رغيد الططري.. طيار سوري رفض قصف حماة فاعتقله نظام الأسد 43 سنة
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
رغيد الططري عسكري سوري لقب بـ"عميد المعتقلين السوريين"، وتعتبره منظمات حقوقية عدة أنه "صاحب أطول فترة اعتقال سياسي" في سجون نظام الأسد المخلوع، إذ اعتقل عام 1982 وتنقّل بين سجون النظام 43 سنة.
أفرجت عنه فصائل المعارضة السورية التي دخلت سجون الأسد وحررت المساجين في أثناء سيطرتها على المدن السورية ضمن عملية "ردع العدوان" التي شنتها ضد النظام السوري، واستطاعت إسقاط بشار الأسد في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2024.
ولد الططري في دمشق عام 1955، والتحق بالقوات الجوية السورية، وصار طيارا في العشرينيات من عمره.
شهدت مدينة حماة حملة عسكرية غير مسبوقة مطلع ثمانينيات القرن العشرين، بعد تصاعد المواجهة بين نظام حافظ الأسد والمعارضة الإسلامية، لا سيما جماعة الإخوان المسلمين.
وكانت حماة آنذاك معقلا للجماعة، وشاركت في انتفاضات متكررة ضد حكم حزب البعث السوري الذي اتهمها بالتخطيط لانقلاب ومحاولة اغتيال حافظ الأسد الذي استغل مرسوما تشريعيا صدر عام 1980، يقضي بإعدام كل من ينتمي للإخوان المسلمين، ليبرر عملية اجتياح خطط لها.
وأسفرت الحملة عن تدمير واسع للمدينة، وارتكبت مجازر مروعة بحق المدنيين، في محاولة لسحق المعارضة. وفي فبراير/شباط 1982 تعرضت المدينة لواحدة من أسوأ مجازر تاريخ سوريا الحديث حين هاجمتها قوات حافظ الأسد بالأسلحة الثقيلة لمدة شهر تقريبا، مما تسبب بمقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 100 ألف.
وكان الططري في تلك الفترة طيارا حربيا برتبة رائد في القوات الجوية السورية، وجاءه أمر بقصف مواقع بمحافظة حماة، لكنه رفض التعليمات، أو حتى الإبلاغ عن زملائه المنشقين عن الجيش.
وبدأ النظام استجواب الططري بتهمة علمه بانشقاق زميل له هرب إلى الأردن عام 1979، لكنه نفى ذلك، وبعد أيام من التحقيق قرر النظام السوري فصله عن العمل، مما اضطره للسفر إلى الأردن عام 1980.
انتقل الططري من الأردن إلى مصر، ثم قدم طلب لجوء إلى الأمم المتحدة عام 1981، لكنه رفض، فأجبر على العودة إلى سوريا نهاية نوفمبر/تشرين الثاني عام 1981، واعتقلته قوات حافظ الأسد في مطار دمشق الدولي وكان عمره وقتئذ 27 عاما.
إعلانأودع الططري سجن المخابرات العامة حيث تعرّض للتعذيب الشديد بهدف انتزاع أقواله بالإكراه، ونقل بعدها إلى سجن المزة العسكري، وبقي معتقلا فيه لفترة دون توجيه تهم.
نقل الططري بعدها إلى سجن تدمر الذي بقي فيه نحو 21 عاما، ثم إلى سجن صيدنايا العسكري لـ10 سنوات عايش فيها أحداث "تمرد السجناء" التي رد عليها النظام بالتعذيب والقتل.
ومع اندلاع الثورة السورية عام 2011، نقل الططري إلى سجن دمشق المركزي في عدرا، وعايش ظروفا إنسانية صعبة، وحرم من رؤية أهله وأقاربه.
