موقع النيلين:
2025-05-19@23:33:57 GMT

القيمة الاجتماعية للزرق: ما وراء القاعدة

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

القيمة الاجتماعية للزرق: ما وراء القاعدة..
دخول القوات المشتركة فى منطقة الزرق يمثل ضربة شديدة التأثير على آل دقلو وخاصة الأسرة ، فهذه المنطقة بإمتداداتها تعتبر (ملاذ خلفي) لبدايات تشكيل دولة العطاوة ، أو العطوية ، هى ليست نقطة عسكرية أو إرتكاز فحسب ، وإنما (دار جديدة) للقبيلة ولمجتمع الشتات ، هنا بدأت أحلام كثيرة لإعادة امجاد غابرة ، كانت بداياتها فى العام 1171م ، واستمرت حتى 1501م .

. وذلك هو السر وراء كثير من الضباب..

فمنذ العام 2023م ، سحبت مليشيا كل المدرعات من قاعدة الزرق وتم الدفع بها إلى الخرطوم فى اطار حملة مليشيا الدعم السريع احكام السيطرة على البلاد ، والكثير من العتاد تم الحصول عليه من خلال اموال وفرها الاتحاد الاوربي تحت غطاء محاربة الهجرة غير الشرعية ، واتخذت المليشيا من ذلك ستارا لبناء قاعدة عسكرية للتدريب والتاهيل وكانت اهم محطات التاهيل وتطوير القدرات دون رقابة لصيقة من الحكومة المركزية..

وفى اطار خطوات السيطرة على الخرطوم ، اشاع اعلام المليشيا تفكيك قاعدة الزرق ونقل العتاد العسكري والسيارات إلى الخرطوم و منها 170 عربة قتالية اتجهت إلى مروى ، و73 عربة قتالية وصلت إلى المدينه الرياضية يوم 13 ابريل 2023م لدخول القيادة العامة والسيطرة عليها ، وشوهدت عربات مدرعات محمولة على شاحنات تدخل الخرطوم ، وبقية التفاصيل معلومة..
ومنذ ذلك الوقت وكافة المتغيرات العسكرية فإن قاعده الزرق ظلت (نقطة عبور) للأسلحة القادمة من ليبيا أو المجموعة الزاحفة إلى الفاشر ، ومخزن مرجعي للفاشر..

ومع قلة الفاعلية العسكرية للزرق على المستوى الآجل ، إلا إنها ظلت ذات قيمة استراتيجية كبيرة فى المنظور الإجتماعي والعسكرى للمليشيا..

فبعد سقوط آخر الممالك الفاطمية فى الشمال الافريقي وتفرق مجموعات كثيرة جنوبا ، وتحالفهم مع ممالك النوبة نشأت تشكلات و سلطات جديدة فى الشمال السوداني وامتدت غربا إلى وادى الملح شمال دارفور ، بما يعرف (مملكة خذام) عام 1310م ، وامتد سلطانهم حتى منطقة (الجنيق) قرب (الزرق) وتقريبا فى ناحية (دونكى) الوخائم الحالى ، ومع سقوط دولة علوة فى شمال السودان لصالح دولة الفونج ، فإن سلطة الخزام تراجعت خاصة بعد نشوب معركة (ناقة فنى) عام 1501م ، وهو معركة بين ابناء العمومة ، وتراجعت السلطنة وبقيت مسميات القبيلة (ومنهم العطاوة وخزام) وقد تراجع وجودهم إلى حدود شمال كردفان وجزء من دارفور ، بينما اصبحت هذه المنطقة من حواكير الزغاوة وامتداداتهم التجارية،..
و خلال السنوات القليلة الماضية نشط آل دقلو فى إعادة إعمار المنطقة و إجراء تغيير ديمغرافى حتى تصبح مرة اخري (دارا) جديدة للعطاوة أو نواة دولة (الجنيد) وابناء راشد..
وهناك الكثير من الاشارات التى تعزز هذه الفرضية:

– واولها: إنتقال أسرة (آل دقلو) ، إلى هذه المنطقة ، فقد تم منذ وقت مبكر تعيين (جمعة دقلو) عم حميدتي عمدة فى المنطقة ، ولحقه شقيقه حمدان دقلو والد قائد المليشيا وكل الأسرة من النساء والاخوات والأصهار ، وغالب القاطنين فى المنطقة من خاصة آل دقلو ، وكذلك القوة العسكرية فى المنطقة من الرزيقات فقط..

– تم تركيز الاهتمام على تشجيع الرعاة للعودة للمنطقة ، مع قلة المرعى ، ولكن تم مضاعفة عدد (دوانكي المياه) ، وهذا وضع مناسب (للأباله) ..

