موقع النيلين:
2025-07-07@16:55:50 GMT

عادل الباز يكتب: أمن يا جن

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

1استوقفني فيديو تم تداوله بكثافة خلال الأيام الماضية، يظهر فيه طالب في قاعة الامتحانات وهو بكامل لباسه العسكري يهتف: “أمن يا جن”. أثار ذلك في ذهني سؤالًا: هل غيرت الحرب، ضمن ما غيرت، نظرة هذا الجيل الجديد إلى الأمن؟
كان جهاز الأمن في أيامنا (يا حليل أيامنا) سواء في الجامعة أو بعدها، وإلى عهد قريب، يُعد بعبعًا سيئ السمعة.

كانت النظرة إلى المنتمين إليه مليئة بالريبة والشكوك. ساهمت في تكريس هذه الصورة قوى اليسار واليمين التي سعت لرسم صورة مشوهة لدور جهاز الأمن في حفظ أمن البلاد، وحصرته في أدوار القمع والسجون والإرهاب وبيوت الأشباح.
كانت أغلب الهتافات السياسية في المظاهرات توجه ضد الجهاز، ولا أذكر مظاهرة في الجامعة لم يُردد فيها شعار “جهاز الأمن جهاز فاشستي”، حتى قبل أن نفهم معنى “فاشستي”. لم نكن نعرف عن الجهاز سوى أنه يتربص بمعارضي النظام، يسجنهم، يقمعهم، ويعذبهم.
2
عبر تاريخ جهاز الأمن، ظلت هذه صورته في المخيلة العامة منذ تأسيسه كجهاز أمني تابع لوحدة المخابرات البريطانية (MI6). وقد تحدث عنه “إدرود عطية” في كتابه “An Arab Tells His Story”، حيث عمل ضابطًا في جهاز المخابرات البريطاني. أشار عطية إلى أن مهمة الجهاز الأساسية كانت جمع المعلومات الاستخباراتية ومتابعة التحركات السياسية والاجتماعية، خاصة في ظل تصاعد الحركات الوطنية التي طالبت بإنهاء الحكم الاستعماري في السودان.
تأسس أول جهاز أمن وطني عام 1957 بعد الاستقلال مباشرة تحت مسمى “جهاز الأمن الوطني”، وذلك خلال فترة الحكم الديمقراطي الأولى. أما جهاز الأمن القومي فقد نشأ أواخر عام 1969 في عهد مايو تحت إشراف عضو مجلس ثورة مايو وضابط المخابرات العسكرية الرائد مأمون عوض أبو زيد، وكان يُعرف بمسميين: “الأمن القومي” و”الأمن العام”، قبل دمجهما عام 1978 تحت مسمى “جهاز أمن الدولة”.
بعد سقوط نظام نميري عام 1985، أصرت أحزاب اليسار التي صعدت إلى السلطة على حل الجهاز فورًا، مما أدى إلى خسائر فادحة في أمن البلاد. وقد وثّق العميد أمن “م” حسن بيومي تفاصيل هذه المأساة في كتابه “جهاز أمن الدولة أمام محكمة التاريخ”.
بدأ نظام الإنقاذ بجهازين للامن الداخلى واخر للخارجى قبل دمجمهما تحت مسمى الامن والمخابرات الوطنى في العام 2004 وتاسس هذا الجهاز الجديد على انقاض جهاز امن على أنقاض الجهاز المايوي.
حاولت قوى اليسار تكرار المأساة عقب التغيير في 2019 حيث تم تغيير اسمه إلى جهاز المخابرات العامة ومن ثم تعرض إلى اكبر مذبحة في تاريخه بتسريح اكثر 18 الف جندى من هيئة العمليات وهى القوة الضاربة التي كان من شأنها حفظ الموزانات العسكرية. ومرة اخرى كادت الكارثة أن تقع حين تم الاتفاق على وضع الجهاز تحت إدارة الحكومة المدنية وتحويله إلى مركز دراسات يقتصر دوره على جمع المعلومات وتسليمها للشرطة. بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، استعاد الجيش كامل سلطات الجهاز، وتم تغيير اسمه إلى “المخابرات العامة”.
ظل الجهاز عبر هذه الحقب معزولًا عن شعبه، ولم تُقدر الأدوار التي يقوم بها. كانت المعارضة تنتظر دائمًا فرصة للنيل منه، رغم محاولات عديدة في عهد الإنقاذ لتحسين صورته عبر الانفتاح على المجتمع الأهلي، والمشاركة في أنشطة الرياضة والفنون. لكن الصورة السلبية بقيت في أذهان المعارضين والعامة.
3
الآن، بعد الحرب، بدا واضحًا أن صورة الجهاز تغيرت كليًا. برزت أدوار جديدة للمخابرات العامة، حيث رأى الشعب أن الجهاز لا يقتصر على أدواره التقليدية في جمع المعلومات، مكافحة التجسس، ورقابة التخريب الاقتصادي. بل أصبح أفراده يحملون السلاح ويدافعون عن بلادهم في “معركة الكرامة”. وكانت ابرز ادروه هو الاختاق ات التي اضطلع الجهاز بدور رئيسى فيها.
اليوم، لا أحد يشكو من قمع الجهاز، ولا يوجد معتقل واحد من المعارضين، حتى من يدعمون الجنجويد سياسيًا. بل أصبح أفراد الجهاز أبطالًا يُستقبلون بالزغاريد والأحضان. وعندما يصلون إلى منطقة حرروها، يرتفع الهتاف: “أمن يا جن”.
هذا الحب الذي يلقاه الجهاز الآن من الشعب لم يحدث في تاريخه الطويل منذ ما قبل الاستقلال. جيل جديد أدرك الآن معنى أن يكون الوطن آمنًا، ترعاه مؤسسات قادرة ماديًا ومعنويًا وتحافظ على مقدراته ووجوده.
صمتت أبواق المعارضة الآن، ولم تعد هناك هتافات ضد الجهاز، ولا حتى نقد داخلي أو خارجي.
المحافظة على هذه الصورة المشرقة للجهاز، التي تحققت بعد معركة الكرامة، ضرورة قصوى.يجب أن تظل صورة الجهاز ومهامه الجسيمة واضحة أمام الشعب، حتى لا تتشوه بالأكاذيب والاتهامات كما حدث في السابق. صورة الجهاز كمقاتل من أجل الوطن، وحافظ لأمن الشعب وفق القانون، وحامٍ ضد اختراقات الأعداء، يجب أن تظل حاضرة لترسخ أفعاله في وجدان الشعب.
وقبل الختام لابد ازجاء تحايا خاصة لشهداء الجهاز وعضويتة التي لاتزال تمسك على بالزناد في المتحركات المتعددة والتحية لقيادة الجهاز لماقامت به من عمل داخلى وخارجى مشهود، والى قيادة الدولة التي حمت الجهاز من تغول المتربصين به واعادت له دوره الطبيعى والطليعى في صيانة امن الوطن ولابد انها الان سعيدة بالهتاف ” امن ياجن”.

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: جهاز الأمن جهاز أمن

إقرأ أيضاً:

الوزراء يكشف تفاصيل أول جهاز تنفّس صناعي مصري محلي الصنع بالكامل

نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء لقاءً مع فريق العمل المسؤول عن تطوير وتصنيع جهاز التنفس الصناعي المصري "EZVent"، الذي يُعد أول جهاز تنفس صناعي محلي الصنع بالكامل وفقًا لأحدث المواصفات والمعايير العالمية.

 أول جهاز تنفس صناعي مخصص للرعاية الحرجة

واوضح الفريق البحثي بجامعة القاهرة، ممثلة في كلية طب قصر العيني، تفاصيل حصول جهاز "EZVent" على الترخيص التجاري الرسمي، ليصبح أول جهاز تنفس صناعي مخصص للرعاية الحرجة يتم تطويره بالكامل داخل مصر، بجهود بحثية وهندسية وطبية وطنية، وبالتعاون مع إحدى الشركات الطبية المتخصصة، ووفقًا لأعلى معايير الأداء والسلامة المعتمدة دوليًا.

ثمرة سنوات من البحث والتطوير والعمل المتواصل

وقال الدكتور حسام صلاح، عميد كلية طب قصر العيني، إن هذا الإنجاز يُمثل ثمرة سنوات من البحث والتطوير والعمل المتواصل، مشيرًا إلى أن المشروع عكس تكاملًا فريدًا بين التخصصات الطبية والهندسية.

كما أوضح الدكتور عبد المجيد قاسم، وكيل الكلية، أنه تم تنظيم ورش عمل متخصصة لتدريب المهندسين على الاستخدامات الطبية لجهاز التنفس الصناعي، قبل بدء التجارب ما قبل الإكلينيكية بمركز التعليم المتطور في كلية طب قصر العيني.

من جانبه، أشار الدكتور طارق الجوهري، رئيس قسم الحالات الحرجة بالكلية، إلى أن التجارب على الجهاز بدأت منذ نحو أربع سنوات، واشتملت في البداية على تجارب حيوانية للتأكد من سلامة الجهاز وجدواه قبل استخدامه على البشر.

الجهاز خضع لسلسلة من الاختبارات الدقيقة

وأكد الدكتور محمود الفقي، أستاذ الجراحة بكلية طب قصر العيني، أن الجهاز خضع لسلسلة من الاختبارات الدقيقة، وتم التحقق من توافقه التام مع المعايير الأجنبية والدولية المعتمدة في مجال أجهزة التنفس الصناعي.

الوزراء: الأزمات الجيوسياسية تعيد تشكيل خريطة ممرات الطاقة العالميةمشروعات مصرية كبرى لمُواجهة تأثير سد النهضة وتصريحات «مستفزة» لرئيس وزراء إثيوبيا |تفاصيل

ويعكس هذا الإنجاز نجاح كلية طب قصر العيني في توفير بيئة بحثية وتنظيمية محفزة، مكّنت فرق العمل من التعاون البنّاء بين مختلف الأقسام، وضمنت استمرارية المشروع بكفاءة عالية، كما يُعد هذا المشروع خطوة مهمة نحو تحقيق صناعة وطنية مستدامة في مجال الأجهزة الطبية، تلبي احتياجات السوق المحلية، وتفتح آفاقًا واعدة للتنافس على المستوى الدولي.

ويُجسّد نجاح تطوير جهاز "EZVent" نقلة نوعية على طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأجهزة الطبية الحيوية، لا سيما في أوقات الأزمات والطوارئ، كما يعكس نجاح الدولة المصرية في الربط بين البحث العلمي والتطبيق الصناعي، وتحويل المعرفة إلى منتج عملي يخدم المجتمع ويعزز الأمن الصحي الوطني.

طباعة شارك جهاز التنفس الصناعي المصري تطوير وتصنيع جهاز التنفس الصناعي المصري أول جهاز تنفس صناعي محلي الصنع جامعة القاهرة كلية طب قصر العيني

مقالات مشابهة

  • جهاز الرقابة يرفع تقريره السنوي لعام 2024 إلى المقام السامي
  • "جهاز الرقابة" يتلقى 1378 شكوى وبلاغًا لمخالفات مالية وإدارية
  • أحمد رمضان يكتب: «الزعيم.. عادل إمام» مهما طال الغياب
  • السمدوني: إنشاء جهاز لتنظيم اللوجستيات أصبح ضرورة ملحة
  • شبكة مخدرات عالمية في قبضة الشرطة.. والمخابرات السودانية تكشف الكثير
  • الوزراء يكشف تفاصيل أول جهاز تنفّس صناعي مصري محلي الصنع بالكامل
  • الأمن الداخلي ينفي تعرّض المريمي للتعذيب ويُعلن إخلاء مسؤوليته القانونية
  • جهاز الأمن الداخلي يكشف تفاصيل توقيف «عبد المنعم المريمي»
  • جهاز الاستثمار العُماني من الأرقام إلى خلق الأنماط
  • ترك: البرهان وكباشي ومساعديه، ومدير جهاز المخابرات العامة، صمدوا ورفضوا الإغراءات