بعد قرابة 15 قرنا، تعود المعلقات لأرض المعلقات في عاصمة المملكة العربية السعودية -الرياض- في مركز الملك فهد الثقافي، أحد أهم المراكز الثقافية.

حيث أقامت وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة، والقناة الثقافية يوم الأربعاء، 18 ديسمبر 2024م، مراسم تعليق القصائد الفائزة في مسابقة المُعلقة لموسمها الأول، لتعيد بذلك إحياء قصائد المعلقات لتضاف لها 3 قصائد ولينضم شعراؤها لقائمة شعراء المعلقات وهم:
– جاسم الصحيح عن فئة الشعر الفصيح
– صالح النشيرا عن فئة الشعر النبطي
– محمد التركي عن فئة الشعر الحر
في حدث استثنائي يُعيد كتابة التاريخ، ولتبقى هذه القصائد وتسطر بأحرف من نور بإرث عظيم ومجد ممتد.

وفي حفل حضر له عدد من قيادات وزارة الثقافة والشعراء الفائزون والمشاركون في الموسم الأول من مسابقة المعلقة وعدد من النخب الثقافية.

اقرأ أيضاًالمجتمعتحت شعار “حيث يُصنع الأثر”.. “السعودية للكهرباء” شريك رسمي في ملتقى صُنّاع التأثير

افتتح الحفل بكلمة من مدير عام قطاع الأدب في هيئة الأدب والنشر والترجمة أ. خالد الصامطي، والذي أكد فيها عن حرص الوزارة والهيئة على دعم كل ما له علاقة بالثقافة والأدب، يليه كلمة من مدير عام القناة الثقافة أ. مالك الروقي والذي عبر فيها عن أهمية هذا الحدث وتأثيره ودور القناة الثقافية في المشاركة بتوثيق أهم الجوانب الثقافية في المملكة، يلي ذلك لحظة الكشف عن القصائد حيث تقدم كل شاعر بكشف قصيدته ثم ألقى كلمة عبر فيها عن مشاعره ومدى فخره في هذه المناسبة.

ويأتي هذا الحدث امتداداً لمسابقة المُعلقة الشعرية التي تنظمها وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة، والقناة الثقافية، والتي تهدف لاستمرار قصائد المعلقات وإثراء المكتبة الشعرية من خلال مسابقة تنافسية تضم النخبة من الشعراء في ثلاث مسارات من الشعر، الفصيح والنبطي والحر والذي تتفرد فيه القناة الثقافية بالتغطية الحصرية والنوعية للمسابقة والحدث.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

شعر التفعيلة والنثر في النص الشعبي

(1)

قديما كان الشاعر هو كل شخص «مفوّه» يلتزم بعمود القصيدة، وبحرها، ووزنها، وقافـيتها. كان تعريف الشعر محددا، وواضحا، ومقيّدا، وغير قابل للتأويل. ثم جاءت القصيدة الحرة، أو قصيدة التفعيلة، فتخففت من القافـية، وحافظت على تفعيلة النص، وأبحر الشعراء فـيها ضمن قوانين، وشروط جديدة، لم تكن قائمة ذات يوم. ثم جاءت قصيدة النثر، فأصبح تعريف الشاعر، والنص، أكثر صعوبة، ومسؤولية، غير أن ذلك أتاح لكل ناثر أن يكون شاعرا، وفاتحا لقلعة الشعر، فضاعت ملامح القصيدة والشاعر معا، واختلطت الخاطرة بالشعر، واستحال التفريق بينهما؛ لأنك لا تملك مفاتيح خاصة لمعرفة ماهية ما تكتبه، أو يكتبه غيرك..فساح الماء على الماء.

(2)

ولذلك تجد اليوم من يلتزم بالعمود التقليدي للقصيدة الفصحى، ولكنه لا يقدم شيئا يُذكر، وقد تجد من يلتزم بالتفعيلة، ولكنه لا يأتي بما تعتقد أنه فضاء فسيح من الخيال، وقد يأتي كاتب جيد، أو ناثر سيء، يكتب قصيدة النثر، ويعرّف نفسه باسم «شاعر»، ولا تستطيع أن تسلبه حقه فـي ذلك؛ لأنه يلعب فـي نفس مساحة التعريف الهلامية، والواسعة التي لا يمكن إدراكها، ولكنه يفتقر لأبسط قواعد اللغة، أو النحو، أو حتى الشعرية المتدفقة فـي النص، وهذا يحتاج إلى ناقد مثقف، واعٍ، ذي حساسية مفرطة لمعرفة الشاعر من المتطفل على الشعر.

(3)

ولم تسلم القصيدة الشعبية من عبث النثر، ولكنها ظلت ـ رغم كل شيء ـ متمسكة بتقليديتها، وكينونتها، وشكلها المستقل. ولم يعترف بقصيدة النثر كنص حقيقي إلا القليل من الشعراء ذوي الخيالات الخصبة، والتجارب العميقة، والثقافة البعيدة. وفـي كل الأحوال لم يُتقبّل هذا النوع من الشعر فـي البيئات المختلفة؛ بسبب تمسك أفراد هذه المجتمعات بالتقاليد الشعرية المتوارثة، والتي لا يمكن أن تتجاهلها، أو تغض الطرف عنها، فحافظت القصيدة على تلك الملامح القديمة، وظل التجديد محصورا، وضيقا إلى حد بعيد، إلا فـي إطار المحيط التقليدي العمودي القديم، أو إلى درجة ما فـي نصوص التفعيلة التي دخلت بطريقة قيصرية صعبة على يد بعض الشعراء المجددين، وفـي مقدمتهم الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن.

(4)

إن محاولات بعض الأشخاص - سواء شعراء، أو أشباه الشعراء - كسر حدة التقاليد الشعرية فـي الشعر العمودي الشعبي لن يكون سهلا بالمرة، ولن يمر دون تضحيات كبيرة، ودروب حياتية كثيرة، وطويلة. وستبقى القصيدة الكلاسيكية هي القصيدة المهيمنة لفترات أبعد من النظر، والخيال؛ لذلك يبقى المدخل الوحيد للتجديد فـي القصيدة النبطية سواء ذلك المرتبط بالصورة الشعرية، أو الشكل التقليدي يمر عبر القصيدة العمودية، وقبل ذلك عبر الذائقة الشعبية العامة، وهذا أمر بالغ الصعوبة، والمخاطرة.

مقالات مشابهة

  • الأعلى للشئون الإسلامية يصدر الترجمة الإنجليزية لكتاب الأدب مع الله والخلق
  • إصدار تقويم فعاليات المنظومة الثقافية لعام 2025
  • كاتب مغربي
  • قطر تستعرض استراتيجيتها الثقافية ضمن الرؤية الوطنية 2030 أمام اجتماع عربي بالقاهرة
  • بانو مشتاق تفوز بجائزة بوكر الدولية 2025: قصص سراج القلب تضع نساء جنوب الهند في صدارة الأدب العالمي
  • الشاعر حسين جلعاد يوقّع كتابه الجديد شرفة آدم في معرض الدوحة للكتاب
  • الرواشدة: الدولة الأردنية أسسها الهاشميون على منظومة من القيم الثقافية والحضارية
  • شعر التفعيلة والنثر في النص الشعبي
  • كيف ساهم ناثانيال هاوثورن في تشكيل هوية الأدب الأمريكي؟
  • يوسف إدريس.. أيقونة الأدب الواقعي الذي اقتحم الشاشة الكبيرة