بسبب حزب الله.. ماذا قررت إسرائيل دفاعياً؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً قالت فيه إنّ الإنذارات الكاذبة في إسرائيل تزايدت بشكل لافت خلال الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعملُ على تعديل دفاعاته الجويّة لمنع هجوم آخر بطائراتٍ من دون طيّار كالحادث الذي أدّى إلى مقتل 4 جنود وإصابة 60 جندياً من لواء "غولاني" خلال شهر تشرين الأول 2024.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ الحوثيين في اليمن يُطلقون الصواريخ الباليستية على إسرائيل، كما نجحت حركة حماس في بعض الأحيان في إطلاق صاروخ منخفض التأثير ليهبط في حقل خالٍ بالقرب من حدود غزة. ويذكر التقرير أنَّ "معظم صفارات الإنذار الصاروخية التي انطلقت هذه الأيام، وخاصة تلك في الجنوب، كانت إنذارات كاذبة"، وسأل: "لماذا هذا العدد الكبير من الإنذارات الكاذبة؟". وتابع: "من الغريب أن الأسباب تتعلق بجبهة خاملة الآن، وهي الجبهة مع حزب الله ، ولكن الدروس المستفادة من تلك الجبهة غيرت طريقة عمل الدفاع الجوي الإسرائيلي بشكل عام. في منتصف تشرين الأول، وبينما كانت مئات الصواريخ والطائرات من دون طيار التي يطلقها حزب الله تضرب إسرائيل بشكل يومي، كشف الجيش الإسرائيلي أن 221 من أصل 1200 طائرة بدون طيار هبطت في إسرائيل بطريقة أو بأخرى، على الرغم من أن عدداً أصغر بكثير غير محدد ضرب بالفعل مناطق مأهولة بالسكان أو قتل أو جرح إسرائيليين". وقال الجيش الإسرائيلي إنه "أسقط 80% من الطائرات من دون طيار البالغ عددها 1200 طائرة والتي صنفها الجيش على أنها تهديد، على الرغم من أن تقديرات غير رسمية أخرى، تأخذ في الاعتبار فئات مختلفة من الطائرات من دون طيار، تضع تقدير نجاح إسقاطها عند نحو 70%". وأكمل: "الأهم من ذلك أن هذه الاكتشافات جاءت بعد فشل الجيش الإسرائيلي في إسقاط طائرة بدون طيار أدت إلى مقتل 4 جنود من لواء جولاني وإصابة نحو 60 آخرين بجروح طفيفة". وتابع التقرير: "لقد أثار هذا الحدث ضجة كبيرة في إسرائيل، حتى أن الجيش الإسرائيلي أعلن رسمياً أنه سيدفع أنظمة الرادار والإنذار الخاصة به نحو خفض مستوى إطلاق الإنذارات، حتى لو أدى ذلك إلى إطلاق المزيد من الإنذارات الكاذبة. ورغم أنَّ الجيش الإسرائيلي كان يعمل على إيجاد حل لمشكلة الطائرات من دون طيار منذ عدة أشهر، إلا أن نجاحه كان محدوداً. وعلاوة على ذلك، إدراكاً منه أن هذا الجهد أو غيره من الجهود الجديدة للدفاع ضد الطائرات من دون طيار قد لا تكون كافية، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيزيد من جهوده لاستهداف وقتل قادة الوحدة 127 في حزب الله، وهي وحدة الطائرات من دون طيار التابعة للأخير". وأكمل: "إن الجيش الإسرائيلي كان قد قتل بالفعل عدداً كبيراً من هؤلاء القادة، كما يمكن إرسال طائرات من دون طيار وتشغيلها من قبل مقاتلين من رتب منخفضة إلى حد ما، وغالباً ما لا تكون هوياتهم معروفة. وبالإضافة إلى ذلك، أصدرت وزارة الدفاع عدداً من الإشعارات بشأن المضي قدماً في استخدام تقنيات جديدة لإسقاط الطائرات من دون طيار بشكل أفضل". وأشاد مسؤولون دفاعيون كبار آخرون، وفق التقرير، بفكرة العودة إلى الخدمة باستخدام مدافع مضادة للطائرات من الطراز القديم مثل نظام الدفاع "فولكان"، الذي توقف الجيش الإسرائيلي عن استخدامه في الثمانينيات لأنه أصبح قديماً، ولكنه قد يعمل بشكل أفضل ضد الطائرات من دون طيار ذات التكنولوجيا القديمة التي يستخدمها أعداء إسرائيل. وفي غضون ذلك، وحتى يتم تفعيل واحد أو أكثر من هذه الحلول على نطاق واسع، خفّض الجيش الإسرائيلي بشكل كبير عتبة إعلان شيء