في خطوة إنسانية هامة، أطلقت مؤسسة “فاعل خير” مشروعًا خيريًا جديدًا تحت اسم “أمحضار”، يستهدف دعم وتعزيز الكتاتيب القرآنية في منطقة دوار تگنضوت التي تضررت بشكل كبير من الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز منذ أكثر من سنة.

ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود المستمرة لإعادة بناء المناطق المتضررة، ولكن هذه المرة عبر بوابة العلم والدين، حيث يهدف إلى توفير بيئة تعليمية ملائمة للأطفال لاستكمال تعليمهم القرآني رغم التحديات التي فرضها الزلزال.

فبعد الزلزال الذي ألحق أضرارًا جسيمة بالمرافق العامة والخاصة في دوار تگنضوت، كانت المدارس القرآنية من بين أولى المؤسسات التي تأثرت، ما دفع مؤسسة “فاعل خير” إلى إطلاق مشروع “أمحضار” في محاولة للحفاظ على هذا التراث العريق وضمان استمرارية التعليم الديني.

ويستفيد من مشروع “أمحضار” حوالي 67 طفلاً من دوار تگنضوت، الذين سيحظون بفرصة للعودة إلى دراستهم القرآنية في ظروف أفضل وأكثر ملائمة.

المشروع لا يقتصر فقط على ترميم البنية التحتية للكتاتيب القرآنية، بل يتعداه إلى توفير الكتب والمراجع الدراسية الحديثة، وكذلك الأدوات الضرورية مثل السبورات والأثاث المدرسي.

وبذلك، تسعى مؤسسة “فاعل خير” إلى ضمان بيئة تعليمية محفزة، قادرة على استيعاب الأطفال ومنحهم فرصة للتعلم والنمو في جو من الأمل والتفاؤل.

وتتمثل أحد أهم أهداف مشروع “أمحضار” في إصلاح وترميم الكتاتيب القرآنية التي تأثرت بشكل كبير من جراء الزلزال، حيث سيتم تدعيم الجدران، إصلاح الأسطح المتضررة، وتحسين الإضاءة والتهوية داخل القاعات الدراسية. كما تشمل المبادرة توفير كل ما يلزم من أدوات ومواد دراسية تساعد الطلاب في مواصلة تعليمهم دون انقطاع.

ويأتي هذا العمل التطوعي في إطار جهود عديدة تهدف إلى إعادة تأهيل المناطق المتضررة من الزلزال، لكن “أمحضار” يميز نفسه بتركيزه على تعليم الأطفال وتطوير قدراتهم الروحية والعلمية في نفس الوقت، الأمر الذي يجعل من المشروع نموذجًا مثاليًا يجسد روح التضامن والعطاء في أبهى صورة.

ويتوخى الهدف الأسمى لمشروع “أمحضار” في إعادة الأمل إلى نفوس الأطفال الذين عانوا من آثار الزلزال، حيث تمنحهم فرصة لاستعادة نشاطهم الدراسي مع المحافظة على ارتباطهم الديني. ففي ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، يبرز دور هذا المشروع كمنارة أمل تُضيء الطريق نحو مستقبل أفضل، إذ يمكن للأطفال مواصلة تعلم القرآن الكريم وتعاليمه وسط بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا.

ويشكل دعم الكتاتيب القرآنية في هذا التوقيت الحساس يعد بمثابة خطوة محورية نحو الحفاظ على الإرث الديني والثقافي في المناطق المتضررة، ما يعكس التزام مؤسسة “فاعل خير” بتعزيز المبادرات التي تسهم في تقدم المجتمع المحلي على كافة الأصعدة.

ويُظهر مشروع “أمحضار” كيف يمكن للمجتمع المدني أن يكون له دور فاعل في دعم المجتمعات المتضررة، ليس فقط من خلال تقديم المساعدات العاجلة، بل عبر المبادرات التي تركز على التنمية المستدامة. حيث يعتبر التعليم أحد ركائز هذه التنمية، ويبرز دور التبرعات والمساهمات الفردية في نجاح مثل هذه المشاريع، مما يعكس روح التضامن والوحدة في مواجهة التحديات.

