دراسة تكشف الرابط بين توقيت النوم والمزاج!
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
الولايات المتحدة – بحثت دراسة جديدة، أجرتها جامعة ميشيغان، في تأثير جداول النوم الخاصة بكل شخص على المزاج العام والصحة العقلية.
أوضحت الدراسة أن النوم المتوافق مع الإيقاعات البيولوجية للجسم يمكن أن يعزز المزاج ويحسن الصحة العقلية، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في نمط نومهم.
وفي الدراسة، أكمل المتدربون استبيانات يومية حول حالتهم المزاجية أثناء ارتدائهم أجهزة تتبع اللياقة البدنية (مثل Fitbits)، التي تراقب معدل ضربات القلب والنشاط وعادات النوم.
وطوّر فريق البحث خوارزميات لتحليل هذه البيانات ودمجها مع استبيانات تقييم الاكتئاب والاضطرابات المزاجية.
وأظهرت نتائج الاستبيانات أن الأشخاص الذين يعانون من عدم توافق بين إيقاعاتهم البيولوجية ونومهم يظهرون زيادة ملحوظة في درجات الاكتئاب وفقا لمقياس PHQ-9 (استبيان صحة المريض المكون من 9 أسئلة).
وقال المعد الرئيسي للدراسة، دانييل فورجر، أستاذ الرياضيات ومدير مركز ميشيغان للرياضيات التطبيقية: “النوم ليس حلا للاكتئاب، لكنه عامل مهم يمكننا التحكم فيه. من خلال تحليل أنماط النوم والإيقاعات اليومية للأفراد، يمكننا فهم تأثير ذلك على صحتهم العقلية بشكل أفضل”.
وأضاف: “عندما يحدث عدم التزامن، يرتفع مقياس PHQ-9 بمقدار 2.5 نقطة في المتوسط، وهو ما يمثل زيادة هامة سريريا”.
وحدد الباحثون 3 إيقاعات بيولوجية رئيسية تؤثر على الحالة المزاجية: الساعة البيولوجية المركزية التي تنظم الوقت في الدماغ، والساعة البيولوجية الطرفية في القلب، بالإضافة إلى دورة النوم.
ووجد الفريق أن وجود دورة نوم غير متوافقة مع الساعة البيولوجية الطرفية، يؤدي إلى تأثيرات سلبية على المزاج. وفي المقابل، عندما تكون الساعة البيولوجية المركزية غير متوافقة مع دورة النوم، تظهر التأثيرات السلبية بشكل أكبر عند الأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبات، حيث يتسبب التباين بين الإيقاع البيولوجي المركزي والنوم في تدهور المزاج بشكل ملحوظ.
وأوضحت الدراسة أن عدم توافق دورة النوم مع الساعة البيولوجية الداخلية يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على المزاج، بينما يساهم النوم في الأوقات التي يتوقعها الجسم في تقليل أعراض اضطرابات المزاج.
وقال داي ووك كيم، أحد معدي الدراسة، “أظهرت نتائجنا أن التباين بين الساعة البيولوجية المركزية ودورة النوم يرتبط ارتباطا سلبيا قويا مع الحالة المزاجية والأعراض الاكتئابية، مثل قلة النوم ومشاكل الشهية وحتى الأفكار الانتحارية”.
وأضاف كيم أن هذه النتائج تظهر ضرورة مراعاة الإيقاعات البيولوجية المختلفة عندما نبحث في تأثيرات النوم على الصحة العقلية.
وأكد الباحثون أن السياق الذي يعمل فيه الشخص وأسلوب حياته يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند تحديد كيفية تأثير إيقاعات الجسم المختلفة على النوم والمزاج.
ويمكن أن تؤدي هذه الدراسة إلى تطوير تقنيات حديثة لمساعدة الناس على تحسين جودة نومهم والتخفيف من الأعراض النفسية باستخدام التكنولوجيا المتاحة في حياتهم اليومية، مثل أجهزة تتبع اللياقة البدنية.
نشرت الدراسة في مجلة npj Digital Medicine.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الساعة البیولوجیة دورة النوم
إقرأ أيضاً:
دراسة: إزالة قرون وحيد القرن أهون الشرّين لحمايته
أظهرت دراسة جديدة، أن قطع قرون وحيد القرن بشكل نظامي يؤدي إلى انخفاض كبير في الصيد الجائر، وهو ما يثير تساؤلات عن فعالية تقنيات مكافحة الصيد الجائر الباهظة الثمن المستخدمة لحماية الثدييات الأفريقية.
ووجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس" وسلّطت الضوء على سبل تحسين حماية الحيوانات من الصيادين غير الشرعيين، أن إزالة القرون قلّلت من الصيد الجائر بنسبة كبيرة بين عامي 2017 و2023.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا يحدث للبيئة والبشر إذا اختفى النحل؟list 2 of 4كم عدد النمل على الأرض وما دوره البيئي؟list 3 of 4الحيتان.. عمالقة المحيط وسلاحه ضد تغير المناخlist 4 of 4أسياد الجليد في خطر.. معركة الدب القطبي مع تغير المناخend of listوقال الدكتور تيم كويبر من جامعة نيلسون مانديلا، والباحث الرئيسي في الدراسة: "تبيّن أن إزالة قرون وحيد القرن للحد من حوافز الصيد الجائر قد حققت انخفاضا في الصيد الجائر بنسبة 78%، باستخدام 1.2% فقط من إجمالي ميزانية حماية وحيد القرن".
وأضاف: "قد نحتاج إلى إعادة النظر في أهدافنا. هل نكتفي بالقبض على الصيادين؟ لا يبدو أن هذا يُحدث فرقا كبيرا في الحد من الصيد الجائر لوحيد القرن".