ما تهديداً، وإطلاق صاروخ اعتراضي لضرب التهديد، وإطلاق إنذارات الصواريخ. وفي واقع الأمر، كما يقول التقرير، كان الجيش الإسرائيلي قد خفض هذه العتبة إلى حد ما في وقت سابق من الحرب عندما بدأت الطائرات من دون طيار تشكل مشكلة لأول مرة، ولكن شدة الحدث الذي وقع في منتصف تشرين الأول أدت إلى خفض هذه العتبة إلى حد كبير. ورغم أن حجم الإنذارات الكاذبة قد يزعج الجمهور ويؤدي إلى حك الرؤوس بشكل جماعي من وقت لآخر، فإن الجيش الإسرائيلي يستطيع أن يقول إنه لم يحدث هجوم مماثل بطائرات من دون طيار في إسرائيل منذ منتصف تشرين الأول. المصدر: ترجمة "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الطائرات من دون طیار الجیش الإسرائیلی تشرین الأول فی إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجيش السوري الجديد: من العقيدة البعثية إلى التوجّه الجهادي.. ماذا بعد؟
بعد سقوط نظام الأسد، يسعى الجيش السوري الجديد لترسيخ هوية جديدة، في ظل تحديات تسليح وغياب الوحدة الوطنية، ما يثير تساؤلات حول مستقبله كمؤسسة عسكرية مهنية تمثل كل السوريين. اعلان
بعد سقوط نظام بشار الأسد الذي استمر أكثر من عقدين، بدأت سوريا مرحلة جديدة بإدارة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع الذي أعلن عن مشروع إعادة بناء الدولة وتشكيل جيش وطني يخدم الشعب. لكن ما يبدو للعيان أن هذا المشروع يمر بتحولات جوهرية في البنية والأيديولوجيا، تثير قلقاً لدى الخبراء والمراقبين.
من البعث إلى الجهاد... انقلاب في العقيدة العسكرية؟لم يعد خافياً أن الجيش السوري الجديد، الذي أعلنت عنه الحكومة الانتقالية مؤخراً، يشهد تحولاً جذرياً في طبيعة تكوينه وتدريباته. فبدلاً من العقيدة القومية العربية التي كانت ركيزة الجيش النظامي السابق تحت حكم حزب البعث، بدأت ملامح توجه أيديولوجي جديد تتبلور، يحمل طابعاً دينياً جهادياً، بحسب شهادات متعددة لعناصر داخل المعسكرات الجديدة.
في أحد المراكز التدريبية في دمشق، كشف أحد المجندين الجدد، مفضلاً عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن "التدريب اليوم لا يتضمن سوى القليل من المهارات العسكرية، مثل فكّ وتركيب السلاح، بينما تركّز الدروس على الصلاة، وتعليم الفقه، وتفسير القرآن، والحث على محاربة الإرهاب"، دون أن يحدد هوية هذا "الإرهاب".
المكوّنات الأخرىرغم الإعلان عن إنشاء جيش "وطني" يمثل كل السوريين، إلا أن الواقع يشير إلى هيكلية غير متجانسة، حيث يسيطر المكوّن السني فقط على صفوف الجيش الجديد، فيما لم تُسمح أو لم تُشجَّع لانضمام من المكونات الأخرى، كالأقليات العلوية أو الدرزية أو المسيحية.
وكان لافتاً أن العناصر الأجنبية، من الإيغور والتركستان، دخلوا ضمن تشكيلات الجيش الجديد، مما أثار تساؤلات حول مدى سيطرة القيادة السورية على هذه العملية، وهل تُعتبر خطوة لإعادة تشكيل الهوية الوطنية للجيش أم مجرد حل مؤقت لنقص الكادر البشري؟
Relatedمن ساحات القتال إلى أسواق إدلب: "الجهاديون الأجانب" يبحثون عن وطن في سورياالمبعوث الأمريكي: فتوى تحريم القتل في سوريا "خطوة عظيمة" نحو دولة القانونتركيا تثبت أقدامها في سوريا.. دعم للقوات الحكومية وانتشار طويل الأمد300 ألف مقاتل في خضمّ أزمة تسليحتشير التصريحات الرسمية إلى أن الخطة تهدف إلى تشكيل جيش قوامه 300 ألف مقاتل، ينقسم إلى مرحلتين، الأولى تستهدف نحو 80 ألف مقاتل. لكن المشكلة الرئيسية تكمن في النقص الحاد في المعدات العسكرية، بعد أن استهدفت الغارات الإسرائيلية معظم المنشآت الاستراتيجية للجيش النظامي السابق، بما فيها الطيران، الدفاعات الجوية، والمدرعات.
