حذرت روزا أوتونباييفا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان ورئيسة بعثة يوناما، من التأثيرات السلبية للصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل على استقرار أفغانستان، مؤكدة أن الصراع يُعطل حركة التجارة، ويرفع أسعار السلع الأساسية والوقود، ويدفع المزيد من الأفغان إلى العودة من إيران إلى بلادهم.

وخلال إحاطة قدمتها لمجلس الأمن الدولي، أوضحت أوتونباييفا أن هذه التحديات تتفاقم في ظل حالة من عدم الاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن الوضع في أفغانستان معقد أصلًا ولا يحتمل مزيدًا من الضغوط الخارجية.

السيسي يؤكد أهمية اضطلاع "الأمم المتحدة" بدور ملموس في تحقيق السلام بالمنطقة (فيديو) الأمم المتحدة: المنطقة تحتاج إلى احترام القانون الدولي وليس مجرد خطوط حمراء مبادرات دولية لدعم اندماج أفغانستان.. وتحذير من تطبيع "الوضع الراهن"

أكدت أوتونباييفا أن هناك "نهجًا شاملًا" يجري العمل عليه لإعادة دمج أفغانستان في المجتمع الدولي، مشددة على أن الهدف من هذه الجهود ليس تطبيع الأوضاع الحالية بل الإبقاء على القضايا الحساسة، وخاصة التزامات البلاد الدولية، في صميم العمل الدبلوماسي الدولي.

وأضافت أن المجتمع الدولي لا يزال يشعر بقلق بالغ حيال استمرار تدهور أوضاع النساء والفتيات في أفغانستان، وتراجع الحوكمة الشاملة، وانتهاكات حقوق الإنسان.

تدهور في عمليات إزالة الألغام وتهديد لأمن المدنيين

كشفت أوتونباييفا عن انهيار خطير في عمليات إزالة الألغام، حيث انخفض عدد الفرق العاملة ميدانيًا إلى النصف مقارنة بالعام الماضي، محذرة من أن هذا الانخفاض في التمويل قد يهدد أرواح المدنيين، ويزيد من الخطر في المناطق المتأثرة بالنزاعات.

تحذيرات من أزمة إنسانية خانقة في ظل ضعف التمويل

من جانبها، حذرت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، من أن الشعب الأفغاني يواجه احتياجات إنسانية طارئة بسبب عقود من الصراع، والفقر المدقع، والتغير المناخي، إلى جانب القيود القاسية على النساء والفتيات، في ظل بيئة تمويلية خانقة.

وأكدت مسويا أن واحدًا من كل خمسة أفغان يعاني من الجوع، و3.5 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بينما يُقدّر عدد الأطفال خارج المدارس بـ3.7 مليون، منهم 2.2 مليون فتاة مُنعن من التعليم بعد تجاوزهن سن الحادية عشرة.

وشددت على أن معدل وفيات الأمهات في أفغانستان يتجاوز 2.5 ضعف المتوسط العالمي، لافتة إلى أن العاملين الإنسانيين، خصوصًا النساء، يواصلون تقديم المساعدات في ظروف صعبة، ويصلون إلى أماكن لا تصل إليها أي جهات أخرى.

فجوة تمويلية ضخمة ونداء لدعم عاجل

أشارت مسويا إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام الجاري لم تتجاوز 21% من التمويل المطلوب، ما ترك فجوة قدرها 1.9 مليار دولار. 

وأوضحت أن هذا النقص أجبر الوكالات على تقليص المستفيدين من 16.8 مليون إلى 12.5 مليون شخص فقط، ما يهدد بإغفال الاحتياجات الأساسية لملايين من المحتاجين.

ودعت المجتمع الدولي إلى تعزيز تنفيذ الاستثناء الإنساني في قرار مجلس الأمن رقم 2615، وزيادة الاستثمارات في القطاعات الحيوية مثل الزراعة والرعاية الصحية لضمان صمود المجتمعات الأفغانية.

