زيارة أوجلان: هل تركيا على أعتاب تحول سياسي تاريخي؟
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
في خطوة سياسية هامة، التقى نواب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM) بيرفين بولدان وسيرري سويا أوندير مع زعيم حزب العمال الكردستاني بي كا كا عبدالله أوجلان في جزيرة إيمرالي، في لقاء أثار العديد من ردود الفعل من مختلف الأطراف السياسية في تركيا.
رسائل اوجلان
في بيان رسمي صادر عن الحزب، تم نشر الرسائل السبع التي نقلها أوجلان، والتي أكد فيها استعداده للمساهمة بشكل إيجابي في “النموذج الجديد” الذي تدعمه الحكومة التركية.
وجاءت أبرز رسائل أوجلان على النحو التالي:
تعزيز الأخوة التركية الكردية: أوجلان أكد أن تعزيز الأخوة بين الأتراك والأكراد يمثل مسؤولية تاريخية لها أهمية حاسمة لجميع الشعوب.دور جميع الأطراف السياسية: أوجلان شدد على أن نجاح العملية يتطلب من جميع الأطراف السياسية في تركيا أن تتجاوز الحسابات الضيقة، وأن تتخذ المبادرة وتتصرف بشكل بناء.أهمية البرلمان التركي: اعتبر أوجلان أن البرلمان التركي يعد من أهم الأماكن التي يجب أن يتم فيها العمل من أجل نجاح هذه المبادرة.الحاجة إلى حلول عاجلة: أوجلان أشار إلى أنه لم يعد من الممكن تأجيل الحلول للمشكلات الناجمة عن التدخلات الخارجية في غزة وسوريا.استعداده للمساهمة في “النموذج الجديد”: أكد أوجلان على استعداده لتقديم مساهمة إيجابية في “النموذج الجديد” الذي دعمه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.دعم التحول الديمقراطي: أوجلان أشار إلى أن هذه الجهود ستساهم في تحسين وضع البلاد وتقديم إرشاد هام للتحول الديمقراطي.المرحلة الجديدة من السلام: اعتبر أوجلان أن المرحلة المقبلة هي مرحلة السلام والديمقراطية والأخوة لجميع شعوب تركيا والمنطقة.
خلفية اللقاء:
بدأت العملية بعد دعوة زعيم حزب الحركة القومية (MHP) دولت بهجلي في 22 أكتوبر، حيث دعا إلى رفع الحظر عن أوجلان، ليتم السماح له بالحديث في البرلمان التركي. وأعقب ذلك طلب بهجلي من الحكومة السماح لوفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بزيارة أوجلان في إيمرالي.
وفي 26 نوفمبر، تقدم حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM) بطلب إلى وزارة العدل لزيارة أوجلان في إيمرالي. وبعد أن أيد بهجلي تصريحات رئيس الحزب تينسير باكيرهان في 9 ديسمبر، التي دعت إلى بداية جديدة في العام 2025، أعلنت وزارة العدل في 27 ديسمبر عن الموافقة على طلب الحزب للقاء أوجلان.
ردود فعل الأحزاب السياسية:
اقرأ أيضاأوزغور أوزيل يعلّق لأول مرة على زيارة أوجلان: “موقفنا…
الأحد 29 ديسمبر 2024رد فعل حزب الحركة القومية
بعد اللقاء، جاء أول رد فعل من حزب الحركة القومية على لسان نائب رئيس الحزب، مولود كاراكايا. حيث أشار كاراكايا إلى تصريحات زعيم الحزب دولت بهجلي قائلاً: “كما يبدو من التصريحات هناك، فهم يعبرون عن توجه إيجابي تجاه هذه الدعوة. زعيم حزبنا سيقوم بتقييم هذا الموضوع.” وأضاف كاراكايا أن دعوة بهجلي قد سرعت من عملية النقاش حول هذا الملف وأثارت اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا حزب المساواة وديمقراطية الشعوب زيارة أوجلان عبد الله اوجلان حزب الحرکة القومیة
إقرأ أيضاً:
حوار: حزب العمال الكردستاني يطالب تركيا بتخفيف ظروف احتجاز أوجلان
السليمانية (العراق) "أ ف ب": دعا حزب العمال الكردستاني تركيا إلى تخفيف ظروف احتجاز زعيمه التاريخي عبدالله أوجلان المسجون منذ أكثر من عقدين، خصوصا كونه "المفاوض الرئيسي" في محادثات السلام المأمول إجراؤها مع أنقرة بعد قرار الحزب إلقاء السلاح.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس، انتقد الحزب الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"، عدم إعطاء تركيا "ضمانات" حتى الآن لإطلاق هذه العملية، وأكد رفضه نفي عناصره إلى خارج تركيا.
خلال الأشهر الماضية، اتخذ حزب العمال الكردستاني سلسلة قرارات تاريخية بدءا بوقف لاطلاق النار مع تركيا ثم إعلانه في 12 مايو حل نفسه والتخلي عن السلاح لينهي بذلك حقبة طالت أكثر من أربعة عقود من النزاع المسلح مع الدولة التركية خلفت أكثر من 40 ألف قتيل.
وجاءت هذه الخطوات تلبية لدعوة أطلقها في 27 فبراير أوجلان المسجون على جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول منذ 1999 حثّ خلالها مقاتليه على نزع السلاح وحلّ الحزب.
وقال زاغروس هيوا، المتحدث باسم الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، في ردود مكتوبة لفرانس برس مساء الاثنين "كمنظمة بدأت نضالا مسلحا منذ 41 عاما، قررنا حل أنفسنا وإنهاء النضال المسلح، وبهذه الطريقة فإننا نعطي السلام فرصة حقيقية".
وأضاف لذلك "نتوقع من الدولة التركية تعديل شروط الحجز الانفرادي في سجن جزيرة إمرالي وتوفير ظروف عمل حرة وآمنة للزعيم آبو (أوجلان) حتى يتمكن من قيادة العملية".
وأكد هيوا أن "الزعيم آبو هو كبير مفاوضينا"، مضيفاً أن أوجلان هو "الوحيد الذي يمكنه قيادة التنفيذ العملي للقرارات التي اتخذها حزب العمال الكردستاني".
"الاندماج وليس المنفى"
قالت أنقرة إنها ستراقب عن كثب عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، فيما يتوقع مراقبون أن تظهر الحكومة التركية انفتاحاً تجاه الأكراد الذين يشكلون 20 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليونا.
ورداً على سؤال حول آليات نزع السلاح، قال هيوا إن "المفاوضات لم تبدأ بعد ... هناك تواصل وحوار، وليس مفاوضات" بين أوجلان وممثلين عن الدولة التركية في إيمرالي.
وأضاف "سيتم تناول هذه القضايا خلال المفاوضات".
وقال هيوا أن حزبه أبدى "حسن نية وجدية وصدقا تجاه السلاح"، لكنه أضاف ان "الدولة التركية لم تقدم حتى الآن أي ضمانات او اجراءات لتسهيل العملية"، كما أنها لم توقف عملياتها العسكرية ضد مواقع حزب العمال.
وتابع "حتى يومنا هذا، لا تزال عمليات القصف ونيران المدفعية تستهدف مواقعنا".
حفظ السلام والأخوة
أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعلان حزب العمال الكردستاني الذي وصفه بأنه "قرار مهم لحفظ السلام والأخوة" في تركيا، غير أن وزارة الدفاع التركية اكدت الاسبوع الماضي أن الجيش سيواصل عملياته ضد عناصر حزب العمال الكردستاني في مناطق تواجدهم الى أن يصبح واثقا من "تطهير المنطقة".
يتمركز مقاتلو حزب العمال الكردستاني في جبال في إقليم كردستان في شمال العراق حيث تقيم أنقرة قواعد عسكرية وتشن عمليات عسكرية وغارات ضد مواقع المقاتلين الأكراد.
وبينما لم يتضح بعد مصير مقاتلي حزب العمال الذي يأملون بالحصول على عفو، أفادت وسائل إعلام تركية أنه من المتوقع أن يُسمح بعودة اولئك الذين لم يرتكبوا أي "جرم"، فيما سيتم دفع قادة الحزب إلى المنفى في بلد ثالث قد يكون النروج أو جنوب أفريقيا، او يبقون في العراق.
إلا أن هيوا أكد أن "السلام الحقيقي يتطلب الإندماج، وليس المنفى".
وأضاف "إذا كانت الدولة التركية تريد السلام بصدق وجدية، فيتعين عليها إجراء التعديلات القانونية اللازمة لدمج أعضاء حزب العمال الكردستاني في مجتمع ديموقراطي".
وأضاف أن "النفي يتعارض مع السلام وأي حل ديموقراطي".
"الآثار الإيجابية"
الأكراد هم أكبر أقلية في تركيا، وينتشرون في دول عدة في المنطقة خصوصاً العراق وسوريا وإيران. وكان للصراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا تبعات على المنطقة وخصوصا العراق وسوريا.
وفي سوريا، تسيطر قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها مقاتلون أكراد على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا لكن تركيا تتهم مكونها الرئيسي، وحدات حماية الشعب الكردية، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني.
وقد شنت أنقرة عدة هجمات في شمال شرق سوريا ضد قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة أمريكياً وتخوض منذ أشهر مفاوضات صعبة مع السلطة السورية الجديدة المدعومة من تركيا التي اطاحت بحكم الرئيس السابق بشار الأسد.
وأكد هيوا أن "نحن لا نتدخل في الشؤون المتعلقة بقوات سوريا الديموقراطية"، بل أن قضيتها تتعلق بها وعلاقات الدولة التركية مع سوريا.
وقال إن "العملية الحالية هي بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، ولا يوجد أي طرف آخر مشارك فيها"، إلا أنه "سيكون لها بالتأكيد تداعيات إيجابية لحل القضية الكردية في مناطق أخرى من كردستان".
بقلم شوان محمد