في إطار تفسيره لسورة البقرة، الآية 244، ألقى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، الضوء على مفهوم القتال والجهاد في الإسلام، مشددًا على أن الدين الإسلامي لا يدعو إلى القتال لأغراض دنيوية أو لتحقيق مصالح شخصية، وإنما يقيده بشروط وأهداف شرعية سامية.

القتال في سبيل الله لا لتحقيق المكاسب

وأوضح جمعة أن القتال في الإسلام مشروط بأن يكون في سبيل الله فقط، أي لتحقيق أهداف نبيلة مثل رد العدوان، الدفاع عن الحق، إقامة العدل، ومنع الفساد في الأرض.

 

وأكد أن الإسلام يرفض القتال الذي يهدف إلى تحقيق شهوات شخصية أو الهيمنة، مشيرًا إلى أن أي قتال يخرج عن هذا الإطار لا يمكن اعتباره جهادًا.

الجهاد بين النفس والقتال

وأشار جمعة إلى أن الجهاد في الإسلام مفهوم واسع يشمل:

الجهاد الأكبر: وهو جهاد النفس، الذي يتطلب من الإنسان مجاهدة شهواته وضبط نفسه للالتزام بالطاعات والابتعاد عن الشر.الجهاد الأصغر: وهو القتال المشروع الذي يكون في ظروف محددة ووفقًا لضوابط شرعية دقيقة.

وأضاف أن الجهاد ليس دعوة للقتل العشوائي، بل يستوجب تمييزًا بين البريء والمعتدي، والتزامًا بالقواعد الأخلاقية والشرعية التي تحفظ الأرواح والممتلكات.

النوايا هي الأساس في الجهاد

وشدد جمعة على أن الله وحده يعلم النوايا، ولا يمكن خداعه بادعاء أن القتال في سبيل الله إذا كان الهدف الحقيقي مغايرًا لذلك. وبيَّن أن العمل الخالص لله يجب أن يكون نقيًّا من أي رياء أو مصالح شخصية.

رفض الفساد في الأرض

وأشار إلى أن الإسلام يدين الفساد في الأرض بشتى صوره، مثل تدمير الزرع والنسل بلا مبرر شرعي. واستشهد بقوله تعالى:"وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ"
وأكد أن من يسعى في الأرض بالإفساد لا يمكن اعتباره مجاهدًا في سبيل الله، بل هو عدو للحق والخير.

القرض الحسن: دعوة للعطاء الخالص

في ختام تفسيره، تحدث جمعة عن مفهوم "القرض الحسن" الذي ورد في الآية، موضحًا أن تقديم الخير لله – سواء بالمال أو الجهد – يعادل القرض الذي يضاعفه الله للإنسان أضعافًا كثيرة. ودعا إلى التزام النقاء والإخلاص في العمل لتحقيق مرضاة الله ومصلحة الإنسانية.

بهذا التفسير، يضع الدكتور علي جمعة الإطار الأخلاقي والشرعي الصحيح لمفهوم الجهاد في الإسلام، مؤكدًا على قيم العدل، الرحمة، وضبط النفس التي يجب أن تميز أي عمل يُقدم في سبيل الله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة القتال الجهاد الإسلام الجهاد في الإسلام الجهاد فی الإسلام فی سبیل الله

إقرأ أيضاً:

أمير القصيم: الملك عبدالعزيز وحد المملكة لخدمة الإسلام لا لمكاسب دنيوية .. فيديو

الرياض

أكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، أمير منطقة القصيم، أن الملك عبدالعزيز – رحمه الله – لم يكن يسعى لتوحيد المملكة من أجل أهداف حزبية أو عقائدية أو دنيوية، بل كان دافعه الأول والأخير خدمة الإسلام والمسلمين.

وأوضح سمو الأمير خلال حديثه مع قناة “الإخبارية2″، أن الملك عبدالعزيز كان يرى في خدمة مكة المكرمة والمدينة المنورة مسؤولية عظيمة، لا مكسبًا، معتبرًا إياها وسيلة لنيل رضا الله عز وجل وخدمة بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

وفيما يتعلق بدور الملك عبدالعزيز في توحيد الصف، قال سموه: “النية الطيبة، وبعد النظر، والسياسة العميقة للملك عبدالعزيز، تبعتها خطوات عملية، كان من أبرزها التشاور مع علماء المسلمين، حيث لم ينفرد بالرأي، بل دعا إلى عقد لقاء لجمعية عمومية للعلماء، اجتمعوا وتدارسوا الأمر معًا”.

وأضاف: “الملك عبدالعزيز – رحمه الله – تشاور أيضًا مع كبار ووجهاء مكة من آل الشيبة وأشراف أهلها المعروفين بعلمهم، ولم يقتصر على تعيين أئمة من منطقة واحدة داخل الجزيرة، بل أرسل إلى الجامع الأزهر في مصر، واستقدم أبناء أبو السمح، وعينهم أئمة في الحرم المكي، حرصًا منه على التوازن بين جميع مناطق المملكة، ولتأكيد أن ما يجمع الأمة هو الدين وكتاب الله وسنة نبيه”.

واختتم سموه حديثه بالإشارة إلى جهوده في تأليف كتاب عن الملك المؤسس، بهدف تعريف الأجيال الجديدة بفضل هذا المؤسس الذي أسهم في توحيد البلاد على أسس دينية وتوحيد الإمام.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/imI4k_50ZAP22m6t.mp4 https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/05/qmiZ1zR5K_OQxbxu.mp4

 

مقالات مشابهة

  • أحمد الفرماوي: يوم عرفة سيد الأيام وصيامه يكفّر ذنوب عامين
  • عبارات عن أول جمعة من ذي الحجة 1446 - 2025
  • روسيا تحذر أوكرانيا: خياركم بين التفاوض أو الهزيمة في ساحة القتال
  • أمير القصيم: الملك عبدالعزيز وحد المملكة لخدمة الإسلام لا لمكاسب دنيوية .. فيديو
  • دعاء أول جمعة في ذي الحجة.. ردده بيقين يستجاب لك
  • عجائب الصلاة على النبي فى أول جمعة فى العشر من ذي الحجة.. لا حصر لها
  • رسالة سلام وعطاء .. إشادة دولية بجهود المملكة في خدمة ضيوف الرحمن
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة الخندق تثبت أن الإسلام لم يأت بمواقف عدائية ضد أحد
  • إنهيار قوات المليشيا بمحاور القتال المختلفة في كردفان
  • الهوية اليمنية .. عودة إلى الجذور وثبات على الأصالة