من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. لا ملح ولا ماء
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
لا #ملح ولا #ماء
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 13 / 5 / 2017
لست متأكدا إن كنتم ستقرؤون ما سأكتب، بل سامحوني إن قلت لكم إنها المرة الأولى التي أتمنى فيها ألا تقرؤوا ما سأكتب؛ لأنني أخجل أن امتدح صبركم وأنا العجول، وصمودكم وأنا المستسلم، وشموخكم وأنا المتطأطئ، وانتصاركم وأنا أول بيادق الانكسار، وجوعكم وأنا المتخم من العار.
لا ملح ولا ماء في وجوهنا. فقد تساقطت جميعها في أوانيكم. تساقطت مع دمع الأمهات المالح أمام الأسوار العالية في لهفة الزيارة. تساقطت مع عرق الآباء الممسكين بعكازة العمر القليل. ثم نتجرأ أمام الشاشات وكاميرات النقل المباشر لندعوكم للصمود! ماذا فعلنا ليتبارك هذا الصمود؟ ماذا قدّمنا ليبقى هذا الصمود؟ ما أجبننا وأضعفنا وأبلغ نفاقنا ونحن الذين نقلب الدنيا إذا ما تأخر الغداء عن موعده أو أعدّت أطباق لا نشتهيها على موائد الاختيار.
لا ملح ولا ماء في وجوهنا فقد سقطت جميعها في أوانيكم. وجوهنا مرايا مكسّرة ماتت فيها الملامح. ونبتت مكانها شهوة المصالح. لا تراهنوا على صحوتنا ونخوتنا ووحدتنا. خيولكم، سيوفك، هي جوارحكم. في زمن عزّت فيه الجوارح!
أخجل أن أقول: “أنا متضامن”. ومراكز اللياقة في الوطن العربي تغصّ بالمشتركين السمان لينقصوا أوزانهم الثقيلة، يدفعون اشتراكات شهرية مجزية ليعتادوا الجوع الطوعي، لينكمش محيط الخصر قليلا، أو تنسحب طيّات الكروش إلى ما قبل حدود “النمرة” 67، أخجل أن أقول لكم إن الجوع كرامة، ونحن نتقلّب أناء الليل وأطراف النهار على فراش القلق من فرط تخمة الذل العربي، نقترض لنولم للضيوف فيقال عنّا كرماء، نبيع المواقف بالجملة فنبلى بالتبعية، نبيع الأوطان بالجملة فنبلى بالاحتلال، نقايض الأرض والعرض والعروبة مقابل باخرة طحين واحدة ثم نأتي لنقود التنظير عليكم ونقول: (عليكم بالصمود.. فجوعكم يؤلمهم). لقد كذبنا. جوعكم يؤلمنا، فأنتم من يعلمنا أن البطن لا يملأ على حساب الوطن، وقد أكلنا الوطن وعلى حساب الوطن وبثمن الوطن حتى أصبنا بالعسرة! نحن دواجن العصر، نحن “فراريج المزارع”، نأكل لنسمن، متطأطئين الرؤوس طوال الوقت لا نرفعها أبدا إلا عند الذبح أو الدعاء للحاكم.
الأمهات في فلسطين منذ سبعين عاما وهنّ يطبخن الحصى حتى لا تجوع الكرامة، يوقدن نار النضال تحت قدر الأرض حتى لا تبرد، يعرفن جيّدا أن حصى الوطن المحتل لا تنضج أبدا، وأولاد فلسطين لا ينامون عن حقوقهم، لكن لا بدّ من غلي العزّة حتى لا تعتاد الأمعاء على “الرضوخ”. أنتم قدر فلسطين وقدرها وأنتم الحصى الذي لا يذوب بماء الوقت أبدا.
