قضى 5 أيام بين الأسود والأفيال.. طفل من زيمبابوي ينجو من الموت بأعجوبة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
تمكن صبي من زيمبابوي يبلغ من العمر 7 سنوات من البقاء على قيد الحياة مدة 5 أيام في حديقة "ماتوسادونا" الوطنية، التي تُعد موطنا لأسود وأفيال وحيوانات مفترسة أخرى، وذلك بعد أن قطع مسافة تقارب 49 كيلومترا (30 ميلا) بعيدا عن منزله.
وبدأت الحادثة عندما تاه الصبي تينوتيندا بودو أثناء تجوله في محيط قريته بمنطقة ماشونالاند الغربية (شمال زيمبابوي)، ليجد نفسه وسط واحدة من أخطر الحدائق الوطنية في أفريقيا، حيث يعيش حوالي 40 أسدا، إلى جانب الفيلة وأفراس النهر والحيوانات البرية الأخرى.
وبحسب تصريحات عضو البرلمان المحلي موتسا مورومبيدزي، "أمضى تينوتيندا أياما في البرية نائما على الصخور، محاطا بزئير الأسود ومرور الأفيال، معتمدا على غريزته للبقاء على قيد الحياة".
???????????? MIRACLE IN ZIMBABWE
A 7-year-old boy, Tinotenda Pundu, survived 5 days in a lion-infested national park. Lost in the wild, he fed on berries, dug for water, and walked nearly 50km. He slept on rocky outcrops to avoid predators and was found thanks to his footprints.… pic.twitter.com/yuHUw51BFF
— Breaking News (@PlanetReportHQ) January 3, 2025
إعلانواستخدم الصبي مهارات البقاء التي تُدرّس في المجتمعات الريفية المعرضة للجفاف في زيمبابوي، فلجأ إلى تناول الفاكهة البرية وحفر آبار صغيرة في مجاري الأنهار الجافة باستخدام عصا ليحصل على الماء، ما ساعده في النجاة من خطر الجوع والعطش.
وعندما أدرك سكان قريته غيابه، أطلق أعضاء المجتمع المحلي، بالتعاون مع فريق من حراس المنتزه، حملة بحث مكثفة. واستخدم الأهالي الطبول يوميا لإرشاده إلى الطريق الصحيح. وبعد 5 أيام من البحث، تمكن حراس الحديقة من العثور عليه بعد ملاحظتهم لآثار أقدامه بالقرب من المنطقة.
ووصف عضو البرلمان الحادثة قائلا: "كان اليوم الخامس حاسما. عندما سمع تينوتيندا صوت سيارة أحد الحراس، ركض نحوها، وتم إنقاذه في اللحظة الأخيرة".
وتقع حديقة "ماتوسادونا" الوطنية على مساحة تزيد على 1470 كيلومترا مربعا، وهي من أكبر الحدائق في أفريقيا، وتشتهر بكثافتها من الأسود والحيوانات المفترسة الأخرى. وكانت الحديقة في وقت سابق من السنوات تضم واحدة من أعلى الكثافات السكانية للأسود في القارة.
وصرّح مسؤولون في هيئة إدارة المتنزهات والحياة البرية في زيمبابوي بأن قصة تينوتيندا تعكس أهمية تعليم المجتمعات الريفية مهارات البقاء على قيد الحياة، خاصة في المناطق التي تعيش فيها الحيوانات المفترسة. كما أضافوا أن هذه الحادثة هي تذكير بأهمية تعزيز الجهود لحماية الأطفال في المناطق القريبة من المحميات الطبيعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
أحمد الأشعل يكتب: العرب وتحدي البقاء
في هذه اللحظة التاريخية العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية، تتجدد الحاجة الماسة إلى التمسك بوحدة الصف العربي كدرع واقٍ، وكحائط صد في وجه العواصف التي تهب على المنطقة من كل اتجاه.
فالعالم من حولنا يتغير، والرياح تتبدل، والتهديدات تتربص بنا عند كل منعطف، لكن دروس التاريخ واضحة: وحده الصف العربي المتماسك هو من يحمي الأمة ويصون كرامتها.
إن ما يجمع العرب ليس مجرد روابط جغرافية أو مصالح اقتصادية آنية، بل يجمعهم تاريخ عميق، صاغته حضارات متعاقبة وتراث ثقافي وروحي مشترك، ودماء امتزجت على مر العصور دفاعًا عن الأرض والكرامة. من هنا، تبرز العلاقة بين مصر والسعودية كنموذج حي على قدرة العرب على الاتحاد والتكامل. علاقة لم تكن يومًا قائمة على المجاملة أو البروتوكول، بل على أسس صلبة من المصالح المشتركة والمصير الواحد.
حينما نرى أكثر من 2.5 مليون مصري يعملون في السعودية، ونرى أكثر من مليون سعودي يعيشون على أرض مصر، ندرك أن هذه العلاقة ليست مجرد تلاقي مصالح، بل هي نسيج حي من الأخوة والتكامل. هذه العلاقة تقدم للعالم درسًا مهمًا: أن ما يجمع العرب أكبر من أي خلاف عابر، وأن ما يربطهم يعلو فوق أي اختلاف في السياسات أو الآراء.