سيما بحوث: لا يمكن تطبيع قمع 20 مليون امرأة

بدورها، نددت سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالقمع الممنهج الذي تتعرض له النساء في أفغانستان، مشيرة إلى أن "قمع 20 مليون امرأة لمجرد كونهن نساء أمر غير مقبول إطلاقًا".

وأكدت أن واقع النساء والفتيات ازداد سوءًا منذ آخر إحاطة قدمتها قبل تسعة أشهر، ولم يُرفع قيد واحد، في وقت تتجاهل فيه الجهات الدولية هذا الملف إلا عند فرض قيود جديدة.

وقالت بحوث: "المرأة الأفغانية لم تستسلم. ولا يمكننا نحن أيضًا أن نستسلم. إنهن ينظمن أنفسهن، ويفتتحن مدارس سرية، ويبنين حياة رغم القيود المفروضة عليهن".

توصيات أممية لدعم النساء ومحاسبة طالبان

قدمت سيما بحوث أربع توصيات رئيسية:

عدم تطبيع سياسات طالبان أو دعمها دون قصد في التعاملات الدولية.دعم جهود المساءلة الفعالة في ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان.تخصيص 30% من المساعدات المالية لدعم النساء والفتيات مباشرة.الاستثمار في محو الأمية الرقمية للنساء والفتيات لتعزيز قدراتهن الذاتية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الصراع الإيراني الإسرائيلي الأمم المتحدة افغانستان أزمة اللاجئين المساعدات الانسانية النساء في أفغانستان تاثير الحرب سيما بحوث النساء والفتیات الأمم المتحدة فی أفغانستان إلى أن

إقرأ أيضاً:

برواية النساء.. معرض في طهران يعيد قراءة الفن الإيراني من منظور أنثوي

في أروقة المتحف الوطني للفن المعاصر في طهران، تتردد أصوات نسائية لا تُسمع بالكلمات، بل بالأشكال والألوان. معرض جديد بعنوان "برواية النساء" يثير هذه الأيام ضجة لافتة في الأوساط الثقافية الإيرانية، إذ لا يقتصر على عرض الأعمال الفنية، بل يسعى إلى إعادة قراءة قرنٍ كامل من الإبداع من زاوية مختلفة.

منذ افتتاحه، تحوّل المعرض إلى حدث ثقافي بارز، أعاد إلى الواجهة أسماء فنانات شكّلن ملامح الفن الإيراني الحديث في ظروف اجتماعية وسياسية معقدة. ويقول منظموه إن الهدف هو استعادة الذاكرة الإبداعية للمرأة الإيرانية وتسليط الضوء على تطور رؤيتها الجمالية وموقفها من التحولات التي عاشها المجتمع عبر قرن من الزمن.

يواكب معرض "برواية النساء" برنامج من ورش العمل والجلسات الحوارية للفنانات الشابات (الجزيرة)ذاكرة أنثوية

تقول المشرفة على تنظيم المعرض أفسانه كامران إن "برواية النساء" يوثق مسار الفنانات الإيرانيات اللواتي وضعن اللبنات الأولى للفن الحديث منذ عشرينيات القرن الماضي، مشيرة إلى أن كثيرات منهن كن من أوائل خريجات كلية الفنون الجميلة بجامعة طهران، وأن بعضهن درّسن لاحقا أو واصلن دراساتهن في أوروبا والولايات المتحدة.

وتوضح كامران في حديثها للجزيرة نت أن المعرض يضم 125 عملا فنيا لـ65 فنانة من أرشيف المتحف الوطني للفن المعاصر، بينها 60 عملا تُعرض للمرة الأولى. وقد وُزعت القاعات الـ8 وفق محاور موضوعية مثل "الرواد"، و"البورتريه"، و"الحياة اليومية"، و"المنظر الطبيعي"، و"الحداثة"، و"الفن التجريدي"، مما يتيح تتبّع التحولات الأسلوبية والفكرية عبر العقود.

المشرفة على تنظيم المعرض أفسانه كامران تؤكد أن "برواية النساء" يتيح للزائر قراءة تطور اهتمامات الفنانات في البلاد (الجزيرة)

وتشير المشرفة على التنظيم إلى أن المعرض يتبنى منهجا بحثيا يتيح للزائر قراءة تطور اهتمامات الفنانات، خصوصا في الستينيات والسبعينيات، حين انخرطن بوعي في التيارات الحداثية العالمية كالتعبيرية والتجريد، متجاوزات الصورة النمطية عن "الفن النسائي" العاطفي أو الرومانسي. وتذكر أسماء بارزة مثل بهجت صدر، ومنير فرمانفرمائيان، وسونيا بالاستانيان اللواتي جسّدن هذا التحول بجرأة ووعي.

إعلان

وتضيف أن المعرض يُعد الأول من نوعه الذي لم تُستبعد منه أي أعمال لأسباب سياسية أو ثقافية، في محاولة لتقديم رؤية شاملة ومحايدة لتاريخ الفن النسائي الإيراني. كما يضم مواد أرشيفية مرافقة – كدفاتر الفنانات وكتيباتهن – لإثراء الجانب البحثي.

ورشة الفنانة المشاركة فرزانه أسعدي ضمن معرض "برواية النساء" في العاصمة الإيرانية طهران (الجزيرة)مساحة للمقاومة

ومن جانبها، تقول نائبة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي للشؤون الفنية نادرة رضائي، إن مجال الفن في إيران ما يزال "محاطا بالأحكام المسبقة"، رغم أنه من أكثر المجالات حاجةً إلى التفاهم والتلاحم. وتشير في حديثها للجزيرة نت إلى أن الفنانات يواجهن تحديات مضاعفة، ليس بالضرورة بسبب القوانين، بل نتيجة النظرة الاجتماعية، موضحةً أن بعض المؤسسات لا تزال تتجنب إشراك النساء لتفادي الضغوط.

وترى رضائي أن هذه القيود لم تمنع النساء من إثبات حضورهن، إذ "كلما أُغلقت الأبواب الرسمية، فتحت الفنانات نوافذ جديدة للتعبير عن أنفسهن". وتوضح أن انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي جعل من كل فنانة "وسيلة إعلام مستقلة بحد ذاتها"، قادرة على كسر العزلة وإيصال صوتها إلى الآخرين.

نائبة وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي للشؤون الفنية الإيرانية نادرة رضائي قالت إن الفنانات يواجهن تحديات مضاعفة (الجزيرة)

وبحسب رضائي، فإن معرض "برواية النساء" يربط بين أجيال الفنانات الإيرانيات، من الرائدات الأوائل إلى الفنانات المعاصرات، ليُظهر كيف عبّر كل جيل عن واقعه الاجتماعي والسياسي من خلال الفن. وتؤكد أن الوقت قد حان لمنح النساء فرصا متكافئة في إدارة المؤسسات الثقافية، إذ إن عدد النساء المتخصصات والبارعات في الإدارة كبير، فمثلا في مجال الخزف والسيراميك تبلغ نسبة النساء نحو 70 إلى 75% من العاملين في هذا الفن في إيران، لكن حضورهن في صنع القرار والإدارة الثقافية والفنية لا يزال محدودا للغاية.

وتشير رضائي إلى أن ضعف التمويل الثقافي يمثل أحد أكبر التحديات، غير أن الحل -كما تقول- يكمن في الابتكار، وتوسيع التعاون مع القطاع الخاص، وتمكين القيادات النسائية التي تمتلك حسّا فنيا وإداريا قادرا على تحويل الأزمات إلى فرص.

تمثال معروض في ورشة الفنانة المشاركة فرزانه أسعدي ضمن معرض "برواية النساء" في طهران (الجزيرة)الحجر الذي يتكلم

من أبرز الأعمال المعروضة تمثال حجري للفنانة فرزانه أسعدي، إحدى رائدات النحت في إيران. يجمع التمثال بين الصمت المادي والنطق الرمزي، ويعبّر عن علاقة الفنانة بالحجر ككائن حي. تقول أسعدي للجزيرة نت إنها شعرت وهي ترى عملها في المعرض بعد 25 عاما بـ"فرحة الأم التي تحتضن أحد أبنائها الغائبين".

تعد الفنانة فرزانه أسعدي إحدى رائدات النحت في إيران (الجزيرة)

تضيف أسعدي، التي نحتت مئات الأعمال داخل إيران وخارجها، أن الفن بالنسبة إليها "ليس ترفا بل وسيلة للبقاء والتعبير". وتقول: "أنا أعمل في النحت منذ نحو 40 عاما. كأم لـ3 أبناء وامرأة وحيدة، لم يكن الطريق سهلا. لكن الفن هو الذي منحني توازني. حجري صامت، لكنه يتكلم عني".

إعلان

وترى أن المعرض يمثل "اعترافا متأخرا بجهد نساء قضين أعمارهن بين الغبار والحجر"، مؤكدة أن "المرأة الإيرانية قد تكون صامتة أحيانا، لكن أعمالها تتحدث بصوت أعلى من أي خطاب".

أعاد "برواية النساء" إلى الواجهة أسماء فنانات شكّلن ملامح الفن الإيراني الحديث في ظروف اجتماعية وسياسية معقدة (الجزيرة)استعادة الصوت الأنثوي

لا يقتصر المعرض على الجانب الفني، بل يُقدَّم أيضا كمشروع بصري بحثي يوثق تطور الخطاب الجمالي لدى الفنانات الإيرانيات. فمن خلال مقارنة الأعمال القديمة بالحديثة، يمكن ملاحظة الانتقال من الرمزية والقيود الشكلية إلى التجريب والانفتاح على المواد الحديثة.

ويرى نقاد أن المعرض يمثل استعادة رمزية لصوت المرأة في الفضاء الثقافي الإيراني، في وقت تتجدد فيه النقاشات حول دورها في المجتمع. فكل لوحة وتمثال يشهد على مسار طويل من المقاومة الهادئة، التي لم ترفع شعارات، لكنها تركت أثرا عميقا في الذاكرة البصرية للبلاد.

ويواكب المعرض برنامج من ورش العمل والجلسات الحوارية للفنانات الشابات، تناقش مفهوم "الفن النسائي" وحدود تصنيفه، في حين تُعرض في إحدى القاعات تسجيلات مرئية لفنانات رائدات يتحدثن عن تجاربهن مع الفن في عقودٍ سابقة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر: حماية المدنيين تستدعي استمرار وقف النار بغزة
  • الأمم المتحدة تحذر من خطر مخلفات الحرب الإسرائيلية على غزة
  • برواية النساء.. معرض في طهران يعيد قراءة الفن الإيراني من منظور أنثوي
  • منسق الأمم المتحدة للإغاثة يخصص 11 مليون دولار إضافية لدعم غزة
  • الأمم المتحدة تخصص 11 مليون دولار إضافية لدعم العمليات الإنسانية في غزة
  • الأمم المتحدة تخصص 11 مليون دولار إضافية لدعم العمليات الإنسانية في غزة قبل فصل الشتاء
  • الأمم المتحدة توسع نطاق المساعدات الإنسانية في غزة
  • جوتيريش: الأمم المتحدة تدعم كل الجهود لإنهاء الصراع في غزة
  • الأمم المتحدة تعلن وجود تقدم بوصول المساعدات الإنسانية لغزة
  • الأمم المتحدة: خطة تمتد 60 يوما لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة