هل يكون سقوط بوتين في صالح الغرب؟
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
منذ تمرد يونيو (حزيران) الماضي، الذي قادته مجموعة فاغنر العسكرية بقيادة يفغيني بريغوجين، فإن احتمال قيام ثورة، أو انقلاب عسكري في روسيا لايزال قائماً، في مسعى لإنهاء حكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الممتد لـ23 عاماً.
وسلط تقرير في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على خسائر روسيا جراء الحرب في أوكرانيا، وتذمر الجنرالات المستمر بسببها، مشيراً إلى أن هالة القوة التي كان يتمتع بها بوتين تتراجع بشكل مستمر.
وبالرغم من كل ما يحيط ببوتين من مؤامرات وتغيرات بسبب الحرب، إلا أن إزاحته غير متوقعة بسبب قدرة الغرب المحدودة في التأثير على السياسة في روسيا. ومن وجهة نظر السناتور الديمقراطي وعضوة لجنة العلاقات الخارجية الأمريكية البارزة جين شاهين، فعلى الغرب الحرص قبل وضع افتراضات حول ما سيحدث لروسيا، فرحيل بوتين قد يكون مخاطرة أكبر، وقد يكون فرصة أكبر، لكن ليست لدينا إجابة على ذلك حتى الآن".
وفي الوقت الحالي، تسلط جماعات المعارضة الروسية، وأوكرانيا وبعض جيران روسيا المباشرين، الضوء على احتمالات سقوط بوتين، فمن وجهة نظرهم فإن من سيخلفه سيكون حتماً أفضل، لأنه لن يمتلك قرار الحرب، ولن يكون قادراً على مواصلتها، وبالتالي سيدفع نحو إخراج روسيا من أكثر صراعاتها دموية منذ الحرب العالمية الثانية.
أستاذ الشطرنج الروسي غاري كاسباروف، أحد الشخصيات البارزة في المعارضة المناهضة لبوتين في المنفى يقول بدوره، "طالما ظل بوتين في السلطة، ستستمر الحرب، فالشيء الوحيد الذي نعرفه على وجه اليقين هو أن بوتين سيواصل الحرب حتى النهاية، حتى آخر دولار، حتى آخر جندي، فبالنسبة له، الحرب هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على السلطة".
على الطرف الآخر، في واشنطن وبعض العواصم الغربية الأخرى، فالمزاج السائد للعديد من المسؤولين، هو الحذر، خاصة بعد تمرد فاغنر بقيادة بريغوجين، الذي أثار مخاوف أكبر من استيلاء قومي روسي أكثر تطرفاً من بوتين على الحكم في روسيا.
عقلانية بوتينوعلى الرغم من ارتكاب الخطأ الكارثي بغزو أوكرانيا، كما يقول المسؤولون الغربيون، فإن بوتين امتنع حتى الآن عن قمع الروس والمعارضين منهم بعنف، وظل على الدوام عقلانياً في مسائل التصعيد النووي.
وتقول الصحيفة، إن بعض المسؤولين الغربيين، الذين كانوا يخشون في السابق من روسيا قوية، باتوا يخشون الآن من احتمالية أن تكون روسيا ضعيفة للغاية وغير مستقرة، ومقسمة إلى أقاليم مختلفة، تملك جميعها قوة نووية.
الملحق العسكري الأمريكي السابق في موسكو الجنرال المتقاعد كيفين رايان، يقول بدوره، إن منتقدي بوتين داخل المؤسسة الروسية لا يدعون إلى السلام، وفي حال وصولهم إلى السلطة، لن يسعوا لإنهاء الحرب، ولا لإبطائها، بل لتسريعها حتى يحصلوا على ما يريدون.
وتؤكد الصحيفة، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت حريصة حين اندلاع تمرد فاغنر على تجنب أي موقف يظهرها بموقف الداعم، وسعت للتواصل مع كبار المسؤولين في أوكرانيا وأعضاء الناتو المجاورين لروسيا، وحثتهم على عدم اتخاذ أي خطوات، يمكن تفسيرها على أنها استغلال للاضطرابات الداخلية في روسيا.
