خالد الجندي: محاسبة النفس تبدأ بمراجعة الفرائض والنواهي
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على أهمية المحاسبة الذاتية في حياة المسلم، داعيًا إلى ضرورة مراجعة النفس باستمرار لتحقيق الطمأنينة والتقوى.
وأشار عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إلى كلام الإمام ابن القيم رحمه الله، الذي أوضح أن المحاسبة تبدأ بمراجعة الفرائض، فإذا وجد الإنسان في عباداته نقصًا، يجب عليه تداركه إما بالقضاء أو الإصلاح.
وأضاف الجندي أن المسلم يجب أن يحاسب نفسه على المناهي، فإذا ارتكب محرمًا أو نهيًا، فإنه يتداركه بالتوبة والاستغفار، مشيرًا إلى أهمية الحسنات التي تمحو السيئات وأن المحاسبة تشمل أيضًا ملاحظة الغفلة، فإذا غفل الإنسان عن الذكر أو التقرب إلى الله، عليه أن يعود بسرعة ويشغل نفسه بالطاعات، قائلا : «يجب أن يحاسب الإنسان نفسه على كل كلمة نطق بها أو حركة قام بها، ويتساءل: ماذا أردت بهذه الكلمة؟ ولماذا فعلت هذا؟ وعلى أي وجه فعلته؟
القرآن يدعو إلى محاسبة النفسواستشهد الشيخ خالد الجندي بالآيات القرآنية التي تدعو إلى المحاسبة، مثل قوله تعالى: «فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (سورة الحجر: 92-93)، مؤكداً أن الحساب سيكون عن الإخلاص والمتابعة في كل أعمالنا».
ودعا الشيخ خالد الجندي المسلمين إلى أن تكون حياتهم خالصة لله، وأن الدنيا فانية والنفس طماعة، ولذلك يجب أن يعلمها القناعة ويجعل حياته مليئة بالطاعة لله سبحانه وتعالى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شؤون الإسلامية محاسبة النفس خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
شروط الإمامة في الصلاة عند الفقهاء
الصلاة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن الفقهاء اختلفوا في مواصفاتُ الأحق بالإمامة في الصلاة؛ لاختلاف ظواهر النصوص في ذلك، مشيرة إلى أن المختار في ذلك أنه يُسْتَحَبُّ في الإمام أشياء:
شروط الإمامة في الصلاة:الفقه، والقراءة، والورع -العفة وحسن السيرة-، والسنّ -أي في الإسلام-، والنسب -فيُقَدَّمُ الهاشميّ والمُطَّلِبِيّ على سائر قريش، وسائرها على سائر العرب، وسائرهم على العجم-، والعدل أولى بالإمامة من الفاسق، وإن اختصَّ الأخيرُ بزيادة في فقه وقراءة وباقي الخصال، فصحيح أنَّ الصلاة خلف البَرِّ والفاجرِ من المسلمين جائزة، إلا أنَّ الأفضلَ الصلاة خلف العدل المستقيم الورع.
والأصحّ أنَّ الأفقه مُقَدَّم على الأورع، وكذا يُقَدَّم الأقرأ على الأورع.
والصحيحُ أنَّ صاحب الفقه الكثير الذي ليس معه من القرآن الكريم إلا ما يكفي لقراءة الصلاة أولى من قليل الفقه الذي يُحسِن القرآن الكريم كله.
الإمامة في الصلاة:
ومَنْ جمع الفقه والقرآن الكريم مُقَدَّمٌ قطعًا على صاحب واحد منهما فقط.
وصاحبُ الفقه ومثله صاحبُ القراءة مُقَدَّمٌ على صاحب النسب أو صاحب السن.
وهناك مفضِّلات بعد ذلك في حالة تساوي الموجودين في الصفات المذكورة: منها نظافةُ الثوب والبدن عن الأوساخ، وطيب الصنعة، وحُسن الصوت، وما أشبهها من الفضائل.
كلُّ هذا إذا لم يكن الشخص واليًا في محلّ ولايته، فإن كان فهو أولى حينئذ من الجميع، حتى من إمام المسجد ومالك الدار وغيرهما إذا أَذِنَ المالكُ في إقامة الجماعة في ملكه، وصاحبُ الملك أحقّ من غيره، وساكن الموضع بحق وإن كان مستأجِرًا أولى من الأجنبي.
الصلاة:
وهناك أيضًا أخلاقًا وآدابًا يجب أن تراعى في إمامة الصلاة منها الابتعاد عن التَّشَوُّف للولايات؛ فهي مسؤولية وأمانة، فعلى المسلم إحسان الظن بأخيه المسلم وإغضاض حق نفسه، إلا لو علم يقينًا أن الآخر لا يصلحُ للإمامة -كمن لا يجيدُ الفاتحة أو لا يدركُ فقه الصلاة- على حين أنه يعلمُ من نفسه الصلاحية للإمامة فيجب عليه حينئذٍ أن يُقَدِّم نفسه، ولا يجوز له التخلّي عن ذلك؛ حيث إنّه لا تجوز إمامة الأُمِّي وهو من لا يقرأ الفاتحة للقارئ وهو من يقرؤها.
وأيضًا إذا شَعَرَ الإمامُ أن المأمومين لا يحبُّون صلاته أو يكرهونها فعليه أن يتنازل لمن يتفقون عليه، حتى وإن كان أقلّ منه في مقاصد الإمامة ما دام الآخر صالحًا لها؛ طلبًا لاجتماع الكلمة.