 

المصدر: مملكة بريس

كلمات دلالية: أدوات مدرسية إصلاحات إعادة بناء التعليم الديني الزلزال الكتاتيب القرآنية دعم الأطفال فاعل خیر

إقرأ أيضاً:

تجمع فيه بين أكثر من حرفة.. مشروع “تصنيع دمى مشابهة” لشابة من السويداء

السويداء-سانا

تجمع الشابة نوف الحسين بين أكثر من حرفة يدوية ضمن مشروعها الجديد الخاص بتصنيع دمى مشابهة للشخصيات الإنسانية، الذي انطلقت به مؤخراً في محافظة السويداء.

فكرة المشروع كما تذكر الشابة نوف لمراسل سانا مقتبسة من رسم الأشخاص لكن بتقنية الخيط والسنارة، والتي تعد جديدة بالنسبة للسوق، ويتم تنفيذها بتقانة عالية، ويتحقق فيها التشابه بين الشخص والدمى، بنسبة أكثر من ٨٠ بالمئة.

وتشير نوف ٣٤ عاماً إلى اعتمادها بمشروعها الجديد الذي يحمل طابعاً فنياً جمالياً على توظيف مهاراتها بأكثر من حرفة، واستخدامها في الرسم بالسنارة، وفن الكروشيه، والتطريز ، والخياطة.

مواد متعددة تستخدمها نوف في مشروعها، تشمل كما تبين خيوط قطن “اليزا” التي تتميز بمتانتها، ونعومتها، وجودتها، وكذلك أسلاك نحاسية مطلية تستعمل لصنع مجسم سلك يوضع بقلب العمل، وسيلكون لصنع المفاصل ليساعد على طي الدمية، وخيوط قطن لتطريز الملامح، وإبرة تنظيف تستخدم لتوصيل قطع الملابس حسب اختيار الزبون، إما خياطة أو حياكة أو كروشيه.

نوف التي لازمها شغف العمل اليدوي منذ طفولتها تعتمد في تسويق ما تصنعه حالياً على وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركة أحياناً في المعارض أمام ضعف منافذ التسويق.

طموحات تحملها الشابة نوف لتوسيع وتطوير مشروعها، والوصول بمنتجات مشروعها إلى خارج سوريا، وذلك رغم ما تواجهه من صعوبات تتمثل بغلاء أسعار المواد الأولية.

ويضاف مشروع نوف الجديد إلى مشروعها المنزلي السابق التي مازالت تواصل العمل فيه منذ أكثر من ثلاث سنوات، ويركز على تصنيع حقائب و أوان بخيط الكليم، ودمى وتحف بالصوف، وتصميم تحف خشبية، وهدايا لمختلف المناسبات باستخدام الصوف وأسلاك المعدن، وتنفيذ ديكورات لغرف الأطفال.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • 1.3 مليون درهم مساهمات مجتمعية لدعم حملة “وقف الحياة”
  • نذير لكناوي: “مولودية الجزائر أحسنت الاستثمار في الأخطاء التي ارتكبناها”
  • وزير الطوارئ يبحث مع الاتحاد الأوروبي التحديات التي تواجه عودة اللاجئين وإمكانية تقديم الدعم
  • حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال في فرنسا: ما هي العقبات التي تواجه ماكرون؟
  • “حماس”: عملية حرميش رد مشروع على جرائم الاحتلال
  • فتح المساجد والمدارس القرآنية للتلاميذ طيلة أيام ” الباك”
  • أوقاف المنوفية تكرم الفائزين بالمراكز الأولى في المسابقة القرآنية الصوت الندي
  • “الأمم المتحدة” تصوت اليوم على مشروع قرار لوقف إطلاق النار بغزة
  • بالفيديو.. شاهد “سد المال” والهدايا التي قدمها الفنان مأمون سوار الدهب لزوجته الجديدة الحسناء حنين محمود عبد العزيز
  • تجمع فيه بين أكثر من حرفة.. مشروع “تصنيع دمى مشابهة” لشابة من السويداء