الثورة نت:
2025-06-01@11:12:03 GMT

*مشاجرة مع المستقبل*

تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT

*مشاجرة مع المستقبل*

محمد القعود
– 1 –
تطلُّ من انغماسك العميق في الوله، ومن تخومك المثقلة بالحنين، وترشق نفسك / ذاتك بسؤالٍ شهق فجأة كبرقٍ مخاتلٍ ومباغتٍ:- ماذا تعمل الآن/ اللحظة، هناك حيث أنت, وهنا حيث من هو أنت, وأنت هو..؟!
– 2 –
تأتنس بك، وبجرأتك عليك، وتقحمّك فيك، في لحظةٍ جسورة، وفارقة ومغايرة للسائد في مدارك ومسارك الحياتي.


– 3 –
تنقفُ جدران التاريخ، بحثاً عن وقائع ومراحل لم يمسسها سخام النسيان، ولم يطأها غبار التهميش.. وتستقرئ خوابيها، وروائح أسرارها المعتقة.
– 4 -تقشّر برتقالة الوقت برغبةٍ محمومةٍ وعارمةٍ، وتفرط رمانة الأيام، بدربةٍ صقلتها لهفة الوصول إلى عذوبة المبتغي.
– 5 –
تقلّبُ أوراق الريح وتفرُّ أسرارها النائمة، وتستبطن مكنون أناشيد فصولها ومواسم عناقها، وظلال خطوطها وسطورها، وتحدق في المتواري خلف وبين فراغاتها المتشاعبة والمتناسلة.
– 6 –
يقشّرُ برتقالة الوقت بأصابعٍ خبيرةٍ في انتقاء طرقاتها، ومساراتها، ومخاتلة النتوءات والزوايا، وتقطيع الضياع والمتاهات وترتيبها كلوحةٍ سريالية في طبق عشاءٍ يتشهاه الفراغ.
– 7 –
تطرقُ نافذة في الحلم، بإيقاعٍ تتقاطر منه اللهفة وتنساب عبره لغة الندى وبوح القلب، ورحيق المشتهى.
– 8 –
تحكُّ جلد الأمس, لعلهُ يتذكرُ وعودهُ لك وتشعبّه في طلاوة أمانيه لميلاد غدك, وتسويغه لتبخّر عطايا يومك ورتقه لفتُوق فاقتك المتعددة الشتات والصدوع ورقعه لخروقك الواهنة والواهية وجبرهُ لكسور خاطرك الدائمة الهطول والحضور والآهة.
– 9 –
تدلُّ الهواء الثقيل, على مصطبةٍ عالية, ودكّةٍ حجرية مترهّلةٍ, كي يُلقي بحمله عليها, ويستريح من بعض عنانه المنفلت وزيغه المزمن وتماديه في تسكع سيرته وتوغلها في غيِّ متاهاته الشرهة الشرود, والمسرفة في السهوم والوجوم.
– 10 –
تتشاجرُ مع المجهول, كلما أطلّ بفجاجةٍ من كوّة نفوذه, وكننه الحصينة, ومارس عاداته اليومية المزمنة باعتراض طريق الضوء, وخدش حياء المعاني المحتشمة, وهتك عرض الآهات المصونة والمستترة.تمسكُ بياقة قميصه, وتلقنه دروساً قاسية في التهذيب الراقي والتعامل الخالي من الكبر والغطرسة, وغمط حق الآخرين في التطلع إلى الأجمل والأبهى.
– 11 –
تتعارك مع البؤس الشرس.. وتلْحق به خدوشاً وكدمات وانكسارات نفسيّة وجسدية عميقة الأثر, تجعله يضمر لك النوايا الملغمة بالتعاسة والمسارات القائمة والمائلة إلى الكابة.تجرجره في شوارع المدينة المكتظة بأشباهه الكُثر, تلقي بجسده المرتجف أمام مقهى الحياة, ليكون عبرة لنفسه, ولمن يغتر بجبروته ويتطاول على ظلال السابلة, ويتحرّش بالأماني الجائلة, وطلائع البهجة والورد وألفة البسطاء ودفْء البيوت العتيقة ومواويل الشجن الحارسة الأمينة لبوح الوجدان والجدران.
– 12 –
تراوغُ الصمت, وتسرّب من بين ملامحه موسيقاك النديّة, وهتافات روحك المعلنة رفضها لكل خنوعٍ وظلم “ وجدبٍ “.
– 13 –
تراوغُ الصمت وتجعله يتوّهم بهيلمانه الرخو, وبطش مخالبه الشمعية.. ورويداً, رويداً تدجّنهُ, وتحوّله إلى منشدٍ جائلٍ في الأماكن العامة, يهجو الظلام والطغيان, ويمجّد الإنسان, ويحرض على معانقة الحياة والمحبة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

المستقبل للأقوياء فقط!