لكن في هذا العصر، تحوّلت “السوشيال ميديا” إلى ساحة معارك وهمية، تُبث فيها الشائعات وتُنفخ فيها نيران الفرقة. أصوات مأجورة، تمتهن إثارة الفتن، تزرع بذور الشك في قلوب البسطاء، في محاولة يائسة لكسر الصف العربي. وهنا يجب أن نكون على وعي كامل: ما يُقال على منصات التواصل لا يمثل حقيقة المشاعر الشعبية، ولا يعكس جوهر العلاقات العربية الأصيلة. الحقيقة التي لا تتبدل هي أن مصر والسعودية، ومعهما كل قلب عربي صادق، يعرفون أن مصير الأمة واحد، وأن قوتنا الحقيقية في وحدتنا لا في انقساماتنا.
وكما قال عمرو موسى يومًا: “هناك من يريد كسر العمود العربي.” هذا العمود، الذي يمثله تحالف القاهرة والرياض ومن حولهما، هو ضمان بقاء الأمة في وجه مخططات الهيمنة ومشاريع التقسيم. إن وحدة الصف العربي لم تكن يومًا ترفًا سياسيًا، بل هي شرط البقاء: بقاء أمة أو زوالها.
من هنا، تأتي رسالتي إلى كل عربي شريف: الأمة التي أسسها تاريخ مجيد، وصاغها تراث حضاري عريق، لا يمكن أن تنكسر ما دامت مصر والسعودية واقفتين كتفًا بكتف، قلبًا واحدًا في مواجهة المؤامرات. هذه الأمة التي أنجبت العلماء والمفكرين، وواجهت الغزاة على مر العصور، لن يُكتب لها الاندثار ما دام فيها رجال ونساء يذودون عن شرفها ووحدتها.
أما أولئك الذين يظنون أن خلاصهم خارج الصف العربي – في أحضان قوى أجنبية أو مشاريع دخيلة – فليعلموا أن من احتمى بغير أهله وتخلى عن عروبته، سينتهي به المطاف إلى مصير الدويلات الصغيرة التي لا تقوى على مواجهة العواصف بمفردها. فالتاريخ لا يرحم الضعفاء، ولا يحمي من اختاروا التبعية على حساب الكرامة.
في هذا المنعطف التاريخي، نحن جميعًا – حكومات، وشعوبًا، ومثقفين، وإعلاميين – أمام مسؤولية كبرى: أن نعيد بعث مشروع عربي موحد، مشروع ينقذ الأمة من شتاتها ويعيدها إلى مكانها الطبيعي بين الأمم. مشروع يقوم على الشراكة والصدق والوعي بالمصير المشترك، بعيدًا عن الطائفية والأصوات النشاز التي لم تجلب لنا سوى الخراب.
مصر والسعودية تقدمان لنا اليوم القدوة والنموذج: تعاون اقتصادي وثقافي وأمني، يدًا بيد في مواجهة التحديات، وصوتًا واحدًا يعلن للعالم أن العرب باقون، مهما حاولت قوى الخارج النيل من عزيمتهم. من هذه العلاقة الصلبة، يمكن لكل العرب أن يستلهموا دروسًا ثمينة: أن وحدتنا هي قوتنا، وأن تماسكنا هو جسرنا لعبور كل الأزمات.
وإذ نطوى هذه الصفحات التي كتبها التاريخ العربي منذ آلاف السنين، نوقن أن هذه الأمة التي واجهت غزاة الأمس وصانعي الفتن اليوم، ستظل حية نابضة بقيمها وأصالتها. لقد قاوم العرب على مدى العصور كل محاولات التفرقة والاستلاب، بدءًا من الغزوات الصليبية والمغولية، مرورًا بالاستعمار الذي ظن أنه أطفأ جذوة العروبة، وصولًا إلى المؤامرات الحديثة التي تُدار من خلف البحار.
واليوم، في خضم هذه الرياح العاتية التي تتلاطم فيها أمواج الفتن والأطماع، يقف الصف العربي كجدار التاريخ الأخير، جدارٌ بناه الأجداد بدمائهم، وزيّنه الأبناء بوفائهم، وسنحميه نحن بوعيٍ لا يعرف التخاذل. فالصف العربي ليس مجرد خيار، بل هو ميراث الأجيال الذي حفظ لنا الوجود والكرامة.
وليعلم كل من يراهن على انهيار هذه الأمة أن العروبة عصية على الموت. لقد مرت على أرض العرب دول زالت، وإمبراطوريات اندثرت، وبقيت راية العروبة خفاقة في سماءٍ لن تنكسر. ستظل العروبة مشعلاً ينير دروب أبنائها، حتى وإن حاولت قوى الظلام طمس نورها.
فهذه الأرض التي أنجبت الأهرام وبنت مدائن العرب الشامخة، ستظل دائمًا تصدح بلسان عربي واحد: “نحن أمةٌ واحدة، يجمعنا التاريخ والمصير، ولا مكان للفرقة بيننا. فمن احتمى بغير الصف العربي، اختار طريق الزوال.”
وليبقَ الصف العربي درعًا للأمة، وصوتًا للحق، وصدىً لتاريخٍ لا يعرف إلا المجد. ولتبقَ مصر والسعودية وكل شقيق عربي واقفين كتفًا بكتف، لتظل أمتنا العربية — من المحيط إلى الخليج — أمةً لا تنكسر.