كاميرون هدسون: لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
مع استمرار الحرب في السودان تزداد معاناة ملايين المدنيين من انعدام الأمن الغذائي، بينما لا تلوح في الأفق أي مؤشرات لحل سياسي ينهي القتال الدائر في البلاد منذ 15 أبريل 2023، الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون أكد أنه لا يوجد مؤشرات تلوح في الآفق بشأن اتفاق للتهدئة في السودان.
ويرى أن تركيز الجهود الدولية حاليا يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، ولا جهود تتعلق بالعملية السياسية في السودان، مشيرا إلى أن مساعي واشنطن في جمع الأطراف المتحاربة في السودان لم تنجح.
وأعلنت واشنطن الخميس عن تخصيصها مبلغا إضافيا بقيمة 200 مليون دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان، ليرتفع بذلك إجمالي المساعدات الأميركية إلى 2.3 مليار دولار.
وأضاف هدسون أن واشنطن أيضا لم تنجح في وضع حدود للقوى الدولية التي تغذي الصراع في السودان، لافتا إلى أن الولايات المتحدة "في وضع صعب" فيما يتعلق بالتعامل مع الأزمة في السودان، خاصة مع تبقي شهر واحد لإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن.
ولا يعتقد أن الأزمة في السودان تتصدر أولويات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب.
منذ أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
وقال هدسون إن تقديم المساعدات لوحدها للسودان غير كافية، ولكن ما نحتاج إليه هناك هو حل سياسي للأزمة، مشيرا إلى أن واشنطن لم تستخدم كل الأدوات المتاحة لها للضغط في هذا الإطار، إذ لم تفرض عقوبات، ولم يتم إيقاف تغذية الصراع من قوى إقليمية.
والخميس، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن السودان قد يشهد أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، مع 1.7 مليون شخص في البلد إما يعانون الجوع أو هم معرضون له، إضافة إلى ذلك، يعاني حوالي 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في البلد.
القتال في السودان تسبب في أكبر أزمة إنسانية عالمية حسب الأمم المتحدة
واشنطن تحذر من تفكك السودان أو تحوله إلى "دولة فاشلة"
حذر المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، من تداعيات الحرب في السودان، قائلا إنها تفاقم الأزمة الإنسانية وتعطلُ فرص السلام.
وأوضح هدسون أنه تم فرض عقوبات على بعض الأفراد في قوات الدعم السريع، والتي لم تكن فعالة لتغيير سلوكيات هذه القوات، وفي الوقت الذي ظهرت فيه دلائل على تقديم دولة الإمارات لأسلحة في السودان إلا أن واشنطن لم تتحدث بصرامة معها بهذا الشأن، تم الاكتفاء بنفي أبو ظبي إرسال أسلحة، وهذا يعني أن الولايات المتحدة تفضل علاقاتها مع الإمارات وإن كان ذلك على حساب مقتل العديد من المدنيين في السودان.
وقال هدسون إن رد وكالات الأمم المتحدة لم يكن كافيا في السودان، وهذا يعود للتمويل وللأولويات التي تفرضها الدول الأعضاء على المشهد، إذ أنها لا تحظى بذات الأولوية مثل ما يحدث في حرب أوكرانيا، أو حرب إسرائيل في غزة.
وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش النظامي على شمال وشرق البلاد.
وحتى الآن، لم يتمكن أي من المعسكرين من السيطرة على كامل العاصمة الخرطوم التي تبعد ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت أكثر من 11 مليون شخص وتسببت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
ويتهم الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بشكل عشوائي، وبقصف مناطق سكنية عمدا.
الحرة الليلة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
تأجيل اجتماع رباعية السودان بعد خلاف بين مصر والإمارات: مصادر دبلوماسية
من أحاجي الحرب ( ٢١٢٧٦ ):
○ كتب: د. Yousif Kamil Amin
تأجيل اجتماع رباعية السودان بعد خلاف بين مصر والإمارات: مصادر دبلوماسية
هذه ترجمة كاملة للمقال الصادر عن وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) حول تطورات الجهود الدبلوماسية لإنهاء حرب السودان: تأجيل اجتماع رباعية السودان بعد خلاف بين مصر والإمارات: مصادر دبلوماسية.
