تحذيرات من المخاطر الصحية لتداخل المكملات الغذائية مع الأدوية
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
أمل العدوية:
هناك حالات تستدعي تناول المكملات لدعم الصحة وتعويض النقص الغذائي
ضرورة اختيار المكملات من الصيدليات وشركات موثوقة ومعتمدة
في ظل الانشغال المتزايد بالاهتمام بأسلوب الحياة الصحي والتغذية المتوازنة، باتت المكملات الغذائية خيارًا شائعًا للكثيرين لتعويض نقص العناصر الغذائية في النظام الغذائي اليومي، وتكمن أهمية هذه المكملات في أنها توفر الفيتامينات والمعادن الأساسية التي قد لا يحصل عليها الشخص من الطعام وحده.
تؤكد أمل بنت حمد العدوية، اختصاصية التغذية بمستشفى نزوى، أن المكملات الغذائية أصبحت جزءًا من النظام الغذائي اليومي للكثيرين نتيجة لعدة عوامل، أبرزها الترويج الإعلامي والتسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يروج المشاهير والمدربون لأهمية هذه المكملات في تعزيز الصحة. كما أن ضغوط الحياة اليومية وزيادة الاعتماد على الوجبات السريعة جعلت المكملات الغذائية أداة لتعويض نقص المغذيات الضرورية. بالإضافة إلى ذلك، تشير العدوي إلى أن التقدم التكنولوجي في صناعة المكملات الغذائية والدراسات العلمية قد أسهم في تعزيز الثقة بين المستهلكين وجعل هذه المكملات متاحة وبأسعار معقولة.
أنواع المكملات وأهميتها
توضح العدوية أن المكملات الغذائية تهدف إلى دعم النظام الغذائي من خلال توفير العناصر الأساسية مثل الفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية أو الدهنية، والإنزيمات. تأتي هذه المكملات في أشكال متعددة مثل الكبسولات، والأقراص، والمساحيق، والعلكات، والحقن، وتهدف المكملات إلى معالجة نقص العناصر الغذائية الناتج عن حالات طبية محددة أو قلة تناول الأطعمة الصحية، كما تلعب دورًا في تحسين الأداء الرياضي ودعم التعافي العضلي.
لكن العدوية تحذر من الإفراط في استخدام المكملات، خاصة تلك التي تحتوي على فيتامينات ومعادن بكميات كبيرة، مثل فيتامين (أ) الذي قد يؤدي إلى تلف الكبد وتشوهات خلقية إذا تم تناوله بكميات مفرطة، أو فيتامين (د) الذي قد يسبب ترسب الكالسيوم في الأنسجة والأعضاء، مما يؤثر سلبًا على وظائف الكلى. بعض المكملات الغذائية غير الخاضعة للرقابة قد تحتوي أيضًا على ملوثات مثل المعادن الثقيلة أو مواد ضارة قد تؤثر على الصحة العامة.
مخاطر التداخل مع الأدوية
أكدت العدوية أن الاستخدام العشوائي للمكملات الغذائية دون استشارة طبية قد يتسبب في تداخلها مع بعض الأدوية، مما يقلل من فعاليتها أو يسبب آثارًا جانبية خطيرة. كما أن الاعتماد الزائد على المكملات الغذائية قد يؤدي إلى شعور زائف بالأمان، ما يشجع البعض على التهاون في اتباع نظام غذائي متوازن.
وتشير العدوية إلى أنه لا يمكن للمكملات الغذائية أن تعوض بشكل كامل عن النقص الغذائي أو أن تحل محل الأطعمة الطبيعية، حيث إن الأطعمة المتكاملة تحوي مجموعة واسعة من المغذيات مثل الألياف، ومضادات الأكسدة، والمركبات النباتية المفيدة التي تفتقر إليها المكملات أحادية العنصر.
كما أن امتصاص المكملات في الجسم قد يكون محدودًا مقارنة بالعناصر الغذائية التي توفرها الأطعمة الطبيعية. على سبيل المثال، الكالسيوم في المكملات الغذائية لا يتم امتصاصه بنفس الكفاءة التي يتم بها امتصاص الكالسيوم من منتجات الألبان.