أخجل ان أكتب أكثر، وأن أتغرغر بعبارات مهما استطالت أعناقها لن تصل إلى طهر أحلامكم، إلى بعض آلامكم، أخجل أن أنزلق ثانية بالتنظير وأنا لم أجرّب الأسر يوما، لم أوشوش الاسمنت في الليل الطويل، لم تورق القضبان بين يديّ في موسم الانتظار. أخجل أن أحييكم، ويدي القصيرة لا تطول الا الكتابة، صدقوني أخجل من الخجل أمامكم. ففي هذه اللحظة ثمة أطفال يسمعون صرير أمعاء الآباء كلما فتح باب المعتقل، وثمة زوجات تتوه بين أصابعهن المقادير كلما تذكّرن الزنزانة والجوع ونحول الجسد والملح المذاب بالماء، وثمة طباق الشفاه التي لا تفتح الا على “ميم الملح و”ميم الماء” و”ميم الموت” البطيء.
لا ملح ولا ماء في وجوهنا فقد سقطت جميعها في أوانيكم. وجوهنا مرايا مكسّرة ماتت فيها الملامح. ونبتت مكانها شهوة المصالح. لا تراهنوا على صحوتنا ونخوتنا ووحدتنا. خيولكم، سيوفك، هي جوارحكم. في زمن عزّت فيه الجوارح!
أيها المتضوّرون انتصارا هنيئا لكم هذا السمو. فقد ملكتم الوطن والحياة بين شفتيكم. ما الوطن الاّ أرض وسماء. فنصف الأرض ملح ونصف السماء ماء.
احمد حسن الزعبي
مضى #183يوما … بقي #93يوما
#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبيالمصدر: سواليف
كلمات دلالية: ملح ماء سجين الوطن حسن الزعبی
إقرأ أيضاً:
محمد صلاح يفضح الأجواء داخل ليفربول: هناك من يُريدني أن أتحمّل كل اللوم
كشف فابريزيو رومانو، الصحفي الشهير المتخصص في أخبار انتقالات اللاعبين والمدربين، عن تصريحات نجم ليفربول محمد صلاح عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وقال محمد صلاح: "أعتقد أنه من الواضح جدًا أن شخصًا ما في ليفربول يريدني أن أتحمل كل اللوم".
وأثار محمد صلاح، نجم ليفربول، الجدل إثر التصريحات الهجومية التي أطلقها عبر وسائل الإعلام بعد مباراة فريقه مع ليدز يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وتعادل ليفربول مع نظيره ليدز يونايتد بثلاثة أهداف لكل منهما، في المباراة التي جمعت بينهما مساء السبت، ضمن منافسات بطولة الدوري الإنجليزي.
وقال محمد صلاح في تصريحات صحفية: "النتيجة دي محبطة لينا كفريق، لأننا كنا متوقعين نكسب ماتش زي ده، وسجلنا هدفين في الأول، والماتش كان ماشي في صالحنا، بس استقبلنا أهدافًا سهلة… وأهدافًا كنا بنستقبلها حتى وأنا بلعب".
وتابع: "أنا مش بستخدم اللي حصل عشان أدافع عن نفسي؛ لأننا كنا بنستقبل الأهداف دي وأنا في الملعب برضه. وأنا قاعد على الدكة 90 دقيقة… أظن دي أول مرة في مسيرتي يحصل فيها 3 ماتشات ورا بعض كده، وأنا محبط جدًا".
وأضاف: "أنا محبط جدًا… جدًا. أنا قدمت كتير أوي للنادي، والكل شايف ده خلال السنين اللي فاتت، خصوصًا الموسم اللي فات. بس النهارده أنا قاعد احتياطي… ومش عارف ليه".
وواصل: "حاسس إن النادي بيرميني تحت الأتوبيس… ده الإحساس اللي عندي. وواضح جدًا إن في حد عايز يحط اللوم كله عليّا".
وأكمل: "النادي وعدني في الصيف بوعود كتير… ولا وعد واحد اتنفذ لحد دلوقتي. وأقدر أقول إنهم سايبين الوعود دي في مكان تاني. علاقتي بالمدرب كانت ممتازة… دلوقتي بعد اللي حصل، مفيش علاقة".
وأردف: "مش عارف السبب… بس ممكن يكون في حد مش عايزني في النادي. وأنا هفضل أحب ليفربول على طول، وعيالي كمان هيحبوه. أنا بحب ليفربول جدًا وهشجعه على طول".