"أشعة ليزر صينية لا كوارث طبيعية".. حرائق هاواي تثير المخيلة وتنشط نظريات المؤامرة
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
تستغل حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تنكر أزمة تغيّر المناخ، حرائق الغابات المميتة في هاواي لدفع نظريات مؤامرة تتحدث عن استخدام أشعة ليزر عالية الطاقة لإشعال النيران.
أدت منشورات تتحدث عن هذه التقنيات أو تدعي أن الحرائق تم إشعالها عمداً بهدف إقامة مدن صديقة للمناخ، إلى ملايين المشاركات عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس.
وكتب الإذاعي اليميني المتطرف ستو بيترز عبر المنصة المذكورة "فقط سلاح طاقة موجهة يمكنه التسبب بهذا النوع من الدمار". وغرّد تغريدات أخرى تصبّ في هذا الاتجاه.
تلقي هذه السردية الضوء على ما يعتبر خبراء المعلومات المضللة أنه توجه ينكر فيه منظرو المؤامرة علم تغير المناخ استجابة لأحداث الطقس المتطرفة.
في أي وقت يحصل فيه حدث متعلق بالمناخ مع دعوات إلى تسريع العمل المناخي، تكون هناك محاولة مقابلة لتشويه سمعة علوم المناخ وفصل الحدث عن تغير المناخ وإلقاء اللوم فيه على أمر آخر أرونيما كريشنا باحثة في جامعة بوسطن تدرس التضليل المناخي "هاواي مستهدفة بأنظمة عسكرية متقدمة"ضاقت منصات التواصل الاجتماعي مثل إكس بمنشورات تدعي كذباً أنها تعرض صوراً ومقاطع فيديو يظهر فيها استهداف هاواي بأنظمة عسكرية متقدمة، تستخدم طاقة كهرومغناطيسية مركزة ويتم تطويرها في الولايات المتحدة للدفاع الصاروخي والمسيرات.
ولكن الصور التي تنتشر عبر الإنترنت غير مرتبطة بالحرائق التي أدت إلى مصرع ما لا يقل عن 111 شخصاً وإلى تدمير مدينة لاهاينا الساحلية في جزيرة ماوي.
وكشفت خدمة تقصي الحقائق في فرانس برس عن منشورات مزيفة تحرف لقطات لإطلاق صاروخ سبيس إكس في كاليفورنيا، وشعلة في مصفاة نفط في أوهايو، وتوهج خطوط كهرباء في لويزيانا، وانفجار قمر صناعي ومحول صيني في تشيلي، من بين صور أخرى قديمة متداولة بلغات متعددة.
وقام البعض بمشاركة صورة تم التلاعب بها لإضافة شعاع من الضوء في السماء، بينما ادعى آخرون أنّ ظواهر طبيعية- مثل عدم احتراق بعض الأشجار- تدل على وجود أشعة ليزر.
مؤامراتقال إيان بويد، وهو خبير في أسلحة الطاقة الموجهة في جامعة كولورادو، لفرانس برس إن نظرية المؤامرة تتحدى الواقع جزئياً لأن الليزر الذي يتمتع بقوة كافية لإشعال حرائق هاواي يتطلب "كمية هائلة من الهواء" أو مركبة فضائية لا يمكن أن تمرّ من دون أن تتم ملاحظتها.
وحتى الآن، لا تزال السلطات تحقق في سبب اندلاع الحرائق الأكثر فتكاً منذ أكثر من قرن في الولايات المتحدة. ووضع جزء كبير من أرخبيل هاواي في حالة إنذار قصوى [اللون الأحمر] من خطر اندلاع حرائق مع مرور إعصار جلب رياحاً قوية إلى منطقة تحوي نباتات جافة.
وتحدثت وسائل الإعلام الأمريكية عن سقوط خطوط الكهرباء كمصدر محتمل للحريق، غير أن ذلك يبقى حتى الآن في خانة التكهنات.
"كذبة تكبُر مع السنوات"من جانبها، أشارت جيني كينغ رئيسة أبحاث وسياسات المناخ في معهد الحوار الاستراتيجي في لندن إلى أنّ المعلومات المضللة عن حرائق الغابات تطورت مدى الأعوام.
تتقاطع هذه النظرية مع وجود عالم تآمري محوره عصابة عالمية أو نظام عالمي جديد أو مجموعة غامضة من النخب تحاول تطبيق أجندتها. جيني كينغ رئيسة أبحاث وسياسات المناخ في معهد الحوار الاستراتيجي في لندنففي عام 2018، أشارت عضو الكونغرس مارجوري تايلور غرين عبر منشور على فيسبوك إلى احتمال تسبب شعاع أطلق من الفضاء في اندلاع حرائق في كاليفورنيا ذلك العام.