حالات مستثناة
لاستكمال النقص في بعض العناصر الغذائية، هناك حالات صحية معينة تستدعي تناول المكملات بشكل منتظم. تشمل هذه الحالات الحوامل والمرضعات، حيث يحتجن إلى كميات إضافية من الفيتامينات والمعادن مثل حمض الفوليك، والحديد، والكالسيوم، وفيتامين (د)، والأحماض الدهنية (أوميغا-3) لدعم نمو الجنين وصحة الأم، وحالات نقص الفيتامينات والمعادن، مثل نقص فيتامين (د)، الحديد، وفيتامين B12، حيث يمكن أن تكشف فحوصات الدم عن هذا النقص وتستدعي مكملات غذائية محددة، وحالات أمراض الجهاز الهضمي، مثل أمراض كرون، والتهاب القولون التقرحي، أو متلازمة القولون العصبي، حيث تؤثر هذه الحالات على امتصاص المغذيات وتتطلب مكملات مثل فيتامين B12، والحديد، والزنك، والبروتين، بالإضافة إلى حالات هشاشة العظام، حيث تحتاج الحالة إلى مكملات الكالسيوم، وفيتامين (د)، والمغنيسيوم، واضطرابات الغدة الدرقية، التي تتطلب تناول مكملات اليود (تحت إشراف طبي) والسيلينيوم لدعم وظائف الغدة، ونظم غذائية قاسية أو نباتية، التي قد تستدعي تناول مكملات الكالسيوم، وفيتامين (د)، وB12، والحديد، فضلاً عن كبار السن، الذين يعانون من نقص المغذيات بسبب التغيرات الطبيعية في الجسم مع تقدم العمر.
نظام غذائي صحي
تؤكد العدوية على أهمية النظام الغذائي المتوازن والطبيعي في توفير المغذيات الأساسية التي تدعم المناعة وتحارب العدوى. على سبيل المثال، يمكن الحصول على فيتامين (د) من التعرض لأشعة الشمس وتناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، والبيض، ومنتجات الألبان. أما فيتامين (ج) فيمكن الحصول عليه من الفواكه الحمضية، والفلفل الأخضر، والبروكلي، بينما توجد مركبات فيتامين (ب) في الحبوب الكاملة، واللحوم، والأسماك، والألبان، والخضراوات الورقية. هذه الفيتامينات تساهم في تعزيز صحة الجهاز المناعي وحماية الخلايا من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة.
كيفية اختيار المكملات الغذائية
إذا كان الشخص بحاجة إلى مكملات غذائية، فإن العدوية تنصح بضرورة استشارة الطبيب أولًا لتحديد الحاجة الفعلية بناءً على فحوصات طبية دقيقة. ينبغي أيضًا اختيار المكملات من شركات تجارية موثوقة ومعتمدة، والتأكد من خلوها من المواد الحافظة أو الألوان الصناعية. كما يُفضل التحقق من جرعات المكملات وتوقيت استخدامها لتجنب الآثار الجانبية مثل اضطرابات المعدة أو التسمم الغذائي. يمكن التحقق من جودة المكملات من خلال الرمز الشريطي الموجود على العبوة وقراءة التقييمات من المستفيدين.
وخلاصة القول، تشير العدوية إلى أن اختيار المكملات الغذائية يجب أن يكون مدروسًا بناءً على احتياجات صحية حقيقية وموثقة، وباستشارة المختصين في المجال الطبي، كما يجب أن تكون المكملات جزءًا من نمط حياة صحي، ولا يمكنها أن تحل محل الغذاء الطبيعي المتكامل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المکملات الغذائیة العناصر الغذائیة النظام الغذائی هذه المکملات المکملات فی
إقرأ أيضاً:
انخفاض مستويات فيتامين د مرتبط ارتباطا وثيقا بالاكتئاب
خلصت دراسة جديدة موسعة إلى أن البالغين الذين يعانون من انخفاض مستويات فيتامين د هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، خاصة عندما ينخفض مستوى 25-هيدروكسي فيتامين د 25(OH)D إلى 30 نانومول/لتر أو أقل.
كما أوضحت الدراسة، المنشورة في مجلة Biomolecules and Biomedicine، أن هذا النمط لا يثبت حتى الآن أن انخفاض فيتامين د يسبب الاكتئاب.
يؤثر الاكتئاب على حوالي 5 في المئة من البالغين حول العالم، ومن المتوقع أن يصبح السبب الرئيسي لعبء المرض بحلول عام 2030. تساعد مضادات الاكتئاب القياسية الكثيرين، ولكنها في المتوسط لا تُحدث سوى تأثيرات "منخفضة إلى متوسطة"، مما أبقى الاهتمام كبيرا بالعوامل الآمنة والقابلة للتعديل مثل فيتامين د.