وركزت الدراسة، التي أجريت بين يناير/كانون الثاني 2017 وديسمبر/كانون الأول 2023، على 11 محمية في منطقة "كروجر" بجنوب أفريقيا، وقارنت بيانات من 8 محميات قامت بإزالة قرون وحيد القرن لديها مع 3 محميات لم تفعل ذلك. كما قامت بتحليل البيانات من المحميات قبل وبعد إزالة قرون وحيد القرن.
إعلانأظهرت الدراسة، أن إزالة قرون وحيد القرن قلّلت بشكل مستمر من الصيد الجائر، وفقًا لكويبر. ووجدت أن إزالة قرون أكثر من 2000 وحيد قرن أدت إلى انخفاض بنسبة 78% في الصيد الجائر في تلك المحميات الثماني، مما يؤكد أن هذا التدخل كان مجديا.
وتُعد منطقة كروجر الكبرى في جنوب أفريقيا موطنا لـ 25% من وحيد القرن في العالم، وهي معرضة بشكل خاص للصيد الجائر.
شر لا بد منه
لإزالة قرون وحيد القرن، يقوم العمال بتخدير الحيوان، ووضع عصابة على عينيه وسدادات على أذنيه، ثم يقطعون قرنه بمنشار كهربائي. ينمو القرن تدريجيا، حيث يحتاج وحيد القرن العادي إلى إزالة قرونه كل عام ونصف إلى عامين، تُشكل هذه العملية خطرا ضئيلا جدا على الحيوان ولا تُسبب له أي أذى، وفق الدراسة.
وتُعتبر نتائج الدراسة التي استمرت 7 سنوات وانتهت في عام 2023 بمثابة دليل طال انتظاره على أن إزالة قرون وحيد القرن، والتي يجب القيام بها كل عام إلى عامين لأنها تنمو مرة أخرى، تساعدها على البقاء على قيد الحياة، حتى لو فقدت الحيوانات جزءا من تركيبتها.
ويدفع المهربون تجار السوق السوداء خصوصا في آسيا عشرات الآلاف من الدولارات مقابل هذه القرون، التي يُعتقد خطأ أنها فعالة في علاج الحمى والألم وانخفاض الرغبة الجنسية في الطب التقليدي.
وبينما تتوق الأسواق غير القانونية المربحة في أجزاء من جنوب شرق آسيا والصين إلى قرون وحيد القرن لاستخدامها في الطب التقليدي، تنهي إزالة قرون وحيد القرن ما يسعى إليه الصيادون غير الشرعيين، حسب تيم كويبر.
وقال كويبر: "يعدّ وجود قرن جزءا أساسيا من تكوين وحيد القرن. لذا، فإن إزالته شرٌ لا بدّ منه، إن صحّ التعبير. ولكنها فعالة للغاية، ولا شكّ في أنها أنقذت حياة مئات منه".
وشكل الصيد الجائر للقرون تهديدا كبيرا لـ 5 أنواع من وحيد القرن في العالم، حيث تُستخدم هذه المادة، التي تشبه تركيبتها أظافر الإنسان، بشكل شائع في الطب التقليدي في الصين وفيتنام ودول آسيوية أخرى.
وتضم جنوب أفريقيا أكبر عدد من وحيد القرن الأسود والأبيض. كما تضم ناميبيا وزيمبابوي وكينيا أعدادا كبيرة منه. ولم يتبق في العالم سوى نحو 17 ألفا و500 من وحيد القرن الأبيض و6500 من وحيد القرن الأسود، وفق الدراسات.
إعلانوانخفضت أعداد وحيد القرن الأسود من 70 ألفا في عام 1970 إلى أقل من 2500 بحلول الوقت الذي وصل فيه الصيد الجائر إلى نقطة الأزمة في منتصف التسعينات، وفقا لمنظمة "أنقذوا وحيد القرن".
وفي جنوب أفريقيا، لا يزال الصيد الجائر لوحيد القرن مرتفعًا، حيث قُتل 103 منه في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025. وفي العام الماضي، فُقد منه 420.
حل مثير للجدل
بدأت عملية إزالة قرون وحيد القرن في جنوب أفريقيا منذ عام 1989. وأثار ذلك معارضة نشطاء حماية البيئة حقوق الحيوان، ولكن أيضا تساؤلات من جانب خبراء الحفاظ على البيئة عن مدى تأثير ذلك على صحة وحيد القرن، وكيف قد يبدو المستقبل مع وجود المزيد من وحيد القرن عديم القرون.
وأكدت فانيسا دوثي، باحثة في عالم وحيد القرن من جنوب أفريقيا -والتي لم تشارك في الدراسة-، أن وحيد القرن يستخدم قرونه للدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة، وللتنافس على أراضيه، وفي حالة وحيد القرن الأسود للبحث عن الطعام، لكن هناك أدلة على أن وحيد القرن الذي جُردت قرونه بات يُعدّل حركته للعيش في مناطق أصغر.
وأضافت أن خبراء الحفاظ على البيئة لا يعرفون التأثيرات الكاملة لإزالة القرون، لكن الأبحاث وجدت أنه ليس لها تأثير سلبي على معدلات تكاثر وحيد القرن أو معدلات الوفيات. وقالت دوثي: "ما نعرفه هو أن فوائد إزالة القرون تفوق بكثير أي تكلفة بيئية ندركها اليوم".
ويتفق دعاة الحفاظ على البيئة على أن إزالة القرون وحدها لن تقضي على الصيد الجائر لوحيد القرن، حيث يعد ذلك حلا قصير ومتوسط الأمد، ولا بد من جهود أخرى أساسية، وأساليب تؤدي إلى إنفاذ القانون بفعالية أكبر، ودعم حراس الغابات في الخطوط الأمامية.