الأجنحة العربية بمهرجان الشيخ زايد.. رحلة في رحاب الأصالة والإبداع
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
يعد مهرجان الشيخ زايد 2024 ملتقى للاحتفاء بالحضارة والتراث العربي الأصيل، وذلك من خلال مشاركة مجموعة واسعة من الأجنحة تمثل سوريا، واليمن، ومصر، وبلاد الشام والعراق، والمغرب، والتي تبرز إرث دولها الثقافي بقالب يمزج ما بين الأصالة والإبداع.
وتأتي المشاركة العربية هذا العام بهدف تعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب، والتعريف بالتراث العريق لكل منها، وتسليط الضوء على الحرف اليدوية والصناعات التقليدية التي تعكس هويتها وثقافتها، ويتميز كل جناح بتصميم معماري يعكس هوية الدولة التي يمثّلها، حيث المحلات التجارية داخل هذه الأجنحة وكأنها أسواق شعبية، فيما يمكن للزوار الاستمتاع بتجربة تسوق فريدة مليئة بالألوان والروائح المميزة.
وقال سامح الشناوي، مدير الجناح المصري في مهرجان الشيخ زايد، إن المهرجان يشكل وجهة للزائرين من دول العالم مختلف، مشيرا إلى أن كل جناح يعد نافذة يطل منها الزوار على ثقافات العالم وعادات وتقاليد الشعوب.
وأضاف أن الجناح المصري يعكس الحضارة الفرعونية بمسلاتها المزخرفة ورموزها الهيروغليفية التي تحمل عبارات الترحاب بالزوار والشكر لدولة الإمارات، إضافة إلى محاكاة المعابد والمباني التاريخية في تصميم واجهته، بينما يدلل الشكل الخارجي للمحلات فيه على العمارة المصرية في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بما يحتويه من مشربيات وفوانيس إضاءة.
وأشار إلى أن الجناح يتميز بتقديم المنتجات اليدوية مثل الأقمشة المطرزة، والملابس المصنوعة من القطن المصري، والصدفيات والأرابيسك، ومنتجات خان الخليلي الشهير وسط القاهرة، والفخار التقليدي، والمشغولات النحاسية، بالإضافة إلى التحف والأنتيكات الشهيرة في مصر والتي تعبر عن العديد من الشخصيات والرموز والمعالم التراثية والسياحة فيها، كما يعرض الجناح عباءات نسائية ذات طابع تراثي، ويقدم المأكولات الشعبية التي تشتهر بها مصر.
وقالت كوثر هدين، مديرة الجناح المغربي، إن الجناح يحاكي في تصميم واجهته بوابات مدن مراكش والرباط بأقواسها المحفورة، لافتة إلى أن مهرجان الشيخ زايد يعتبر ملتقى لحضارات الشعوب من خلال الأقسام والأجنحة المختلفة للدول العربية والعالمية المشاركة فيه، والتي تعرض مكوناتها الثقافية وفنونها الشعبية المتنوعة.
وأضافت أن جناح المغرب، يتزين بمختلف المنتوجات التقليدية كالقفطان المغربي، وأدوات التجميل الشعبية كزيت الأرغان، و”العكر الفاسي”، إلى جانب الأحذية والمنحوتات على الطين، وصناعة الحفر على النحاس، مشيرة إلى تنظيم العديد من الفعاليات في الجناح ومنها العرس المغربي الذي يعيد إحياء الطقوس التقليدية الأصيلة، مترافقة مع ألحان الدقة المراكشية والعيساوة، ما يضيف لمسة ساحرة للأجواء.
بدوره قال علاء رمضان، مدير جناح بلاد الشام والعراق، إن واجهة الجناح تشكل بوابة بابل التاريخية في العراق مع عناصر من صحراء البتراء في الأردن، بينما استحضر التصميم الداخلي أجواء قصر بيت الدين في لبنان.
وأضاف أن الجناح يحتوي على المطرزات الأردنية والفلسطينية، مع تشكيلة متنوعة من الأكلات الشعبية الشهيرة، وزيت الزيتون والزعتر الفلسطيني، والشاي العراقي، لافتا إلى أهمية المهرجان الذي يتيح لزواره التعرف على ثقافات وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى، والتفاعل معها ضمن أجواء ترفيهية ممتعة.
ويتميز الجناح السوري بتصميم يحاكي العمارة الدمشقية القديمة، حيث تبرز الأقواس المزخرفة، والرخام المنقوش على الجدران، وهو ما يعكس الفن الإسلامي في الزخارف الهندسية والنقوش العربية التقليدية، ويضم معروضات تقليدية مثل الحرير الدمشقي الشهير، والأقمشة كالدامسكو، والصابون الحلبي، والخزفيات المزخرفة التي تعكس جمال الزخرفة العربية، فضلا عن الموزاييك، والمنسوجات الدمشقية المشغولة على النول القديم، والمأكولات والحلويات السورية المعروفة، والعصائر والمرطبات.
ويستوحي الجناح اليمني تصميمه من الطراز المعماري للمدن التاريخية مثل صنعاء القديمة، حيث تتزين البوابة الرئيسية بتصاميم خشبية محفورة ونوافذ مزينة بالزجاج الملون، وهو يعرض صناعات يدوية تقليدية مثل الجلود المزخرفة، والحُلي الفضية، والعسل اليمني، والصناعات النحاسية، والفضيات من خواتم وخناجر وسبحات، والبهارات اليمنية، والبخور اليمني الشهير، بالإضافة إلى القهوة اليمنية التي تُعد وفق التقاليد المحلية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
آلاف فرص العمل والوحدات السكنية المطلة على النيل إطلاق مدينة "جِريان" الذكية بمحور الشيخ زايد
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم إطلاق مشروع مدينة "جِريان" بمحور الشيخ زايد، بحضور عدد من كبار المسؤولين والمطورين العقاريين، ضمن جهود الدولة في التوسع العمراني وتقديم نموذج تنموي شامل يربط بين الزراعة والعقار والسياحة والتكنولوجيا الحديثة.
وألقى المهندس عبد الرحمن زيد، مدير قطاع التطوير والتصميم بشركة "نيشنز أوف سكاي"، عرضًا شاملًا حول المشروع، مؤكدًا أن "جِريان" تستمد اسمها من "جريان نهر النيل"، الذي يمثل القلب النابض للمشروع ومحور رؤيته التصميمية والبيئية.
وأوضح أن مدينة "جِريان" تأتي في قلب مشروع الدلتا الجديدة، الذي يضيف نحو 2.5 مليون فدان إلى الرقعة الزراعية بمصر، أي ما يعادل ربع الأراضي الزراعية الحالية، مشيرًا إلى أن المدينة تمثل الامتداد العمراني الذكي لهذا المشروع الزراعي الضخم، وتوفر بيئة مستدامة ترتبط مباشرة بنهر النيل كعنصر محوري.
وأشار إلى أن المدينة الذكية تم التخطيط لها على مساحة 1،600 فدان، بينها 325 فدانًا تمثل الامتداد المائي لنهر النيل داخل المدينة، بما يعادل 20% من المساحة، وتضم منطقة تجارية خدمية ضخمة بمساحة 265 فدانًا، تحمل طابعًا تراثيًا عالميًا، وتشكّل نقطة التقاء بين المحور المركزي ومحور الشيخ زايد.
مواصفات عالمية وتحالفات قوية:وأكد عبد الرحمن زيد أن المدينة تعتمد على أحدث التقنيات الذكية والبنية التحتية المستدامة، بالتعاون مع مكاتب استشارية عالمية مثل OBMI وSWA، وتمثل نموذجًا حضريًا متكاملًا يجمع بين الإنسان والمجتمع والطبيعة. وتعمل المدينة على جذب أفضل المشغلين في مجالات التعليم، والصحة، والثقافة، بالإضافة إلى التخطيط لمدينة إعلامية، وأخرى ثقافية، وفندق عالمي صديق للبيئة.
كما كشف وجود أبراج سكنيةوسياحية يصل ارتفاع بعضها إلى 80 طابقًا، ما جذب اهتمام كبرى الشركات الاستثمارية الدولية، بالإضافة إلى مدينة سكنية على مساحة 1000 فدان (63% من إجمالي المشروع)، سيتم تطويرها بالتعاون مع كبار المطورين العقاريين المصريين، لتقديم وحدات كاملة التشطيب تطل مباشرة على نهر النيل.
عمرو سليمان: مشروع "جريان" نقلة نوعية توفر جودة حياة واستثمارًا سياحيًا وعقاريًا في قلب التنمية الزراعية الجديدة ياسين منصور: مشروع "جريان" يوفر 100 ألف فرصة عمل سنويًا ويُعد نموذجًا للتنمية العمرانية الذكية فرص عمل وإيرادات ضخمة:أوضح زيد أن المشروع بدأ تنفيذه فعليًا منذ 5 أشهر، ومن المقرر الانتهاء منه خلال خمس سنوات، حيث سيوفر آلاف فرص العمل، إلى جانب مساهمته المنتظرة في دعم الاقتصاد المصري عبر عائدات عقارية وسياحية ضخمة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن "جِريان" ليست مجرد مدينة، بل رؤية حضارية متكاملة تهدف إلى رفع جودة الحياة للمواطن المصري، وتعزيز فرص الاستثمار، وتحقيق تنمية مستدامة قائمة على التكنولوجيا والطبيعة والتراث.