جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-30@13:58:15 GMT

نحو اقتصاد أكثر متانة

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

نحو اقتصاد أكثر متانة

 

علي حبيب اللواتي

 

نشر الأستاذ حاتم الطائي رئيس تحرير جريدة الرُّؤية، مقالته الأسبوعية يوم الأحد، بتاريخ 4 يناير 2025، دعا فيها الحكومة الرشيدة إلى توسيع حجم القطاع الخاص ودعمه، من خلال اقتراح إنشاء مليون شركة جديدة (متوسطة وصغيرة ومُتناهية الصغر)، خلال الخطة الخمسية المُقبلة (2026- 2030) لتكون قاعدة لاقتصاد أكثر متانة وثباتًا.

ولا شك أنَّ مثل هذه المقترحات تساعد على رفع الناتج المحلي الإجمالي إلى مستويات أعلى، ليتحول الاقتصاد الوطني من ريعي يعتمد على إيرادات النفط والغاز إلى اقتصاد إنتاجي يعتمد على استثمار جميع خيرات الوطن، ومن خلاله يُمكن استيعاب جميع الباحثين عن عمل والمسرحين ومخرجات التعليم السابقة والقادمة بإذن الله وتحقيق عوائد مالية للدولة وللمجتمع والأفراد.

إنها رؤية واقعية سبق أن طبقتها جمهورية الصين؛ حيث وسَّعت القاعدة الاقتصادية لديها وواصلت تقديم الدعم المالي للقطاع الخاص، وتهيئة البيئة التجارية والإنتاجية لتحفيز الإنتاج وقد نجحت في ذلك بجدارة.

وإذا ما أردنا تحقيق ذلك الأمر في عُمان، يتطلب الأمر المقترحات التالية:

1. إحداث تغيرات في القوانين والتشريعات وجعلها أكثر تناسقاً وتكاملا.

2. خفض جميع أنواع الكلف المؤثرة في الإنتاج كالخدمات الحكومية المقدمة لتلك الشركات الجديدة (الكهرباء والغاز والوقود) سواء كانت إنتاجية للسلع أو الخدمات.

3. خفض وتعديل أو إلغاء كل ما يرفع من تكلفة الإنتاج سواء المباشرة أو غير المباشرة كالقوانين والإجراءات وجعلها محفزة.

4. خفض الضرائب بأنواعها المؤثرة على الإنتاج فهي بالتأكيد ترفع من كلفة الإنتاج.

5. كبح مظاهر إغراق السوق بالعمالة الوافدة، وضبط العمالة الهاربة، وإيقاف تحويل إقامات حاملي تأشيرات الزيارة إلى إقامة عمل مباشرة، حيث يتوجب قفل هذا الباب لما يسببه من آثار سلبية على الوظائف المتاحة للمواطنين ذوي الكفاءة، وكذلك حل مشكلة حاملي بطاقات الاستثمار الذين يجوبون الولايات بحثا عن وظيفة وهم مقيدين في الحكومة على أنهم مستثمرون.

6. إصدار تشريع وضوابط ذكية تمنع من إغراق السوق بالمنتجات الأجنبية الموجود لها نظير محلي لكي لا تسيطر على السوق وتعيق نجاح المنتجات الوطنية وتطويرها.

7. إنشاء محكمة تجارية مفصلة لتكون ضماناً لتطبيق القوانين والتشريعات من دون تأخير تتميز بسرعة البت في القضايا المرفوعة لها، حيث التأخير يرفع من كلفة الإنتاج ويعطل تلك الشركات ويُضيع الحقوق.

8. نشر منظومة العمل المهني في كل ولايات السلطنة؛ حيث من خلالها يمكن استيعاب الكثير من الشباب المهني من خلال استحداث سجل تجاري جديد مختص بالمهن له تطبيقات محفزة للإنتاج مخصص للمواطنين، حيث تعتبر الحوض الأوسع لاستيعاب شباب الوطن، حوض يتوسع ويمتد طبيعياً بتوسع حجم الولايات وإزياد عدد سكانها. وقد سبق أن تطرقت إلى أهمية وكيفية بناء منظومة العمل المهني، في مقالتين بجريدة الرؤية.

9. تهيئة الكوادر الطبية والتعليمية لإدارة المستشفيات والمدارس الجديدة لكي لا يتم الاستعانة بالوافدين فيها إلا بالقدر المحدود فقط، والكوادر الزائدة يتم دعم رواتب تشغليها في القطاع الخاص.

10. السماح بإنشاء جمعيات استهلاكية تعاونية؛ وذلك بإيجاد تشريع يعمل على تحفيزها وتوسعها وانتشارها في الولايات؛ لما لها من إيجابيات على المجتمع وعجلة الاقتصاد ودوران حركة الأموال في الوطن بدلًا من تحويلها للخارج، حيث ستقوم تلك الجمعيات بتوفير أعمال للشباب وتكون أسواق مفتوحة لاستيعاب المنتجات المحلية.

11. توسعة الاقتصاد يمكن تحقيقه بدعم قطاع الزراعة والتصنيع الغذائي وقطاع التصنيع السمكي؛ فيتم تغير التشريعات والإجراءات المعطلة لتواكب روح التوسع والانتشار؛ وهنا يمكن تشجيع خريجي الكليات تخصص زراعة وأسماك بأن يصدر لهم سجل مهني وطني خاص بهم يحمل ويتضمن مميزات تحفزهم للبدء في مشروعهم الذاتي مع توفير دعم لهم.

12. تشجيع إنشاء شركات متوسطة وصغيرة لتمارس أنشطة تحويل المشتقات النفطية الأولية المحلية إلى منتجات متكاملة أو شبه متكاملة تدخل في الصناعات التحويلية الأخرى.

ختاما.. أود أن أؤكد على أنَّ تكاتف القطاع الخاص الوطني والعام الرسمي في تنسيق تام بينهما في علاقة متكاملة يشد بعضها البعض هو السبيل الوحيد إلى النجاح في تنويع مصادر الدخل الوطني؛ علاقة بعيدة ثابتة مستقرة ذات رؤية تنظر للقطاع الخاص بأنه المستقبل الواعد للوطن، علاقة تبتعد عن روح الترصد والجباية والعقاب. وتحقيق ذلك لا يتم إلا بتكاتف المجتمع الوفي والحكومة الموقرة والسير معًا في طريق تحقيق الإنجازات تحت رؤية القيادة الحكيمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«مطارات عُمان» تواصل استثمار أراضي المطار نحو اقتصاد لوجستي متكامل

العُمانية: وقّعت «مطارات عُمان» اتفاقية جديدة لتأجير أرض استثمارية في المرحلة الثانية من بوابة الشحن الجوي - المنطقة اللوجستية بمطار مسقط الدولي، لإقامة مشروع ورشة متخصصة في إصلاح إطارات ومكابح الطائرات. وقّع الاتفاقية عن «مطارات عُمان» أحمد العامري، الرئيس التنفيذي للشركة، ومن جانب شركة القمة المتحدة للأعمال حسين بن عبدالله الحداد، رئيس مجلس الإدارة.

ويُقام المشروع على أرض تبلغ مساحتها نحو 7274 مترًا مربعًا، وبتكلفة استثمارية تُقدّر بحوالي 5 ملايين ريال عُماني، على أن تتولى شركة «ماخ أيروسبيس إنترناشيونال» تقديم خدمات الفحص والإصلاح وإعادة التأهيل لعجلات ومكابح طائرات من طراز «إيرباص 320» و«بوينج 787» وفق أعلى المعايير الفنية والتشغيلية المعتمدة في هذا المجال، بما يُسهم في تعزيز كفاءة وسلامة العمليات التشغيلية في المطار.

وأوضح أحمد بن سعيد العامري، الرئيس التنفيذي لـ«مطارات عُمان»، أن الاتفاقية تُمثّل بداية استثمار الأراضي المحيطة بمنطقة مطار مسقط الدولي، التي تم الإعلان عنها مؤخرًا، في إطار سعي «مطارات عُمان» لاستكشاف فرص تطوير واستثمار الأراضي الواقعة ضمن نطاق مطار مسقط الدولي.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن «مطارات عُمان» وضعت خطة رئيسية متكاملة لتعظيم الاستفادة من المخطط العام للأراضي الواقعة ضمن نطاق مطار مسقط الدولي، بما يتيح تطوير مشاريع نوعية تتماشى مع الرؤية المستقبلية للمنطقة.

وأضاف: إن «مطارات عُمان» تسعى إلى تعزيز الجانب التجاري للمطار من خلال توسيع نطاق مرافق الضيافة، والترفيه، والتجارب التفاعلية، والخدمات المتنوعة، وهو ما من شأنه رفع القيمة الاستثمارية للأراضي، وزيادة العوائد من المشروعات المباشرة والمشتركة، والمساهمة المرجوة في تعظيم الدخل الناتج عن الاستثمار في قطاع التطوير العقاري.

وأكد أحمد العامري أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن إطار الاستراتيجية الشاملة التي تنفذها «مطارات عُمان» لتحويل أراضي مدن المطارات إلى منصات اقتصادية ولوجستية نشطة، تدعم التنويع الاقتصادي وتُرسّخ مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي متكامل في قطاع الطيران والخدمات المساندة.

من جانبه أوضح حسين عبدالله الحداد، رئيس مجلس إدارة شركة القمة المتحدة للأعمال، أن الاتفاقية تُمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق الشراكة الاستراتيجية بين الحكومة والقطاع الخاص لاستثمار الفرص المتاحة في مدينة مطار مسقط الدولي، إحدى بوابات الفرص والجمال في سلطنة عُمان.

وأكد في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية سعي الشركة إلى بحث الفرص الاستثمارية المتاحة في الأراضي المحيطة بمنطقة المطار، لافتًا إلى أن إنشاء هذه الورشة لإصلاح إطارات ومكابح الطائرات يأتي استجابة لحاجة حقيقية ومتزايدة، خاصةً مع النمو التصاعدي في عدد رحلات الطيران والمسافرين عبر مطار مسقط الدولي.

وأضاف حسين الحداد: إن وجود مثل هذه الورش داخل أرض المطار يُسهم في توفير الوقت والجهد على شركات الطيران عند التعامل مع الأعطال الفنية الطارئة، مما يُساعد على تقليل فترات التأخير وضمان انسيابية الرحلات الجوية.

يُذكر أن الفترة الماضية شهدت توقيع سلسلة من الاتفاقيات الاستثمارية النوعية التي تعكس هذا التوجه الاستراتيجي، من أبرزها توقيع اتفاقية مع شركة «راكيش باندي للذهب» لتطوير منشأة عالمية لتكرير الذهب باستثمار يناهز 30 مليون دولار أمريكي، واتفاقية مع «ثروات الخليج العالمية» لإنشاء أكاديمية تدريب ومركز بحث وتطوير للطائرات بدون طيار، باستثمار بلغ 11 مليون ريال عُماني.

كما تم توقيع اتفاقية مع شركة «أنحاء العالم الواحد للممتلكات» لإنشاء مستودع جمركي حديث على مساحة 40 ألف متر مربع، باستثمار قدره 7 ملايين ريال عُماني، إلى جانب اتفاقية مع «سِنان للصناعات المتقدمة» لتأسيس مركز بحث وتصنيع للتقنيات الحديثة باستثمار بلغ 2 مليون ريال عُماني.

وفي قطاع الضيافة، أبرمت «مطارات عُمان» اتفاقية امتياز مع شركة «زهرا لخدمات المطار» لتشغيل فندق المطار في الجانب الأرضي، باستثمار قدره 1.6 مليون ريال عُماني.

وتُجسّد هذه المشاريع المتكاملة - وعلى رأسها الاتفاقية الجديدة - التزام «مطارات عُمان» بتوفير بيئة استثمارية محفّزة تستقطب مشاريع نوعية تترك أثرًا ملموسًا في مجالات متعددة، تشمل تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، ودعم الابتكار، وتوسيع خدمات المطار، وتعزيز جاهزيته لاستيعاب النمو المتزايد في حركة الطيران والشحن الجوي.

وتؤكد هذه الاتفاقيات مجددًا التوجه الطموح لـ «مطارات عُمان» نحو تعظيم الإيرادات غير الجوية، ومواءمة الجهود مع مختلف شركاء المنظومة اللوجستية الوطنية، بما يُسهم في دعم الاقتصاد الوطني وترسيخ مكانة السلطنة كمركز أعمال واستثمار إقليمي.

مقالات مشابهة

  • قسام لـ سانا: نأمل أن يُسهم هذا التعاون في رفع جودة الخدمات، وتحقيق عوائد اقتصادية مجدية، وفتح آفاق جديدة للشراكة مع القطاع الخاص محلياً ودولياً، في إطار رؤية الهيئة حتى عام 2030
  • «مطارات عُمان» تواصل استثمار أراضي المطار نحو اقتصاد لوجستي متكامل
  • هل يمكن تفكيك اقتصاد حزب الله؟.. تقرير لشبكة CNBC يُجيب
  • التجمع الوطني للأحرار يعلن أنه مستعد لتنزيل وتنفيذ رؤية الملك من مختلف المواقع والمسؤوليات
  • التجمع الوطني للأحرار يعلن أنه مستعد لتنزيل وتنفيذ رؤية  الملك من مختلف المواقع والمسؤوليات
  • “خارج الصندوق”.. مسرحية تفاعلية تشجع على التعليم المهني .. فيديو وصور
  • كلية TETR تدفع نحو اقتصاد المعرفة
  • وزير الشئون النيابية يؤكد خلال لقائه السفير السعودي متانة العلاقات بين البلدين
  • وزير العمل: نُطوّر التدريب المهني في مصر لخدمة وظائف الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة
  • الحصري لـ سانا: مشروع تحويل مطار المزة من مطار عسكري إلى مطار مدني مخصص للطيران الخاص ورجال الأعمال، كجزء من رؤية تنموية متكاملة تهدف إلى تنويع أنماط الطيران في سوريا وتخفيف الضغط التشغيلي عن مطار دمشق الدولي وخلق نقطة جذب استثمارية وتجارية متخصصة