الإفراجتحرر الططري من السجن المركزي بمدينة طرطوس -إضافة إلى آخرين- عقب انهيار نظام الأسد وفرار رئيسه بشار، بعد أن سيطرت فصائل معارضة على العاصمة دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، منهية 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وكرّم أهالي محافظة حماة الططري بعد الإفراج عنه من سجون الأسد، وذلك لرفضه أوامر النظام السوري بقصف عوائلهم في هذه المدينة أوائل عام 1982.
وقدم الشيخ معاذ ريحان سيفا مذهبا للططري باسم أهالي حماة، وأفاد خلال تكريمه بأنه هدية رمزية لقضائه أكثر من 4 عقود في سجون النظام المخلوع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حافظ الأسد إلى سجن
إقرأ أيضاً:
المومني : الهيئة استكملت بناء نظام تنظيم الإعلام الرقمي
صراحة نيوز-
قال المدير العام لهيئة الإعلام بشير المومني، إن الهيئة استكملت بناء نظام تنظيم الإعلام الرقمي، في خطوة تُعد الأولى من نوعها نحو ترسيخ بيئة إعلامية رقمية مواكبة للتحولات التكنولوجية والتقنية المتسارعة.
وبيّن المومني أن النظام سيخضع لمراحل متعددة من التجويد، تبدأ بعرضه في مرحلته الأولى على نقابة الصحفيين وشركاء الهيئة من المؤسسات والمرخصين لديها والمتخصصين في قطاعي التكنولوجيا والإعلام الرقمي، بهدف تلقي الملاحظات والمقترحات قبل السير بإجراءاته الرسمية.
وأضاف أن المرحلة الثانية للتجويد تكون بعد الموافقة عليه من قبل مجلس الوزراء وإحالته إلى ديوان التشريع والرأي الذي يقوم بدوره بنشره للكافة لإبداء الملاحظات ومراعاة التغذية الراجعة ، فيما تتمثل المرحلة الثالثة بمتابعة وتقييم النظام على مدى عام ونصف بعد نشره بالجريدة الرسمية والعمل بموجبه، للوقوف على أي ملاحظات أو مستجدات تستدعي التحديث أو التعديل والتطوير.
وأوضح المومني أنه تم وضع معايير لاحتراف العمل الإعلامي الرقمي والنشاطات القطاعية ذات العلاقة، مشيرا ان النظام شمل المزاولين للنشاط الذي يستوجب الترخيص لدى الهيئة كمهنة، ولا يشمل الافراد الذين ينشرون محتوى شخصي على منصات التواصل الاجتماعي.
وبين أن النظام نظّم حقوق وواجبات الخاضعين للترخيص ومزودي الخدمات الرقمية ومنتجي المحتوى الاعلامي الرقمي المحترف بكافة اشكاله، ووفر مظلة قانونية لأخلاقيات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والملكية الفكرية، وإصدار البطاقة التعريفية كما راعى حقوق المرخص لهم الحاليين دون اي مساس بمراكزهم القانونية او المالية وبما يعزز ويدعم حضورهم الاعلامي رقمياً.
وفيما يتعلق بالرسوم بين المومني أن التوجه العام أن تكون رسوماً مخفضة على العاملين رقمياً في مجال الإذاعة والتلفزة بحيث تكون أقل من التراخيص العادية لتصل إلى النصف بالنسبة للرخص القطاعية المشمولة بقانون المطبوعات والنشر والربع بالنسبة للرخص القطاعية المشمولة بقانون الإعلام المرئي والمسموع أما بدل الخدمات فهي بدلات رمزية.
وأكد المومني أن النظام يمثل ثمرة جهد كبير بذلته كوادر الهيئة خلال الأشهر الماضية بالتعاون مع الشركاء والمؤسسات المعنية التي عملت على مدار عام تقريبا في اجتماعات مكثفة ونوعية متخصصة، مشيراً إلى أن الأردن سيكون من أوائل الدول التي تطلق مثل هذا النظام المتكامل، ليشكل بذلك نموذجاً ريادياً يحتذى به على مستوى العالم.