الجزيرة:
2025-12-01@13:40:22 GMT

فقر وبطالة ومخاطر نفسية تتهدد الشباب الأفغاني

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

فقر وبطالة ومخاطر نفسية تتهدد الشباب الأفغاني

كابل- فقدت الشابة الأفغانية عائشة أحمدي عملها في إحدى المنظمات غير الحكومية بعد تغير الأوضاع السياسية في أفغانستان، وتقول للجزيرة نت "كنت أستطيع تأمين احتياجاتي من خلال عملي، لكنني الآن أواجه صعوبة في توفير حتى الأساسيات". ويعبر الشاب إدريس إبراهيم عن استيائه قائلا "عندما تخرجت من الجامعة، كانت هناك فرص عمل في العديد من المنظمات، لكن الآن لا توجد فرص مشابهة".

ويواجه العديد من الشباب الأفغاني، على غرار عائشة وإدريس، صعوبة كبيرة في الحصول على فرص عمل داخل البلاد، خاصة بعد تراجع الأنشطة الاقتصادية وتوقف العديد من المشاريع. 

وتستمر أزمة البطالة في أفغانستان في التفاقم، حيث بلغت معدلات البطالة في البلاد مستوى مقلقا في عام 2023، فوفقا لمنظمة العمل الدولية وصلت نسبتها إلى 15.4% في عام 2023، وهي الأعلى منذ عام 1991.

وتأتي هذه الزيادة الملحوظة مقارنة بنسبة البطالة في عام 2022 والتي كانت بحدود 14%، مما يعد مؤشرا على تدهور الوضع الاقتصادي واستمرار التحديات التي تواجه أفغانستان منذ استلام حركة طالبان الحكم عام 2021، فقد كانت قبل ذلك تصل إلى 8.95% في المتوسط، وسجلت أدنى مستوى لها في عام 1992 عند 7.9%.

نسبة البطالة الحالية تعد الأعلى في تاريخ أفغانستان (الأناضول) تحديات عديدة

في ظل تزايد معدلات البطالة والفقر، لجأ العديد من الشباب الأفغاني إلى الهجرة غير القانونية بحثا عن حياة أفضل، وحسب تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في يناير/كانون الثاني 2023، ارتفع عدد المهاجرين الأفغان من 2.9 مليون في 2021 إلى 5.7 ملايين في 2022، حيث يشكل الشباب الجزء الأكبر منهم.

إعلان

ويقول الشاب هارون بصير الذي قرر مغادرة أفغانستان بسبب البطالة "كنت أعمل صحفيا، لكن مع تغير الأوضاع فقدت عملي، فقررت الهجرة إلى إيران".

من جهة أخرى، لجأ بعض الشباب الأفغاني إلى الإدمان على المخدرات في عهد النظام السابق، حيث كانت أفغانستان تعد من أكبر الدول المنتجة للمخدرات والكريستال في العالم، وكان يعاني نحو 4 ملايين مواطن من الإدمان عليها، ولكن بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم تمكنت حكومة تصريف الأعمال من القضاء الشبه التام على إنتاج المخدرات.

ويروي الشاب أحمد الله قصة معاناته من الإدمان قائلا "البطالة والفقر دفعاني إلى الإدمان، والآن بعد أن أصبحت في هذه الحالة، لا أحد يقبلني".

كما تواجه الفتيات الأفغانيات مشكلة حرمانهن من التعليم، حيث أغلقت المدارس الثانوية في وجوههن بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد، ووفقا لتقارير منظمة اليونسكو، فهناك أكثر من 2.5 مليون فتاة أفغانية تم حرمانها من التعليم.

وتقول الشابة سومن تركي، معلقة على ذلك، "كل أحلامنا تبخرت بعد أن أغلقت المدارس في وجهنا، نحن الآن نعيش في حالة من اليأس".

في المقابل، يُشير الطالب في مرحلة الماجستير محبوب الله موحد إلى تدهور جودة التعليم في البلاد، ويقول "العديد من الأساتذة غادروا إلى الخارج، والمدارس مغلقة، التعليم في أفغانستان في حالة فوضى".

