لماذا محددات سفر الأردنيين إلى سورية؟
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
لماذا #محددات #سفر_الأردنيين إلى #سورية؟ _ #ماهر_ابوطير
أعلنت وزارة الداخلية عن الفئات الأردنية المسموح لها دخول سورية عن طريق معبر جابر، أي الحدود البرية، وهذا الإعلان يعني فعليا عدم السماح لكل الأردنيين بدخول سورية حاليا.
لكن القرار لا يعني المنع، بالمعنى المتعارف عليه، إذ على ما يبدو أن القرار سيكون مؤقتا ويستحيل أن يستمر دون سقف زمني، خصوصا، أننا نعرف أن الأردنيين كان يحق لهم في زمن بشار الأسد الدخول إلى سورية دون أي استثناءات أردنية، أو فئات محددة، فيما تحديد الفئات المسموح لها بالدخول باتت بشكل مقنن، بما يثير التساؤلات حول السبب.
الفئات الأردنية المسموح لها بالدخول إلى سورية حاليا، والتي أعلنت عنها وزارة الداخلية، هي فئة المستثمرين الأردنيين الحاصلين على سجلات تجارية برأس مال معين، والأردنيين من موظفي البنوك التجارية العاملة في سورية، ورجال الأعمال الأردنيين الحاصلين على بطاقات عضوية في غرف الصناعة والتجارة السورية، كما سمحت الداخلية للطلاب الأردنيين الدارسين في الجامعات السورية بالسفر شريطة حيازتهم على الوثائق الجامعية اللازمة، والوفود الأردنية الرسمية بما فيها الوفود الاقتصادية، بالإضافة إلى السماح للسوريين الذين تجنسوا بالجنسية الأردنية سواء بالجواز الأردني أو الجواز السوري.
مقالات ذات صلة تلبيس إبليس 2024/12/28يلاحظ هنا استثناء غالبية الأردنيين من السفر، إضافة إلى الإعلاميين الأردنيين، وهذا القرار الذي ينطبق على الحدود البرية، سينطبق على المطار في حال بدأ تشغيل الرحلات الجوية بين عمان ودمشق، وهو أمر لم يتضح بعد على صعيد الطيران، وفقا للواقع الحالي.
الأردن الرسمي بادر بإطلاق تصريحات إيجابية حول التغيير في سورية، وأن الأردن سيكون إلى جانب الشعب السوري الشقيق في مساعدته لتحقيق طموحاته وآماله بحياة آمنة كريمة، إضافة إلى قيام وزير الخارجية بزيارة دمشق، والالتقاء بالقيادة الجديدة في سورية، واستبصار ملامح سورية الجديدة، كون الجوار الحغرافي، وحساسيات الموقع، والمصالح المتداخلة، والمهددات المشتركة، لا يمكن تجاوزها في ملفات كثيرة، من المياه، إلى اللاجئين.
لكن قرار تحديد فئات الأردنيين المسموح لهم بالسفر إلى سورية، يبدو للوهلة الأولى وكأنه ضد سورية الجديدة، وهذا غير صحيح، فيما يمكن من ناحية تحليلية فقط، إدراك أن الدوافع هنا متعددة، وأبرزها الجانب الأمني المتعلق بانتظار استقرار الوضع الأمني داخل سورية بشكل كامل، بما يحمي الأردنيين في حال سفرهم، خصوصا، أن المخاوف هنا لا تتعلق بالشكوك بالنظام الجديد، بقدر كونها مرتبطة بأي أخطار قد تحدث فجأة، أو تتسبب بها جهات عديدة من التنظيمات والمليشيات الموجودة في سورية، وبعضها على صلة بالمخدرات، أو تهريب السلاح، أو جماعة النظام السابق، أو عواصم إقليمية أو بسبب وجود عصابات تمارس الخطف والابتزاز، إضافة إلى ما يتعلق بحالة الفوضى التنظيمية المتعلقة بوجود أنواع من المليشيات العسكرية التي لها أجندات مختلفة تماما عن العناوين التي يعلنها الحكم الحالي، وما قد يرتبط باحتمال حدوث استقطابات أو خروقات أمنية، في هذه الحالة.
مصلحة الأردن في استقرار سورية، لكن التقديرات السياسية تتحدث عن كل الاحتمالات بما فيها محاولة أطراف كثيرة، من القوى السابقة، خلخلة الظرف الأمني داخل سورية، ومصالح دول عربية وإقليمية في هز الاستقرار السوري، وما قد ينجم عن سياسات الإدارة الجديدة من قرارات قد يحاول البعض الوقوف في وجهها بوسائل غير سلمية، وهذا يعني في المحصلة أن التقييم السياسي هنا يقر أن سورية في مرحلة تحولات، خصوصا، مع المعلومات التي تتدفق حول بعض الحوادث والاحتجاجات والاعتقالات وعمليات التصفية على خلفية ممارسات الحكم السابق، بما يعني أن الأردن بحاجة إلى وقت كاف حتى يصنف سورية أنها مستقرة تماما.
رغبة أغلب الأردنيين اليوم أن يسافروا إلى سورية، بمن فيهم الممنوعون من النظام السابق من دخول سورية، وهو أمر أعتقد أنه سيكون متاحا خلال شهور، لكل الأردنيين دون استثناءات أو فئات محددة، عند التأكد من الوضع اللوجستي والأمني، ومعاييره في ظل وضع حساس، يقرأ فيه الأردن تداخل ساحات ثانية، وتأثيرها على سورية، من العراق، ولبنان، وصولا إلى ما يخطط له الاحتلال الإسرائيلي داخل سورية، وهو أمر نراه يوميا، والأدلة عليه كثيرة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: محددات سورية إلى سوریة فی سوریة
إقرأ أيضاً:
إخلاء قرى سورية بعد اندلاع حرائق هائلة.. فيديو
خاص
اقدمت السلطات السورية، على إخلاء قرى في محافظة اللاذقية بالكامل من سكانها، بسبب الحرائق المستعرة، وسط صعوبات في السيطرة عليها، ما استوجب الدفع بتعزيزات من قوى الأمن الداخلي.
وكشفت مصادر محلية وناشطون، أن النيران امتدت إلى مناطق سكنية في كل من قسطل معاف، كسب، البسيط، بيت القصير، فرنلق، زغرين، وجبل التركمان، بينما أفادت هيئة الدفاع المدني السورية أن “مؤزرات من فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري انطلقت من محافظتي درعا والقنيطرة لدعم الفرق العاملة بإخماد حرائق الغابات في قسطل معاف بريف اللاذقية، يوم الجمعة”.
وصرح وزير الداخلية أنس خطاب: “يقف أبطال قوى الأمن الداخلي جنباً إلى جنب مع إخوانهم أبطال الدفاع المدني منذ ساعات طويلة لإخماد الحرائق التي انتشرت على مساحات واسعة في منطقة قسطل معاف في ريف اللاذقية”.
وتابع في تدوينة عبر منصة “إكس” أن “ذلك لحماية أهلنا في المنطقة من خطر توسع انتشار الحرائق باتجاه المناطق المأهولة، الأمر الذي يفرض علينا مسؤولية كبيرة في حمايتهم والذود عنهم. اللهم احفظ سوريا وأهلها من كل سوء ومكروه”.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/07/tGxuArDhyAK-_jIX.mp4