هزيمة ساحقةوبحسب التقرير، فإن الحدث الوحيد القادر على تغيير النظام في موسكو هو هزيمة عسكرية روسية شاملة في أوكرانيا، لكن الحرب ليست قريبة من تلك النقطة، فالوضع على الخطوط الروسية الأمامية ليس كارثياً، ولم يحقق الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره، سوى مكاسب محدودة.
رئيس الوزراء النرويجي غوناس غار ستور يقول من جهته، في مقابلة صحافية، "لا نريد روسيا غير مستقرة، لكن علينا أن نتعامل مع الحاضر، وهو أن روسيا شنت حرباً كاملة على دولة مجاورة، طالت تداعياتها جميع أطراف المنطقة".
والخوف في الغرب من سقوط بوتين يعود إلى تجارب تاريخية سابقة، فلطالما كانت الثورات في روسيا سببها نكسات عسكرية، فمثلاً كان فشل الاتحاد السوفيتي السابق في تحقيق أهدافه في أفغانستان بالثمانينات سبباً رئيسياً لتفككه.
ويجادل مؤيدو أوكرانيا اليوم، بأن المخاوف من حدوث انهيار مماثل لسقوط الاتحاد السوفيتي، سيكون بعواقب مدمرة. لكن أوكرانيا نفسها غير مقتنعة بذلك، فهي تسعى لإزاحة بوتين.
وقال وزير الدفاع الأوكراني السابق أندري زاغورودنيوك، "أي شخص آخر سيصل إلى السلطة بعد بوتين سيكون أكثر مرونة واعتدالاً، ليس لأنه شخص أفضل، ولكن لأن القيام بذلك سيكون أكثر فائدة له".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني روسيا بوتين الحرب الأوكرانية فی روسیا
إقرأ أيضاً:
مستشار سابق للرئيس الروسي: يوم النصر هذا العام رسالة سياسية في وجه الغرب
قال سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس فلاديمير بوتين، إن احتفال روسيا بيوم النصر هذا العام شهد اختلافات واضحة مقارنةً بالأعوام الثلاثة الماضية، في ظل تصاعد التوترات مع الغرب واستمرار الحرب في أوكرانيا.
وأضاف ماركوف، خلال مداخلة مع الإعلامية نهى درويش، في برنامج «منتصف النهار»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن مظاهر الاحتفال تعكس وحدة وتضامنًا قويًا بين الشعب الروسي والجيش، الذي يُنظر إليه كرمز للانتصار والاستقرار، موضحًا أن اللونين الأحمر والأخضر سادا الاحتفال باعتبارهما رمزين للجيش والنصر.
وأكد أن العداء الغربي المتزايد تجاه روسيا، خاصة منذ بدء الحرب في أوكرانيا، جعل من يوم النصر مناسبة قومية أكثر أهمية، تعبر عن حاجة روسيا للتماسك الوطني ومقاومة ما وصفه بالهيمنة الغربية، مضيفًا أن هذا العداء لا يقتصر على الساحة العسكرية، بل يمتد إلى «الحرب على المبادئ والقيم التي تؤمن بها روسيا».
وأشار إلى أن الغرب يدعم نظامًا أوكرانيًا فاسدًا، يرتكب انتهاكات ضد المدنيين، ويتورط في ما اعتبره «بداية لإبادة جماعية جديدة ضد الشعب الروسي»، مشبهًا ذلك بالحروب التاريخية التي فقد فيها الروس ملايين الأرواح، خاصة من المدنيين، معتبرًا أن هذه الذكرى «تحمل في طياتها تذكيرًا بتضحيات الماضي وتحذيرًا من تكرارها».
وخلص ماركوف إلى أن روسيا ترى في هذا الظرف التاريخي ضرورة للدفاع عن نفسها ومبادئها، تمامًا كما فعلت في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهو ما يفسر ضخامة الاحتفال هذا العام، الذي يبعث برسالة سياسية بقدر ما هو مناسبة وطنية.