من منظور بيولوجي، تبدو هذه الصلة منطقية. فمستقبلات فيتامين د متوفرة بكثرة في مناطق الدماغ المرتبطة بالمزاج، بما في ذلك منطقة تحت المهاد والجسر. شكله النشط، 1.25-ثنائي هيدروكسي فيتامين د، يدعم إشارات الدماغ السليمة، ويهدئ الالتهاب العصبي، ويحد من الإجهاد التأكسدي، ويساعد في الحفاظ على توازن الكالسيوم داخل الخلايا، وهي جميعها مسارات لطالما ارتبطت بالاكتئاب.
كيف أُجريت المراجعة؟
وفحص الفريق 66 دراسة رصدية من 31 دولة، اختيرت من بين 8052 سجلا في PubMed/MEDLINE وScopus وWeb of Science حتى 30 نيسان/ أبريل 2023. ولأن الدراسات استخدمت اختبارات مختلفة لفيتامين د، ومقاييس وأدوات تشخيصية متعددة للاكتئاب، فقد أنتج الباحثون توليفة سردية بدلا من تحليل تلوي مُجمّع.
وصُنفت جودة الدراسة باستخدام أداتي MMAT وMINORS. اتبعت المراجعة إرشادات PRISMA-2020، وسُجلت في PROSPERO (CRD42024515918).
وفي 46 دراسة مقطعية في المراجعة الجديدة، ارتبط انخفاض مستويات فيتامين د 25(OH)D بشكل موثوق بارتفاع درجات أعراض الاكتئاب أو تشخيص الاكتئاب. غالبا ما كان الحد الأدنى حول 25(OH)D ≤ 30 نانومول/لتر متوافقا مع ارتفاع معدلات الاكتئاب. أفادت دراسات الحالات والشواهد أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب اكتئابي رئيسي حالي أو مُنحسر كانوا أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د أو نقصه مقارنة بالمجموعة الضابطة الأصحاء، وأن المستويات المنخفضة عادة ما تصاحب أعراضا أكثر حدة. وجدت بعض التحليلات أن هذه الارتباطات ظهرت بشكل رئيسي لدى النساء، مما يشير إلى تأثيرات محتملة خاصة بالجنس.
وفي 10 مجموعات مستقبلية بحتة، كانت النتائج أكثر تنوعا. وجدت العديد من الدراسات التي أجريت على المجتمع المحلي وكبار السن أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د أو نقصه في البداية كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب بمرور الوقت مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات أعلى.
ولم تكتشف مجموعات كبيرة أخرى، بما في ذلك مجموعات بيانات البنوك الحيوية، وجود صلة مهمة بين انخفاض 25(OH)D وبداية الاكتئاب الرئيسي. في بعض الحالات، لوحظت روابط بين تغير مستويات فيتامين د وتغيرات المزاج فقط لدى الأشخاص الذين بدأوا بانخفاض فيتامين د، وفي دراسة واحدة على الأقل، اختفى هذا الارتباط بعد مراعاة الضعف.
وكان التباين المنهجي تحديا رئيسيا. فقد استخدمت الدراسات أدوات اكتئاب مختلفة واختبارات مختلفة لفيتامين د، ولم تُعدّل الكثير منها بشكل كامل عوامل مثل التعرض لأشعة الشمس، أو مؤشر كتلة الجسم، أو حالات طبية أخرى. وهذا يترك مجالا للالتباس، بما في ذلك احتمال أن يؤدي الاكتئاب إلى انخفاض فيتامين د من خلال قلة الوقت الذي يقضيه الشخص خارج البيت أو ضعف الصحة العامة، وليس العكس.
وللمضي قدما في هذا المجال، يدعو المؤلفون إلى إجراء دراسات على مجموعات كبيرة من البالغين الذين يعانون من نقص فيتامين د، وبيانات موضوعية عن التعرض لأشعة الشمس، ومعلومات وراثية (على سبيل المثال، في الجينات المرتبطة بفيتامين د)، إلى جانب تجارب وقائية عشوائية على البالغين الذين يعانون من نقص فيتامين د والذين لم يُصابوا بالاكتئاب بعد.
والهدف هو اختبار ما إذا كان تصحيح النقص يمكن أن يقلل بالفعل من خطر الإصابة بهذا الاضطراب. قال فلاد ديونيسي، الأستاذ المساعد في جامعة كارول دافيلا للطب والصيدلة: "إن استنتاجاتنا حذرة ولكنها عملية: فحص فيتامين د لدى البالغين المصابين بالاكتئاب وتصحيح النقص الواضح للصحة العامة - بينما نجري دراسات صارمة لاختبار ما إذا كان استعادة فيتامين د يمكن أن يمنع الاكتئاب بالفعل".