سباق بريطاني ألماني على سوق السيارات الكهربائية الأوروبي
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
برزت المملكة المتحدة كمنافس قوي لألمانيا على صدارة سوق السيارات الكهربائية في أوروبا عام 2024، مدفوعة باستثمارات كبيرة من الشركات المصنعة وأهداف حكومية طموحة. ووفقا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، خصصت شركات السيارات ما يقدر بـ4.5 مليارات يورو (4.65 مليارات دولار) كخصومات لتشجيع تبني السيارات الكهربائية، وهذا يعكس التنافس المتزايد للتحول بعيدا عن السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن السيارات الكهربائية شكلت 19.6% من إجمالي السيارات الجديدة المباعة في المملكة المتحدة عام 2024، بزيادة عن 16.5% في عام 2023، ومع ذلك، بقيت هذه النسبة أقل من الهدف الذي حددته الحكومة في إطار خطة السيارات عديمة الانبعاثات (ZEV) والبالغ 22% لهذا العام.
وتم بيع ما مجموعه 382 ألف سيارة كهربائية في المملكة المتحدة، ما يمثل زيادة بنسبة 21% مقارنة بالعام السابق، متجاوزة مبيعات ألمانيا التي بلغت 347 ألف وحدة حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
الجدير بالذكر أن مبيعات السيارات الكهربائية في ألمانيا تراجعت بنسبة 26% بعد خفض الدعم الحكومي، وهذا أبرز مكاسب المملكة المتحدة في حصة السوق.
وفي ديسمبر/كانون الأول، سجلت حصة السوق للسيارات الكهربائية في المملكة المتحدة ارتفاعا ملحوظا، حيث وصلت إلى 31%، مع تسارع الشركات المصنعة لتلبية الحصص الحكومية، مستغلة الهدوء النسبي لمبيعات السيارات التقليدية في هذا الشهر.
وتتطلب خطة السيارات عديمة الانبعاثات في المملكة المتحدة، التي نفذتها الحكومة المحافظة السابقة، من الشركات المصنعة ضمان أن تكون 22% من مبيعاتها السنوية عام 2024 من السيارات عديمة الانبعاثات.
إعلانومن المقرر أن ترتفع هذه النسبة إلى 28% عام 2025، وتصل إلى 80% بحلول عام 2030. وتواجه الشركات غرامات تصل إلى 15 ألف يورو (15.5 ألف دولار) عن كل سيارة لا تحقق الحصة المطلوبة، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز.
ورغم الأداء القوي، يُقدّر أن الشركات المصنعة أنفقت 1.8 مليار يورو (1.9 مليار دولار) على شراء اعتمادات لتجنب العقوبات المحتملة. وأعربت وزارة النقل عن ثقتها في أن المرونة الموجودة في الخطة ستمنع فرض غرامات على الشركات المصنعة خلال عام 2024.
تحديات تبني السيارات الكهربائيةولا تزال الطلبات على السيارات الكهربائية في قطاع التجزئة فاترة، حيث يختار 10% فقط من المستهلكين السيارات الكهربائية. وأجبرت هذه الحالة شركات السيارات على تقديم حوافز كبيرة للامتثال للحصص الحكومية.
وسلطت صحيفة فايننشال تايمز الضوء على مخاوف الصناعة من أن الدفع نحو التبني السريع قد يؤدي إلى فقدان الوظائف، وهذا دفع الوزراء في حزب العمال إلى إطلاق مشاورات لتخفيف متطلبات خطة السيارات عديمة الانبعاثات.
وتشمل المشاورات استكشاف السماح ببيع السيارات الهجينة جنبا إلى جنب مع السيارات عديمة الانبعاثات بين عامي 2030 و2035. كما تبحث في توسيع نظام تداول الاعتمادات، وهذا يتيح للمصنعين شراء الاعتمادات من المنافسين للوفاء بحصصهم.
وأعربت شركات تصنيع السيارات، مثل كيا، عن قلقها بشأن الزيادة الكبيرة في متطلبات خطة السيارات عديمة الانبعاثات. وصرح بول فيلبوت، رئيس كيا في المملكة المتحدة، أن القفزة من 33% عام 2026 إلى 80% عام 2030 تمثل تحديا كبيرا.
ورغم أن كيا على المسار الصحيح لتحقيق أهدافها لعامي 2024 و2025، شدد فيلبوت على الحاجة إلى حوافز إضافية لتسهيل الانتقال وتسريع الزخم.
وذكرت وزارة النقل أنها استثمرت 2.3 مليار يورو (2.37 مليار دولار) لدعم الانتقال إلى السيارات الكهربائية، ونشرت أكثر من 72 ألف محطة شحن عامة في جميع أنحاء البلاد.
إعلانومع ذلك، ترى الجهات الفاعلة في الصناعة أن هناك حاجة إلى المزيد من الحوافز، خاصة للمستهلكين العاديين، للحفاظ على النمو والوفاء بالأهداف الطموحة في المستقبل.
تداعيات اقتصادية وسياسيةوأكدت صحيفة فايننشال تايمز على التداعيات الأوسع لفشل تحقيق الأهداف، مشيرة إلى العواقب الاقتصادية المحتملة على الشركات المصنعة وصناع السياسات على حد سواء.
ورغم أن عام 2024 كان عاما قياسيا لمبيعات السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة، فإن عدم تحقيق أهداف الحكومة يبرز التحديات التي تواجه تحقيق التوازن بين التبني السريع والسياسات الاقتصادية المستدامة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات السیارات الکهربائیة فی صحیفة فایننشال تایمز فی المملکة المتحدة مبیعات السیارات الشرکات المصنعة عام 2024
إقرأ أيضاً:
انخفاض صادرات السيارات في المغرب بسبب ضعف الطلب الأوروبي
انخفضت صادرات صناعة السيارات في المغرب للشهر الرابع توالياً وسط ضعف الطلب في الاتحاد الأوروبي والتحول المتسارع نحو السيارات الكهربائية.
سجلت صادرات القطاع 49 مليار درهم (5.3 مليار دولار) خلال الأشهر الأربع الأولى من العام الجاري، بانخفاض سنوي يناهز 7%، وفقاً لبيانات مكتب الصرف، الجهاز الحكومي المعني بإحصائيات التجارة الخارجية. ورغم الانخفاض المستمر لا تزال هذه الصناعة أول قطاع تصديري في المملكة.
بلغت صادرات القطاع العام الماضي مستوى قياسي بنحو 157.6 مليار درهم. وقد تجاوز القطاع منذ سنوات قطاع الفوسفات الذي كان أكثر منتجات المغرب تصديراً.
تضم منظومة صناعة السيارات في المغرب شركتين كبيرتين، "رينو" و"ستيلانتيس"، حيث تصل نسبة المكوّن المحلّي في إنتاج السيارات حالياً إلى أكثر من 65%. يعمل في القطاع أكثر من 260 شركة تُشغّل ما يناهز 230 ألف عامل، وتبلغ القدرة الحالية 700 ألف سيارة، على أن ترتفع إلى مليون هذا العام بدعم مشاريع التوسعة في المصنعين.
أسباب تراجع صادرات السيارات المغربية
لم يصدر حتى الآن أي تفسير رسمي للتراجع المستمر في أهم قطاع تصديري في اقتصاد المملكة. قلل عضو في الجمعية المغربية لصناعة السيارات، التي تضم الشركات العاملة في القطاع، من هذا الانخفاض معتبراً أنه "مؤقت وأن الانتعاش سيظهر خلال الأشهر المقبلة". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له التصريح أن "أي قراءة للقطاع يجب أن تأخذ بعين الاعتبار السنة بأكملها".
يعود آخر انخفاض لصادرات السيارات في المغرب إلى عام 2020 حين انهار الطلب تحت تأثير أزمة "كوفيد-19". لكن القطاع عاد بعد ذلك بتسجيل نمو مستمر بأكثر من 10%.
سبب انخفاض صادرات السيارات في المغرب يوجد حتماً في الاتحاد الأوروبي حيث توجه الشركات المصنعة كامل إنتاجها. في بداية الشهر الجاري حذر رئيسا شركتي "ستيلانتيس" و"رينو" جون إلكان ولوكا دي ميو من ضعف الطلب في سوق الاتحاد. حيث قالا في تصريحات لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية بداية الشهر الجاري إن "سوق السيارات الأوروبية في تراجع منذ خمس سنوات، وهي السوق العالمية الرئيسية الوحيدة التي لم تعد إلى مستواها قبل جائحة كوفيد".