تحذير: "ضربة الشمس" قد تكون قاتلة
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
في ظلّ موجات الحرّ التي تجتاح العالم، تُعدّ "ضربة الشمس" أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم من أخطر المشاكل الصحية التي يُحتمل أن يتعرض لها الأشخاص، وقد تتسبب بالموت.
وفي مواجهة الحرّ الذي يؤثر على عمله بمجرّد أن تتجاوز درجة الحرارة 25 درجة مئوية، يطلق جسم الإنسان آليات عدة لتبريد نفسه حتى تبقى حرارته عند 37 درجة من بينها التعرق وزيادة تدفق الدم في الشرايين القريبة من الجلد.
لكن في بعض الأحيان، لا تكفي ردات فعل الجسم هذه، ويتحول منظم الحرارة الداخلي إلى اللون الأحمر. فيكون الشخص تالياً أمام ضربة شمس.
وتحت تأثير ارتفاع درجة الحرارة، يصبح معدّل نبضات القلب غير منتظم مع تسارعها بصورة كبيرة، كما وتصبح عمليتا التنفس والتهوية الرئوية متسارعتين أيضاً. وعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة الدّاخلية، يحتبس الجسم المياه قدر إمكانه، فيما يتوقف عن التعرق ويصبح لون البول داكناً، وقد يتوقف الشخص عن التبوّل لساعات عدة.
وثمة علامات تحذيرية عدّة على الشخص التنبّه لها، وهي الحمى لأكثر من 40 درجة مئوية، ونبضات قلب سريعة جداً، وسخونة واحمرار وجفاف في البشرة، وصداع، وغثيان، وقيء، واضطرابات في الإدراك مثل نعاس أو التابس في الأمور أو انفعال أو عدوانية.
درجات الحرارة في إسبانيا خلال أغسطس مقبلة على تحطيم كل الأرقام القياسية مسؤول أممي: ارتفاع درجات الحرارة والجفاف في العراق "إنذار" للعالم أجمع"المصباح الرطب"... مؤشر علمي لقدرة جسم الإنسان على تحمل الحرارةمخاطر "ضربة الشمس"
وتُعدّ ضربة الشمس أكثر خطورة من مشاكل أخرى يتسبب بها الحرّ لكن من حدوث حمى (تشنجات بسبب الحرارة) أو مع حمى معتدلة (ضربة شمس خفيفة).
وقد تتسبب ضربة الشمس بتخثر الدم الذي يؤدي بدوره إلى تلف في الدماغ أو غيبوبة أو حتى الموت في حال لم يتلق المريض معالجة في الوقت المناسب.
ويُعدّ الأطفال الصغار، أي دون الخامسة، وكبار السنّ الذين لديهم آليات دفاع أقل فعالية، الأكثر عرضة لخطر التعرض لضربة شمس.
وقد يرتفع خطر الإصابة بضربة شمس لدى مَن يعاني وضعاً صحياً سيئاً أو إسهالاً أو حمى، أو مَن يتناول بعض الأدوية كالمهدئات ومدرات البول، أو يستهلك الكحول الذي يتسبب بجفاف الجسم.
لكنّ البالغين الأصحاء ليسوا بمنأى عن ضربة الشمس، خصوصاً وإن كانوا يعملون أو يمارسون الرياضة في الهواء الطلق بظل درجات حرارة شديدة.
ومن شأن الجهد العضلي الكبير أو الطويل أن يعرّض الشخص لخطر الإصابة بـ"ضربة شمس إجهادية" (ناجمة عن مجهود) أو بـ"ارتفاع درجة الحرارة بسبب الجهد"، من خلال تعزيزه خطر تخطّي درجة حرارة الجسم الحدود التي يحتملها.
كذلك، تظهر انحرافات في السلوك، إذ تصبح طريقة مشي الشخص كما لو أنه مخمور، وتتزايد سرعة غضبه، بالإضافة إلى إصابته باهتزاز مع تلفّظه بعبارات غير مفهومة.
توصيات عامة
وفي حال شعر الشخص أنه يتعرض لضربة الشمس مع بروز مؤشرات إلى ذلك، عليه الاتصال بخدمات الطوارئ.
وتقول منظمة الصحة العالمية في أوروبا "إذا عانى الشخص من بشرة ساخنة وجافة، وكان مصاباً بالهذيان أو يشعر بتشنجات أو فقد الوعي، فعليه الاتصال بطبيب أو بخدمات الطوارئ فوراً".
وخلال الانتظار، من الضروري تبريد جسمه.
ويوصى بانتقال الشخص إلى مكان مُنعش وجعله يخلع ملابسه الزائدة عن الحاجة، ورش مياه باردة عليه، وتوفير كميات محدودة من المياه له ما لم تظهر عليه علامات تشير إلى اضطراب في الوعي. وقد تساعد مكعبات الثلج أو قطعة قماش باردة توضَع على الفخذ أو العنق، في تخفيف درجة الحرارة الجسم.
ولتجنب ضربة الشمس أو الجفاف، تشير السلطات الصحية إلى توصيات مماثلة لتلك المُتَّبعة خلال موجات الحرّ، وهي شرب كميات كبيرة من المياه، وتجنّب الكحول والمشروبات التي تحوي الكافيين، والبقاء في أماكن منعشة، وتجنب الخروج إلى الهواء الطلق أو القيام بأي مجهود جسدي خلال الساعات الأكثر حراً في اليوم.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الهلال السعودي يتعاقد مع حارس المنتخب المغربي ياسين بونو روسيا تدمّر مسيّرات أوكرانية فوق موسكو والبحر الأسود الحرائق لا تزال مستعرة في شمال كندا والآلاف يغادرون منازلهم في عملية نزوح غير مسبوقة تهديد بالموت الاحتباس الحراري مرض الاحتباس الحراري والتغير المناخي موجة حرالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري مرض الاحتباس الحراري والتغير المناخي موجة حر فرنسا حرائق غابات روسيا دراسة إسبانيا أوكرانيا انتخابات كولومبيا الحرب في أوكرانيا محكمة احتجاجات فرنسا حرائق غابات روسيا دراسة إسبانيا أوكرانيا درجة الحرارة ضربة الشمس ضربة شمس
إقرأ أيضاً:
عام 2025 يواصل اتجاه الاحترار الاستثنائي عالميا
أكد علماء أوروبيون أنه "من شبه المؤكد" أن ينتهي عام 2025 باعتباره ثاني أو ثالث أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق، حيث تستمر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في دفع المناخ العالمي إلى حافة الانهيار.
وحسب برنامج مراقبة الأرض التابع للاتحاد الأوروبي (كوبرنيكوس)، كانت درجات الحرارة العالمية بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني أعلى بمتوسط 1.48 درجة مئوية من مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4اليابان تسجل أعلى درجة حرارة في تاريخها الحديثlist 2 of 4الاحتباس الحراري يقلّص امتصاص النباتات والتربة للكربونlist 3 of 4حرارة المحيطات العميقة تحدد تعافي كوكبنا من الاحتباس الحراريlist 4 of 4عام 2024 الأشد حرارة في التاريخend of listووجد البرنامج أن ذلك يبدو مطابقا حتى الآن لتلك المسجلة في عام 2023، وهو ثاني أشد الأعوام حرارة على الإطلاق بعد عام 2024.
وقالت الدكتورة سامانثا بيرغيس نائبة مدير دائرة كوبرنيكوس لتغير المناخ: "في نوفمبر/تشرين الثاني، كانت درجات الحرارة العالمية أعلى بمقدار 1.54 درجة مئوية من مستويات ما قبل الثورة الصناعية".
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يتجاوز متوسط درجات الحرارة لفترة الثلاث سنوات (2023-2025) 1.5 درجة مئوية لأول مرة.
وأكدت النشرة الشهرية للوكالة أن الشهر الماضي كان ثالث أدفأ شهر نوفمبر/تشرين الثاني على مستوى العالم، مع تسجيل درجات حرارة أعلى "بشكل ملحوظ" في شمال كندا والمحيط المتجمد الشمالي.
كما شهدت الأيام الماضية سلسلة من الظواهر الجوية الخطيرة، بما في ذلك الأعاصير والفيضانات الكارثية، التي أدت إلى خسائر بشرية ومادية فادحة في جنوب وجنوب شرق آسيا.
وارتفعت درجات حرارة الكوكب بشكل حاد، نتيجة لانبعاثات غازات الدفيئة التي تُطلقها الأنشطة البشرية (مثل حرق الوقود الأحفوري، الصناعة، الزراعة) وتُحبس الحرارة في الغلاف الجوي، مُسببة ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض.
ويعزز الاحتباس الحراري الظواهر الجوية المتطرفة، من موجات الحر والجفاف والفيضانات، إلا أن هذه الظواهر لا تزال تتفاوت من عام لآخر بناء على عوامل طبيعية.
إعلانوقد أدت ظاهرة النينيو إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية خلال عامي 2023 و2024، لكنها تراجعت لتحل محلها ظاهرة النينيا الباردة بشكل طفيف في عام 2025. ووجد تحليل كوبرنيكوس أن عام 2025 كان متعادلا مع عام 2023 كثاني أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق.
وأكدت بيرغيس أن "هذه الظواهر ليست مجرد أحداث عابرة، بل تعكس الوتيرة المتسارعة لتغير المناخ، والسبيل الوحيد للتخفيف من آثار ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل هو الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بسرعة".
ومنذ اتفاق باريس للمناخ في عام 2015، استمرت الانبعاثات المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب في الارتفاع، على الرغم من أن توسع الطاقة المتجددة عالميا ساعد نسبيا في الحد من هذا الارتفاع.
وجاءت نتائج تحليل كوبرنيكوس متوافقة مع تحليلات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وقد وجدت المنظمة أن الفترة من 2015 إلى 2025 كانت من بين الأعوام الـ11 الأكثر دفئا في سجل الرصد الذي يعود تاريخه إلى عام 1850.
وقالت الأمينة العامة للمنظمة سيليست ساولو: "لسنا على المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاقية باريس". وأشارت إلى وجود مؤشرات مناخية أخرى تدق ناقوس الخطر في عام 2025، حيث كان للطقس المتطرف آثار عالمية جسيمة على الاقتصادات وجميع جوانب التنمية المستدامة.