نجوم الفن يدعمون الكاتب الكبير فى أزمة مرضه
يسرا: أحدث طفرة كبيرة فى فن السيناريو
لبلبة: محظوظة جدًا أننى قدمت أعمالًا من كتاباته العظيمة
إلهام شاهين: كتابته بها عمق شديد وقريبة من الناس
نبيلة عبيد: قادر على كتابة الحوار بشكل ليس له مثيل
يرقد السيناريست بشير الديك، بأحد المستشفيات بعد تعرضه لأزمة صحية استدعت نقله إلى غرفة العناية المركزة، ويعانى "الديك"، من الالتهاب الرئوى بشكل مزمن ما تسبب فى حدوث مضاعفات صحية واضطر للدخول إلى المستشفى 3 مرات، كما يعانى السيناريست الكبير كذلك من مشاكل فى الأعصاب.
وتزامنًا مع مرضه وجه العديد من النجوم رسائل دعم للكاتب الكبير بشير الديك، وقالت النجمة يسرا، الكاتب بشير الديك، هو من أعظم المفكرين فى مصر، و أحدث طفرة وفرقًا كبيرًا جدًا فى علم وفن السيناريو بمصر، ومن خاض تجربة العمل مع السيناريست بشير الديك يعلم جيدًا قيمته الكبيرة، وهو شخصية لديه فخر واعتزاز بنفسه وبمهنته وشخصية عظيمة وسيناريست رائع، ورغم ذلك لا يجيد الحديث عن نفسه ودائمًا ما يفضل أن تتحدث أعماله عنه، فهو فنان لم يحصل على حقه الكافى كمبدع مصرى عظيم، موجهة الدعاء «ربنا يشفيه ويرجع لينا بالف سلامه».
وقالت النجمة لبلبة، فى رسالة للسيناريست بشير الديك، أنا بحبك قوى وكنت محظوظة جدًا أننى قدمت أعمالُا من كتاباتك العظيمة، ألف سلامة عليك، وهو أعظم من كتبوا السيناريو ليس بمصر فقط وإنما فى الوطن العربي، مضيفة أنها قدمت معه فيلمين الأول ضد الحكومة، والثانى ليلة ساخنة، مؤكدة اعتزازها جدًا بفيلم «ليلة ساخنة»، لكونها حصلت على ثلاثة عشر جائزة عن دورها بالفيلم، وهو إنسان رائع كان سعيد بنجاحها ومؤمن بفنها، مؤكدة أنها دائمة التحدث معه عبر الهاتف، ودومًا تطلب منه العمل معه من جديد، مشيرة إلى أنه سيناريست موهوب جدًا ويشعر بما يكتب، وصعب أن تجد موهبة تشبه موهبته، ومؤكدة أنه كان يحب العمل مع المخرج عاطف الطيب وأنهما كانا متفاهمين بشكل كبير، واختتمت حديثه ىعنه بالدعاء له : «ربنا يخليه لجمهوره وليا لأننا أصحاب وبعتز جدًا بصداقته ومن أعز الناس عليا».
كما وجهت الفنانة إلهام شاهين، رسالة له، قائله إن بشير الديك، كاتب مميز وكتابته بها عمق شديد وقريبة من الناس، وإنها تحب العمل معه، كما أن عمل لها مع بشير الديك، كان فيلم «أيام الغضب»، للمخرج منير راضى وحصلت على عدة جوائز على الدور رغم أنه سعبة مشاهد فقط، داعية الله أن يمن عليه بالشفاء العاجل.
وقدمت النجمة نبيلة عبيد، رسالة له قائلة، بشير الديك قادر على كتابة الحوار بشكل ليس له مثيل، مشيرة إلى أنه كتب حوار فيلم «ولا يزال التحقيق مستمرًا»، والسيناريست مصطفى محرم كتب السيناريو وكان الحوار من أجمل الحوارات التى قدمتها فى السينما، وأن عملها معه فى لا يزال التحقيق مستمرًا، كان نقلة فى حياتها لأنه قدم حوارًا عظيمًا وسهلًا وواقعيًا وتجربتي معه رائعة.