وحتى اللحظة، تبقى مسألة تسليح الجيش الجديد غامضة، حيث لم تعلن الحكومة الانتقالية عن أي صفقات رسمية لتزويده بالسلاح، سواء من المعسكر الغربي أو الشرقي الذي كان يعتمد عليه النظام السابق في تسليحه.
وقال مصدر عسكري سابق كان يعمل في وزارة الدفاع سابقاً لـ يورونيوز : "الجيش السابق كان له نظام واضح ومدارس تدريبية تعتمد على الأسلحة الحية وفقاً للتشكيلات المقاتلة ومهامها القتالية، وكان هناك توجيه معنوي سياسي يستند إلى عقيدة حزب البعث، أما الآن فلا وجود لسلاح حقيقي، ولا توجد عقيدة واضحة، فقط تدريبات دينية تُقدّم ربما كحلٍ مؤقت".
قواعد سلوك جديدة... ولكن؟في خطوة أولى نحو تنظيم عمل الجيش الجديد، أصدرت وزارة الدفاع السورية في بداية يونيو الجاري مرسوماً يتضمن "قواعد سلوك وانضباط" جديدة، تهدف إلى "بناء جيش وطني محترف"، وفق بيان رسمي. وتنص القواعد على ضرورة احترام حقوق الإنسان، حتى في التعامل مع العدو، وحماية المدنيين، واحترام الأوامر المشروعة والنظام العام، مع التأكيد على ضرورة مراعاة حقوق الإنسان حتى في التعامل مع عناصر العدو وفق تعبيره البيان.
لكن واقع الحال لا يزال بعيداً عن التطبيق. فاللباس العسكري غير موحّد، وثمة ظاهرة إطلاق الشعر واللحى وسط نقص في الانضباط والامتثال للأوامر العسكرية. وهذا ملاحظ من طريقة التعامل في الكثير من الأحداث التي جرت في الساحل وفي جرمانا وصحنايا وشرق سوريا، كما يقول أحد الضباط العسكريين المتقاعدين في النظام السابق، ويضيف: معظم المعامل التابعة للجيش، التي كانت تنتج الأحذية والزي الرسمي، لا تزال متوقفة. كما أن الفصائل المسلحة لم تنضم بعد بشكل كامل تحت مظلة الجيش الجديد، مما يثير التساؤلات حول جدية الخطوة بحسب ما قال.
من سيدرب الجيش الجديد؟ورغم الحديث عن عروض تدريبية من دول الجوار، كالأردن وتركيا، إلا أن الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع لم تعلن رسمياً عن أي اتفاق تم توقيعه. ويتساءل الشارع السوري: من سيكون المدرب الحقيقي لهذا الجيش؟ وماذا عن العقيدة التي سيتبناها؟ هل ستكون عقيدة وطنية جامعة، أم أنها ستظل متأرجحة بين التوجه الديني والسياسي؟
يقول محلل عسكري لـ يورونيوز : "لا يمكن بناء جيش بدون عدوّ واضح، أو عقيدة قتالية محددة. إذا كان الهدف هو محاربة داعش، فمن المفارقة أن يتم تدريب الجنود على فتاوى الجهاد، وليس على الاستراتيجيات العسكرية. كيف سنُفتي جهادياً يقتل جهادياً؟ هذه معضلة تحتاج إلى توضيح".
التحديات المستقبليةبين الحاجة الملحة إلى بناء جيش قوي، ونقص التسليح والبنية التحتية، وغياب الوحدة الوطنية في صفوفه، يواجه الجيش السوري الجديد تحديات جمة. ويبقى السؤال الأكبر: هل سيتمكن من تقديم نفسه كمؤسسة مهنية بعيدة عن نظام المحاصصة الدينية أو السياسية؟ أم أنه مجرد غلاف لفصائل مسلحة تحمل أجندات خارجية؟
في الوقت الذي يأمل فيه السوريون بأن يكون الجيش الجديد ضمانة لاستقرار البلاد، فإن الطريق يبدو مليئاً بالتحديات التي إن لم تُعالج بدقة، فقد تعيد إنتاج حالة الفوضى تحت مظلة جديدة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة