الأسبوع:
2025-06-29@12:54:25 GMT

لم يكُن عامًا هينًا (2)

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

لم يكُن عامًا هينًا (2)

تتساقط آخر أوراق العام، ومعها تتأجل كل الأمنيات التى لم تتحقق فيه انتظارًا لعام جديد ربما يأتي بما لم يقدر عليه العام المنتهي، لم يكن عامًا هينًا أبدًا فى كل شىء، ولكنها صفحة صغيرة تنطوى من كتاب عظيم لا نهاية لصفحاته اسمه تاريخ مصر، ثم تأتي بعدها صفحة جديدة يستكمل الناس فيها رحلتهم مع الصبر والأمل، مع اليقين والرجاء فى غدٍ أفضل تتحسن فيه أحوال معيشتهم، فيقر بالهم، ويتفرغون لما قد خُلقوا له من عمارة تلك الأرض الطيبة والحفاظ عليها ضد أي باغٍ أو معتد.

لا صوت يعلو هذه الأيام فى بيوت مصر العامرة فوق صوت الدعاء بأن يحفظ الله هذا البلد الأمين، وأن يجنبه ويلات الحروب والصراعات، وكل هذا الدمار القاسي الذى نشاهده كل لحظه على الشاشات في البلدان من حولنا فتحزن القلوب، وترتفع الأيدي عالية تدعو ربها أن يرفع عن هؤلاء ما قد حل بهم من الكرب والتشريد وعدم الاستقرار.

عام جديد يأتي ليطالب الجميع بأن يبذل أقصى جهده كي يكون عامًا أفضل، إنها مسئولية الكل اليوم فى الحفاظ على مقدرات هذا الوطن واستقرار مؤسساته ورخاء شعبه، على مؤسسات الدولة أن تجتهد أكثر، وأكثر فى البحث عن سبل الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية التى فرضت على الناس هذا الغلاء القاسي، وعلى المجتمع المدني بكل أطيافه أن ينشط ويؤدى دوره فى إرساء مبدأ التكافل بين طبقات المجتمع، وعلى الناس أيضًا أن يصطفوا خلف راية الوطن الواحدة، والا يسمحوا لدعوات الشقاق والفتنة أن تسود فتنكسر عزيمة الشعب ويسقط فريسة سهلة للمتربصين وما أكثرهم.

عام جديد نرجو الله أن يكون عامًا فيه يُغاث الناس من أوجاعهم وأحزانهم وعثراتهم، وأن تعُم بلادنا الطيبة ملامح البهجة والرضا فما زالت مصر عظيمة، وستظل هكذا دومًا بشعبها ومؤسساتها الوطنية المخلصة، ويبقى فقط أن نُحسن جميعًا العمل فننجو مما غرق فيه الآخرون. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها الأبي، حفظ الله الوطن العزيز الغالي. كل عام وأنتم بخير.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين أهلَين.. صواريخ العزّ أم السلام والتطبيع

هذا المقال بقلم الصحفي والكاتب اللبناني عمر حرقوص*، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

أصابت صواريخ إسرائيلية الجمعة مراكز قرب مدينة النبطية في جنوب لبنان يُعتقد أنها مواقع لـ"حزب الله"، فوقعت انفجارات كبيرة فيها، تلاها انطلاق صواريخ من هذه المخازن أصابت بيوت مواطنين لبنانيين، ما أدى إلى خسائر بالأرواح كما في البنية التحتية.

قبلها، خلال الحرب بين إيران وإسرائيل، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي نقاشات مطولة بين المؤيدين لطهران الداعين لدعمها في حربها الأولى المباشرة ضد إسرائيل، وبين آخرين يدعمون الحياد عن الصراع الذي وصفوه بالمدمر، مشيرين إلى عدم قدرة لبنان على التدخل بالحرب عبر عناصر "حزب الله" الذين ما يزالون يمتلكون قوة صاروخية مسلحة كانت لأشهر خلت توصف بأنها الأكبر في الشرق الأوسط.

أصحاب الرأي اللبناني أو "الأهلَين"، نسبة إلى الأهل، المنقسمون بين "الحياد" وبين دعم طهران وضعوا أكثر ما لديهم من حجج لدعم مواقفهم، فمؤيدي إيران أو ما يعرف بـ"الممانعين" اعتبروا أن خسارة فريقهم ستؤدي لتغيير كبير بالشرق الأوسط، حيث تسيطر "الإمبريالية" والأفكار الغربية لتحوّل إسرائيل إلى شرطي المنطقة، وما يعنيه ذلك من "سيطرة على المجتمعات وتفكيكها".