– تتحكم المنطقة فى حركة التجارة العابرة ، وهو وضع جيد لأسرة تمتلك الكثير من المال ولديها الرغبة فى المزيد ، هنا تمر كل التجارة العابرة من ليبيا للسودان ، وكل السلع والمنتجات الحيوانية فى طريق التهريب إلى مصر ، ومن هنا يتم تهريب الصمغ العربي والذهب السوداني ، فهذا سوق آمن..

وفوق ذلك ، فإن الامتداد الجديد لأسرة آل دقلو سيجنبهم أى تداخل مع القيادات التاريخية للرزيقات فى مناطق الضعين حيث التأثير القبلي لآل مادبو أو مناطق كبكابية وجبال سي وتأثير موسي هلال ، واصبح العمدة جمعة دقلو فى أرض جديدة وأطيان جديدة..

بعد نهاية المعركة ، ظهر العمدة جمعة دقلو فى فضاء الزرق متوعدا منى اركو مناوى واشار إلى اهله وعشيرته من الزغاوة ووجودهم فى الاسواق وكذلك الفور والتنجر والميدوب..
والواضح هو الحرص على تغييب المظهر العسكري ، ومع أن والد حميدتي ظهر بزي عسكرى وعربة مدرعة إلا أن العمدة دقلو كظهر بالجلباب وقفطان ودون سلاح ظاهر أو رتبة عسكرية أو حتى عربات قتالية ، وحديثه اقرب للرجاء منه إلى خيار المواجهة..

لقد فتت ضربة (منطقة) الزرق مخطط كبير جرى الاعداد له منذ فترة طويلة.. ضمن سياقات التغيير الناعم فى دارفور خاصة وفى السودان بشكل عام.. وسيكون للتحركات فى شمال دارفور تأثير كبير على الروح المعنوية للمليشيا ولمن استقر فى ذهنهم دوام الأمر أو الخروج منه برقعة ارض ، ووجدت المليشيا حقيقة شعار (لستم آمنين)..

حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
25 ديسمبر 2024م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: آل دقلو

إقرأ أيضاً:

بدء محاكمة خلية إرهابية تابعة للقاعدة يقودها مصري في صنعاء

يمانيون../
بدأت في العاصمة صنعاء، اليوم الأحد، أولى جلسات محاكمة خلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة، تضم خمسة عناصر بينهم قيادي مصري يُدعى ناجي عكاشة، متهمين بتنفيذ عمليات دامية استهدفت مدنيين ومناطق سكنية في محافظتي تعز وإب.

وعقدت الشعبة الجزائية المتخصصة جلستها برئاسة القاضي عبدالله النجار، وعضوية القاضيين حسين العزي ويحيى يعيش، وبحضور أمين سر الجلسة عبد السلام عباد، في إطار متابعة الأجهزة القضائية للملفات المرتبطة بالإرهاب والتكفير والتخريب.

وبحسب لائحة الاتهام المقدمة من النيابة، فإن الخلية قامت بتنفيذ أنشطة إرهابية خطيرة في منطقتي شرعب والعدين، أدت إلى مقتل ثلاثة مواطنين وترويع السكان، ضمن أجندة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، وخلق بيئة فوضى تخدم مشاريع قوى العدوان الخارجي.

ويُعد المتهم المصري “ناجي عكاشة” الرأس المدبر للخلية، والمتهم بقيادة وتمويل وتوجيه عمليات التجنيد والتفجير ضمن مخطط أوسع لإعادة تنشيط خلايا القاعدة في المناطق اليمنية المحررة، مستغلًا الظروف الأمنية والاقتصادية.

وقررت المحكمة إلزام المتهمين بتقديم دفوعهم القانونية واستئنافهم إلى الجلسة القادمة، وسط مطالب شعبية بتطبيق العدالة الصارمة ومحاسبة كل من تورط في سفك دماء اليمنيين أو التآمر على أمن البلاد.

مقالات مشابهة

  • البرهان يعيّن كامل إدريس رئيسًا للحكومة وسط استمرار الحرب في السودان
  • بدء محاكمة خلية إرهابية تابعة للقاعدة يقودها مصري في صنعاء
  • استمعا لشرح حول أنشطته وبرامجه.. أمير الشرقية ونائبه يستقبلان رئيس نادي المسؤولية الاجتماعية
  • أمير الشرقية يستقبل رئيس نادي المسؤولية الاجتماعية
  • عقد أول جلسة لمحاكمة خلية من القاعدة بينهم مصري الجنسية
  • أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس نادي المسؤولية الاجتماعية
  • نائب أمير المنطقة الشرقية يطّلع على أهداف نادي المسؤولية الاجتماعية وبرامجه بالمنطقة
  • حكومة شمال دارفور تصدر بياناً حول إنتهاكات مليشيا آل دقلو بحق المدنيين بالفاشر
  • القادة الميدانيون المليشيا المتمردة (1-2)
  • المفاجأة التي لم تخطر على المتمرد عبد العزيز الحلو، حليف ميليشيا آل دقلو الإرهابية، أن الجيش على بُعد 43 كيلومترًا من كاودا