أكد الالتزام بالحل الدبلوماسي.. الكرملين: لا نماطل في محادثات السلام مع أوكرانيا
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
البلاد (موسكو)
نفى الكرملين، أمس (الثلاثاء)، الاتهامات الأمريكية التي وجهها مبعوث الرئيس الأمريكي كيث كيلوغ، إلى أوكرانيا بشأن تعمد روسيا تأخير محادثات السلام الجارية بين موسكو وكييف. وأكدت الرئاسة الروسية التزامها بكافة الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال المفاوضات السابقة، مشددة على أن روسيا لا تسعى إلى إطالة أمد النزاع.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص، قد صرح أن”روسيا تماطل في المفاوضات؛ بهدف كسب الوقت لمواصلة قصف أهداف مدنية في أوكرانيا”، متهماً موسكو بمحاولة استغلال المسار السياسي لتعزيز مكاسبها العسكرية على الأرض.
ورداً على هذه التصريحات، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في موسكو:” لا أحد يعطل أي شيء هنا”. وأضاف:”روسيا ممتنة لفريق الرئيس ترمب لدوره في تسهيل هذه المحادثات، لكن الحديث عن المماطلة غير دقيق وغير مقبول”.
وأوضح بيسكوف أن روسيا ملتزمة بتحقيق أهداف “العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا من خلال الوسائل السياسية والدبلوماسية، مشدداً على أن موسكو ليست معنية بإطالة أمد الصراع، بل تسعى إلى التوصل إلى تسوية سياسية تحقق مصالحها الأمنية.
وأشار بيسكوف إلى أن التنسيق جارٍ حالياً؛ لتحديد موعد الجولة الثالثة من محادثات السلام بين الجانبين الروسي والأوكراني، مؤكداً أن بلاده تتعامل مع جهود الوساطة الأمريكية بإيجابية، لكنها في الوقت ذاته تصر على ضمان أمنها القومي؛ كأولوية في أي تسوية مقبلة.
ميدانياً، نفذت القوات الأوكرانية هجوماً واسع النطاق باستخدام نحو 40 طائرة مسيرة، تم إسقاط 35 منها، على جمهورية لوغانسك الشعبية خلال الليلة الماضية، حسبما ذكر رئيس الجمهورية، ليونيد باشنيك.
وكتب باشنيك في قناته على “تليغرام”، أمس:”نفذت القوات المسلحة الأوكرانية الليلة الماضية، هجوماً واسع النطاق باستخدام الطائرات المسيرة على أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية، تم رصد نحو 40 طائرة مسيرة في أجواء مدننا، وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي 35 طائرة مسيرة”. وأضاف: “في لوغانسك سقط حطام طائرات مسيرة على أراضي مستودع للنفط، وقام عناصر وزارة الطوارئ بإخماد الحريق، أصيب مدني وقدمت له العناية الطبية اللازمة”.
وقبل ذلك، أعلنت موسكو أنها سيطرت بشكل كامل على مقاطعة لوغانسك الواقعة شرق أوكرانيا، بحسب ما أعلنت السلطات الموالية لروسيا. وقال ليونيد باشنيك، حاكم المنطقة المعين من قبل موسكو: إن إعلان السيطرة الكاملة تم قبل يومين، من دون أن يصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي من كييف بشأن هذه الأنباء. وأضاف :”منذ يومين فقط وصلنا تقرير يفيد بتحرير جميع أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية، بنسبة 100%”.
يأتي هذا التوتر في سياق النزاع المستمر بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير 2022، الذي تسبب في أزمة إنسانية وعسكرية غير مسبوقة في القارة الأوروبية. ورغم إعلان وقف لإطلاق النار في فترات سابقة بوساطة دولية، لا تزال المواجهات تتجدد بين الحين والآخر، وسط تبادل الاتهامات بين موسكو وواشنطن بشأن المسؤولية عن تعثر المسار السياسي.
وفي ظل هذه التطورات، يتابع المجتمع الدولي بحذر مسار المحادثات، وسط آمال معلقة على الدور الأمريكي في تقريب وجهات النظر بين الجانبين. ويبدو أن إدارة ترمب تسعى حالياً إلى تسريع خطوات السلام مع اقتراب استحقاقات انتخابية داخلية، بينما تحاول روسيا الحفاظ على مكاسبها الاستراتيجية دون الدخول في مواجهة طويلة الأمد مع الغرب.
ويبقى موعد الجولة الثالثة من المفاوضات مفتاحاً أساسياً لاختبار مدى جدية الأطراف في إنهاء هذا النزاع الذي أعاد رسم خريطة التحالفات الدولية وعمّق الانقسامات بين الشرق والغرب.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
روسيا تُسقط 30 مسيرة أوكرانية
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، منذ قليل، إسقاط 30 مسيرة أوكرانية في أجواء البلاد خلال الساعتين الماضيتين، وفقًا للقاهرة الإخبارية.
وعلى صعيد آخر، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها تلقت إخطارا من السلطات الروسية بشأن هجوم بطائرة بدون طيار أوكرانية على محطة نوفوفورونيج للطاقة النووية الليلة الماضية.
وأشارت الوكالة في بيانها اليوم إلى أن الحادث لم يكن له أي تأثير على السلامة النووية أو مستويات الإشعاع في المنشأة.
وجاء في البيان: "أبلغت روسيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن طائرة مسيرة ضربت برج تبريد في محطة نوفوفورونيج للطاقة النووية الليلة الماضية. لم يؤثر ذلك على السلامة النووية أو يغير مستويات الإشعاع في المنشأة".
وكانت شركة "روس إنرغوآتوم" المشغلة لمحطات الطاقة النووية في روسيا، قد أفادت في وقت سابق، بأن مسيرة أوكرانية حاولت مهاجمة برج تبريد في محطة فورونيج النووية الليلة الماضية، وتم تحييدها بوسائل تقنية.
وجاء في بيان صادر عن "روس إنرغوآتوم" اليوم: "في ليلة 6-7 أكتوبر تم تحييد مسيرة قتالية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية بوسائل تقنية بالقرب من محطة نوفوفورونيج للطاقة النووية. الطائرة المعادية انفجرت بعد اصطدامها ببرج التبريد التبخيري لوحدة الطاقة التشغيلية رقم 6 في المحطة، دون أن يسفر الحادث عن أي أضرار أو إصابات، مع أن الانفجار ترك بقعة داكنة على جدار برج التبريد".