 

 

 

خلفان الطوقي

 

هذه المقالة هي ليست تشاؤمية أو سلبية أو تحذيرية إنما توعوية، بمعنى أن يحاول كل منَّا قراءة الواقع بموضوعية وواقعية وأعمق من السابق، فكل فترة من الزمان لها مُعطيات ومُتغيرات، والذكي هو من يستطيع التأقلم مع الواقع بشكل سريع، والحذق من يستطيع توقع المستقبل بحذافيره، أو الاقتراب من قراءة المستقبل، والأذكى من هذا وذاك من يستطيع استشراف المستقبل والاستعداد له على أكمل وجه.

وما ينطبق على الدولة، فإنه ينطبق على الفرد، ولأنَّ هذه المقالة هدفها الأفراد، لذلك سوف يتم التركيز عليهم، والتركيز سوف يكون بشكل أكثر على أصحاب الأعمال والتُّجار على وجه الخصوص.

لا أحد يستطيع إنكار أن كثيراً من أصحاب الأعمال وبعض الأنشطة التجارية عانوا وخاصة مع جائحة كورونا وبعدها، وبعض هؤلاء لم يستطيع الصمود، فبعضهم سقط بسرعة فائقة، وبعضهم تجاوز وتأقلم، وبعضهم ما زال يعاني ويقاوم. وبغض النظر عن تلك الفترة وما بعدها؛ فإنَّ موضوع المقالة يركز على من تبقى في السوق، وما زال يقاوم، والقارئ للمشهد والواقع يستطيع أن يقرأ ما بين السطور أن هناك عشرات القوانين والتشريعات والإجراءات قد صدرت منذ 2020، وما زالت مستمرة، ولن تتوقف هذه الرحلة. 

كثيرٌ من التجار والمؤسسات التجارية يطلقون على كل جديد من قوانين وتشريعات وآليات "تعقيد" وفي بعض الأحيان يسمونها "خنقًا" أو "تضييقًا"، وفي الطرف الآخر فإن الحكومة تسميها "تحسينًا" أو "تنظيمًا" أو "تجديدًا" أو "تطويرًا" للمنظومة، ولا بُد أن تستمر في تطويرها وتجديدها، وأن يُوضع كل شيء في مساره الصحيح.

وبغض النظر عن التسمية، وبغض النظر عن صحة أو خطأ هذه الخطوات والقرارات ما هو مطبق وما هو قادم، وبغض النظر عن درجة المقاومة والتأقلم؛ ليعلم الجميع أن هناك أهدافًا مباشرة وواضحة للعيان لكل قرار أو تشريع أو آلية، وهناك أهدافاً غير مباشرة وغير معلنة، ومن خلال قراءتي لما يجري، فإنَّ رسالتي لأصحاب الأعمال بالمختصر هي: صحِّحُوا من أوضاعكم الآن قدر الإمكان، واقرأوا الواقع ومعطياته، واستشرفوا المستقبل، وقِفوا على أعمالكم بأنفسكم، واعلموا أن الاقتصاد ديناميكي ويتغير، والقوانين والتشريعات والإجراءات كذلك تتغير وتتبدل، ولا توجد منطقة راحة أبدية، وتذكروا هذه الحكمة: إن المستقبل للأقوياء والأذكياء فقط!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رفقًا بالأردن… صوت الحق في زمن الصمت
  • “الأحرار الفلسطينية”: تخطى العدو الاسرائيلي كل الخطوط الحمر
  • المستقبل للأقوياء فقط!
  • لواء إسرائيلي بارز يصف مصر بأنها التهديد الأخطر على تل أبيب .. ويحذّر من أن خوض حرب في الوقت الراهن
  • من يحدد الوقت الضائع لنتنياهو؟
  • بن غفير: حان الوقت للتدخل لتدمير حماس
  • لافروف يعلن استعداد موسكو لتقديم مذكرة حل شامل.. وكييف تلتزم الصمت
  • إدارة الوقت.. كيف تعزِّز الإنتاجية؟
  • تقرير: الحوثيون يجبرون عائلات ضحايا انفجار حي صرف على الصمت والدفن بسرّية
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: الصمت الدولي يشجع إسرائيل على التمادي في جرائمها