تأثير النشاط البدني على الصحة النفسية
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
يعتبر النشاط البدني أحد العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان، ليس فقط من الناحية الجسدية، بل النفسية أيضًا. أظهرت الدراسات الحديثة أن ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تلعب دورًا هامًا في تحسين الحالة النفسية والوقاية من العديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
1.
النشاط البدني يساعد في إفراز الهرمونات التي تعزز الشعور بالسعادة مثل الإندورفين والسيروتونين. هذه الهرمونات تساهم في تحسين المزاج وتخفيف التوتر. كما أن التمرينات الرياضية تعمل كوسيلة فعالة لتحرير الضغوط اليومية والابتعاد عن التفكير السلبي.
2. الوقاية من الاكتئاب والقلق
أظهرت العديد من الأبحاث أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تكون فعالة في الوقاية من الاكتئاب والقلق. فعند ممارسة الرياضة، يتم تقليل مستويات التوتر وتحفيز الجهاز العصبي لإنتاج مواد كيميائية في الدماغ تساعد في تحسين المزاج والمشاعر العامة.
3. تعزيز الثقة بالنفس
يمكن أن يكون لممارسة الرياضة تأثير إيجابي على الصورة الذاتية والثقة بالنفس. تحسين اللياقة البدنية من خلال النشاط البدني يمكن أن يؤدي إلى تحسين مظهر الشخص الجسدي، مما يعزز شعوره بالقوة والقدرة على التحكم في حياته.
4. تحسين النوم
أحد الفوائد النفسية المهمة للنشاط البدني هو تحسين نوعية النوم. الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام يعانون من مشكلات أقل في النوم مقارنةً بأولئك الذين لا يمارسون أي نشاط بدني. النوم الجيد له تأثير مباشر في تحسين الصحة النفسية العامة.
5. الرياضة كمحرك اجتماعي
من خلال الانضمام إلى أنشطة رياضية جماعية، يمكن للأفراد تعزيز علاقاتهم الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين. العلاقات الاجتماعية الإيجابية تُعدّ عاملاً مهماً في الوقاية من الأمراض النفسية.
إن ممارسة النشاط البدني ليست مفيدة فقط للحفاظ على اللياقة البدنية، بل هي جزء أساسي من الحفاظ على الصحة النفسية. من خلال تعزيز المزاج، تقليل القلق والاكتئاب، وتحسين الثقة بالنفس، يمكن للنشاط البدني أن يلعب دورًا رئيسيًا في تحسين جودة الحياة العامة. لذا، يجب على الأفراد تخصيص وقت يومي لممارسة التمارين الرياضية والتمتع بفوائدها النفسية والجسدية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النشاط البدني تأثير النشاط البدني النشاط البدني للجسم النشاط البدنی الصحة النفسیة فی تحسین یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الهاتف الذكي وتأثيره الخفي.. هل يهدد صحة أطفالنا النفسية؟
بينما أصبح الهاتف الذكي ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية، تظهر دراسة جديدة من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن الاستخدام المكثف لهذه المنصات قد لا يكون مجرد وسيلة للتواصل والترفيه، بل قد يحمل آثارًا خطيرة على صحة الأطفال النفسية، ويزيد من خطر إصابتهم بالاكتئاب خلال سنوات المراهقة.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، تابع فريق البحث بيانات 11876 طفلاً أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً على مدى ثلاث سنوات، لتحديد العلاقة بين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وأعراض الاكتئاب.
وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين كانوا يعانون من أعراض اكتئاب في سن 9 أو 10 لم يكونوا أكثر ميلاً لاستخدام هذه المنصات عند بلوغهم 13 عاماً، مما يضعف فرضية أن الأطفال “غير السعداء” هم من يجذبهم التواجد الرقمي.
وبحسب الصحيفة، المفاجأة كانت أن الأطفال الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة في سن 12 و13 عاماً أظهروا أعلى معدلات للاكتئاب لاحقاً، مما يشير إلى وجود علاقة سببية محتملة بين الاستخدام المكثف وظهور أعراض الاكتئاب، وارتفع متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الأطفال على هذه المنصات من 7 دقائق في سن التاسعة إلى أكثر من ساعة مع بداية المراهقة.
ويرى الباحثون أن هذا التأثير السلبي قد يعود لعوامل مثل التنمر الإلكتروني وقلة النوم، وهما مرتبطان سابقاً بزيادة معدلات الاكتئاب بين المراهقين، وتشير دراسات سابقة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني بين 11 و12 عاماً يكونون أكثر عرضة لمحاولات الانتحار بمعدل 2.5 مرة خلال عام واحد.
يؤكد الدكتور جيسون ناغاتا، قائد فريق البحث وأخصائي طب الأطفال، أن منع الأطفال تماماً من استخدام الهواتف ليس حلاً عملياً، لكنه يقترح على الأهالي وضع ضوابط مثل تخصيص أوقات خالية من الشاشات، وفتح حوارات صادقة وغير حكمية حول الاستخدام الرقمي، لتقليل الأثر النفسي السلبي.
ورغم ذلك، شكك خبراء مثل البروفيسور كريس فيرغسون من جامعة ستيتسون في فلوريدا في قوة العلاقة بين الاستخدام والاكتئاب، معتبرًا أن التأثير ضعيف وقد يكون ناتجًا عن ضوضاء إحصائية. كما أقر الباحثون بحدود دراستهم، مثل الاعتماد على تقارير الأطفال وغياب تحليل تفصيلي لأنواع الأجهزة وأوقات الاستخدام.
هذا وظهر الهاتف المحمول لأول مرة في السبعينيات من القرن الماضي كجهاز اتصالات لاسلكي كبير الحجم ومقتصر الاستخدام، ليشهد منذ ذلك الحين تطوراً هائلاً في التكنولوجيا والتصميم، ومع مرور الوقت، أصبح الهاتف المحمول جهازًا صغير الحجم، مدمجاً بوظائف متعددة تتجاوز مجرد إجراء المكالمات، ليشمل الرسائل النصية، الوصول إلى الإنترنت، الكاميرات، والتطبيقات الرقمية.
وفي العقدين الأخيرين، خاصة مع ظهور الهواتف الذكية، تحولت الهواتف المحمولة إلى أدوات اتصال شخصية شاملة تمكّن المستخدمين من التواصل الاجتماعي، الترفيه، التعلم، والعمل في أي مكان وزمان، وأدى انتشار هذه التكنولوجيا إلى تأثيرات اجتماعية وثقافية كبيرة، حيث أصبحت الهواتف المحمولة جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية لمعظم الناس حول العالم.
ومع ذلك، برزت مخاوف متزايدة بشأن تأثير الاستخدام المكثف للهواتف الذكية، خصوصًا بين الأطفال والمراهقين، على الصحة النفسية والجسدية، مثل الإدمان الرقمي، قلة النوم، ومشكلات التركيز، لذا باتت الدراسات والأبحاث تركز بشكل متزايد على فهم كيفية استخدام هذه الأجهزة بشكل متوازن وصحي للحفاظ على رفاهية الأجيال القادمة.