بدأ بشير الديك مسيرته الفنية فى السبعينيات، قدم للسينما ما يقرب من خمسين فيلماً، كانت البداية مع فيلم «مع سبق الإصرار» فى عام 1979 مع المخرج أشرف فهمى وفى نفس العام تجدد التعاون بينه وبين أشرف فهمى بفيلم آخر هو «ولا يزال التحقيق مستمر».
وقدم مسيرة عظيمة تعاون خلالها مع كبار المخرجين والنجوم مثل عاطف الطيب، أحمد زكي، ونور الشريف، تميز أسلوبه فى كتابة السيناريو بالجمع بين العمق الاجتماعى والسياسى والبساطة فى السرد، ما جعل أعماله قريبة من الجمهور ومؤثرة فى الوقت نفسه، ركزت أعماله على قضايا الإنسان البسيط، مع تسليط الضوء على معاناته اليومية وآماله، ليصبح من أبرز الأصوات التى جسدت واقع المجتمع المصري.
وأخرج الكاتب بشير الديك فيلمين فقط خلال مسيرته، هما «الطوفان» بطولة محمود عبد العزيز و«سكة سفر» بطولة نور الشريف، وعلى الرغم من قلة تجاربه الإخراجية، إلا أنه نجح فى تقديم رؤية سينمائية تحمل بصمته المميزة، وبعد فترة غياب طويلة عن الساحة السينمائية، عاد من خلال فيلم «الكبار» عام 2010، الذى أخرجه محمد جمال العدل.
تُعد أعمال بشير الديك مرآة صادقة لواقع المجتمع المصري، حيث تناول القضايا التى طالما هُمشت فى السينما السائدة، لم يكن مجرد كاتب سيناريو أو مخرج عادي، بل كان فنانًا منحازًا للإنسان البسيط، مسلطًا الضوء على معاناته وداعمًا لقضاياه.
ومن أبرز الأعمال التى قدمها بشير الديك، التى تُعد تجسيدًا قويًا للواقعية الإنسانية، أفلام «سواق الأتوبيس»، «ضربة معلم»، «ضد الحكومة»، «ناجى العلي»، و«ليلة ساخنة» كما كتب أيضًا فيلمى «موعد على العشاء» و«الحريف» كل ذلك يؤكد تميزه فى تقديم قضايا الإنسان البسيط برؤية سينمائية عميقة ومؤثرة.
ومن أبرز أعماله فيلم «امرأة هزت عرش مصر، وفيلم «حلق حوش» و«أبناء الشيطان» ، و«ليلة ساخنة» ، و«الجاسوسة حكمت فهمي» ، كما أبدع فى كتابة المسلسلات، حيث قدم الكثير والتى حققت نجاحاً جماهرياً كبيراً ومنها «الناس فى كفر عسكر»، «أماكن فى القلب»، «ظل المحارب» ، «حرب الجواسيس»، و«عابد كرمان»، «الطوفان».
بفضل عبقريته الفنية، أصبح بشير الديك أحد أعمدة السينما الواقعية فى مصر، وترك إرثًا خالدًا يعبر عن تطلعات وآلام مجتمعه، لا تزال أعماله تحظى بتقدير كبير، ليس فقط لأنها تعكس واقعًا اجتماعيًا وسياسيًا، بل لأنها تجسد فنًا صادقًا ينبع من الناس ويعود إليهم.
وعن حالته الصحية كتبت دينا عبر حسابها على موقع «فيسبوك»، «للأسف بابا دخل تانى الرعاية فى مستشفى.. والمرة دى الموضوع بقى مختلف خالص.. للأسف حالته بعد ما كانت بتتحسن شوية بقت ترجع تسوء تانى، المشكلة فى الإهمال وعدم الاهتمام بالمرضى»، وأردفت: «روحنا إمبارح وقت الزيارة لاقينا بابا زاد عدم وعيه وذراعه وارم جداً وبيؤلمه وماحدش كان واخد باله والمفروض إنه فى الرعاية المركزة».
وتابعت دينا بشير الديك أن حالة والدها فى انحدار، واضح أنه فقد القدرة على مضغ الطعام أو البلع، وأكدت أنه ومن شدة قلقها ووالدتها على الوالد وعدم ثقتها فى الخدمة المقدمة له بالمستشفى رغم قيمتها المادية المرتفعة، بدأتا فى مراجعة الأدوية المقدمة له ومناقشة الأطباء حول مدى ملاءمتها لحالته الصحية، إلا أن الردود جاءت صادمة.
كذلك أردفت أنه وبعد مناقشة والدتها لأحد الأطباء حول حالة زوجها خرج الطبيب برد صادم ولا يتوافق مع الموقف قائلًا: «لو مش قادرين على مصاريف المستشفى روحوا مستشفى تانية» وتساءلت: «هل دا رد محترم لدكتور رعاية فى مستشفى معروفة بتميزها فى الرعاية؟».
وأكدت ابنة السيناريست أنها ليست المرة الأولى التى تتعرض فيها الأسرة لمثل هذه المواقف التى وصفتها بـ«الجليطة»، وتابعت: «إن شاء الله نخرج منها على خير ونروح مستشفى تانى فى أسرع وقت، برجاء الدعاء لبابا إنه يقوم بالسلامة ويخرج من النفق المظلم اللى هو فيه ده… آمين».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غرفة العناية المركزة المجتمع المصري بشیر الدیک لیلة ساخنة العمل مع
إقرأ أيضاً:
أحداث المعجرة التى وقعت يوم عاشوراء.. الأزهر يوضحها
استعرض مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر صفحته الرسمية على فيس بوك المعجزة التى حدثت لنبي الله موسى. كما كشف عن وفاء النبي له والصيام في هذا اليوم شكرا لله.
المعجزة التى حدثت يوم عاشوراء
وقال مركز الأزهر إنه قد شهد العاشر من المحرم حدثًا عظيمًا ومعجزةً كبرى لنبي الله موسى عليه السلام؛ إذ نجاه الله وقومه حين شق لهم في البحر طريقًا يبسًا فكان لهم أمنًا ونجاة، ثم أطبقه على فرعون وجنوده فكان عليهم عذابًا وهلاكًا، وأغرقوا جميعًا، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ} [طه: 77، 78]
وفاء النبي لموسى
وأشار الى انه من وفاء سيدنا رسول الله ﷺ لحق أخيه سيدنا موسى عليه السلام أن صام هذا اليوم؛ شكرًا لله تعالى على نجاته ونصر الله له؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قدم النبي ﷺ المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «مَا هذا؟»، قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فصامه، وأمر بصيامه. [أخرجه البخاري]
ماذا حدث يوم عاشوراء؟
ورد فيه أنه تحدث بعض المؤرخين عن العديد من الأحداث التي وقعت في العاشر من محرم وهو المسمى بيوم عاشوراء، ومنها أن الله تعالى نجى سيدنا نوح -عليه السلام- ومن آمن معه من الطوفان فى عاشوراء، وقد كان ذلك في أرض العراق، وكذلك نجاة نوح من الطوفان في عاشوراء، وأوحى الله -سبحانه وتعالى- إلى سيدنا نوح -عليه السلام- أن يصنع الفلك قبل أن يأتي الطوفان ويَعُمَّ الأرض، وقبل أن يرسل سبحانه وتعالى مطرًا فيفيض فيها، والمياه فتفجر منها وتتجمّع، فتُغرِقَ الكافرين من قوم سيدنا نوح وينجى المؤمنين، ولما كان سيدنا نوح -عليه السلام- يصنع السفينة كما جاءه الأمر من الله، كان قومه يمرّون من أمامه ويسخرون منه، إلى أن جاء الأمر بأن يركب في السفينة هو والذين آمنوا معه، حتى أن سيدنا نوحًا طلب من ولده كنعان أن يؤمنَ معه ويركبَ في السفينة لينجوَ من الغرق.
وقال له كما جاء في قوله تعالى: « وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ»، سورة هود: آية 42، فرفض ولده كنعان أن يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويتّبعَ أباه سيدنا نوحًا وذلك كما قال الله: « قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ»، وبذلك رفض أن يكون من الناجين، فأهلكه الله تعالى غرقًا، ونجّى نوحًا والذين معه في السفينة، وكان ذلك في يوم عاشوراء.
ورد في إحدى الروايات أنّ سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام- كان يصوم يوم عاشوراء شكرًا لله تعالى على نجاة سيدنا نوح عليه السلام- من الطوفان، وإذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد فرح بنجاة سيدنا موسى، فإن سيدنا موسى فرح بنجاة سيدنا نوح من الطوفان، وكذلك توبة آدم في عاشوراء ، وقال الله تعالى في كتابه العزيز «فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»، سورة البقرة: آية 37، فعندما خالف سيدنا آدم أمر الله وأكل من الشجرة المنهى عنها، علمه الله تعالى كلمات يقولها حتى يتوب إليه تعالى –عليه السلام- ثم أهبطه الله إلى الأرض هو والسيدة حوّاء، وكان نزول سيدنا آدم -عليه السّلام- من الجنة إلى الأرض بأمر من الله تعالى لتحقيق سنّة الاستخلاف في الأرض، وبعد نزول آدم عليه السّلام وزوجه إلى الأرض بدأ بتعميرها وإصلاحها وحملت حواء من آدم عليه السّلام وأنجبت هابيل وقابيل وغيرهما من الأولاد والذّريّة الذين تناسلوا بدورهم وأدّوا رسالتهم في تعمير الأرض وإصلاحها.
وذكر الحافظ ابن رجب في «لطائف المعارف»: صح من حديث أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد أنه قال: "سألت عبيد بن عمير عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: المحرم شهر الله الأصم فيه تيب على آدم عليه السلام فإن استطعت أن لا يمر بك إلا صمته فافعل"، وجاء عند الترمذي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال لرجل: «إن كنت صـائمًا شهرًا بعد رمضان فصم المحرم، فإن فيه يوما تاب الله فيه على قوم، ويتوب فيه على آخرين» فلعل قوله: «على قوم» يدخل فيه آدم عليه السلام في آخرين، فضلاً عن نجاة موسى من فرعون في عاشوراء، حيث كان فرعون المتجبر المتكبر في الأرض، الذي نادى في قومه فقال لهم: أنا ربكم الأعلى. وكفر بالله سبحانه وتعالى ونكّل ببني إسرائيل، فجمع سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام قومه للخروج، وتبعهم فرعون، فجاء الوحي في ذلك اليوم العظيم لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام أن يضرب البحر بعصاه. قال الله تعالى: «فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ» سورة الشعراء (63).
انقسم البحر قسمين؛ قسم عن اليمين وقسم عن الشمال، كل واحد منهما كأنه جبل مائي عظيم، وأصبح بينهما طريق يابس وأرض ممهدة. فلما رأى فرعون هذه الآية العظيمة والمعجزة الخالدة لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام لم يتّعظ، ولم يعتبر، بل إنه لَجَّ في طغيانه، ومضى بجنوده يلحق سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام وقومه، لكن الله سبحانه وتعالى تدارك سيدنا موسى عليه السلام بلطفه، وعذّب فرعون ومن كان معه من الطغاة، فأغرقه الله عز وجل في ذلك البحر، وجعله آيةً تُتلى على مر الزمان والدهور، ونجّى الله سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام ومن آمن معه من بني إسرائيل.
قال الله تعالى: «وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ» سورة الدخان (30). هذا هو العذاب الذي عاقب الله به قومَ فرعون الذين تجبّروا وتكبّروا، ولم يتّعظوا بما جاء به سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، فرعون لم يؤمن بالله سبحانه وتعالى ربًَّا، ولم يؤمن بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام نبيًا ورسولًا، بل كان يقول لقومه: ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري. طغى وتجبر وكفر، لكن الله سبحانه وتعالى بالمرصاد لكل من يتجبر ويتكبر، ومن خصائصه سبحانه وتعالى أنه يقصم ظهور الجبابرة.
ذكرت الروايات أنه كان مع سيدنا موسى ستمائة ألف من المؤمنين، وكان مع فرعون مليون وستمائة ألف ممن لم يؤمن بسيدنا موسى عليه السلام، بل كانوا جندًا مُجَنَّدةً لفرعون، يدافعون عن الباطل، ويناصرون الكبرياء والجبروت، فكانت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يأمر البحر بالالتطام على فرعون وجنوده، فالتطمت عليه أمواج البحر، فأغرقه الله سبحانه وتعالى والذين معه وأنجى سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، وتدارك فرعون الأمر في اللحظات الأخيرة حينما أشرف على الغرق، فقال في الوقت المستقطع والضائع: آمنت أنه لا إله إلا الذي أمنت به بنو إسرائيل، فرد الله سبحانه وتعالى عليه بقوله: «آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ» سورة يونس (91). يقول الله تعالى: «وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ» سورة البقرة (50).
غزوة ذات الرقاع في عاشوراء ، وفي يوم عاشوراء وقعت غزوة ذات الرقاع في السنة الرابعة للهجرة، حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة ومعه من أصحابه سبعمائة مقاتل يريد قبائل من نجد وهم بنو محارب وبنو ثعلبة من بني غطفان، وكانوا قد غدروا بأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقتلوا سبعين من الدعاة الذين أرسلهم النبي للدعوة إلى دين الإسلام وتعليم الناس الخير، وبعد أن تهيأ المشركون لقتال النبي وأصحابه لما علموا بخروجه وتقارب الفريقان قذف الله الرعب في قلوب قبائل المشركين فهربوا تاركين وراءهم نساءهم، فلم تقع حرب وقتال وكفى الله نبيه ومن معه من الصحابة شرّ هذه الجموع الكافرة. وسُميت بذات الرقاع لأن الصحابة لفوا على أرجلهم الخِرَق بسبب ما أصاب أقدامهم في هذه الغزوة من جراح تساقطت فيها أظافرهم لما اصطدمت بالحجارة والصخور.
استشهاد الإمام الحسين في عاشوراء، وفي اليوم العاشر من شهر محرم سنة 61 من الهجرة جرت حادثة مروعة مفجعة ومصيبة كبرى فظيعة ألمت بالمسلمين وأفجعتهم وملأت القلوب حزنا وأسى ومرارة، ففي يوم الجمعة في العاشر من شهر محرم قُتل سيدنا الإمام أبي عبد الله الحُسين بن علي بن أبي طالب حفيد سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم، ابن بنته السيدة فاطمة الزهراء البتول -رضى الله عنهم-، واستشهد الإمام الحسين وهو ابن ست وخمسين سنة وهـو الذي قال فيه سيدنا الرسول وفي أخيه: "الحَسَن والحُسَين سيدا شباب أهل الجنة". ودعــا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم للحَسَن والحُسَين فقال: "اللّهُمّ إني أحبُّهما فأحِبَّهُما"، وقال الرسول عنهما: "هُما ريحانتاي من الدنيا"، وروى البخاري عن عبد الله بن عمر أن رجلًا من أهل العراق سأله عن المحُرِم في الحج الذي يقتل الذباب فقال: أهلُ العراق يسألون عن قتل الذباب، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله ويلم: «هما ريحانتاي من الدنيا».
ما هو يوم عاشوراءيعتبر اليوم العاشر من شهر محرّم هو يوم عاشوراء عند المسلمين، وهو من الأيّام المستحبّ صيامها عند أكثر أهل العلم، وقد ورد في ذلك الكثير من الأحاديث التي تذكر فضل يوم عاشوراء وأجر صيامه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-،عن أبي قَتادة رضي الله تعالى عنه، عن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - قال: «صوم عاشوراء يكفِّر السّنة الماضية، وصوم عرفة يكفِّر سنتين: الماضية والمستقبَلة» رواه النَّسائي في السّنن الكبرى، وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: «ما رأيت النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - يتحرّى صيام يومٍ فضَّله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشّهر، يعني شهر رمضان» رواه البخاري، ومسلم، والنَّسائي، وأحمد.
ويعد يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرّم على الصّحيح، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور العلماء، وهو ليس اليوم التّاسع كما يقول البعض منهم، وذلك أنّ كلمة عاشوراء جاءت بمعنى اليوم العاشر، وهذا هو مقتضى الاشتقاق والتّسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء، وأمّا جزاء صيام يوم عاشوراء فإنّه تكفير لذنوب العام الماضي، وذلك لما جاء في صحيح مسلم: (أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلم - سئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفّر السّنة الماضية).