لجريدة عمان:
2025-12-08@18:10:15 GMT

هروب باتجاه المجهول

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

ستعاني كثيرًا وأنت تبحث لابنك عن زوجة مناسبة، ليس على مستوى عائلته فقط، وإنما خارج نطاق العائلة. ليس لأي مأخذ ظاهر يؤخذ عليه، إنما لرفض نسبة كبيرة من الفتيات «العاملات» فكرة الزواج باعتبارها غير مُلحة، بالإمكان تأخيرها أو حتى استبعادها.

فكرة هروب بعض الموظفات من الارتباط لم تكن مألوفة منذ سنوات، لكنها بدأت تطل برأسها لعوامل عديدة.

من بينها مرحلة الانفتاح التي يمر بها المجتمع، وتأثر بعضهن بالدعوات الخفية التي تطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة من الداخل، وعبر الدراما العابرة للحدود، أو نتيجة التعرف على تجارب زواج لم يُكتب لها الاستمرار، ونسبتها في تصاعد ملحوظ.

ورغم أن عمل المرأة ودورها المتعارف عليه في بناء الأسرة وإسنادها ماليًا لم يكن في يوم من الأيام غريبًا على المجتمع العماني، حيث تجلت إسهاماتها قديمًا من خلال عملها وسط الحقول وفوق الجبال، وعبر امتهانها لكثير من الصناعات اليدوية المُدرة للمال، إلا أن ذلك الدور لم يكن عقبة أو عذرًا يقف عائقًا دون تكوين أسرة، عكس ما هو حاصل الآن.

ما يحدث في الوقت الحاضر أن شريحة واسعة من الفتيات الموظفات لم تعد تفكر في الزواج بجدية لأسباب متعددة، الواضح منها دعمهن لأُسرهن. ويلعب بعض أولياء الأمور دورًا سلبيًا داعمًا في ذلك، على اعتبار أنهن مصدر دخل قد يتوقف حال زواجهن. لكن هناك أسبابا غريبة لا يمكن للعاقل إلا أن يقف أمامها مذهولًا نظرًا للنتائج الكارثية التي قد تنتج عنها.

من هذه الأسباب الرغبة في العيش بـ«حرية» دون قيود، مع راتب شهري قادر على توفير كافة الكماليات، والتهرب من مسؤولية تربية الأبناء أو أي إملاءات قد يفرضها شريك الحياة المستقبلي.

هذه الحرية تتجلى في صور ، كالسفر والرحلات بصُحبة الصديقات، واقتناء موديلات الملابس الجديدة وماركات العطور وأدوات الزينة والتجميل والحقائب الباهظة، وآخر إصدارات الهواتف المحمولة. فيما يتجه بعضهن لاقتناء وتربية الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب، وأُخريات يستهويهن ارتياد المقاهي والمطاعم والحفلات الغنائية.

قد يُدهش القارئ وهو يتعرف على تغيرات جذرية كهذه يمر بها المجتمع، لكن الواقع يؤكد أنها موجودة فعليًا في ظلّ ميزة تحصيل النساء للوظائف بمختلف القطاعات والاستحواذ عليها - وهو حق مشروع بلا شك - وقرارهن بالهروب باتجاه المجهول.

هذا الحال يستدعي البحث بصورة عاجلة عن حلول حقيقية، فالمؤشرات تؤكد تراجع نسبة حالات الزواج بشكل مخيف، ودليل ذلك اختفاء ظاهرة الزواج الجماعي التي اعتادت عليها الولايات في السنوات الماضية. كما ارتفعت نسبة ظاهرة العنوسة بين من يرفضن الزواج بإرادتهن في أعمار مبكرة، ويتزوجن في مرحلة متأخرة من العمر برجال كبار في السن أو متزوجين. كما أصبح مُلفتًا توجه الشباب للبحث عن زوجات من خارج الوطن نتيجة الرفض الذي يقابلونه من بنات بلدهم.

النقطة الأخيرة:

المجتمع بحاجة ماسة إلى تشجيع فكرة الزواج المبكر دعمًا لصحة الأسرة والمجتمع، والوقوف إلى جانب حملات التوعية الطبية، حيث بدأ الأطباء يدقون ناقوس الخطر بسبب تزايد حالات العقم في مختلف المحافظات نتيجة تأخر الزواج.

عُمر العبري كاتب عُماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بالأرقام.. هكذا دفعت الحرب على غزة البريطانيين لاعتناق الإسلام

ذكرت دراسة أجراها معهد تأثير الإيمان في الحياة "آي آي إف إل" البريطاني، أن الصراعات العالمية تمثل دافعا بارزا لإقبال البريطانيين على اعتناق الإسلام.

واكتشف الباحثون الذين أجروا الدراسة أن النتائج التي توصلوا إليها تعزز الادعاءات الشائعة بارتفاع معدلات اعتناق الإسلام خلال عدوان الاحتلال على قطاع غزة.

