لبنان ٢٤:
2025-10-16@11:44:33 GMT

فرنجية...نصف خطوة إلى الوراء

تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT

فاجأ رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية جميع القوى السياسية بمن فيهم الحلفاء بعدم سحب ترشيحه من بورصة أسماء المرشحين المحتملين، وأعلن استمرار خوضه السباق الرئاسي حتى النهاية.

وبهذا الموقف المفاجئ للبعض والمستغرب من قبل البعض الآخر أعاد خلط الأوراق الرئاسية من جديد، بالتوازي مع ارتفاع أسهم قائد الجيش العماد جوزاف عون.



ويعتقد بعض المطلعين أن قرار فرنجية بعدم سحب ترشيحه أتُخذ عشية إطلالته الاعلامية، وذلك بناء على مداولات ومشاورات أُجريت معه في اللحظات الأخيرة، وبالأخص من قِبل عدد من مسؤولي "الثنائي الشيعي"، الذين تمنوا عليه عدم إعطائه "الخصوم" فرصة تسهيل مهمتهم الرئاسية، وبالأخص بعدما تأكد لهم جدية المداولات داخل صفوف " المعارضة" بترشيح أحد أقطابها.

وعليه، فإن موقف فرنجية الجديد يمكن وضعه في خانة "المناورات" السياسية بهدف إحداث بعض الارباك في صفوف "المعارضة"، وتصعيب الأمر على الجميع، وبالأخص على الذين سبقوا غيرهم في تبني ترشيح العماد عون.

وإلى أن يحين موعد جلسة ٩ كانون الثاني المقبل فإن الاتصالات القائمة على قدم وساق ستأخذ في الاعتبار موقف فرنجية، الذي قلب الموازين والتوقعات والبونتاجات، خصوصا أنه أعاد عقارب الساعة إلى ما قبل استشهاد الأمين العام السابق لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، وسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الاسد، وهما الشخصيتان اللتان كانا يشكلان الغطاء السياسي لفرنجية في معركته الرئاسية، من دون أن ينسى المراقبون التنويه بموقف الرئيس نبيه بري، الذي لا يزال يمسك العصا الرئاسية من نصفها، في "لعبة" رئاسية يجيد ممارستها بكل حنكة وحكمة.

وفي الاعتقاد فإن عدم الاستهانة بما يمكن أن يصدر عن قوى "المعارضة" من مواقف استباقية لجهة تبني ترشيح العماد عون، الذي لا يزال يُعتبر من بين المتقدمين في بورصة الأسماء، التي تملك حظًا أكثر من غيرها بالوصول إلى خط النهاية قبل المرشحين الآخرين، مطلوب اليوم من قوى "الممانعة" أكثر من أي وقت.

فما أعلنه فرنجية قبل 22 يومًا من جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل سيعيد حتمًا خلط الأوراق الرئاسية. فهذا الموقف يأتي بعد سلسلة تطورات حصلت في لبنان وسوريا. وقد يكون فرنجية من بين أكثر الأشخاص الذين تأثروا في شكل غير مسبوق باستشهاد نصرالله وسقوط الأسد. ومن الطبيعي أن يتخذ هذا الموقف الرئاسي المخالف لبعض التوقعات، ومن الطبيعي أيضًا أن يُرسم مسار جديد للاستحقاق الرئاسي وفق ما نتج عن انحسار موجة كان يعتقد كثيرون أنها كانت تشكّل أساسًا متينًا لشبكة التحالفات القديمة، التي كانت قائمة على ثلاثية الترابط العضوي بين طهران وحارة حريك ودمشق.

ويعتقد كثيرون أن فرنجية أحسن قراءة المشهد الجيوسياسي الجديد في ضوء ما نتج عن الحرب الواسعة والشرسة، التي شنتها إسرائيل ضد مناطق بيئة "حزب الله" في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، وكذلك الأمر بالنسبة إلى سقوط نظام البعث في سوريا بهذه الطريقة المفاجئة، والتي لم يكن يتوقعها أحد وبالأخصّ حلفاء هذا النظام، وفرنجية واحد من بين كثيرين. إلاّ أن هذا الموقف المفاجئ  يعني عدم تخّليه عن مبادئه وانتظامه في محور قد يبدو للبعض أنه يتهاوى في وقت يحاول بعض أركانه الظهور بمظهر المنتصر، وعلى رأسهم الشيخ نعيم قاسم، الذي يجهد في ضخ جرعات من الدعم المعنوي لبيئته أولًا، ولحلفائه ثانيًا.

ما يمكن قراءته في ما اتخذه فرنجية من مواقف يتلخص بالنقاط التالية:
أولًا، لقد كان واضحًا في تحديد ما ينتظر اللبنانيين من تعقيدات ستضاف حتمًا إلى سلسلة المشاكل التي كانوا يعيشونها قبل الحرب الإسرائيلية وقبل سقوط الأسد، وهي مشاكل تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم. والأخطر من كل هذا أن لا أحد من الأفرقاء اللبنانيين يملك عصا سحرية إنقاذية. وجل ما في الأمر أن الجميع ومن دون استثناء يستطيبون لحس المبرد.

ثانيًا، تعامل مع الموضوع الرئاسي بواقعية من خلال قراءة متأنية لما يمكن أن تكون عليه مجريات جلسة التاسع من كانون الثاني. واساس هذه القراءة الموضوعية قادته إلى الاستنتاج المنطقي لطبيعة ما يمكن أن ينتج عنها من تسويات يسعى إليها الرئيس بري بكل ثقله. لا شك في أن هذا الموقف نابع من قناعة بأن محور "الثنائي الشيعي"، وكأنه في عزّ قوته، وقبل استشهاد نصرالله وقبل سقوط الأسد، مستمر في مناوراته السياسية والرئاسية. اليوم. إلاّ أن هذا الأمر لا يعني أن مرشح "المعارضة" له حظوظ رئاسية أكثر من غيره. ولذلك فإن المسعي الذي بدأ به الرئيس بري حتى قبل إعلان فرنجية استمراره في السباق الرئاسي كان يهدف إلى التوافق على مرشح غير استفزازي لأي مكّون سياسي، وبالأخصّ للمكّون الشيعي، الذي هو جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع اللبناني المتعدّد الطوائف والثقافات.
ثالثًا، يمكن اعتبار هذا الموقف المتقدم نقطة تحّول في المسرى الرئاسي. فما بعد 18 من كانون الأول لن يكون كما قبله وما سبقه من "بازارات رئاسية". فلائحة المرشحين الذين تنطبق عليهم المواصفات العابرة للطوائف والمناطق والحدود بدأت تتقلص. وهذا الأمر من شأنه أن يسهّل على الممسكين بالخيط الرئاسي من المكونات اللبنانية، وكذلك "اللجنة الخماسية"، عملية "قولبة" هذه المواصفات المتفق عليها بين الجميع واسقاطها على عدد المرشحين.

وفي رأي بعض العاملين على الخط الرئاسي أن موقف فرنجية قد أتاح إمكانية التوصل إلى تقاطعات سياسية على أكثر من محور.  
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الموقف أکثر من ما یمکن ا یمکن

إقرأ أيضاً:

لسبب غير متوقع.. لماذا لم يحضر نتنياهو قمة شرم الشيخ للسلام؟

قال الدكتور اسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته كان لديهم رغبة شديد في حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قمة شرم الشيخ للسلام، وهو ما أكدته المكالمة الهاتفية التي دارت بين "ترامب" والرئيس السيسي أثناء تواجد الأول في تل أبيب قبيل زيارته لمصر.

وأضاف تركي في تصريحه لـ"الوفد"، أن مصر رأت أن هذا الموقف قد يكون فيه مزايده وإثارة للجدل، خاصة وأن "نتنياهو" مطلوبًا للمحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي من الممكن أن يستخدم ذلك لتشويه الدور المصري، في حال تم استقباله على الأراضي المصرية، مؤكدًا ان القيادة المصرية تعاملت مع الموقف بعقلانية وحكمة بالغة، واضعة في الاعتبار أن المكاسب السياسية المترتبة على المضي قدمًا في مسار حل الدولتين والضغط للاعتراف بالدولة الفلسطينية، تفوق أي حسابات جانبية.

وتابع: وعلى هذا الأساس، تم توجيه الدعوة رسميًا إلى نتنياهو، الذي أبدى موافقة مبدئية على الحضور، وأعلنت الرئاسة المصرية ذلك في بيان رسمي، خاصة وأنه كان هناك إصرار مصري على مشاركة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين في القمة، رغم بعض التحفظات الأمريكية، في تأكيد على التمثيل الدبلوماسي المتوازن لكافة الأطراف المعنية، إلا أن نتنياهو تراجع في اللحظات الأخيرة تحت ضغوط من اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي اعتبر مشاركته تنازلًا سياسيًا، لتتذرع إسرائيل في النهاية بـ"عطلة دينية يهودية" حالت دون سفره، ورغم ذلك، فقد أسهم هذا الموقف في تخفيف الضغط عن مصر، وأبطل أي محاولات للمزايدة على موقفها الوطني أو اتهامها بالتقاعس عن تنفيذ مذكرة التوقيف الدولية بحقه.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن مصر أدارت هذا الملف بذكاء دبلوماسي رفيع، فاستجابت للرغبات الأمريكية بحساب دقيق للمكاسب، وتعاملت بمرونة مع الموقف الإسرائيلي، دون التفريط في ثوابتها أو سيادتها، والنتيجة أن مصر نجحت في تحويل لحظة كانت مرشحة لمواجهة إقليمية كبرى إلى فرصة حقيقية لبناء سلام عادل وشامل في المنطقة، ودعوة المجتمع الدولي لتبني الرؤية المصرية للحل.

واختتم: ما تحقق في قمة شرم الشيخ للسلام يمثل انتصارًا دبلوماسيًا جديدًا للقيادة المصرية، يضاف إلى سجل طويل من الجهود التي بذلتها مصر منذ قمة القاهرة للسلام وحتى اليوم، لترسيخ الأمن والاستقرار وإنهاء الحرب، في موقف تاريخي يؤكد أن مصر كانت ولا تزال ركيزة السلام في الشرق الأوسط.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تستعرض خطة طرح 261 ألف وحدة سكنية ضمن التوجيه الرئاسي لـ 400 ألف وحدة
  • فرنجية يلتقي الإنماء والإعمار.. ونقاش في المشاريع الإنمائية
  • ترامب يمنح أرملة «تشارلي كيرك» وسام الحرية الرئاسي | شاهد
  • تحليل أمريكي: غياب الإصلاحات الجادة لمجلس القيادة الرئاسي يُبقي اليمن على حاله (ترجمة خاصة)
  • عاجل.. العليمي يتباهى بزيادة الاعتمادات الدبلوماسية ويعتبرها أحد مكاسب المجلس الرئاسي.. ووزارة الدفاع وموظفو الدولة بلا رواتب منذ أشهر
  • لسبب غير متوقع.. لماذا لم يحضر نتنياهو قمة شرم الشيخ للسلام؟
  • مديرية الانتخابات في غينيا تعلن إنشاء هيئتين لضمان شفافية الاقتراع الرئاسي
  • عضو مجلس القيادة الرئاسي البحسني يشيد بجهود وزارة الخارجية في تعزيز الحضور الدبلوماسي
  • ( معركة طمس الموقف اليمني من ذاكرة الشعوب )
  • أردوغان يستعرض مع رئيس الديوان الرئاسي بالإمارات القضايا الإقليمية والعالمية