مشاكل نفسية

وتُظهر الدراسات أن المشاكل النفسية بين الشباب الأفغاني في تزايد مستمر، حيث يعاني 40% منهم من اضطرابات نفسية كالقلق والاكتئاب، نتيجة الضغوط الاقتصادية المستمرة، وفق دراسة لمركز كابل للأبحاث النفسية في سبتمبر/أيلول الماضي.

وتقول حسناء حسيني، وهي إحدى الشابات اللاتي يعانين من مشاكل نفسية "عندما أغلقت المدارس في وجهنا، شعرت أننا وصلنا إلى نهاية الطريق، الحياة أصبحت بلا معنى".

إعلان

ويؤكد اختصاصي علم النفس راشد آرينفر أن المشاكل النفسية في تزايد مستمر، خاصة بين الفتيات، ويضيف "نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة هذه القضايا".

ويؤكد الخبراء أن توفير بيئة تعليمية وصحية ملائمة، بالإضافة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية، يمكن أن يساعد في تحسين وضع الشباب الأفغاني، ويعزز دورهم في بناء مستقبل البلاد.

حرمان النساء الأفغانيات من التعليم زاد من مستوى المشاكل النفسية (شترستوك) جهود حكومية

ويقول المتحدث باسم وزارة الصحة العامة شرافت زمان للجزيرة نت "لقد عالجنا حوالي 35 ألف مدمن حتى الآن، ونحن نواصل جهودنا لمساعدة المدمنين".

وكانت الحكومة الأفغانية قد أعلنت عن خطط لتوفير فرص عمل للشباب من خلال مشاريع صغيرة وكبيرة، وأعلنت في تصريحات صحفية سابقة عن توفير 150 ألف فرصة عمل في قطاع التعدين، بالإضافة إلى آلاف الفرص في مشاريع أخرى، وتوفير فرص عمل من خلال برامج التدريب المهني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العدید من فرص عمل فی عام

إقرأ أيضاً:

«بنات الباشا».. تجربة إنسانية وصراعات نفسية

عبية: رواية الفيلم أغرتنى لتحويلها لعمل درامى
 

مريم الخشت: الفيلم تجربة إنسانية شديدة الخصوصية
 

أحمد مجدى: شخصية نور الباشا نموذج لرجل انتهازى


تشكل الروايات الناجحة والتى لاقت انتشاراً واسعاً وسط الجمهور، صعوبة إلى حد ما لصناع السينما فى حال الرغبة لتحويلها إلى عمل روائى سينمائى، حيث يضع هذا النجاح عبئاً أكبر على فريق العمل ومسئولية لتقديم فيلم يواكب نجاح الرواية أو يتفوق جماهيراً عنها، ذلك الأمر مألوف لدى العديد من الأعمال الروائية التى بالفعل حققت نجاحات كبيرة مثل: تراب الماس، الفيل الأزرق، كيرة والجن للكاتب أحمد مراد، هيبتا، بضع ساعات فى يوم ما لمحمد صادق.
يأتى فيلم «بنات الباشا» ليسير ببطء نحو نجاحات الأعمال الروائية على غرار الأفلام السينمائية المأخوذة من الروايات المطبوعة، حيث حققت الرواية للكاتبة نورا ناجى نجاحاً واسعاً فكان من المتوقع أن ينال الفيلم نفس النجاح بعد أول عرضه له خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته السادسة و الأربعين.
وفى محاولة لجذب انتباه الجمهور وتفعيل عنصر الإثارة والتشويق، بدأ مخرج الفيلم محمد جمال العدل، وكاتب السيناريو محمد هشام عبية، الفيلم بمشاهد قوية مثيرة بحادث تفجير كنيسة مار جرجس بمدينة طنطا عام 2017، لدعم كواليس وأحداث الفيلم بحالة من لفت الانتباه.
وتدور أحداث فيلم بنات الباشا بعد الهجوم الإرهابى، والعثور على خبيرة التجميل نادية التى تقدم دورها «مريم الخشت» متوفاة ويسعى الفنان أحمد مجدى، فى شخصية «نور الباشا» وطاقم الصالون إلى إخفاء انتحارها لحماية صورتهم، وبينما يجهزون الجثة لدفن سرى، يواجه كل فرد منهم حقيقة علاقته بنادية وتأثير سلطة الباشا عليهم.
الفيلم لم يستطع رسم الشخصيات بشكل قوى من حيث التاريخ والسمات الشخصية والدوافع والطموحات، بالتالى ربط الأحداث لتكوين الصورة الكاملة للتفاصيل وكواليس حياة كل دور فى الفيلم، حيث إن المؤلف وقف أمام عنصر وقت الفيلم فاختصر فى تعريف هذه الشخصيات بقدر كبير أدى إلى تفكك الأحداث عن بعضها وعدم ربطها بشكل درامى محكم، هكذا رأى عدد من النقاد بعد عرض الفيلم بالقاهرة السينمائى.

وترصد «الوفد» كواليس وتفاصيل الفيلم من صناع العمل، حيث قال السيناريست محمد هشام عبية، مؤلف الفيلم، إن الرواية فيها دراما قوية وجذابة، وتفاصيل مكتوبة بحرفية والشخصيات فى رواية «بنات الباشا» كانوا 10 شخصيات، لكن إحنا اخترنا 6 فقط، فكان لابد أن يكون فيه تغيير مقتبس من الرواية وليست مثلها بالظبط».
وعن مشاركة فيلم بنات الباشا فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ46: «العمل أول فيلم سينمائى من تأليفى عن رواية «بنات الباشا» للكاتبة الروائية نورا ناجى، بعد كتابتى لعدد من المسلسلات منها «رسالة الإمام» و«صلة رحم» و«منتهى الصلاحية».
وعلق كاتب سيناريو الفيلم محمد هشام عبية، على تعليقات النقاد بسبب ضعف العمل، قائلاً: «طبيعة أى فيلم تجعله عرضة لردود فعل متباينة؛ لكون العمل يُقدَّم وفق رؤية فنية يضعها صناع الفيلم، وقد تصيب وقد تخطئ، فالفيلم بطبيعته منتج قابل للاختلاف والجدل»، مشيراً إلى أن «التقييم الحقيقى يظل فى يد الجمهور».
وأوضح أنه «أثناء الكتابة سعى إلى تقديم إضافة جديدة إلى الرواية الأصلية، فعملية تحويل الرواية إلى فيلم تعد محاولة لإضافة (إبداع على الإبداع الأدبي) وعندما قرأت الرواية أغرتنى لتحويلها إلى عمل درامى، لافتاً إلى أن «النجاح الذى تحققه الرواية قبل تحويلها إلى فيلم سينمائى يضع عبئاً كبيراً على فريق العمل، إذ يشعر الجميع بمسئولية تقديم فيلم يحقق حضوراً جماهيرياً ويتواصل مع الناس».
وأعرب الفنان أحمد مجدى، عن سعادته الكبيرة بردود فعل الجمهور على فيلم «بنات الباشا»، مؤكداً أن جميع فريق العمل تعاون معا لتقديم عمل فنى جيد يناقش مشكلة اجتماعية مهمة، كما علق على تعاونه مع المخرج محمد العدل، قائلاً: «متميز وأعماله كلها مختلفة، ولديه خبرة وسعيد إنى تعاونت معه لأنه يهتم جدا برأى الجمهور» .
واستطرد حديثه،: «تعاونت مع محمد العدل فى مسلسلات «الداعية، ولأعلى سعر، والخروج»، والشغل معه يمتلئ بالمتعة والنجاح لأنه شخص ذكى وواعى ولديه حكمة وفكر إبداعى .
وتمنى مخرج الفيلم، محمد جمال العدل، أن ينال الفيلم اعجاب الجمهور، قائلاً: «سعيد بالتجربة والرواية صعبة وحساسة، فضلاً عن إنها تضم فيها شخصيات متعددة بشكل مختلف وجرىء، كما أشكر السيناريست محمد هشام عبية لأنه عالج الرواية بشكل حساس وجيد».
وأعربت مريم الخشت، عن ردود فعل الجمهور حول فيلم «بنات الباشا»، موضحة أنها تجسد فى الفيلم شخصية «نادية»، واصفة الدور بأنه محورى ومهم للغاية فى البناء الدرامى، مشيرة إلى أنها أحبت الشخصية على الورق قبل بدء التصوير، وأن تقاطعها النفسى مع الشخصيات الأخرى منحها ثراءً خاصاً فى الأحداث.
وأضافت أن الفيلم رغم أن أحداثه تنطلق من مركز تجميل يبدو بسيطاً فى ظاهره، إلا أنه يحمل تفاصيل أعمق بكثير مما يعتقد البعض، وأن خلف هذه البيئة اليومية المعتادة توجد طبقات سردية تكشف عن علاقات إنسانية متشابكة وصراعات نفسية قوية بين البطلات.
وأشارت الخشت إلى أن مشاركتها فى مهرجان القاهرة السينمائى جاءت كأول حضور لها بفيلم روائى طويل داخل المهرجان، مما شكل لها سعادة كبيرة وتجربة مختلفة تماماً، نظراً لأن المهرجان، بصفته أحد أقدم المهرجانات فى المنطقة، يمثل منصة مهمة تمنح الفنان فرصاً للقاء الجمهور والنقاد وصناع السينما من مختلف أنحاء العالم.
وعن التعاون مع المخرج محمد جمال العدل، قالت أن من أهم أسباب قبولها للمشروع، وذلك لثقته بالممثلين وقدرته على إدارة الشخصيات بطريقة تتيح لهم مساحة للتعبير بحرية، مشددة على أن الكواليس كانت مليئة بالاحترام والالتزام وروح الفريق الواحد. 
وعن سبب قبولها العمل وأكثر المحاور التى دفعتها للمشاركة، هو قوة الحضور النسائى داخل الفيلم، لافتة إلى أنها سعيدة بأن السينما النسائية باتت تُقدَّم بأصوات متعددة وبأدوار معقدة وغير نمطية، مؤكدة أن من الطبيعى أن تكون المرأة حاضرة بقوة فى السرد السينمائى لأنها جزء أصيل من الواقع والحياة.
وأوضحت الخشت أن فيلم بنات الباشا ليس مجرد عمل درامى يعتمد على حكاية جذابة، بل تجربة إنسانية شديدة الخصوصية، وأن تفاعل الجمهور والنقاد خلال العرض أثبت لها أن الفيلم قادر بالفعل على لمس المتلقى وإثارة نقاشات مهمة حول العلاقات الإنسانية والمجتمع.

كما اعربت الفنانة صابرين، عن سعادتها للمشاركة فى فيلم «بنات الباشا» واختيار المخرج محمد العدل لدورها فى الفيلم، موضحة أنها تثق فى «العدل» بشكل كبير وفى قدرته على نجاح أى عمل فنى.
وأعربت عن سعادتها بعرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان القاهرة السينمائى، متابعة: «سعيدة بردود فعل الجمهور على الفيلم إنها تجربة مختلفة، متمنية أن الفيلم يحقق نجاح جماهيرى كبير» .
عبَّرت الفنانة ناهد السباعى عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة فى فيلم «بنات الباشا»، مؤكدة أن الفريق بذل مجهوداً ضخماً كان من المهم تقديمه للجمهور بشكل يليق بعَمَل استغرق الكثير من الجهد. وكشفت «السباعى» كواليس التصوير، مؤكدة انها كانت مميزة للغاية، ووصفت تعاونها مع فريق العمل بأنه «جميل جداً» وأن الأجواء الإيجابية ظهرت بوضوح على الشاشة.

مقالات مشابهة

  • غدًا.. صرف معاشات شهر ديسمبر لـ 11.5 مليون مستحق
  • «بنات الباشا».. تجربة إنسانية وصراعات نفسية
  • باكستان تدرس السماح بدخول مساعدات إنسانية لـالشعب الأفغاني
  • معدل البطالة يتراجع عند الذكور ويصعد عند الإناث بالاردن
  • المريخ يبلغ "الأوج" المداري.. ومخاطر بصرية تمنع رصده تلسكوبياً
  • باكستان: النظام الأفغاني يمثل تهديدا للمنطقة وللعالم
  • السلطات الأمريكية تجري مقابلات مع عائلة الأفغاني مطلق النار قرب البيت الأبيض
  • أبو العينين: الصراعات وارتفاع البطالة والهجرة والفجوات التنموية تحديات ضاغطة
  • تهمة القتل العمد تنتظر الأفغاني مهاجم البيت الأبيض
  • من البطالة إلى المشاريع الرقمية: كيف غدا الفريلانس خيار الشباب العراقي