البابا تواضروس الثاني يستقبل جموع المهنئين بـ عيد الميلاد المجيد
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
يستقبل قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية جموع المهنئين بمناسبة عيد الميلاد المجيد من قيادات الدولة والآباء الأساقفة والكهنة وشعب الكنيسة، بالمقر البابوي بالأنبا رويس.
صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، قداس عيد الميلاد المجيد، في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة.
شارك في القداس، الذي بدأ مساء أمس وانتهى مع أولى ساعات اليوم الثلاثاء، تسعة من أحبار الكنيسة وعدد الآباء الكهنة وخورس الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس، بينما امتلأت جنبات الكاتدرائية بالمصلين.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، المصلين احتفالهم، حيث زار الكاتدرائية وهنأ قداسة البابا وجميع الحاضرين وكافة المصريين، وألقى كلمة مناسبة.
حضر للتهنئة في قداس العيد كبار رجال الدولة ووفود من مجلسي النواب والشيوخ، والوزارات والأحزاب السياسية، والنقابات والعديد من الهيئات والمؤسسات. كما حضر للتهنئة سفراء عدد من الدول ورجال السلك الدبلوماسي، وممثلو بعض الطوائف المسيحية.
وقدم نيافة الأنبا إرميا الأسقف العام الشكر لكافة المهنئين الذين حضروا الصلاة أو للمقر البابوي أو أرسلوا برقيات تهنئة بالعيد.
واسته قداسة البابا عظته التي ألقاها بعد قراءة الإنجيل بالتهنئة بالعيد، مقدمًا الشكر للرئيس السيسي، ثم تحدث في موضوع عظة الميلاد والتي حملت عنوان "نوعيات القلوب التي اجتمعت حول المسيح المولود"، وهي:
- قلوب باردة: وهي التي تعيش بعيدًا عن الله، وتحيا في الخطية.
- قلوب دافئة.
وشرح قداسته تلك القلوب من خلال مَثَل الزارع، ونوعيات الأرض التي سقطت فيها البذور، كالآتي:
- القلوب الباردة وتُمثلها: أرض الطريق، وأرض الحجر، وأرض الشوك.
- القلوب الدافئة وأمثلتها: أ- القلب الذي يعمل بالخوف، وتُمثله الأرض التي أثمرت ثلاثين في المئة.
ب- القلب الذي يعمل بالأجرة، وتُمثله الأرض التي أثمرت ستين في المئة.
ج- القلب الذي يعمل بالحب، وتُمثله الأرض الكاملة التي أثمرت مئة في المئة.
ووضع قداسة البابا الصفات التي تجعل الإنسان له قلبًا دافئًا من خلال الشخصيات التي اجتمعت حول السيد المسيح في الميلاد، كالآتي:
- الإنسان الذي يحيا الحياة البسيطة، مثل الرعاة الذين هم أول المستقبلين لبشارة الميلاد، وكانوا يتكلون على الله في حياتهم.
- الإنسان الذي يبحث عن الحقيقة، مثل المجوس (علماء من المشرق) الذين كانوا باحثين عن الحقيقة، وأرشدهم نجم في السماء إلى ملك مولودًا في أورشليم.
- الإنسان الذي يعمل في صمت، مثل يوسف النجار الذي كان صمته مؤثرًا، وكلمة يوسف معناها "يزيد في النعمة"، فالصمت يأتي بالنعمة أكثر فأكثر.
- الإنسان الذي يجعل قلبه دائمًا نقيًّا من الخطية، مثل السيدة العذراء التي قدمت مثالًا في الاتضاع والنقاوة القلبية، "«هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ»" (لو 1: 38).
- الإنسان الذي يبحث عن الحل ويعمل في هدوء، مثل صاحب المذود، فهو الإنسان الذي يساعد الآخر.
وأكّد قداسة البابا أن الإنسان لكي يعيش بقلب دافئ يحتاج إلى الحب والحكمة والرحمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البابا تواضروس الرئيس عبد الفتاح السيسي عيد الميلاد المجيد قداس عيد الميلاد المجيد المهنئين المزيد قداسة البابا الإنسان الذی الذی یعمل
إقرأ أيضاً:
بابا الفاتيكان يتأمل في سر الموت: عبور الإنسان نحو النور الأبدي
استأنف اليوم، قداسة البابا لاوُن الرابع عشر، بابا الفاتيكان تعليمه الأسبوعي، بساحة القديس بطرس بالفاتيكان، مسلطًا الضوء على موضوع "سرّ الموت"، واصفًا إياه بأنه اللغز الأكثر طبيعية والأكثر غرابة في آن واحد.
وافتتح الأب الأقدس مقابلته بالإشارة إلى التساؤلات العميقة التي يثيرها الموت في النفس البشرية، مشددًا على أنه رغم كونه مصيرًا حتميًا لكل كائن حي، فإن الرغبة في الخلود تجعل الإنسان يراه أحيانًا كما لا معنى له.
وانتقد الحبر الأعظم الاتجاه المعاصر الذي يحوّل الموت إلى موضوع "تابو"، حيث يتم تجنبه، وتناوله بحذر خوفًا من إزعاج الحساسية البشرية، ما يؤدي إلى النفور من زيارة المقابر التي تنتظر فيها أجساد الراقدين القيامة.
وأشار بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى مفارقة الإنسان، بوصفه الكائن الوحيد الذي يدرك حتمية فنائه، وهو ما يزيد من ثقل الموت عليه مقارنة بالكائنات الأخرى. هذه المعرفة تخلق شعورًا بالوعي، والعجز معًا، ما يفسر أحيانًا الهروب الوجودي، وعمليات التجاهل أمام مسألة الموت.
التأمل في الموتواستند قداسة البابا إلى تعاليم القديس ألفونس ماريا دي ليغوري في كتابه "التحضير للموت"، مؤكدًا أن التأمل في الموت يجعله معلمًا عظيمًا للحياة، ويحث الإنسان على اختيار ما يجب فعله في حياته، والسعي لما ينفعه لملكوت السماوات، والتخلي عن الزائل والفائض.
كذلك، حذر الأب الأقدس من وعود التقدم التكنولوجي المعاصر بإطالة العمر، متسائلًا: "هل يمكن للعلم حقًا أن ينتصر على الموت؟ وإذا تحقق ذلك، هل يمكن ضمان أن الحياة غير المنتهية ستكون حياة سعيدة؟.
وأكد عظيم الأحبار أن قيامة المسيح تكشف الحقيقة النهائية، فالموت ليس نهاية، بل جزء أساسي من الحياة كمعبر إلى الحياة الأبدية، مشيرًا إلى النور الذي أضاء ظلام الجلجثة كما وصفه الإنجيلي لوقا: " وكان اليوم يوم التهيئة وقد بدت أضواء السبت".
واختتم قداسة البابا لاون الرابع عشر تعليمه بالتأكيد أن "أنوار السبت" تمثل فجر القيامة الجديد، الذي يضيء لغز الموت بالكامل، وبفضل المسيح القائم، يمكن للإنسان أن ينظر إلى الموت على أنه "أخ"، كما فعل القديس فرنسيس الآسيزي.