في هدوء واسترخاء عطلة الأعياد ونهاية العام، هناك مكان في أمريكا يضج بالصخب السياسي والمفاجآت المتوالية. هناك، في بالم بيتش بولاية فلوريدا تحول منتجع مارا لاغو، حيث يقيم الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إلى منصة لإطلاق التصريحات النارية التي يتطاير شررها في أرجاء العالم، والتي تبدو سمة النسخة المعدلة الجديدة للفترة الرئاسية القادمة التي ستبدأ بعد دراما غير مسبوقة في تأريخ الانتخابات الأمريكية.
السيد الرئيس القادم بدأ يلوح بالعصى الغليظة في اتجاهات مختلفة، الوعيد طال دولاً عديدة، لكن أكثر تصريحاته غرائبية ما أطلقه قبل يومين دون أي تردد أو تحفظ من رغبته بضم غرينلاند «التي أرسل ابنه في زيارة استكشافية لها» وقناة بنما، ليس ذلك فحسب ولكن أيضاً ضم كندا لتكون الولاية رقم 51، مشيداً بفوائد هذا الضم للبلدين.
لقد توقعنا أن يكتفي الرئيس المنتخب بتهديداته الاقتصادية للصين والمكسيك وكندا بفرض ضرائب ورسوم جمركية عالية، لكنه يبدو أن أجواء مارا لاغو الحالمة جعلته يتمادى في الأحلام لتصل إلى ضم دولة كبيرة مجاورة عضو في الأمم المتحدة، مساحتها قرابة 10 ملايين كيلومتر مربع وعدد سكانها يزيد على 41 مليوناً. ما علينا من ذلك الذي لن يحدث بالنسبة لكندا، وما علينا من الجبهات الأخرى التي سيخوضها، يهمنا تهديده بتحويل الشرق الأوسط إلى جحيم إذا لم يعد الرهائن المحتجزون لدى حماس قبل دخوله البيت الأبيض.
لا ندري أي جحيم في مخيلة السيد ترامب أكثر وأسوأ من الجحيم الذي حدث في غزة ولبنان والضفة وسوريا وما زال مستمراً، وإذا ما أضفنا إلى ذلك ما يحدث في اليمن والعراق والسودان وليبيا فإن الشرق الأوسط كله في جحيم حقيقي لا يمكن تصور ما هو أسوأ منه. لقد قال ترامب سابقاً إنه سوف ينهي الحروب المندلعة لكنه الآن يعد بالجحيم لأن إسرائيل هي محور المعادلة دون النظر إلى الجحيم الذي ألحقته بقطاع غزة الذي تم محو كل شيء فيه وأصبح غير قابل للحياة.
حكومة نتانياهو تعرقل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين في غزة، وتتمدد في الضفة الغربية وتقضم المزيد من الأراضي السورية خلافاً لاتفاق فك الاشتباك، وتتمادى في استخدام القوة في أجزاء من المنطقة بجرأة كبيرة، وبالتالي فهي الطرف الذي يجب لجمه وإجباره على التوقف عن هذه السياسة ليتسنى الوصول إلى اتفاق معقول لوقف الحرب وعودة الرهائن، كما يجب أن يستوعب الرئيس ترامب أن إسرائيل بهذا التوسع وخلط الأوراق تتطلع فيما تتطلع إلى تعقيد إمكانية تنفيذه لرغبته في إطفاء الحروب والنزاعات إذا كان جاداً في ذلك.
هناك فرصة للرئيس ترامب للمساهمة في إطفاء الجحيم الراهن يمكنه تحقيقها إذا فكر بموضوعية وبشكل محايد وليس وفق السردية الإسرائيلية، وأما بخلاف ذلك فإن الأمور لن تمضي إلا للأسوأ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب
إقرأ أيضاً:
ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
كشفت "القناة 12" الإسرائيلية أنه من بين الخطوات التي يجري النظر فيها من قبل "إسرائيل" والولايات المتحدة من أجل زيادة الضغط على حركة حماس، هو الطلب بتسليم كبار مسؤوليها في الخارج، أو نفيهم من قطاع غزة.
وفي الأيام الأخيرة عبّر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عن آرائهم، ودعوا إلى تغيير السياسة في غزة، ودراسة بدائل للمفاوضات لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وقالت القناة إن "تصريحات ترامب وروبيو ونتنياهو حول تغيير كبير في القتال كانت منسقة، وقد تحدثوا هاتفيًا بعد رد حماس على مقترح الوسطاء، وأدرك الأمريكيون أن حماس تكسب الوقت وليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق في الجولة الحالية من المحادثات، تعتقد حماس أن الضغط الداخلي والدولي سيجبر إسرائيل على إنهاء الحرب بشروط تصب في مصلحتها".
وأضافت أنه بسبب ذلك "يقول كل من ترامب وروبيو ونتنياهو، بعبارات مختلفة، إن إسرائيل قد تتخذ خطوات جديدة، قد تشمل هذه الخطوات عدة مسارات عمل: الضغط على قيادة حماس في الخارج - من خلال الاغتيالات أو طلب أمريكي وإسرائيلي بتسليمهم".
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن التهديد بـ"الاستيلاء على أراضٍ من قطاع غزة إذا لم تُفرج حماس عن الأسرى خلال فترة زمنية محددة. كما تدرس إسرائيل خيارات أخرى".
وقال وزير الخارجية الأمريكي روبيو لعائلات الأسرى في واشنطن: "نحن بحاجة إلى إعادة نظر جادة للغاية". بينما ألمح ترامب إلى أن "الوقت قد حان لإسرائيل لتصعيد الحرب أكثر من أجل التخلص من حماس وإكمال المهمة".
وأوضحت القناة أن "إسرائيل غير متأكدة مما إذا كان هذا تكتيكًا تفاوضيًا أم تغييرًا حقيقيًا في توجه ترامب، مما يمنح نتنياهو الضوء الأخضر لاستخدام وسائل عسكرية أكثر تطرفًا".
وقال ترامب للصحفيين بعد وصوله إلى اسكتلندا: "ما حدث مع حماس أمرٌ فظيع، لقد استفزوا الجميع.. سنرى ما سيحدث. سنرى رد فعل إسرائيل على هذا. لكن يبدو أن الوقت قد حان".