يتناول التقرير تأجيل الاجتماع الوزاري بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر بسبب خلافات حادة حول البيان الختامي، ودور الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في العملية الانتقالية المستقبلية. كما يسلط الضوء على الانقسام بين القاهرة وأبوظبي رغم كونهما حليفين إقليميين مقربين، إضافة إلى الاتهامات الواسعة للإمارات بتسليح مليشيا الدعم السريع في انتهاك لحظر السلاح المفروض على دارفور.
https://www.barrons.com/…/sudan-quartet-meeting…
تأجيل اجتماع رباعية السودان بعد خلاف بين مصر والإمارات: مصادر دبلوماسية
أفاد مصدران دبلوماسيان لوكالة فرانس برس بأن اجتماعًا وزاريًا حول حرب السودان بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر قد تأجل يوم الثلاثاء بعد خلاف حول البيان الختامي المشترك.
واختلفت مصر والإمارات، اللتان تُعتبران من أبرز اللاعبين الخارجيين في حرب السودان المدمرة، بشأن الدور الذي ستلعبه الأطراف المتحاربة – الجيش السوداني النظامي ومليشيا الدعم السريع (الجنجويد) – في أي عملية سلام محتملة.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، كان الاجتماع المقرر هذا الأسبوع في واشنطن يهدف إلى رسم مسار نحو مفاوضات لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
وقال دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس، طالبًا عدم الكشف عن هويته، إن الاجتماع أُلغي بسبب “خلاف لم يتم حسمه” بشأن البيان الختامي المشترك.
وأضاف المصدر: “الإمارات أدخلت تعديلًا في اللحظة الأخيرة ينص على عدم وجود الجيش ولا مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في العملية الانتقالية المستقبلية”، واصفًا هذا الشرط بأنه “غير مقبول إطلاقًا”.
وقد شددت القاهرة، الحليف التاريخي الأقرب للجيش السوداني، مرارًا على “أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية في السودان”.
وقال مصدر آخر مطلع على المفاوضات: “الولايات المتحدة وزعت مسودة وافق عليها الجميع، بما في ذلك الإمارات، لكن مصر رفضت الجزء الذي ينص على ألا تكون الفترة الانتقالية تحت سيطرة أي من الأطراف المتحاربة.”
وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن “الولايات المتحدة قررت تأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق”.
وكانت الولايات المتحدة في عهد جو بايدن والمملكة العربية السعودية قد رعتا في السابق عدة جولات فاشلة من المفاوضات لإنهاء النزاع الدموي، الذي يقول خبراء إنه امتد بالفعل إلى دول الجوار.
وحذرت الأمم المتحدة مرارًا من القوى الخارجية التي تغذي الحرب في السودان، البلد الذي يمتلك احتياطيات ثمينة من الذهب تُوجَّه صادراتها تقريبًا بالكامل إلى الإمارات، فضلًا عن مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية ومئات الكيلومترات من السواحل على البحر الأحمر.
وتُعتبر القاهرة وأبوظبي حليفين إقليميين مقربين، لكنهما يجدان نفسيهما على طرفي نقيض في حرب السودان.
وقد وُجهت اتهامات واسعة للإمارات بتسليح مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، في انتهاك لحظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على إقليم دارفور غربي السودان.
وقد أصدرت أبوظبي نفيًا متكررًا، رغم التقارير الواسعة الصادرة عن خبراء الأمم المتحدة ودبلوماسيين وسياسيين أمريكيين ومنظمات دولية.
لقد جلبت الحرب فظائع جماعية ضد المدنيين ومزقت البلاد إربًا. الجيش يسيطر حاليًا على الوسط والشمال والشرق، بينما تسعى مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) إلى ترسيخ سيطرتها على الغرب والجنوب، وقد أعلنت مؤخرًا تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها.