، والعلاقات المزيفة! وأشباه القناعات! وحسم الجدل القائم بين ضرورة الاحتفاظ ببعض الأشياء، والأمتعة، أو وجوب التخلّص منها! والسؤال الشائك المستفز للأعصاب، أمام الأكوام:

-هل أبقي عليها؟ أم ستظلّ عبئًا على مساحة المكان؟!

فيتم الاختيار بنفس نمط العام المنصرم، وبنفس آلية الانتخاب! وبنفس العقلية التي تعتقد بأنّ غرضًا ما – ربّما- سيكون مفيدًا في مناسبة ما! فيجب الاحتفاظ به!

***

 

(ديسمبر.

.. جِرْذ الذاكِرة)!

-جَرد الذاكرة؟ ...أو جرْذها؟!

في ديسمبر اخترعتُ مصطلحًا جديدًا مُوَائمًا لحالةِ العَطِب التي تربط شبكة، أو أسلاكَ دِماغي!

إذ يبدو لي أنّ العامَ المقبل مليءٌ بالفرح، والعَطَب! ولا شكّ بأنّهما متلازمان، فلا شعور بالفرح والسعادة؛ إلّا في وجود ذاكرة خاوية من الماضي!

ذاكرة قادرة على الصِدَام مع عقلية عقيمة تؤمن بقيمة الذكريات القديمة! وهي بالتالي تعطي كلَّ ما تكدّس، ومرّ عليه غبار الزمن، سعرًا وثمنًا يفوق قيمته الحقيقية!

وإلّا ما معنى الاحتفاظ بأوراق لمناسبات عقيمة، ومسوّدات لإثبات مواهب كاذبة، ومقالات ركيكة ساذجة أُوْكِلَت لي مهمّة تغيير بنيتها؛ لتصلح للنشر في المجلّات، والمطبوعات المحرّرة باسم المجموعة، أو من يشرف عليها!

وكتابات استهلَكَت وقتي، ولم أحصل بعد كتابتها على كلمة شُكْرٍ واحدة!

-لم يشكرني أحد على جهودي المبذولة، ووقتي المهدور! وتحرير صفحاتٍ طويلة؛ بأسماء الآخرين، ونسبتها لهم! تحت ذريعة التعاون، والمساعدة، ومكارم الأخلاق!

والكثير من الدفاتر القديمة المكوّمة التي تغيّرت ألوان أغلفتها بعد أنْ أكل َ الدهرُ عليها، وشرب!

ولا حرج في تخيّل شيخٍ طاعنٍ بلحية طويلة شديدة البياض، يتكئُ على كومةِ الدفاتر، ممسكًا قرصَ شعيرٍ بالكاد يمضغه!

إنّما الحرج في أنْ يتمكن جرذ النسيان من العبث بدماغي، ويقرض نصف الذاكرة، وبعض الصور المركونة، والانطباعات المبهمة، لأشخاص كانوا جزءًا من عالمي -كما تحكي الأوراق- ويتركني عاجزة عن استعادة أسمائهم، طباعهم، وملامحهم الحقيقية كما في الواقع!

قد أتذكر لون العيون، وأنسى بقية تفاصيل الوجه! أو تتراءى أمامي صورة ضبابية لأشباه بشر، أو أشباح؟!

-متى التقيتُ بهم؟ كيف عرفتهم؟ متى تحدّثت إليهم؟

-لا شيء غير ذاكرة خالية، خاوية الوفاض!

 

(مذكّرات الطفولة)

 

تصفّحت شقيقتي -بعد أنْ استأذنتني – دفتر مذكّرات الطفولة، وأخفَت دهشتَها من موافقتي على تصفّحه؛ بعد أنْ كان من الدفاتر المُحَرّم لمسها!

قرأَت، وتأثّرت! ثم ضحكت على بعض القصص القصيرة التي كتبتها لأحداث قديمة حدثت في الماضي، حتى نزلت دموعها، ولم أشاركها الضحك!

كنتُ منهمكة في تمزيق دفاتر مشابهة!

وسألتني عن اسم إحدى فتيات الحارة التي كتبتُ قصّتها دون ذكر اسمها!  ولم أستطع تذكراسمها!

أنا كاتبة القصّة نسيت البطلة تمامًا!

لكنّ شقيقتي تذكّرتها، وسخرَت من ذاكرتي المتشنّجة، وقالت:

-فلانة... ألا تذكرينها؟!

-الطويلة الشقراء؟!

-أنتِ كتبتِ عن فتاة في الحارة، وليس في رواية من روايات "إليف شافاك"!

-فعلا... أنتِ تتحدثين بمنطق؟! من أينَ لنا بفتاة طويلة شقراء في تلك الحارة البائسة؟!

رغم ذلك ما زلتُ أذكر الحارة جيدًا...بيوتها المتواضعة... طرقاتها الضيّقة... قربها من شاطيء البحر... ورائحة الغرق التي رسخت في ذاكرتي؛ رغم أنّني لم أغرق مسبقًا!

-لكنّه الشعور!

الخوف من الغرق في الواقع؛ جعلني أغرق في الحلم عشرات المرّات! وأبتلعُ ماءَ البحر المالح؛ لأصحو وطعم الملح يملأ فمي، ورئتي!

والذعر من تهديد الأمّهات المستمر باختطاف جنيّات البحر لنا، إِنْ سُمِع صوتنا بعد التاسعة مساءً؟!

 فكرهنا النومَ، والبحرَ الذي يدفع الجنيّات للشاطئ عند حلول المساء، ليتفرقن على البيوت باحثات عن أطفال يمارسون فطرتهم الطبيعية في البكاء؛ لاختطافهم، والتهامهم؟!

وعندما يحين موعد النوم؛ نتمدد في فراشنا…

وبعد أنْ يُغْلَق الباب علينا؛ وتنام شقيقاتي - ولا أعرف كيف يستطعن النوم، بعد سماع تلك القصص التي تبددُ النعاسَ، والرقاد؟! - كنتُ أنسَلّ بهدوء من فراشي؛ وأتلصصُ على البحر من النافذة!

أترقبُ خروج جنيّات البحر، ومجيء واحدة؛ لاختطافي... إيمانًا منّي بأنّي لا أصلح لهذا البيت، ولا لهذه الحارة!

-لكنّ ذلك لم يحدث مطلقًا!

وفي جانب آخر؛ لأعرف ماذا يدور في عالم الجنيّات الخفي، في البحر؟ ماذا يفعلن بالأطفال؟!

فالقصص تأتي متناقضة، هل يتم استعبادهم؟ أو قتلهم؟ أو يتم الاحتفاء بهم؛ فيتحولون إلى ملوك وأمراء، ويرتدون جواهر نادرة مما يجود به قاع البحر؟!

كنتُ أستمتع وأنا أستمع إلى القصص، وأكتبها في مذكرات الطفولة، وأطالب بسماع المزيد رغم التناقض السَافِر حول عالم الجنيّات، هل هو مخيف أو جميل؟ وهل هو مصدر الشر المطلق؟ أو الخير الذي يغير الواقع المرير، ويحوّله إلى واقع مغايرٍ مليء بالمال والثراء؟!

لكن ذلك الانبهار بقصص الطفولة لم يُقَيّد يدي عن تمزيق دفتر المذكّرات، والقصص الطفولية، وما كنتُ أعتقده واقعيًا، ومنطقيًّا، لأكاذيب صِيغَت لنا بطريقةٍ صادِقَةٍ، ومُدهِشَة!

 

 

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعليم طهطا ينظم احتفالية كبرى بمناسبة أعياد الطفولة

شهد الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة سوهاج، احتفال إدارة طهطا التعليمية بأعياد الطفولة، والذي ظهر بصورة مشرفة تعكس الجهد الكبير المبذول داخل مدارس الإدارة، وذلك في إطار حرص مديرية التربية والتعليم بسوهاج على دعم الأنشطة التربوية وتنمية مواهب الأطفال داخل المدارس .


 

أُقيم الحفل تحت إشراف توجيه رياض الأطفال بقيادة الدكتورة أسماء التنجي، موجه عام رياض الأطفال بالمديرية، وجيهان سمير، موجه أول رياض الأطفال بالإدارة، وبحضور حسن خلف، مدير إدارة طهطا التعليمية، وصباح علي، وكيل الإدارة، إلى جانب لفيف من قيادات الإدارة ومديري المدارس. وشاركت في الفعاليات 15 مدرسة قدمت عروضًا فنية وتربوية متنوعة.


 

بدأ الحفل بالسلام الجمهوري، ثم تلاه تلاوة آيات من القرآن الكريم، قبل أن تقدم المدارس سلسلة من العروض المتنوعة التي شملت فقرات استعراضية وشعرًا وأغانٍ وطنية وفقرة باليه، وقد نالت جميعها إعجاب الحضور لما تميزت به من أداء منظم وروح إبداعية من الأطفال.


 

وخلال كلمته، أعرب الدكتور محمد السيد عن سعادته البالغة بما شاهده من أداء متميز للأطفال، مؤكدًا أن هذه الفعاليات تعكس روح الإبداع والتميز داخل مدارس سوهاج، وتبرز الجهد الكبير الذي تبذله معلمات رياض الأطفال والقائمون على العملية التعليمية. وأشار سيادته إلى أن دعم الأنشطة التربوية يظل ركيزة أساسية في بناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته وقيم الانتماء لديه، مشيدًا بروح التعاون والتنظيم المتميز الذي ظهر عليه الاحتفال.


 

واختتم وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة كلمته بتوجيه خالص الشكر والتقدير لقيادات إدارة طهطا، وتوجيه رياض الأطفال، وجميع المعلمات والمشاركين في تنظيم الحفل، مؤكدًا أن ما تحقق اليوم يمثل نموذجًا مشرفًا للعمل التربوي داخل مدارس المحافظة.


 

وفي ختام الفعاليات،قدّم حسن خلف، مدير الإدارة، درع الشكر والتقدير للدكتور محمد السيد، عرفانًا بدعمه المستمر للعملية التعليمية ورعايته للأنشطة التي تعزز تنمية مواهب الأطفال.


 

وفي سياق آخر أعلنت مديرية التربية والتعليم بسوهاج عن فتح باب التقدم للمبادرة الرئاسية لإعداد 1000 معلم ليصبحوا مديري مدارس للعام 2025/2026، تحت رعاية الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، وإشراف الدكتورة إيمان خميس مدير إدارة تنسيق التعليم الإعدادي والثانوي، والأستاذ طارق عبدالسلام مدير إدارة تنسيق التعليم الابتدائي بالمديرية.


 

يبدأ التقديم من الأربعاء الموافق 10/12/2025 وحتى الثلاثاء الموافق 16/12/2025 ، على أن تُجرى المقابلات الشخصية للمتقدمين يوم الأربعاء الموافق 17/12/2025 ، ويتم تسليم الطلبات بإدارة تنسيق التعليم الإعدادي والثانوي بديوان عام المديرية.


 

شروط التقديم:

يشترط للتقدم ألا يقل سن المتقدم عن 35 عامًا ولا يزيد عن 45 عامًا، وأن تكون له خبرة عملية في مجال الإدارة المدرسية، وألا تقل تقديرات تقويم الأداء عن مرتبة (كفء) خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وألا يكون قد حصل على أي أحكام تأديبية نهائيًا. كما يجب أن يكون المتقدم خاليًا بدنيًا ونفسيًا من أية أمراض مزمنة، وملمًا بمهارات الحاسب الآلي والإنترنت وبرامج Microsoft Office، وعلى دراية بالاتجاهات المعاصرة في القيادة، وأن يمتلك رؤية وأدوات للتطوير الإداري، وثقافة عامة قيادية وإدارية، وقدرة على تلبية احتياجات المجتمع المحلي تربويًا، وأن يتحلى باتجاهات وقيم إيجابية.


 

الأوراق المطلوبة للتقدم:

تتضمن الأوراق المطلوبة استمارة التقدم معتمدة من المدرسة والإدارة التعليمية، وصحيفة أحوال إلكترونية حديثة، وصورة طبق الأصل من تقارير تقويم الأداء للثلاث سنوات الأخيرة، وتحليل مخدرات صادر من التأمين الصحي أو إحدى المستشفيات الحكومية، وشهادة صحية بخلو المتقدم من الأمراض المزمنة، وصورة طبق الأصل من المؤهلات الدراسية، وإفادة من الشئون القانونية بعدم الحصول على جزاءات، وصورًا من شهادات الحاسب الآلي، والسيرة الذاتية للمتقدم معتمدة أصل، ورؤية مكتوبة لتطوير النظام الإداري بالمدرسة، وصورة طبق الأصل من أمر التكليف للوظيفة الإشرافية (مدير – وكيل)، بالإضافة إلى استمارة استطلاع أمني معتمدة من جهة العمل والإدارة التعليمية.


 

وتؤكد مديرية التربية والتعليم بسوهاج أن المبادرة تأتي في إطار دعم الكفاءات المؤهلة للقيادة المدرسية وإعداد جيل جديد من القيادات القادرة على تطوير المنظومة التعليمية بالمحافظة.

مقالات مشابهة

  • 500 ألف زائر للمتحف الكبير منذ الافتتاح .. وغنيم: نستهدف 7 ملايين زائر سنويًا
  • تسلم كأس «الفورمولا-1».. نوريس يعيش «حلم الطفولة»!
  • من بلقاس إلى المسرح.. حكاية صعود المطربة أنغام البحيري
  • تعليم طهطا ينظم احتفالية كبرى بمناسبة أعياد الطفولة
  • من وحي ” علم النفس “
  • فوود أفريكا : سوق الحلال العالمي يصل إلى 2.7 تريليون دولار خلال نمو سنوي 7.6%
  • طقس سنوي | القليوبية تحيي الذكرى الـ 22 لوفاة زعيم أذربيجان حيدر علييف
  • احتفال سنوي بمنحة ألبرت أينشتاين الألمانية للاجئين في مصرو إشادة دولية بدور التعليم
  • الطفولة الآمنة.. ندوة بمجمع إعلام مطروح
  • فوز طلاب أسيوط بالمراكز الاولى فى مسابقة اعياد الطفولة