ولاحظت كينغ أن غالبية المعلومات المضللة حول حرائق الغابات العالمية في عام 2019 سعت إلى إلقاء اللوم على أشخاص بدلاً من التغير المناخي.
وبحسب كينغ فإن المزاعم الحديثة العهد حول استخدام الحكومة لأشعة ليزر بهدف إقامة مدن صديقة للمناخ، تركز على الفكرة المركزية نفسها التي تدعي أن الاحتباس الحراري ليس مهماً. وتقوم أيضاً باستدعاء نظرة عالمية لدى داعمي نظريات مؤامرة أخرى بينها "كيو آنون".
شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فيديو: فاجعة لاهاينا المدينة التاريخية.. عدد قتلى حرائق هاواي يبلغ 106 وبايدن يزور الجزيرة في 21 آب كل ما نعرفه عن الحريق الكارثي في جزيرة ماوي بأرخبيل هاواي فيديو: فتح تحقيق في إدارة السلطة لأزمة الحرائق المدمرة بغابات هاواي.. صور جوية تظهر جحيما مستعرا حرائق الولايات المتحدة الأمريكية هاواي الاحتباس الحراري والتغير المناخي نظريات المؤامرةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: حرائق الولايات المتحدة الأمريكية هاواي الاحتباس الحراري والتغير المناخي نظريات المؤامرة روسيا فلاديمير بوتين الصين إيطاليا حكم السجن ضحايا جو بايدن جريمة اعتقال هولندا السعودية روسيا فلاديمير بوتين الصين إيطاليا حكم السجن ضحايا
إقرأ أيضاً:
الفيضانات الشديدة في آسيا تتفاقم بفعل التغير المناخي
بانكوك "أ.ف.ب": ساهم ارتفاع حرارة البحار وتزايد غزارة الأمطار المرتبطان بالتغير المناخي في التسبب بالفيضانات التي أوقعت مئات القتلى مؤخرا في إندونيسيا وسريلانكا، ولا سيما مع اقترانها بالخصائص الجغرافية في البلدين، على ما أوضح علماء أمس. وترافقت عاصفتان استوائيتان مع انهمار كميات هائلة من الأمطار على المنطقة الشهر الماضي، ما أثار انهيارات أرضية وفيضانات أودت بأكثر من 600 شخص في سريلانكا وحوالى ألف في إندونيسيا، كما أصيب الآلاف بجروح وما زال المئات في عداد المفقودين. وعددت دراسة سريعة للعاصفتين أجرتها مجموعة دولية من العلماء العوامل المختلفة التي تسبب تضافرها بالكارثة. ومن بين هذه العوامل هطول أمطار أكثر غزارة وارتفاع حرارة البحار على ارتباط بالتغير المناخي، بالإضافة إلى ظواهر جوية مثل "إلنينيا" و"ثنائية القطب" في المحيط الهندي. وقالت مريم زكريا الباحثة في كلية إمبيريال كولدج في لندن وهي من واضعي الدراسة، إن "التغير المناخي هو عامل على الأقل من العوامل التي تساهم في تزايد المتساقطات القصوى التي نشهدها". ولم تنجح الأبحاث في تحديد مدى تأثير التغير المناخي بصورة دقيقة، لأن النماذج لا تعكس بصورة كاملة بعض الظواهر المناخية الموسمية والمحلية، على ما أوضح الباحثون. غير أنهم لاحظوا أن التغير المناخي زاد من حدة الأمطار الغزيرة في البلدين خلال العقود الأخيرة وساهم في ارتفاع حرارة سطح البحر، ما يمكن أن يزيد من شدة العواصف. وأوضحت زكريا متحدثة للصحافيين أن عدد الأمطار القصوى في مضيق ملقة بين ماليزيا وإندونيسيا "ازداد بحوالى 9 إلى 50% بسبب ارتفاع الحرارة في العالم". وتابعت أنه "في سريلانكا، فإن التوجهات أكثر حدة، إذ باتت الأمطار الغزيرة أكثر كثافة بـ28 إلى 160% بسبب الاحترار الذي لاحظناه". كما أن عوامل أخرى تساهم أيضا في هذا التوجه، مثل إزالة الغابات والتضاريس الجغرافية التي توجه الأمطار الغزيرة إلى السهول المكتظة بالسكان. وما زاد من حدة الأمطار والفيضانات، تزامنها مع موسم الرياح في المنطقة، ولو أن حجم الكارثة يكاد يكون غير مسبوق. ويحذر العلماء من أن تغير المناخ الناتج من النشاط البشري يجعل الظواهر المناخية القصوى أكثر تواترا وشدة وتدميرا.