وجاء في الدراسة أن ما ورد في وسائل الإعلام التي تربط بين اهتمام البريطانيين بالإسلام والصراعات التي تؤثر على المجتمعات الإسلامية قد يكون من بالغ الأهمية.

وبينت الدراسة التي نشرت في موقع المعهد أن الحروب العالمية تجذب البريطانيين إلى اعتناق الإسلام.

وقال الباحثون "قد يدعم هذا النمط التقارير الإعلامية التي نُشرت أواخر عامي 2023 و2024، والتي تشير إلى زيادة ملحوظة في حالات اعتناق الإسلام عقب الحرب الإسرائيلية على غزة الأخيرة".

كما لفتوا في تقريرهم إلى أن "الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام غالبا ما يفعلون ذلك بحثا عن هدف".

وخلصت الدراسة التي استطلعت آراء 2774 شخصا ممن غيروا معتقداتهم الدينية سواء باعتناق دين جديد أو التخلي عن الدين تماما،  إلى أن الدوافع والنتائج تختلف اختلافا كبيرا حسب الدين الذي اعتنقوه.

وبحسب الدراسة، فإن 20 بالمئة ممن اعتنقوا الإسلام مؤخرا فعلوا ذلك لأسباب تتعلق بالصراع العالمي، في حين اعتنق 18 بالمئة منهم الإسلام لأسباب تتعلق بالصحة النفسية.

وفي سياق ذي صلة، كشف أحدث تعداد للسكان في المملكة المتحدة أجراه مكتب الإحصاءات الوطنية أن المسيحيين يشكلون الآن أقل من نصف سكان إنجلترا وويلز لأول مرة في تاريخ بريطانيا.

ووفق صحيفة تلغراف، فقد أظهرت نتائج التعداد أن 46.2 بالمئة من السكان (27.5 مليون نسمة) وصفوا أنفسهم بأنهم "مسيحيون" في عام 2021، ويمثل هذا انخفاضا بنسبة 13.1 بالمئة عن 59.3 بالمئة (33.3 مليون نسمة) مقارنة بنتائج استطلاع مماثل في عام 2011.



وفي تموز/ يوليو الماضي، أعلنت صحيفة غلوب آي نيوز٬ عن ارتفاع معدل اعتناق الإسلام في أوروبا بنسبة 400 بالمئة منذ بدء العدوان على قطاع غزة.

وانتشرت العديد من الفيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي لشخصيات غربية منذ بداية العدوان٬ يتحدث أصحابها عن إقبالهم على قراءة القرآن من أجل البحث عن سر صمود الشعب الفلسطيني.

ووفقا لتوقعات مستقبلية فإن عدد المسلمين سيشكلون بحلول منتصف القرن الحالي خُمس سكان الاتحاد الأوروبي. وتعزز هذه التوقعات دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث، حيث توقعت أنه بحلول عام 2050 ستصل نسبة المسلمين إلى 20 بالمئة في ألمانيا، و18 بالمئة في فرنسا، و17بالمئة في بريطانيا.

وبحسب الباحثين بيير روستان والكسندرا روستان٬ اللذين نشرا دراسة عام 2019 تحت عنوان: "متى سيكون السكان المسلمون الأوروبيون أغلبية وفي أي بلد؟" أنه وفقا للسيناريو الأكثر ترجيحا، سيصبح المسلمون أغلبية في السويد وفرنسا واليونان بعد حوالي 100 عام.

في دول أوروبية أخرى، تشير التقديرات إلى نسب أقل مما هي عليه في فرنسا. ففي السويد، يُقدَّر أن نسبة المسلمين تتجاوز 8 بالمئة، بينما تُقدَّر النسبة بحوالي 7 بالمئة في كل من بلجيكا، وبريطانيا، وهولندا، وألمانيا. أما في إسبانيا والدانمارك وإيطاليا، فتقارب نسبة المسلمين 6 بالمئة.

مقالات مشابهة

  • وتارا يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لساحل العاج
  • مطاردة هوليوودية لسجين خطير في لويزيانا بعد هروب مثير من السجن
  • مصطفى بكري: فكرة إلغاء الانتخابات بسبب إبطال 70% من الدوائر خاطئة وبها عوار قانوني
  • "الفيروس المجهول".. مصر تكشف تفاصيل "الحالة الوبائية"
  • أحمد حسن يكشف: الزمالك يرفض فكرة التعاقد مع أيمن الرمادي وخالد جلال
  • بولبينة وبركان يقودان تشكيلة الجولة في كأس العرب
  • نائب: التوسع في إنشاء المدارس المصرية اليابانية فكرة حميدة
  • «وجوده ضرورة مش رفاهية» .. عمرو أديب يرفض فكرة إغلاق الزمالك | ماذا قال؟
  • خطة هروب جاهزة لكندا.. فرنسيون قلقون من حرب محتملة مع روسيا
  • بالأرقام.. هكذا دفعت الحرب على غزة البريطانيين لاعتناق الإسلام