ويرى "المحايدون" أن الحروب الطويلة والمتواصلة أدت إلى انهيار الاقتصاد اللبناني عدا عن فقدان الأمان المجتمعي بتغييب دور الدولة كسلطة تحتكر القوة، مشيرين إلى أن اللبنانيين دفعوا ثمناً هو الأعلى بين كل شعوب المنطقة من أجل القضية الفلسطينية وحتى أكثر مما دفع الفلسطينيون، معيدين التذكير بأسباب الأزمات اللبنانية الكثيرة المرتبطة بالقضايا العربية، وأبرزها بدأ في العام 1969 حين وقّعت بيروت مع منظمة التحرير الفلسطينية، في القاهرة اتفاقاً أعطى "الفدائيين" حق امتلاك السلاح ومهاجمة مواقع عسكرية في الأراضي الإسرائيلية، تحت مسمى الدفاع عن المخيمات الفلسطينية، فانتشر السلاح واتخذ "الفدائيون" مواقع قرب الحدود سُميت "فتح لاند" نسبة لاسم حركة فتح بقيادة ياسر عرفات.

وكالعادة اختلف اللبنانيون على هذه القضية، فاشتعلت حرب أهلية امتدت 15 عاماً، أخرجت فيها إسرائيل مقاتلي منظمة التحرير واشتبك اللبنانيون مع بعضهم وهاجموا سكان المخيمات الفلسطينية وحاربوا ضد النظام السوري، واستمر جزء من جنوب لبنان تحت الاحتلال الإسرائيلي لينتهي صيف العام 2000 لتنسحب بعدها القوات السورية عام 2005 بعد اغتيال مجموعة من "حزب الله" رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري وفق ما أكدت المحكمة الدولية. لتشتعل الحروب مجدداً بين "حزب الله" وإسرائيل، وتنتهي آخرها العام الماضي بمقتل كل قيادة "الحزب"، وموافقة بيروت أمام الوسيط الأميركي على تحديد مواعيد لتسليم سلاح الميليشيات للدولة، وهو أمر لم يحصل حتى اليوم.

أكثرية النقاشات تبقى غارقة كالعادة بملفات لا تعني اللبنانيين، فتضيع بين الحرب هناك والصواريخ البالستية والغارات على المواقع النووية، ولكنها تبتعد عن قضايا مهمة وضرورية، مثل الفساد المستشري والانهيار الاقتصادي وتغييب دور القضاء، وسلاح "حزب الله" والحروب التي يقوم بها من فترة لأخرى ومسألة السلام مع إسرائيل، فيما على جانب آخر من الحدود، يتحرك الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ويدعو دول العالم للمشاركة بمشاريع التنمية الاقتصادية في بلاده مقدماً التنازلات الواحدة تلو الأخرى وصولاً إلى الحديث عن السلام مع إسرائيل، رغم أنه خرج من خيمة المتطرفين وتنظيم القاعدة قبل أقل من عام واحد.
يقول البعض إن السلام والتطبيع مع إسرائيل لن يعيدا "الكرامة" ولا "العزّ" مثلما تفعل أسلحة "حزب الله"، فيرد عليهم الآخرون بمشاهد فيديو لصواريخ تنطلق من مخازن بعدما أصابها الطيران الإسرائيلي فتصيب القرى في جنوب لبنان وتؤدي إلى خسائر جديدة في عداد لا يتوقف.

إسرائيلإيرانلبنانالحرس الثوري الإيرانيبيروتحزب اللهنشر السبت، 28 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • مريم بنت محمد بن زايد: نبارك لأبنائنا وبناتنا الطلبة ما أظهروه من جد والتزام
  • لماذا يبدأ العام الهجري في شهر المحرم؟.. دار الإفتاء تجيب
  • مغتربون في الوطن.. حين يغيب الإنسان بين أهله
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين أهلَين.. صواريخ العزّ أم السلام والتطبيع
  • ولي العهد في عامه الـ31.. شاب من هذا الوطن، وأمل لمستقبله
  • الشاوش: الحفاظ على اقتصاد الوطن يحتّم وضع إطار موحّد للإنفاق العام
  • خطيب الجامع الأزهر: بقاء الوطن يتحقق بوحدة الصف ويد الله مع الجماعة
  • ذكرٌ يُبارك يومك.. أذكار الجمعة حصنك اليومي
  • وزارة السياحة والآثار: عودة جميع حجاج السياحة المصريين بسلام إلى أرض الوطن بعد انتهاء موسم حج 1446هـ بنجاح مميز
  • ليلة في حب مصر.. الأوبرا تحتفي بذكرى ثورة 30 يونيو بفقرات وطنية مميزة