هل تقود التحولات الجديدة في سوريا إلى تصعيد تركي إسرائيلي؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
أصبحت تركيا لاعبا رئيسيا في المشهد السوري بعد سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، مما خلق فراغا سياسيا وأمنيًا في المنطقة، مدفوعة بدعمها الكبير للمعارضة السورية، بينما تضع التحولات الجديدة الاحتلال الإسرائيلي أمام تحديات استراتيجية معقدة في ظل تغير موازين القوى في المنطقة.
وبحسب مقال نشر في صحيفة جيروساليم بوست، أكد الكاتب ديفيد بن بيست أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثار جدلا بتصريحاته التي تضمنت تهديدات صريحة لإسرائيل، وجاء فيها: كما دخلنا إلى قره باغ وليبيا، سنفعل نفس الشيء في إسرائيل.
وجاء في المقال أن تركيا استندت إلى سوابق دورها في مناطق مثل ناغورنو قره باغ وليبيا لدعم حلفائها، وهو ما يجعل دعمها المعارضة السورية جزءا من استراتيجية أوسع. وانتصارهم في سوريا، بسبب دعم أنقرة بشكل كبير، يشكل تطورًا كبيرًا يهدد بتغيير المعادلة الإقليمية.
ولعبت الميليشيات الكردية، مثل وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ)، دورا بارزا في الحرب السورية، خصوصا في مواجهة تنظيم داعش، ومع ذلك، تعتبر تركيا هذه الميليشيات تهديدا أمنيا نظرا لارتباطها بحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تصنفه أنقرة كمنظمة إرهابية.
وأشار ديفيد بن بيست إلى أن التدخلات العسكرية التركية في شمال سوريا هدفت إلى تقليص نفوذ الأكراد على حدودها، مما أضاف تعقيدًا جديدًا للمشهد السوري المتشابك، والمعارضة السورية المدعومة من تركيا، مثل هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري، شنت هجمات مكثفة ضد قوات الأسد، وأثرت أيضًا على المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
وفي خضم هذه المعارك، تم أسر مقاتلين أكراد وخسروا السيطرة على أراضٍ مهمة، وعلى الرغم من طموحاتهم في الحصول على حكم ذاتي سياسي، يواجه الأكراد ضغوطًا عسكرية وسياسية متزايدة من جبهات متعددة.
وتابع كاتب المقال أن انهيار نظام الأسد يعد نقطة تحول جيوسياسية كبيرة لإسرائيل، حيث كان النظام السوري حليفا رئيسيا لإيران، ما جعله قناة حيوية لدعم حزب الله في لبنان. وسقوط الأسد يشكل ضربة لمحور إيران وحزب الله، لكنه يثير أيضا مخاوف بشأن استغلال المعارضة للفراغ الناتج.
وتشير التقارير إلى أن الميليشيات الموالية لإيران التي كانت متمركزة في سوريا قد تتحرك نحو العراق، ما قد يخلق حالة من عدم الاستقرار الإقليمي. وفي الوقت نفسه، قد تسعى تركيا لاستغلال الوضع لتعزيز نفوذها في سوريا، مما يزيد من توتر العلاقات مع إسرائيل.
واعتبر الكاتب أن "إسرائيل تواجه أيضا تهديدات محتملة من الجماعات الجهادية التي قد تستغل الفوضى لإقامة قواعد قرب الحدود الإسرائيلية، خاصة في هضبة الجولان، بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف متزايدة من إمكانية استيلاء هذه الجماعات على مخزونات الأسلحة الكيميائية واستخدامها".
وقال كاتب المقال إن علاقات "إسرائيل" وتركيا شهدت توترات طويلة الأمد، بما في ذلك حادثة أسطول مرمرة في عام 2010. ومع التحولات الأخيرة في سوريا، يزداد القلق بشأن قرب القوات المدعومة من تركيا من الحدود الإسرائيلية الشمالية.
في ظل التحولات، أفادت تقارير بأن الأكراد السوريين يسعون لتأمين دعم إسرائيلي، والعلاقات الكردية الإسرائيلية ليست جديدة، إذ تعتبر إسرائيل الأكراد قوة صديقة موالية للغرب. ومع تصاعد الضغوط على الأكراد، يبدو أنهم يسعون لضمان حمايتهم عبر تحالفات جديدة.
وفي شمال سوريا، استمرت المعارضة المدعومة من تركيا في استغلال الوضع لتعزيز مصالح أنقرة. ، هاجمت هذه القوات جيب الأكراد في تل رفعت، مما أسهم جزئيًا في تحييد "التهديد الكردي" في شمال سوريا.
واختتم كاتب المقال إن "إسرائيل" تجد نفسها أمام واقع جديد يتطلب استعدادًا لمواجهة تداعيات التحولات في سوريا، وسقوط الأسد يمثل تحديا وفرصة على حد سواء، حيث يمكن أن يؤدي إلى تغييرات استراتيجية في ميزان القوى الإقليمي. ومع تزايد نفوذ تركيا وتعدد اللاعبين في المشهد السوري، يجب على "إسرائيل" أن تضع استراتيجيات دقيقة للتعامل مع هذا الوضع الجديد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية تركيا بشار الاحتلال سوريا سوريا بشار تركيا الاحتلال سقوط بشار صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يدعون المستثمرين لمغادرة إسرائيل.. ويحذرون من تصعيد صاروخي
دعت جماعة الحوثي اليمنية، السبت، المستثمرين والشركات الأجنبية العاملة داخل إسرائيل إلى مغادرتها فورًا، مشددة على أن "البيئة لم تعد آمنة"، في ظل تصاعد عملياتها العسكرية ضد الكيان الصهيوني.
وقالت وزارة الدفاع في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليًا، في بيان بثته وسائل إعلام تابعة للجماعة، إن صواريخها "مصممة برؤوس حربية متعددة"، بحيث تنقسم إلى عدة شظايا عند اعتراضها لتصيب أهدافًا متنوعة، معتبرة أن هذا التصميم يقلل فعالية منظومات الدفاع الإسرائيلية.
وأكد البيان أن على الشركات الأجنبية والمستثمرين مغادرة إسرائيل بشكل عاجل، لأنها أصبحت "ساحة صراع غير آمنة"، وربطت الجماعة استمرار هجماتها باستمرار العدوان على غزة، مشيرة إلى أن "صواريخ اليمن لن تتوقف عن استهداف الكيان إلا بوقف الحرب ورفع الحصار".
غارات على صنعاءوتأتي هذه التصريحات بعد أيام فقط من غارات إسرائيلية على مطار صنعاء الدولي، شملت خمس ضربات جوية الأربعاء الماضي، واستهدفت مرافق حيوية في المطار بما في ذلك المدرج، ما أدى إلى إخراج المطار عن الخدمة مجددًا، بالإضافة إلى تدمير آخر طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
وكانت جماعة الحوثي قد أعادت تشغيل مطار صنعاء في 17 مايو، عقب توقفه نتيجة غارات إسرائيلية في 6 مايو دمّرت البنية التحتية للمطار بشكل واسع، بما فيها برج المراقبة وصالات المسافرين وثلاث طائرات مدنية.
ويشار إلى أن جماعة الحوثي كثّفت، منذ نوفمبر 2023، هجماتها البحرية والجوية على أهداف إسرائيلية وسفن مرتبطة بها وبالولايات المتحدة وبريطانيا، ضمن ما وصفته بـ"الرد على الحرب الإسرائيلية في غزة".
وتجدر الإشارة إلى أن الحوثيين توصلوا في السادس من مايو الجاري إلى اتفاق وقف إطلاق نار محدود مع الولايات المتحدة، يشمل عدم استهداف المصالح الأمريكية في البحر الأحمر، لكن الجماعة أكدت أن الاتفاق لا يمتد إلى عملياتها ضد إسرائيل، والتي قالت إنها ستستمر طالما استمرت الحرب على قطاع غزة.
ومنذ استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة يوم 18 مارس الماضي، صعّدت الجماعة عملياتها الصاروخية والطائرات المسيّرة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما ردت واشنطن بمئات الغارات الجوية على مواقع تابعة للجماعة في اليمن.