سامح فايز يكتب: حتى لا ننسى جرائم الإخوان (3)
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
في كثير من الأحيان أجد أنّ الإشكالية ليست في الإقرار بوجود جرائم للإخوان من عدمه، ولكن في رؤية الإخوان أنفسهم أو من يرون فيهم مشروعا سياسيا للمسألة، بمعنى: هل يرى هؤلاء مجتمعين أنّ القتل خارج دائرة القانون جريمة بالفعل؟
إذا عدنا بالذاكرة لأشهر عمليات الاغتيال التي نفذها تنظيم الإخوان في حياة حسن البنا، سنجد مسألة لافتة للانتباه؛ عندما تراشق أطراف التنظيم في حضور «البنا» بين مؤيد ومعترض على اغتيال القاضي الخازندار، يقول «البنا» إنّه لم يقصد إعطاء الإذن بالقتل، ويرد عبدالرحمن السندي، مسؤول التنظيم الخاص، بأنّه اعتبر عبارة حسن البنا في وصف الخازندار «لو ربنا يخلصنا منه»، إذنا بالقتل.
لكن ما لفت انتباهي أنّ الخلاف لم يكن على مشروعية قتل القاضي، إنما كان حول أخذ الإذن من «البنا» من عدمه. بالتالي فالقتل هنا مشروع سواء أعطى «البنا» الإذن أم لا، سواء أوحى لـ«السندي» بعملية القتل أم لا، في النهاية القاضي الخازندار، من وجهة نظر الجميع، أفرط في أحكامه ضد شباب الإخوان، وهو بذلك الموقف محارب للإسلام ووجب قتله!
تلك الإشكالية تكررت بحذافيرها عام 2015 عندما دخل أعضاء تنظيم الإخوان -من تمكنوا من البقاء هربا خارج السجن- في جدال وتراشق على خلفية اعترافات عضو التنظيم عبدالعظيم الشرقاوي واتهامه المباشر والصريح لعضو التنظيم محمد كمال بالمسؤولية الكاملة عن عمليات العنف والإرهاب التي طالت رجال الجيش والشرطة والقضاء بعد ثورة يونيو 2013.
وأن قيادات التنظيم داخل وخارج السجن لم تعطِ الأمر بالقتل -طبقا لاعترافات الشرقاوي- وهي المسألة التي رفضها محمد كمال مصدرا بيانا أقر فيه بأنّ جميع العمليات المسلحة التي نفذتها لجان الإخوان العسكرية حدثت بفتوى من مفتي الجماعة عبدالرحمن البر، وبموافقة الهيئة الشرعية للجماعة. وبيان محمد كمال متاح ومنشور على إحدى الصحف المحسوبة على الجماعة حتى وقتنا هذا!
الخلافات على من أصدر الإذن بالقتل تكررت كثيرا عبر تاريخ التنظيم، واستفادت منها الجماعة كثيرا أيضا؛ النموذج الأشهر على ذلك محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في حادث المنشية الشهير.
فقد رفضت الجماعة على مدار عشرات السنين الاعتراف بتنفيذ العملية، بل اعتبرها بعض القادة الكبار تمثيلية نفذها عبدالناصر للإيقاع بالتنظيم، لكن بمرور الوقت ظهرت مذكرات عديدة نشرها قادة في التنظيم عاشوا وماتوا على بيعة الإخوان ولم ينشقوا عنها، كشفت تلك المذكرات أن مجموعة من الإخوان أخبروا مكتب الإرشاد برغبتهم في تنفيذ عملية اغتيال عبدالناصر في مؤتمر الإسكندرية، وأنّ المسألة كانت في طور المناقشة، بيد أن تلك المجموعة نفذت بالفعل وأطلق المنفذ ثماني رصاصات في اتجاه عبدالناصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإخوان المسلمين جرائم الإخوان حتى لا ننسى جرائم الإخوان
إقرأ أيضاً:
السديس يُعلن نجاح خطة الحج: المملكة تضرب أروع الأمثلة في التنظيم
أعلن رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، عن نجاح الخطة التشغيلية لموسم حج 1446هـ.
وأكد أن الرئاسة بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من خطتها المعنية بمرحلة ما بعد الحج، التي تتضمن إطلاق مسار إثرائي يعزز التجربة الإيمانية لضيوف الرحمن، بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة – أيدها الله – في خدمة الحجاج والارتقاء بمستوى العناية بهم.
أخبار متعلقة موسم الحج 1446.. "السديس" يحث الحجاج على الالتزام بتعليمات الأمنموسم الحج 1446.. إطلاق الدورة العلمية الأولى لأئمة الحرمين الشريفين"السديس" يحث الحجاج على التعاون مع رجال الأمن واتباع القوانينوأكد السديس، خلال جولة ميدانية في المسجد الحرام مساء أمس، أن نجاح موسم الحج لهذا العام يمثل مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء المملكة، مشيدًا بالدعم الكبير واللامحدود من القيادة، والذي انعكس في توفير أرقى الخدمات والإمكانات لضيوف الرحمن، بما مكّنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان.منظومة الحج 1446وثمّن الجهود التي بذلها منسوبو القطاعات الحكومية والمنظومة الأمنية، واصفًا إياها بالدور الفاعل والنموذجي في منظومة الحج، لما اتسمت به من تفانٍ وإخلاص في أداء الواجب الديني والوطني.
وأضاف أن ما تحقق من نجاح في موسم الحج يعكس مكانة المملكة الريادية في العالم الإسلامي، بوصفها منبع الرسالة الإسلامية وراعية الحرمين الشريفين.رئاسة شؤون الحرمينوأشار السديس إلى أن المملكة باتت تضرب أروع الأمثلة في تنظيم الحج وإدارة الحشود وتوفير البيئة الآمنة والميسرة لملايين الحجاج، وذلك بفضل منظومة متكاملة من الكفاءات الأمنية والطبية والتنظيمية والدينية، وبيئة خالية من العوائق.
ونوه بالجهود الكبيرة التي بذلها منسوبو ومنسوبات رئاسة شؤون الحرمين، والتي كان لها أثر بارز في إنجاح الخطة التشغيلية، مثمنًا دور شركاء النجاح من الجهات المتكاملة مع الرئاسة في تقديم تجربة حج نوعية تسرد للعالم إحدى أكبر قصص النجاح الإيمانية والإثرائية على وجه الأرض.